وجوه لفظ (الاتباع) ووجوه لفظ (الزبر) ووجوه لفظ (الفرح)
الاتباع
على وجهين: الوجه الأول: الاتباع: الذي يتبع صاحبه على دينه. فذلك قوله في البقرة: {إذ تبرأ الذين اتبعوا}، على دينهم، {من الذين اتبعوا}، على دينهم، {وقال الذين اتبعوا}، غيرهم على دينهم، {لو أن لنا كرة} [166-167]. وقال في إبراهيم: {فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا} [21]. على دينكم. مثلها في المؤمن. وقال في الأعراف: {لئن اتبعتم شعيبا}، على دينه، {إنكم إذا لخاسرون} [90]. وقال في الشعراء: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} [111]. الوجه الثاني: الاتباع: الذي يتبع صاحبه فيسير على أثره دائما. فذلك قوله في الشعراء لقوم فرعون: {فأتبعوهم مشرقين} [60]. يعني: اتبعوا موسى وقومه مشرقين فساروا على أثرهم حين أشرقت الشمس. وقال في طه: {فأتبعهم فرعون بجنوده}، فساروا في أثر موسى وبني إسرائيل، {فغشيهم من اليم ما غشيهم} [78]. الزبر على خمسة أوجه: الوجه الأول: الزبر، يعني: حديث الأمم الخالية وأمرهم الذي في الكتب. فذلك قوله في آل عمران: {بالبينات والزبر والكتاب المنير} [184]. يعني: بالآيات التي كانت تجيء بها الأنبياء إلى قومهم. والزبر والكتاب المنير، يعني: حديث الكتب وما كان قبلهم من المواعظ، والكتاب المنير، يعني: المضي في أمره ونهيه. نظيرها في الملائكة، وكذلك أيضا في النحل. الوجه الثاني: الزبر، يعني: الكتب. فذلك قوله في الشعراء: {وإنه لفي زبر الأولين} [196]. يعني: نعت محمد صلى الله عليه وسلم وبعثه وأمته لفي كتب الأولين. وكقوله في الأنبياء: {ولقد كتبنا في الزبور}، يعني: الكتب كلها، {من بعد الذكر} [105]. يعني: بعد اللوح المحفوظ. الوجه الثالث: الزبر، يعني: اللوح المحفوظ. فذلك قوله في: اقتربت الساعة: {وكل شيء فعلوه في الزبر} [القمر: 52]. يعني: في اللوح المحفوظ. الوجه الرابع: الزبر، يعني: قطع الحديد. فذلك قوله في الكهف: {آتوني زبر الحديد} [96]. يعني: قطع الحديد. كقوله في المؤمنين: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} [53]. يعني: قطعا. الوجه الخامس: الزبور، يعني: زبور داود عليه السلام. فذلك قوله في النساء: {وآتينا داود زبورا} [163]. يعني: كتاب داود. نظيرها في بني إسرائيل. الفرح على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: الفرح، يعني: البطر والمرح. فذلك قوله في القصص: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} [76]. يقول: لا تبطر ولا تمرح إن الله لا يحب البطرين المرحين: نظيرها في هود: {إنه لفرح فخور} [10]. يعني: إنه لبطر فخور. وكقوله في المؤمن: {بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق} [غافر: 75]. يقول: بما كنتم مرحين بطرين بالخيلاء والتكبر. الوجه الثاني: الفرح، يعني: الرضا. فذلك قوله في الرعد: {وفرحوا بالحياة الدنيا}، يعني: رضوا بها، {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} [26] وكقوله في الروم: {كل حزب بما لديهم فرحون} [32]. يعني: راضون. وكذلك في المؤمن: {فرحوا بما عندهم من العلم} [غافر: 83]. يعني: رضوا. الوجه الثالث: الفرح، يعني: الفرح بعينه. فذلك قوله في يونس: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا به} [22]. يعني: الفرح بعينه. |
الساعة الآن 03:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir