كتاب النون - أبواب الوجهين والثلاثة والأربعة
(كتاب النون) أبواب الوجهين والثلاثة والأربعة النسيان: مكسور النون، مسكن السين. فأما النسيان - بفتح النون والسين - فتثنية عرق النسا. يقال: نسيان، ونسوان.288 - باب النسيان وذكر [بعض] أهل التفسير أن النسيان في القرآن على وجهين: - أحدهما: الترك مع العمد. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ما ننسخ من آية أو ننسها}، (على قراءة من لم يهمز). وفيها: {ولا تنسوا الفضل بينكم}، وفي طه: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} وفي السجدة: {فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم}. والثاني: خلاف الذكر. ومنه قوله تعالى في الكهف: {فإني نسيت الحوت} وفيها {لا تؤاخذني بما نسيت}، وفي الأعلى {سنقرئك فلا تنسى}. 289 - باب النجم وذكر أهل التفسير أن النجم في القرآن على ثلاثة أوجه: أحدها: الكوكب. ومنه قوله تعالى في النحل: {وعلامات وبالنجم هم يهتدون}، وفي الصافات: {فنظر نظرة في النجوم}، وفي الطارق: {النجم الثاقب}. والثاني: النبت الذي لا ساق له. ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن: {والنجم والشجر يسجدان}، فالنجم ما لا ساق له والشجر كل نبت له ساق. والثالث: ما كان ينزل من القرآن متفرقا. ومنه قوله تعالى [في النجم]: {والنجم إذا هوى}، وفي الواقعة: {فلا أقسم بمواقع النجوم}. 290 - باب النبات والمنبت: الأصل. وذكر أهل التفسير أن النبات في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: النبات بعينه. ومنه قوله تعالى في المؤمنين: {تنبت بالدهن} وفي عبس: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا}. والثاني: الإخراج: ومنه قوله تعالى في البقرة: {كمثل حبة أنبتت سبع سنابل}. والثالث: الخلق. ومنه قوله تعالى في سورة نوح: {والله أنبتكم من الأرض نباتا}. الرابع: التربية. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وأنبتها نباتا حسنا}، قال ابن عباس رضي الله عنه كانت تنبت في اليوم ما ينبت المولود في عام. وقال قتادة في هذه الآية: حدثنا أنها كانت لا تصيب الذنوب، فان قيل: كيف قال [الله]: {والله أنبتكم من الأرض نباتا} ولم يقل إنباتا فالجواب ان المعنى: والله أنبتكم من الأرض فنبتم نباتا فيكون مصدر المحذوف مقدر. ومثله: وأنبتها نباتا حسنا، أي: فنبتم نباتا حسنا. 281 - باب النجاة وفلان نجي فلان ومناجيه. والجمع: أنجية. وأنتجيت فلانا: اختصصته بمناجاتي. وذكر بعض المفسرين أن النجاة في القرآن على أربعة أوجه: أحدها: الخلاص من الضرر. ومنه قوله تعالى (البقرة) {وإذ نجيناكم من آل فرعون}. والثاني: السلامة من الهلاك. ومنه قوله تعالى في يونس: {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين}، وفي الشعراء: {وأنجينا موسى ومن معه أجمعين}. والثالث: الارتفاع. ومنه قوله تعالى في يونس: {فاليوم ننجيك ببدنك} أي: نرفعك على أعلى البحر. والرابع: التوحيد. ومنه قوله تعالى في حم المؤمن: {ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار}. 292 - باب النشر أحدها: التفرق. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {فإذا طعمتم فانتشروا} وفي القمر: {كأنهم جراد منتشر}، وفي الجمعة: {فانتشروا في الأرض}. والثاني: البسط. ومنه قوله تعالى في الكهف: {ينشر لكم ربكم من رحمته} وفي عسق: {وينشر رحمته}. والثالث: البعث. ومنه قوله تعالى في الأنبياء: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون}، وفي الفرقان: {ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا} وفيها: {بل كانوا لا يرجون نشورا}. والرابع: الإحياء. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وانظر إلى العظام كيف ننشرها} وفي الزخرف: {فأنشرنا به بلدة ميتا}، أي: أحيينا. 293 - باب النشوز قال ابن قتيبة: النشوز: بغض المرأة لزوج. يقال: نشزت المرأة على بعلها، ونشصت، إذا تركته ولم تطمئن عنده. وأصل النشوز: الانزعاج. وقال الزجاج: نشزت المرأة تنشز وتنشز. ومثله: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} وانشزوا)، واشتقاقه من النشز، وهو المكان المرتفع. وذكر أهل التفسير أن النشوز في القرآن على أربعة أوجه: أحدها: عصيان المرأة زوجها. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن}. والثاني: ميل الرجل عن امرأته إلى غيرها. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا}. والثالث: الارتفاع. ومنه قوله تعالى في المجادلة: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا}. والرابع: الحياة. ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها}. 294 - باب النصر إذا ودع الشهر الحرام فودعي = بلاد تميم وانصري أرض عامر وذكر أهل التفسير أن النصر في القرآن على أربعة أوجه: أحدها: المنع. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون}، وفي الشعراء: {هل ينصرونكم أو ينتصرون} أي: يمنعونكم من عذاب الله. وفي المؤمن: {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا}، وفي الصافات: {مالكم لا تناصرون}. والثاني: العون. ومنه قوله تعالى في الحج: {ولينصرن الله من ينصره}، وفي الحشر: {ولئن قوتلتم لننصرنكم}، وفي سورة محمد (صلى الله عليه وسلم): {إن تنصروا الله ينصركم}. والثالث: الظفر. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وانصرنا على القوم الكافرين}، ومثله في إل عمران. والرابع: الانتقام. ومنه قوله تعالى في عسق: {ولمن انتصر من بعد ظلمه}، وفي سورة محمد (صلى الله عليه وسلم): {ولو شاء الله لانتصر منهم} وفي القمر: {إني مغلوب فانتصر}. 295 - باب النظر قال شيخنا علي بن عبيد الله: النظر يقال على وجوه: أحدها: الإدراك بحاسة البصر. والثاني: بمعنى الانتظار. والثالث: بمعنى الرحمة. والرابع: بمعنى المقابلة والمحاذاة. يقال: داري تنظر دار فلان، ودورهم تتناظر، أي: تتقابل والخامس: بمعنى الفكرة في حقائق الأشياء لاستخراج الحكم (بالاعتبار ليصل بذلك إلى العلم بالمعلومات). وذكر أهل التفسير أن النظر في القرآن على أربعة أوجه: أحدها: الرؤية والمشاهدة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}، وفيها: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه}، وفي الأعراف: {أرني أنظر إليك}، وفيها: {وتراهم ينظرون إليك}، وفي القيامة: {إلى ربها ناظرة}. والثاني: الانتظار. ومنه قوله تعالى في البقرة: {لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا}، وفي النساء: {واسمع وانظرنا}، وفي النمل: {فناظرة بم يرجع المرسلون}، وفي يس: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة}، وفي الحديد: {انظرونا نقتبس من نوركم}، وفي ص: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة}. والثالث: التفكر والاعتبار. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {انظروا إلى ثمره}، وفي يونس: {قل انظروا ماذا في السموات والأرض}، وفي عبس: {فلينظر الإنسان إلى طعامه}، وفي الغاشية: {أفلا ينظرون إلى الإبل: كيف خلقت}، وفي الطارق: {فلينظر الإنسان مم خلق}. والرابع: الرحمة. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ولا ينظر إليهم يوم القيامة}. |
الساعة الآن 07:59 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir