كتاب الحاء - أبواب الخمسة
أبواب الخمسة 99 - باب الحساب ويقال: شيء حساب، أي: كاف وأحسبته أعطيته ما يرضيه. واحسبني الشيء: كفاني. والحسب: الكفاية. واحتسب فلان ابنا له: إذا مات كبيرا فإن مات صغيرا فقد افترطه. والحسب: ما يعد من المآثر. قال ابن قتيبة: وقد يراد بالحساب: الكثير. ويراد به: الجزاء. ويراد به: المحاسبة. وذكر أهل التفسير أن الحساب في القرآن على خمسة أوجه - أحدها: العدد، ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {ولتعلموا عدد السنين والحساب}. والثاني: الكثير وقيل الكافي، ومنه قوله تعالى في عم يتساءلون: {جزاء من ربك عطاء حسابا}. والثالث: المحاسبة، ومنه قوله تعالى في الانشقاق: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}. والرابع: التقتير، ومنه قوله تعالى في حم المؤمن: {يرزقون فيها بغير حساب}. والخامس: الجزاء. ومنه قوله تعالى في المؤمنين: {فإنما حسابه عند ربه}، وفي الشعراء: {إن حسابهم إلا على ربي}، وفي عم يتساءلون: {إنهم كانوا لا يرجون حسابا}. 100 - باب الحمد والشكر: لا يكون إلا في مقابلة النعمة، فكل شكر: حمد، وليس كل حمد شكرا. ونقيض الحمد: الذم. ونقيض الشكر: الكفر. ويقال: رجل محمود، ومحمد، إذا كثرت خصاله المحمودة. قال الأعشى يمدح بعض الملوك: - إليك أبيت اللعن كان كلالها = إلى الماجد الفرع الجواد المحمد وبذلك، سمي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمدا. وتقول: " حماداك أن تفعل كذا "، أي: غايتك. ورجل حمدة: يكثر حمد الأشياء. وأحمدت فلانا. إذا وجدته محمودا. وذكر بعض المفسرين أن الحمد في القرآن على خمسة أوجه: - أحدها: الثناء والمدح، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}، وفي بني إسرائيل: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. والثاني: الأمر. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده}، وفي الطور: {وسبح بحمد ربك حين تقوم}. والثالث: المنة، ومنه قوله تعالى في الزمر: {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده}. والرابع: الشكر. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض}. والخامس: الصلاة. ومنه قوله تعالى في الروم: {وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون} أراد الصلوات الخمس. 101 - باب الحياة وذكر أهل التفسير أن الحياة في القرآن على خمسة أوجه: - أحدها: نفخ الروح في الحيوان بالخلق الأول، ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: {وكنتم أمواتا فأحياكم}، أي: نطفا فنفخ فيها الروح. وفي آل عمران: {تخرج الحي من الميت}، وفي الحج: {وهو الذي أحياكم}، وفي حم المؤمن: {وأحييتنا اثنتين}، وفي الجاثية: {قل الله يحييكم}. والثاني: إحياء الموتى بعد خروج الأرواح منهم، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وأحيي الموتى بإذن الله}، وفي القيامة: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}. والثالث: الهدى، ومنه قوله تعالى في الأنعام: {أومن كان ميتا فأحييناه}، وفي يس: {لينذر من كان حيا}، وفي سورة الملائكة: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات}. والرابع: البقاء، ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {ويستحيون نساءكم}، [وفيها: {ولكم في القصاص حياة}]، وفي المائدة: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}. والخامس: حياة الأرض بالنبات، ومنه قوله تعالى (في فاطر): {فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض}. 102 - باب الحين وإن سلوي عن جميل لساعة = من الدهر ما حانت ولا حان حينها وذكر أهل التفسير أن الحين في القرآن على خمسة أوجه: - أحدها: ستة أشهر، ومنه قوله تعالى في إبراهيم: {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها}. والثاني: منتهى الآجال، ومنه قوله تعالى في البقرة: {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين}، وفي يونس: {كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين}، وفي النحل: {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين}. والثالث: الساعات، ومنه قوله تعالى في الروم: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون}. والرابع: وقت منكر، ومنه قوله تعالى في ص: {ولتعلمن نبأه بعد حين}. والخامس: أربعون سنة، ومنه قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}. وألحقه قوم بالقسم الذي قبله. وألحق قوم قسما سادسا فقالوا: والحين: ثلاثة أيام، ومنه قوله تعالى في الذاريات: {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين}. وألحق بعضهم ثلاثة أوجه أخر: - أحدها: نصف النهار، ومنه قوله تعالى: {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها}، وقيل بين العشاءين. وألحقه بعض المحققين بقسم الساعات. والثاني: خمس سنين. (ومنه قوله تعالى {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين}. والثالث: ابتداء القتال يوم بدر، ومنه قوله تعالى: {فتول عنهم حتى حين}. وهذان القسمان داخلان في قسم الوقت المنكر. وإنما علمنا نهاية سجن يوسف، بوقت خروجه، ونهاية الإعراض عن المشركين، بوقت الأمر بقتالهم. ولم يستفد ذلك من الآي. |
الساعة الآن 09:37 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir