معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   المفضليات (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=85)
-   -   101: قصيدة سنان بن أبي حارثة المري: إِنْ أُمسِ لاَ أَشتَكي نُصبِي إِلى أَحَد = ولَست مهتَدِيا إِلا معي هادِ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=9621)

علي بن عمر 26 جمادى الآخرة 1431هـ/8-06-2010م 04:04 PM

101: قصيدة سنان بن أبي حارثة المري: إِنْ أُمسِ لاَ أَشتَكي نُصبِي إِلى أَحَد = ولَست مهتَدِيا إِلا معي هادِ
 
قال سنان أيضاً:


إِنْ أُمْسِ لاَ أَشْتَكي نُصْبِي إِلى أَحَدٍ = ولَسْتُ مُهتَدِياً إِلا مَعِي هَادِ
فقد صَبَحْتُ سَوَامَ الْحَيِّ مُشْعِلَةً = رَهْواً تَطَالَعُ من غَوْرٍ وأَنجادِ
وقد يَسَرْتُ إِذَا ما الشَّوْلُ رَوَّحَها = بَرْدُ العَشِىّ بِشَفَّانٍ وصُرَّادِ
ثُمَّتَ أَطْعَمْتُ زَادِى، غَيْرَ مُدَّخِرٍ، = أَهْلَ المحَلَّةِ من جَارٍ ومن جادِ
وقد دقَعْتُ، ولم أَجْرُرْ عَلَي أَحَدٍ، = فَتْقَ العَشِيرةِ والأَكْفاءُ شُهَّادِى
قد يعلم القومُ إِذْ طَالَتْ غَزَاتُهُمْ = وأَرْمَلُوا الزَّادَ أَنِّي مُنْفِدٌ زَادِى
ولا أَجِيءُ بِسَوْآتٍ أُعَيَّرُها = حتَّى يَؤُوبَ منَ القَبْرِ ابنُ مَيَّادِ
أَثْنُوا عليَّ فكائِنْ قد فَتَحْتُ لَكمْ = منْ بابِ مَكْرُمَةِ تُعتَدُّ أَوْ وَادِ

محمد أبو زيد 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م 09:02 PM

شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
 
101


وقال سنان أيضا*


1: إن أمس لا أشتكي نصبي إلى أحد = ولست مهتديا إلا معي هاد
2: فقد صبحت سوام الحي مشعلة = رهوا تطالع من غور وأنجاد
3: وقد يسرت إذا ما الشول روحها = برد العشي بشفان وصراد
4: ثمت أطعمت زادي غير مدخر، = أهل المحلة من جار ومن جاد
5: وقد دقعت، ولم أجرر على أحد، = فتق العشيرة والأكفاء شهادي
6: قد يعلم القوم إذ طالت غزاتهم = وأرملوا الزاد أني منفد زادي
7: ولا أجي بسوآت أعيرها = حتى يؤوب من القبر ابن مياد
8: أثنوا علي فكائن قد فتحت لكم = من باب مكرمة تعتد أو واد


*ترجمته: مضت في القصيدة قبلها. وقال الأنباري: "وعرضتها على أحمد بن عبيد فلم ينكر أنها لسنان، وقال غيرهما -يعني غير أبي عكرمة وأحمد-: تروى لخارجة بن سنان" وخارجة هو ابن سنان بن أبي حارثة الذي يسمى البقير لأنه بقر بطن أمه بعد ما ماتت فأخرج وهو كأبيه سنان شاعر فارس جاهلي كان من زعماء بني مرة وشرفائهم، له مواقف في يوم داحس والغبراء وغيره من أيام العرب.
جو القصيدة: يشكو فيها الكبر وضعف البصر، ثم يرتاح إلى ذكريات شبابه الحافل بآيات البطولة، مفتخرا بالميسر زمان الجدب، يطعم منه الجار والمجتدي، معتزا بقيامه بحق القبيلة ويفخر أيضا بخلة الإيثار حين ترغم الشدائد الناس على الأثرة وهو ما يشير إلى البيت 6 ثم يتمدح بنأيه عن خلق السوء لا يقربه الدهر ويدعو قومه أن يثنوا عليه بما يسعى في رفع شأنهم وتنمية شرفهم.
تخريجها: في الأصمعيات برقم 72 منسوبة لسنان أيضا وانظر الشرح 687-690.
(1) النصب، بضم النون وسكون الصاد وقد تضم الصاد، وقد تفتح النون مع سكونها: الداء والبلاء والشر يقول: كبرت فلا أطيق أمشي فضعف بصري.
(2) السوام: الإبل الراعية. مشعلة بفتح العين: الكتيبة، يشبهها بالنار المشعلة، وبكسرها: أراد المتفرقة. الرهو: الساكن، يعني كتيبة تسير على هينتها لثقتها بالظفر. الغور: ما غار من الأرض واطمأن. النجد: ما ارتفع أي يأتيهم خيل هذه الكتيبة من كل مكان ومعنى "صبحت" أتيتهم صباحا وهو لا يتعدى بنفسه إلى مفعولين ونزع الخافض من مشعلة وله شاهد آخر في اللسان 3: 333.
(3) يسرت: كنت أحد الأيسار وهم المتقامرون. الشول: الإبل التي قد شولت ألبانها، أي نقصت واحدتها "شائلة" على غير القياس. الشفان والصراد: ريح باردة يريد أنهم أراحوا إبلهم عشاء إلى الحظائر من شدة البرد.
(4) الجادي: المجتدي الدي يطلب الجدا وهو العطية
(5) لم أجرر: لم آت جريرة. الفتق: انشقاق العصا ووقوع الحرب بين الجماعة وتفرق الكلمة. والمعنى جمعت كلمة عشيرتي وحزمت أمرهم وقمت ولم أعجز عنه ولا وكلته إلى غيري وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.
(6) الغزاة: الغزوة. أرملوا الزاد: فني زادهم. منفد: مفني، أي يفني زاده، يصف كرمه.
(7) ابن مياد: هو ابن ميادة رجل من عذرة، كما في حاشية نسخة المتحف البريطاني والشطر الأول أثبتناه على رواية أبي عكرمة كما ذكر الأنباري وإن أثبته هو في المتن على رواية غيره بلفظ: *ولست غاشي أخلاق أسب بها* وما أثبتنا موافق للمرزوقي ونسختي فينا والمتحف البريطاني.
(8) كائن: بمعنى "كم" للتكثير. واد: أي وادي مكرمة وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.

محمد أبو زيد 12 شعبان 1432هـ/13-07-2011م 09:36 AM

شرح المفضليات لابن الأنباري
 
قال الضبي:

وقال سنان أيضًا

وعرضتها على أحمد بن عبيد فلم ينكر أنها لسنان. وقال غيرهما: تروى لخارجة بن سنانٍ.
1: إن أمس لا أشتكي نصبي إلى أحدٍ.......ولست مهتديًا إلا معي هاد
قال الضبي: يقول كبرت فلا أطيق أمشي فضعف بصره. ويروى: إما تريني لا ألهو إلى أحدٍ.
يقول لم يبق في للهو موضع، ومثله قول تميم بن أبي بن مقبلٍ:
قد كنت أهدي ولا أهدى فعلمني.......حسن المقادة أني فاتني بصري
2: فقد صبحت سوام الحي مشعلةً.......رهوًا تطالع من غورٍ وأنجاد
قال الضبي: (السوام) الإبل الراعية و(سامت) هي إذا رعت وأسمتها أنا. قال الله تعالى: {فيه تسيمون}، و(الرهو): الساكن يعني كتيبة تسير على هينتها لثقتها بالظفر. و(الغور): ما غار من الأرض واطمأن. و(النجد): ما ارتفع أي يأتيهم خيل هذه الكتيبة من كل مكان. ويروى: من غيبٍ وأجماد. و(المشعلة) إذا فتحت العين يعني بها الكتيبة، يشبهها بالنار المشعلة. فإذا كسرت العين أرادوا بها المتفرقة، وكان يعقوب يفتح العين ويكسرها في الكتيبة ويفسرهما هذا التفسير، وكان أحمد بن عبيد يفتح في النار ويكسر في الكتيبة ويقول هي المتفرقة ويحكى عن الأصمعي وغيره: وأنشدني عن أبي عمرو:
ومشعلةٍ ترى السفراء فيها.......كأن وجوههم عصب نضاج
وفسر فقال: (مشعلة) متفرقة يعني الخيل ومعنى البيت أن الأمر صعب عليهم فذهب دم وجوههم كما يذهب دم اللحم إذا نضج وذلك من الشر ومخافة البلاء.
3: وقد يسرت إذا ما الشول روحها.......برد العشي بشفانٍ وصراد
(الشول): الإبل التي قد شولت ألبانها أي: نقصت واحدتها شائلة على غير القياس، و(الشول): التي قد شالت بأذنابها واحدتها شائل، قال أبو النجم:
كأن في أذنابهن الشول.......من عبسٍ الصيف قرون الأيل
قال الضبي: (يسرت) أي: كنت أحد الأيسار. والشفان و(الصراد): ريح باردة، يريد أنهم أراحوا إبلهم عشاءً إلى الحظائر من شدة البرد: قال: ومثل هذا قول الحارث بن حلزة:
وإذا اللقاح تروحت بعشيةٍ.......رتك النعام إلى كنيف العرفج
ومثله قول الآخر:
وراحت الشول ولم يحبها.......فحل ولم يعتس فيها مدر
وقال الآخر:
عودت كلبي إذا ما الضيف هجدني.......في ليلةٍ ذات شفانٍ وصراد
عقر العقيلة من مالي إذا أمنت.......عقائل المال عند المعرج الكادي
قوله لم يحبها لم يحطها يقال هو يحبوهم ويحوطهم بمعنىً: وأنشد يصف إبلاً وفحلها: يحبو قصاها مخدر سناد، والكادي: البطيء الخير. والمعرج الذي له عرج من الإبل وهو الكثير منها.
4: ثمت أطعمت زادي غير مدخرٍ.......أهل المحلة من جارٍ ومن جاد
قال الضبي: (الجادي) المجتدي الذي يطلب الجدا وهو العطية، وقال أبو كبير الهذلي: أنشدنيه أحمد بن عبيد:
وإني يا أميم ليجتديني.......بنصحته المحسب والدخيل
قال: المحسب: المكرم والدخيل: الخاص. وقال: ليجتديني ليسألني. و(الجادون): المجتدون الطالبون. وفلان دخيلي أي: خاصتي. والنصحة الفعلة. وقال عنترة العبسي:
سيأتيكم مني وإن كنت نائيًا.......دخان علندى دون بيتي مذود
قصائد من قيل امرئ يجتديكم.......وأنتم بجسمي فارتدوا وتقلدوا
ويروى: ثمت أقسم قدري غير مدخرٍ، ويروى: من جارٍ ومرتاد.
5: وقد دفعت ولم أجرر على أحدٍ.......فتق العشيرة والأكفاء شهادي
لم يرو هذا البيت الضبي. والمعنى: دفعته وقمت ولم أعجز عنه ولا وكلته إلى غيري. ويقال فلان كفؤ فلانٍ وكفيؤه إذا كان نظيره. وأنشد: لكفيءٍ ولجارٍ وابن عم.
6: قد يعلم القوم إذ طالت غزاتهم.......وأرملوا الزاد أني منفد زادي
أي: يفينه يصف كرمه.
7: ولست غاشي أخلاقٍ أسب بها.......حتى يؤوب من القبر ابن مياد
لم يرو هذا البيت الضبي هكذا ولكنه رواه:
ولا أجيء بسوآت أعيرها.......حتى يؤوب من القبر ابن مياد
والمعنى: لا أغشى أخلاقًا مذمومة فأسب عليها حتى يؤوب من القبر ابن مياد أي: يرجع وقد آب يؤوب أوبًا وأؤوبًا. يقول: كما لا يرجع ابن مياد من القبر فكذلك لا آتي سوءًا أبدًا.
8: أثنوا علي فكائن قد فتحت لكم.......من باب مكرمةٍ تعتد أو واد
لم يرو هذا البيت الضبي.
[شرح المفضليات: 687-690]


الساعة الآن 04:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir