معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   التحبير في علم التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=189)
-   -   النوع التاسع والستون: الأشباه (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=6490)

ساجدة فاروق 1 جمادى الأولى 1431هـ/14-04-2010م 03:49 PM

النوع التاسع والستون: الأشباه
 
النوع التاسع والستون: الأشباه
هذا النوع من زيادتي والمراد به: الآيات المتشابهة، وحكمة تكرارها ونُكتته: ما في إحدى المتشابهتين مما ليس في الأخرى من تقديم أو تأخير أو زيادة، وقد صنف في ذلك جماعة تصانيف منها: البرهان في متشابه القرآن لمحمود بن حمزة الكرماني، ومن أمثلته: الرحمن الرحيم في الفاتحة ـ كرره بعد ذكره في البسملة تأكيداً لرحمته تعالى ـ ولأنه ذكره أولاً مع غير المنعم عليهم بالرحمة فأعاده معهم وهم العالمون ـ وأشار بالرحمن إلى أنه رحمن لجميعهم في الدنيا، وبالرحيم إلى أنه خاص بالمؤمنين يوم الدين، ومنها قوله تعالى في البقرة: {اهبطوا منها} مكررًا في موضعين، لأن المراد بالأول: الهبوط من الجنة. والثاني من السماء.
ومنها قوله: (يذبحون) بغير واو، وكذا في الأعراف (يُقتلون) وفي إبراهيم بالواو ـ لأن الأولين من كلام الله فلا يراد تعداد المحن عليهم ـ والثالث من كلام موسى لهم فعددها عليهم وكان مأموراً بذلك في قوله: (وذكرهم بأيام الله)
ومنها قوله فيها: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين....} وقال في الحج: {والصابئين والنصارى} وفي المائدة: {والصابئون والنصارى} لأن النصارى تُقدم على الصابئين في الرتبة لأنهم أهل كتاب فقدمهم في البقرة، والصابئين تُقدم في الزمان لأنهم كانوا قبلهم فقدمهم في الحج، وراعى في المائدة المعنيين فقدمهم في اللفظ وأخرهم في التقدير لأن التقدير: (والصابئون كذلك).
ومنها قوله فيها: {اجعل هذا بلداً آمناً} وفي إبراهيم: {هذا البلد آمناً} لأن الأول إشارة إلى غير بلدٍ وهو الوادي قبل بناء الكعبةـ والثاني: إشارة إليه بعد بنائها.
ومنها قوله: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا...} وليس فيه من بعد ذلك وهو في غيرها ـ لأن هُنا {من بعد ما بيناه} فأغنى عن إعادته.
ومنها في بعض المسبحات: سبح ـ وفي بعضها يُسبح ـ وهي كلمة استأثر الله بها فأتى بها على جميع وجوهها ـ فذكر المصدر في أول الإسراء والماضي والمضارع في المسبحات، والأمر في الأعلى.
ومنها تكرار (شر) أربع مرات في الفلق لأن كل شر من الأربعة المضاف إليه غير شر الآخر والله تعالى أعلم.


الساعة الآن 04:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir