معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أنموذج جليل لابن أبي بكر الرازي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=478)
-   -   سورة فصلت (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=13442)

نورة آل رشيد 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م 02:09 PM

سورة فصلت
 
سورة فصلت
فإن قيل: ما فائدة زيادة " من " في قوله تعالى: (ومن بيننا وبينك حجابٌ) مع أن المعنى حاصل بقوله تعالى: وبيننا وبينك حجاب؟
قلنا: لو قيل كذلك لكان المعنى أن حجابًا حاصلا وسط الجهتين.
وأما بزيادة " من " فمعناه أن الحجاب ابتداؤه منا ومنك، فالمسافة المتوسطة بيننا وبينك مستوعبة بالحجاب لا فراغ فيها.
فإن قيل: قال تعالى: (قل أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين) إلى قوله تعالى: (فقضاهنّ سبع سماواتٍ في يومين) يدل على أن السموات والأرض وما ينهما خلقت في ثمانية أيام، وقال تعالى في سورة الفرقان: (ولقد خلقنا السّماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ) فكيف التوفيق بينهما؟
قلنا: معنى قوله تعالى: (في أربعة أيّامٍ) في تتمة أربعة أيام لأن اليومين اللذين خلق فيهما الأرض من جملة الأربعة، أو معناه كل
ذلك في أربعة أيام، يعنى خلق الأرض وما ذكر بعده فصار المجموع ستة، وهذا لا اختلاف فيه بين المفسرين.
فإن قيل: السموات وما فيها أعظم من الأرض وما فيها بأضعاف مضاعفة فما الحكمة في أن الله خلق الأرض وما فيها في أربعة أيام.
والسموات وما فيها في يومين؟
[أنموذج جليل: 458]
قلنا: لأن السموات وما فيها من عالم الغيب، ومن عالم الملكوت، ومن عالم الأمر، والأرض وما فيها من عالم الشهادة والملك والخلق الأول أسرع من الثاني، ووجه آخر: وهو أنه تعالى فعل ذلك ليعلم أن الخلق على سبيل التدريج والتمهيل في الأرض وما فيها لم يكن للعجز عن خلقها دفعة واحدة، بل كان لمصالح لا تحصل إلا بذلك، ولهذه الحكمة خلق العالم الأكبر في ستة أيام، والعالم الأصغر وهو الإنسان في تسعة أشهر.
فإن قيل: كيف قال تعالى في وصف أهل النار: (فإن يصبروا فالنّار مثوًى لهم) مع أنهم إن لم يصبروا على عذاب النار وجزعوا فالنار مثوى لهم أيضًا؟
قلنا: فيه إضمار تقديره: فإن يصبروا أو لا يصبروا فالنار مثوى لهم على كل حال، ولا ينفعهم الصبر في الآخرة كما ينفع في الدنيا.
ولهذا قيل: الصبر مفتاح الفرج، وقيل: من صبر ظفر،
الثاني: أن هذا جواب لقول المشركين في حث بعضهم لبعض على إدامة عبادة الأصنام: (أن امشوا واصبروا على آلهتكم) فقال الله تعالى: (فإن يصبروا) يعنى على عبادة الأصنام في الدنيا فالنار مثوى لهم في العقبى.
فإن قيل: كيف قال تعالى في وصف الكفار: (ولنجزينّهم أسوأ الّذي كانوا يعملون) أي بأسوأ أعمالهم مع أنهم يجزون بسيئ أعمالهم
[أنموذج جليل: 459]
أيضًا؟
قلنا: قد سبق نضير هذا السؤال في آخر سورة التوبة والجواب الأول هناك يصلح جوابا ً هنا.
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (ولا للقمر) بعد قوله تعالى: (لا تسجدوا للشّمس) وهو مستفاد من الأول بالطريق الأولى؟
قلنا: فائدة ثبوت الحكم بأقوى الدليلين وهو النص.
[أنموذج جليل: 460]


الساعة الآن 03:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir