سؤال عن ما يذكر من تهويلات لكي يجعلوا كل شيء معجز
فضيلة الشيخ
كثرة الخرافات والتهويلات لأجل أن يجعلوا كل شيء معجز، ومن أعجب ما جاءني رسالة أتت إلي وأريد رأي فضيلتكم فيها وردكم عليها ليتم إرساله لمن يتداولون هذه الرسالة جزاك الله خيرا .. وهذا نصها: اقتباس:
|
اقتباس:
الأول: أنه قد ثبت أن لأعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم مكراً كبيراً لتشكيك المسلمين في دينهم ومن طرقهم في المكر ادعاء الإعجاز العلمي والتشريعي في أمور لا تصح، ونشرها بين الناس حتى إذا اطمأنوا إليها وعدوها من الدين أظهروا ما يبطلها وينقضها ويظهر تكلفها. الأمر الثاني: أن قواعد الاستدلال العلمي معروفة لدى علماء الشريعة العارفين بها ، وغالب ما يدعيه أولئك مما يعلم العلماء عدم جريانه على قواعد الاستدلال العلمي، ولذلك ينبغي لمن بلغه شيء من ذلك وهو لا يعلم صحته ألا يبادر لنشره حتى يسأل أهل العلم عن صحته. الأمر الثالث: أن بعض الناس مولع بالجديد المستحدث وكثرة تداول مثل هذه الأمور وتعجب الناس منها واستلطافهم لها فتح شهية الجهال المتكلفين الذين غرهم ثناء بعض الناس وإعجابهم فجاؤوا بتهاويل وأباطيل لا تصح وروَّج لها من لا يفقه بطلانها. الأمر الرابع: أنا لا نشك في كمال هذا الدين وسموه وائتلافه وعدم اختلافه ، وأن حكم التشريع الإلهي لا تحيط بها عقول البشر، وإنما عرفوا من ذلك بقدر ما وفقهم الله لمعرفته كل بما فتح الله له، والدعوة بهذا الأسلوب من الاكتشافات المتكلفة وادعاءات الإعجاز التي لا تصح يجعل المدعو يشكك في صحة هذا الدين لأن من دعا إليه لجأ لهذه الأساليب المتكلفة التي ربما يدرك لأول وهلة بطلانها وتكلفها والواجب في أمور الدعوة أن تكون على المنهاج النبوي، وأن يدعو المسلم إلى دين الإسلام بالحق والهدى وبما ثبتت صحته، ولا يكون عوناً للشياطين على التشكيك في الدين. وأما ما صح من ذلك وجرى وفق قواعد الاستدلال العلمي وأقره علماء الشريعة فلا بأس بتداوله ونشره. وأما المثال المذكور فالتكلف فيه ظاهر فإنه تجاوز ذكر بعض أركان الصلاة كالقيام من الركوع والجلسة بين السجدتين ونحوها وذلك لأجل أن يتوافق مع هذا الاكتشاف المتوهم وأما ما ورد في الآية فقد ذكر العلماء وجوهاً في الحكمة من ذكر اسم (أحمد) دون غيره في آية الصف من ذلك: الدلالة على أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ففي الموطأ والصحيحين من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يَمحُو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب). وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سَمَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفسه أسماءً، منها ما حفظنا فقال: (أنا محمد، وأنا أحمد، والحاشر، والمقفي، ونبي الرحمة، والتوبة، والملحمة). والقول الآخر: أن قوله: (اسمه أحمد) أن الاسم بمعنى الصفة و(أحمد) أفعل تفضيل على بابها ، فهو أحمدُ الناس في جميع الخصال، وهذا القول أفاض في تفصيله ابن عاشور في تفسيره. |
الساعة الآن 05:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir