معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=310)
-   -   كتاب الحاء - أبواب الخمسة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=6952)

ساجدة فاروق 15 جمادى الأولى 1431هـ/28-04-2010م 09:53 PM

كتاب الحاء - أبواب الخمسة
 
أبواب الخمسة
99 - باب الحساب
الحساب في عموم التعارف إحصاء الأعداد جملا وتفصيلا.
ويقال: شيء حساب، أي: كاف وأحسبته أعطيته ما يرضيه.
واحسبني الشيء: كفاني. والحسب: الكفاية. واحتسب فلان ابنا له: إذا مات كبيرا فإن مات صغيرا فقد افترطه. والحسب: ما يعد من المآثر.
قال ابن قتيبة: وقد يراد بالحساب: الكثير. ويراد به: الجزاء.
ويراد به: المحاسبة.
وذكر أهل التفسير أن الحساب في القرآن على خمسة أوجه -
أحدها: العدد، ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {ولتعلموا عدد السنين والحساب}.
والثاني: الكثير وقيل الكافي، ومنه قوله تعالى في عم يتساءلون: {جزاء من ربك عطاء حسابا}.
والثالث: المحاسبة، ومنه قوله تعالى في الانشقاق: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}.
والرابع: التقتير، ومنه قوله تعالى في حم المؤمن: {يرزقون فيها بغير حساب}.
والخامس: الجزاء. ومنه قوله تعالى في المؤمنين: {فإنما حسابه عند ربه}، وفي الشعراء: {إن حسابهم إلا على ربي}، وفي عم يتساءلون: {إنهم كانوا لا يرجون حسابا}.
100 - باب الحمد
الحمد: ثناء على المحمود، ويشاركه الشكر. إلا أن بينهما فرقا وهو أن الحمد قد يقع على سبيل الابتداء، وعلى سبيل الجزاء.
والشكر: لا يكون إلا في مقابلة النعمة، فكل شكر: حمد، وليس كل حمد شكرا. ونقيض الحمد: الذم. ونقيض الشكر: الكفر. ويقال: رجل محمود، ومحمد، إذا كثرت خصاله المحمودة.
قال الأعشى يمدح بعض الملوك: -
إليك أبيت اللعن كان كلالها = إلى الماجد الفرع الجواد المحمد
وبذلك، سمي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمدا. وتقول: " حماداك أن تفعل كذا "، أي: غايتك. ورجل حمدة: يكثر حمد الأشياء. وأحمدت فلانا. إذا وجدته محمودا.
وذكر بعض المفسرين أن الحمد في القرآن على خمسة أوجه: -
أحدها: الثناء والمدح، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}، وفي بني إسرائيل: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}.
والثاني: الأمر. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده}، وفي الطور: {وسبح بحمد ربك حين تقوم}.
والثالث: المنة، ومنه قوله تعالى في الزمر: {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده}.
والرابع: الشكر. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض}.
والخامس: الصلاة. ومنه قوله تعالى في الروم: {وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون} أراد الصلوات الخمس.
101 - باب الحياة
الحياة: معنى يفيد الحيوان الحس والتحرك، وتستعار الحياة في مواضع تدل عليها القرينة.
وذكر أهل التفسير أن الحياة في القرآن على خمسة أوجه: -
أحدها: نفخ الروح في الحيوان بالخلق الأول، ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: {وكنتم أمواتا فأحياكم}، أي: نطفا فنفخ فيها الروح. وفي آل عمران: {تخرج الحي من الميت}، وفي الحج: {وهو الذي أحياكم}، وفي حم المؤمن: {وأحييتنا اثنتين}، وفي الجاثية: {قل الله يحييكم}.
والثاني: إحياء الموتى بعد خروج الأرواح منهم، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وأحيي الموتى بإذن الله}، وفي القيامة: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}.
والثالث: الهدى، ومنه قوله تعالى في الأنعام: {أومن كان ميتا
فأحييناه}، وفي يس: {لينذر من كان حيا}، وفي سورة الملائكة: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات}.
والرابع: البقاء، ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {ويستحيون نساءكم}، [وفيها: {ولكم في القصاص حياة}]، وفي المائدة: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}.
والخامس: حياة الأرض بالنبات، ومنه قوله تعالى (في فاطر): {فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض}.
102 - باب الحين
الحين: الزمان قليله وكثيره. ويقال: أحينت بالمكان، إذا أقمت به حينا. وحان حين كذا، أي: قرب. وأنشدوا: -
وإن سلوي عن جميل لساعة = من الدهر ما حانت ولا حان حينها
وذكر أهل التفسير أن الحين في القرآن على خمسة أوجه: -
أحدها: ستة أشهر، ومنه قوله تعالى في إبراهيم: {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها}.
والثاني: منتهى الآجال، ومنه قوله تعالى في البقرة: {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين}، وفي يونس: {كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين}، وفي النحل: {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين}.
والثالث: الساعات، ومنه قوله تعالى في الروم: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون}.
والرابع: وقت منكر، ومنه قوله تعالى في ص: {ولتعلمن نبأه بعد حين}.
والخامس: أربعون سنة، ومنه قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}.
وألحقه قوم بالقسم الذي قبله.
وألحق قوم قسما سادسا فقالوا: والحين: ثلاثة أيام، ومنه قوله تعالى في الذاريات: {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين}.
وألحق بعضهم ثلاثة أوجه أخر: -
أحدها: نصف النهار، ومنه قوله تعالى: {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها}، وقيل بين العشاءين. وألحقه بعض المحققين بقسم الساعات.
والثاني: خمس سنين. (ومنه قوله تعالى {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين}.
والثالث: ابتداء القتال يوم بدر، ومنه قوله تعالى: {فتول عنهم حتى حين}. وهذان القسمان داخلان في قسم الوقت المنكر.
وإنما علمنا نهاية سجن يوسف، بوقت خروجه، ونهاية الإعراض عن المشركين، بوقت الأمر بقتالهم. ولم يستفد ذلك من الآي.


الساعة الآن 09:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir