سؤال عن صحة كلام ابن عاشور في ترتيب آيات وسور القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل لو تكرمتم توضحون لنا مقصد ابن عاشور من كلامه هذا في مقدمته السادسة في تفسيره: (وعندي أنه إن كان حديث عمر وهشام بن حكيم قد حسن إفصاح راويه عن مقصد عمر فيما حدث به بأن لا يكون مرويا بالمعنى مع إخلال بالمقصود أنه يحتمل أن يرجع إلى ترتيب آي السور بأن يكون هشام قرأ سورة الفرقان على غير الترتيب الذي قرأ به عمر فتكون تلك رخصة لهم في أن يحفظوا سور القرآن بدون تعيين ترتيب الآيات من السورة، وقد ذكر الباقلاني احتمال أن يكون ترتيب السور من اجتهاد الصحابة كما يأتي في المقدمة الثامنة. فعلى رأينا هذا تكون هذه رخصة. ثم لم يزل الناس يتوخون بقراءتهم موافقة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان ترتيب المصحف في زمن أبي بكر على نحو العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجمع الصحابة في عهد أبي بكر على ذلك لعلمهم بزوال موجب الرخصة.) جزاكم الله خيرا ونفع بكم |
اقتباس:
هذا المحمل لا يصحّ، وقد خالفه ابن عاشور نفسه في مقدمته عند حديثه عن مراتب القراءات، وهو محمل معارض لنص قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (سمعت هشام بن حكيم بن حزام، يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلّم...) ولو كان المراد على غير الترتيب لكان من اليسير أن يقول: على غير الترتيب الذي أقرأنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم إن آيات القرآن متوالية ومتناسبة ولا يسمى ما كان فيها من القصص والأخبار، والحجج والتقريرات، فإذا غيّر ترتيبها لم يُفهم معناها على الوجه. وكذلك فإنّ قراءته كانت في الصلاة لقوله: (فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلّم) وهذا يدفع احتمال أن يكون قرأها ليتحفّظها مما يحتاج معه المتحفّظ إلى إعادة بعض الآيات. |
الساعة الآن 09:54 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir