معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   نظم الدول (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=75)
-   -   مقدمة رَقْمِ الْحُلَلِ فِي نَظْمِ الدُّوَل تَأْلِيفُ لِسَانِ الدِّينِ بْنِ الْخَطِيبِ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=6535)

علي بن عمر 2 جمادى الأولى 1431هـ/15-04-2010م 03:29 PM

مقدمة رَقْمِ الْحُلَلِ فِي نَظْمِ الدُّوَل تَأْلِيفُ لِسَانِ الدِّينِ بْنِ الْخَطِيبِ
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[مُقَدِّمَةُ الْكِتَابِ]
الحمدُ للَّهِ الذي لا يُنْكِرُهْ = مَنْ سَرَحَتْ في الكائناتِ فِكَرُهْ
ذِي الفضلِ والقدرةِ والجلالِ = مخترعُ الخلقِ بلا مثالِ
المَلِكُ الحقُّ بلا نِهَايَهْ = ومَنْ لهُ في كلِّ شيءٍ آيَهْ
مَنْ رَفَعَ السماءَ منْ غيرِ عَمَدْ = دونَ مُعِينٍ أوْ ظهيرٍ أوْ وَلَدْ
وبثَّ في الأرضِ على الماءِ زَبَدْ = نادَتْ بهِ قُدْرَتُهُ اجْمُدْ فَجَمَدْ
وبثَّ فيها وَالِداً وما وَلَدْ = يَجْرِي من العُمْرِ لِحَدٍّ وأَمَدْ
فَمِنْ شَقِيٍّ ضَلَّ سعياً وسَعِيدْ = ومِنْ قريبٍ منْ رِضَاهُ وبَعِيدْ
وَآمِرٍ يَسْطُو على مأمورِ = ومُهْتَدٍ يَعْجَبُ منْ مَغْرُورِ
في تَعَبٍ لا ينقضي وجَهْدِ = وأَرَقٍ مُتَّصِلٍ بعدَ سُهْدِ
أُغْرِيَ عمرٌو منهمُ بِزَيْدِ = في حِيَلٍ لا تنتهي وَكَيْدِ
ولَذَّةٍ حِسِّيَّةٍ وَهْمِيَّهْ = وحالةٍ حِلْمِيَّةٍ وَهْمِيَّهْ+
حتَّى إذا ما اسْتَيْقَظُوا لمْ يَجِدُوا = شيئاً من الحُلْمِ الَّذِي قدْ عَهِدُوا
وانْتَبَهُوا كأنَّهُم ما رَقَدُوا = وحَلَّتِ الأيَّامُ ما قدْ عَقَدُوا
والوعدُ حقٌّ والإلهُ الحاكِمُ = واللَّهُ لا يَفْلِتُ منهُ الظالمُ
نَسْأَلُهُ التوفيقَ والسَّعَادَهْ = فالخيرُ للفاعلِ خَيْراً عَادَهْ
والحمدُ للَّهِ وليِّ الحمدِ = بحمْدِهِ يُفتحُ بابُ القصْدِ
فَضَّلَ في وُجُودِهِ الإِنْسَانَا = وواصلَ الإنعامَ والإِحْسَانَا
عَلَّمَنَا سُبْحَانَهُ بالقلمِ = حتَّى اسْتَفَدْنَا عِلْمَ ما لمْ نَعْلَمِ
كَمْ رَسْمِ عِلْمٍ كانَ لَوْلاهُ دَثَرْ = من حكمةٍ ومنْ بيانٍ وأَثَرْ
ومنْ لسانٍ واعتقادٍ وخبَرْ = وعبرةٍ بها لقلبٍ مُعْتَبَرْ
حتَّى علِمْنَا علمَ ما لمْ نَشْهَدِ = على نَوَى الدارِ وبُعْدِ الأَمَدِ
منْ أُمَمٍ طَوَاهُمُ صَرْفُ الرَّدَى = وجارَ في الحُكْمِ علَيْهم وَعَدَا
سَطَا على مَنْ رَاحَ مِنْهُمْ وَغَدَا = فما وَقَى البَأْسُ ولا أَغْنَى النَّدَا
الأمرُ جدُّ ما عَدَا عمَّا بَدَا = هيهاتَ لا يَلْتَمِسُ الدَّهْرُ فِدَا
كلُّ امرئٍ قَدَّمَ ما قدْ وَجَدَا = والحاكمُ الدَّيَّانُ والفصْلُ غَدَا
ثمَّ صلاةُ اللَّهِ والسلامُ = على مَن انْجَابَ بهِ الظلامُ
ووَضُحَتْ بدِينِهِ الأحكامُ = وعُلِمَ الحلالُ و الحرامُ
المُجْتَبَى منْ خيرِ أصنافِ الأمَمْ = بُحْبُوحَةِ العزِّ ويَنْبُوعِ الحِكَمْ
خيرِ رسولٍ مُصْطَفًى مُقَرَّبِ = منْ عَجَمٍ فوقَ الثَّرَى وعَرَبِ
أوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بابَ الجَنَّهْ = يُلْبِسُهُ اللَّهُ ثيابَ المِنَّهْ
ويُرْزَقُ القبولَ والشفَاعَهْ = في حِزْبِهِ يومَ تقومُ السَّاعَهْ
فَيَا لَهَا منْ حُظْوَةٍ نَفَّاعَهْ = لقدْ أطاعَ اللَّهَ مَنْ أَطَاعَهْ
أتى وبحرُ الكفرِ طَامِي اللَّجَجِ = والناسُ منْ ظَلْمَائِهِمْ في ثَبَجِ
فأوضحَ الحقَّ و أبْدَى المَذْهَبَا = وجمعَ الخلقَ وهُمْ أَيْدِي سَبَا
وأَصْبَحَتْ سامعةً مُطِيعَهْ = واتَّصَلَ الحبلُ بلا قَطِيعَهْ
وقادَ بالسَّيْفِ إلَيْهَا مَنْ أَبَى = فَعَمَّرَ الدِّينُ الوِهَادَ والرُّبَى
أَذَلَّ أعناقَ العُتَاةِ قَسْرَا = وحازَ ما تَحْتَ سَرِيرِ كِسْرَى
ونُقِلَتْ خزائنُ الهِرَقْلِ = بذا تَلَقَّيْنَا صحيحَ النَّقْلِ
وحلَّ في أَقْصَى حدودِ الغَرْبِ = مُقْتَدِحاً فيهِ زِنَادَ الحَرْبِ
في كلِّ فجٍّ مسجدٌ ومِنْبَرُ = وعَلَمٌ لدِينِهِ أوْ أَثَرُ
وراحَ حزبُ اللَّهِ فيها وَغَدَا = واللَّهُ لا يُخْلِفُ مَهْمَا وَعَدَا
صلَّى عليهِ اللَّهُ ما نَجْمٌ بَدَا = وما حَمَامُ البانِ في الْبَانِ شَدَا
ورَضِيَ الرحمنُ عنْ أَصْحَابِهِ = الْوَاثِقِينَ بِعُلَى جَنَابِهِ
أَئِمَّةِ الرُّشْدِ وأعلامِ الهُدَى = وسُرُجِ الحقِّ وأمطارِ النَّدَى
وبعدُ فالتاريخُ والأخبارُ = فيهِ لنفسِ الغافلِ اعتبارُ
وفيهِ للمُسْتَبْصِرِ اسْتِبْصَارُ = كيفَ أتى القومُ وكيفَ صَارُوا
يُجْرِي على الحاضرِ حُكْمَ الغائِبِ = فَيَثْبُتُ الحقُّ بسَهْمٍ صائِبِ
ويَنْظُرُ الدُّنْيَا بعينِ النُبْلِ = ويَتْرُكُ الجهلَ لأهلِ الجهْلِ
وإنَّنِي اغْتَرَفْتُ واللَّهُ المُعِينُ = بالنظمِ منْ مَشْرَعِهِ العَذْبِ المَعِينِ
عُلالَةً قريبةً للحِفْظِ = يَسَّرْتُ منها في وجيزِ اللَّفْظِ
أَمْلاكَ هذي الدُّولِ المَشْهُورَهْ = وذكْرَ ما ضَمَّتْ لهُ ضَرُورَهْ
منْ وقعةٍ منقولةٍ مذكورهْ = أو ثَوْرَةٍ أخبارُها مَأْثُورَهْ
ورُبَّما اسْتَوْفَيْتُ منها الصُّورَهْ = مشروحةً في نُبْذَةٍ مَنْثُورَهْ
بَدَأْتُ بالنبيِّ ثمَّ الخُلَفَا = ثمَّ بَنِي أُمَيَّةَ بلا خَفَا
في مَشْرِقٍ ثُمَّةَ في أَنْدَلُسِ = ثمَّ بَنِي عَبَّاسِهِمْ في نَفَسِ
كأنَّهُم قدْ جُمِعُوا في مجلسِ = لمْ يَبْقَ منْ أُغْفِلَ منهم أوْ نُسِي
ثمَّ مُلُوكِ التُّرْكِ لَمَّا ظَهَرُوا = وغَلَبُوا مَنْ دُونَهُمْ وقَهَرُوا
ومَنْ وَلِي بعدَ بَنِي أُمَيَّهْ = بحِمْصَ أوْ قُرْطَبَةٍ أوْ رَيَّهْ
أو غيْرِها منْ وطنٍ شهيرِ = يليقُ بالتَّمْلِيكِ والتَّأْمِيرِ
ثمَّ بَنِي الأغلبِ ثمَّ الشِّيعَهْ = إذْ صارتِ الأرضُ لها مُطِيعَهْ
ثمَّ على الفَرَاغِ منْ مَسُوفَهْ = دولةِ عبدِ المؤمنِ المعروفَهْ
ثمَّ بني يحيَى بنِ عبدِ الواحِدِ = كيفَ تَوَلَّوْا وَلَداً عنْ وَالِدِ
ثمَّ بني زَيَّانَ سَمَتْ ذِكْراً = أَجْرَيْتُهُمْ منْ بعدُ هذا المَجْرَى
ثمَّ الملوكِ منْ بني المَرِينِ = فطَالَمَا هَبُّوا لنَصْرِ الدِّينِ
ثمَّ بني نَصْرٍ على الترتيبِ = في مَأْخَذٍ مُهَذَّبٍ قَرِيبِ
فوائدٌ مُقْرِبَةٌ ومُغْرِبَهْ = يَكْسَبُ منها المرءُ عقلَ التَّجْرِبَهْ
واللَّهُ رَبُّنَا وَلِيُّ العِصْمَهْ = بِيَدِهِ الكثيرُ ومنهُ النِّعْمَهْ
وها أنا أَبْتَدِئُ التَّقْيِيدَا = وأستعينُ المُبْدِئَ المُعِيدَا


الساعة الآن 09:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir