معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى الإعداد العلمي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=777)
-   -   مجلس مذاكرة (العقيدة الواسطية) (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=5523)

ساجدة فاروق 24 ربيع الأول 1431هـ/9-03-2010م 06:04 AM

مجلس مذاكرة (العقيدة الواسطية)
 
إخواني الطلاب وأخواتي الطالبات هذا المجلس مخصص لاستقبال مشاركاتكم في تلخيص ومراجعة موضوعات العقيدة الواسطية .

سليم سيدهوم 26 ذو الحجة 1432هـ/22-11-2011م 11:13 AM

فوائد من شرح الشيخ الرشيد:
1 تفسيرُ: (اسْتَوى) باسْتَولى أو مَلَكَ أو قَهَرَ فهو تفسيرٌ باطلٌ مردودٌ من وجوهٍ عديدةٍ.
منها: أنَّ هذا التَّفسيرَ لم يفسِّرْه به أحدٌ مِن السَّلفِ لا مِن الصَّحابة ولا مِن التَّابعيَن، بل أوَّلُ من عُرِفَ عنه هذا التَّفسيرُ بعضُ الجهميَّةِ والمعتزلةِ.

ثانيا: أنَّ الاستواءَ في لغةِ العربِ الَّذين نزلَ القرآنُ بلغتِهم نوعانِ: مطلقٌ ومقيَّدٌ، فالمطلقُ ما لم يقيَّدْ بحرفٍ، كقَولِهِ تعالى: (لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) وهذه معناها تمَّ وكمُلَ، وأمَّا المقيَّدُ فثلاثةُ أنواعٍ: أحدُها مقيَّدٌ بإلى كقَولِهِ: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ) وهذا بمعنى العلُوِّ والارتفاعِ بإجماعِ السَّلفِ، الثَّاني: مقيَّدٌ بِعلى كقَولِهِ: (لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ) وقَولِهِ: (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) وهذا أيضًا معناه العلوُّ والارتفاعُ والاعتدالُ بإجماعِ أهلِ اللغةِ، الثَّالثُ: المقرونُ بواوِ المعيَّةِ، كقَولِهِم: استوى الماءُ والخشبةَ، وهذا بمعنى سَاواها، فهذه معانِي الاستواءِ المعقولةِ في كلامهِم ليسَ فيها معنى استولى ألبتَّةَ، ولا نقلَهُ أحدٌ من أئمَّةِ اللغةِ، وإنَّما قاله متأَخِّرو النُّحاةِ ممَّن سلكَ طريقَ الجهميَّةِ والمعتزلةِ، مستدلِّين ببيتٍ للأخطلِ النَّصرانيِّ وهو قَولُهُ:
قد استوى بشرٌ على العراقِ من غيِر سيفٍ أو دمٍ مِهْراقِ
وهذا البيتُ ليسَ من شعرِ العربِ، وأهلُ اللغةِ لمَّا سَمِعوه أنكرُوه غايةَ الإنكارِ، ولم يجعلوه من لغةِ العربِ.
ثالِثًا: أنَّ معنى هذه الكلمةِ مشهورٌ، كما قال مالكٌ وربيعةُ وغيرُهم.
رابعا: أنَّه لو لم يكنْ معنى الاستواءِ في الآيةِ معلومًا لم يحتجْ أنْ يقولَ: والكيفُ مجهولٌ؛ لأنَّ نفيَ العلمِ بالكيفِ لا يَنفي إلا ما قد عُلمَ أصلُه.
خامسا: أنَّ الاستواءَ خاصٌّ بالعرشِ، وأمَّا الاستيلاءُ فهو عامٌّ على سائرِ المخلوقاتِ، فلو كان معنى الاستواءِ الاستيلاءَ لجازَ أنْ يقولَ اسْتَوى على الماءِ والهواءِ والأرضِ.
سادسا: أنَّه أخبرَ بخلقِ السَّماواتِ والأرضِ في ستَّةِ أيامٍ ثمَّ استوى على العرشِ، وأخبَر أنَّ عرشَه على الماءِ قبلَ خلقِهما، والاستواءُ متأخِّرٌ عن خلقِهنَّ، واللهُ مستولٍ على العرشِ قبلَ خلقِ السَّماواتِ وبعدَه، فَعُلِمَ أنَّ الاستواءَ على العرشِ الخاصِّ به غيرُ الاستيلاءِ العامِّ عليه وعلى غيرهِ.
سابعًا: أنَّه لم يثبتْ في اللغةِ أنَّ معنى (اسْتَوَى) استولى، إذ الَّذين قالوا ذلك عُمْدَتُهم البيتُ المذكورُ، ولم يَثبتْ نقلٌ صحيحٌ أنَّه عربيٌ، وغيرُ واحدٍ من أئمَّةِ اللغةِ أنكروه وقالوا بيتٌ مصنوعٌ لا يُعرفُ في اللغةِ، فكيف تُعارَضُ أدلَّةُ الكتابِ والسُّنَّةِ ببيتِ شعرٍ لنصرانيٍّ، ومع ذلك لم يثبتْ، قال الشَّيخُ تقيُّ الدِّينِ رحمهُ اللهُ في (لاميَّتِه) المشهورةِ:

قبحًا لمن نبذَ الكتـابَ وراءَهوإذا استدلَّ يقولُ قالَ الأخطلُ

2 (العَرْشِ) هو لغةً: عبارةٌ عن السَّريرِ الَّذي للملكِ، كما قال تعالى عن بلقيسَ: (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) فالعرشُ سريرٌ ذو قوائمَ تحمِلُه الملائكةُ، وهو كالقبَّةِ على العالمِ وهو سقفُ المخلوقاتِ.

3 وينقسمُ العلوُّ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
الأوَّلِ: علوُّ القهرِ. الثَّاني: علوُّ القدرِ. الثَّالثِ: علوُّ الذَّاتِ، خلافًا للمبتدعةِ الَّذين يُنكرون علوَّ الذَّات.


4 قال ابنُ القيِّمِ رحمه اللهُ: وممَّا ادَّعى المعطِّلةُ مَجازَهُ الفوقيَّةُ، وقد وردَ به القرآنُ مطلقًا بدون حرفٍ، ومقترنًا بحرفٍ.
فالأوَّلُ كقَولِهِ: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) في موضِعين. والثَّاني: كقَولِهِ سُبْحَانَهُ: (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّنْ فَوْقِهِمْ) وفي حديثِ الأوعالِ: ((وَالعَرْشُ فَوْقَ ذَلِكَ وَاللهُ فَوْقَ العَرْشِ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ)) وحقيقةُ الفوقيَّةِ علوُّ ذاتِ الشَّيءِ على غيرِه، فادَّعى الجهميُّ أنَّه مجازٌ في فوقيَّةِ الرُّتبةِ والقهرِ، كما يُقالُ الذَّهبُ فوقَ الفضَّةِ، وهذا وإنْ كانَ ثابتًا للرَّبِّ لكنَّ إنكارَ حقيقةِ فوقيَّتهِ -سُبْحَانَهُ- وحمْلَها على المجازِ باطِلٌ من وجوهٍ عديدةٍ: أحدُها: أنَّ الأصلَ الحقيقةُ والمجازُ خلافُ الأصلِ.

الثَّاني: أنَّ الظَّاهرَ خلافُ ذلك إلى أنْ قال.
الثَّالثُ: أنَّ الفِطَرَ والعقولَ والشَّرائعَ وجميعَ كُتُبِ اللهِ المُنَزَّلةِ على خلافِ ذلك، وساقَ وجوهًا عديدةً في إبطالِ ما ذكروه والرَّدِّ عليهم في (الصَّواعقِ).


5 قَولُهُ: وأهلُ التمثيلِ المشبهةُ: أهلُ التمثيلِ المشبهةُ الذينَ شبَّهوا اللهَ بخلقهِ ومثَّلوه بهم – تعالى اللهُ عنْ قَولِهِمْ علوًّا كبيرًا – والتشبيهُ ينقسمُ إلى قسمينِ كما تقدَّمَ:
الأوَّلِ: تشبيهُ الخالقِ بالمخلوقِ، كما تقولُ: للهِ يدٌ كأيدينا، وعينٌ كأعيننا، وقدمٌ كأقدامنَا.
الثاني: تشبيهُ المخلوقِ بالخالقِ كتشبيهِ الأصنامِ والأوثانِ باللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى عنْ ذلكَ- فإنهُ -سُبْحَانَهُ- لا شبيهَ لهُ ولا مثيلَ لهُ ولا نظيرَ، قال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)(فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأَمْثَالَ)(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فالمعطِّلةُ غَلوا في النَّفيِ حتى شبَّهوه بالمعدوماتِ والناقصاتِ، والمشبهةُ غَلوا في الإثباتِ حتى شَبهوهُ بالمخلوقاتِ، وأهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ أثبتوا للهِ الأسماءَ والصفاتِ ونفَوا عنه مشابهةَ المخلوقاتِ.


6 والمُرْجِئةُ فِرقتانِ:
الأُولى: الذين قالوا: إنَّ الأعمالَ ليست مِن الإيمانِ، وهُم مع كونِهم مبتدعةً في هَذَا القولِ فقد وافَقوا أهلَ السُّنَّةِ على أنَّ اللَّهَ يعذِّبُ مَن يعذِّبُه مِن أهلِ الكبائرِ بالنَّارِ، ثم يخرِجُهم بالشَّفاعةِ، كما جاءتْ به الأحاديثُ الصَّحيحةُ، وعلى أنَّه لا بُدَّ في الإيمانِ أنْ يتكلَّمَ به بلسانِه، وعلى أنَّ الأعمالَ المفروضةَ واجبةٌ وتارِكُها مستحِقُّ للذَّمِّ والعِقابِ، وقد أُضِيفَ هَذَا القولُ إلى بعضِ الأئِمَّةِ مِن أهلِ الكوفةِ.
أما الفِرقةُ الثَّانيةُ: فهم الذين قالوا: إنَّ الإيمانَ هُوَ مجرَّدُ التَّصدِيقِ بالقلبِ، وإنْ لم يَتكلَّمْ به، ولا شكَّ في فسادِ هَذَا القولِ، ومصادمَتِه لأدلَّةِ الكِتابِ والسُّنَّةِ، فإنَّ الإيمانَ قولٌ باللِّسانِ، وعملٌ بالأركانِ، واعتقادٌ بالجَنَانِ، فإذا اخْتَلَّ واحدٌ مِن هَذِهِ الأركانِ لم يكُن الرَّجُلُ مؤمِنا، وعلى هَذَا أدلَّةُ الكِتابِ والسُّنَّةِ، ودَرَج على هَذَا السَّلَفُ الصَّالِحُ مِن الصَّحابةِ والتَّابِعينَ ومَن بعدَهم مِن أئِمَّةِ المسلِمِينَ. انتهى. مِن كلامِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بتصرُّفٍ.

7 فالخوارجُ والرَّافضةُ في أصحابِ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في طرَفَيْ نَقيضٍ، فالرَّافضةُ غَلَوْا في عليِّ بنِ أبي طالبٍ وأهلِ البيتِ، وكفَّروا جميعَ الصَّحابةِ كالثَّلاثةِ، ومَن وَالاهُم وفسَّقُوهم، ويكفِّرون مَن قاتلَ علِياًّ، ويقولون إنَّ علياًّ إمامٌ معصومٌ، وقالوا: لا ولاءَ إلا ببراءٍ، أيْ لا يتولَّى أحدٌ علياًّ حتى يتبرَّأَ مِن أبي بكرٍ وعمرَ، وقد تَقدَّمَ الكلامُ عليهم.
وأمَّا الخوارجُ فإنهم يكفِّرون علياًّ وعثمانَ ومَن وَالاهُما، وأمَّا أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَةِ فقولُهم في الصَّحابةِ وسَطٌ لم يَغْلُوا غُلُوَّ الرَّافضةِ، ولم يَجْفُوا كالخوارجِ، بل وَالَوْا جميعَ الصَّحابةِ وأَحَبُّوهم وعرَفُوا فضْلَهُم وأنْزَلُوهم مَنازِلَهُم التي يستحِقُّونها، فلم يَغمِطوهم حقَّهُم، ولم يَغْلُوا فيهم واعتقدوا أنَّهم أفْضلُ هَذِهِ الأمَّةِ عِلماً وعَملاً، فرِضوانُ اللَّهِ عليهم أجمعين.



الساعة الآن 12:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir