باب الباء
باب الباء قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الباء بلدة – برج – بهتان – بعث – بيوت – بيع – بقية – باب – باءوا – بلاء – برهان – بإذن الله – بصير – بعل – بنيان – بضاعة – بسط – بأس – بر – بغي – بدن – باطل – بطش – برق – بحر – بدل – براح – بحس تفسير (البلد) على أربعة أوجه: مكة – البقعة النامية – سبأ – السبخة فوجه منها, البلد، يعني: مكة، قوله تعالى {لا أقسم بهذا البلد} يعني: مكة, وكقوله تعالى {وهذا البلد الأمين} يعني: مكة، وقوله تعالى في سورة البقرة {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا} وقوله تعالى {هذا البلد آمنا} يعني: مكة. ونحوه كثير. والوجه الثاني, البلد، يعني البقعة النامية، قوله تعالى {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} يعني: الفراخ الزاكي, وكذلك في سورة المؤمن {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد}. والوجه الثالث, بلدة, يعني: سبأ, وذلك قوله تعالى {بلدة طيبة ورب غفور} يعني: سبأ. والوجه الرابع, البلد: مكان سبخ لا نبات فيه، قوله تعالى {فسقناه إلى بلد ميت} يعني: إلى مكان لا نبات فيه. تفسير (البرج) على ثلاثة أوجه: النجم – القصر – الوسع فوجه منها, البرج: النجم، قوله تعالى {والسماء ذات البروج} أي: ذات النجوم, وكقوله تعالى {تبارك الذي جعل في السماء بروجا} يعني: النجوم. والوجه الثاني, البروج، يعني: القصور العالية، قوله تعالى في سورة النساء {ولو كنتم في بروج مشيدة} يعني: القصور العالية السامية. والوجه الثالث, التبرج، يعني: التوسع، قوله تعالى في سورة الأحزاب {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} أي: لا تتوسعن في المشي. تفسير (البهتان) على أربعة أوجه: الزنى – الكذب – الحرام من المال – الدهش فوجه منها, البهتان: الزنى، قوله تعالى {ولا يأتين ببهتان} يعني: الزنى. والوجه الثالث, البهتان: الحرام من المال, قوله تعالى في سورة النساء {أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا} يعني: حراما. والوجه الرابع, البهت: الدهش والخسران، قوله تعالى في سورة البقرة {فبهت الذي كفر} أي: خصم وخسر ودهش، والمبهوت: المدهوش. تفسير (البعث) على سبعة أوجه: الإلهام – الإحياء في الدنيا – اليقظة من النوم – التسليط – الإرسال – البيان والنصب – النشور من القبور فوجه منها, البعث: الإلهام، فذلك قوله تعالى في سورة المائدة {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض} يعني: فألهم الله غرابا. والوجه الثاني, البعث: الإحياء في الدنيا وقوله تعالى في سورة البقرة {ثم بعثتكم من بعد موتكم} وكقوله تعالى فيها {فأماته الله مائة عام ثم بعثه} يعني: ثم أحياه في الدنيا. والوجه الثالث, البعث: اليقظة من النوم، قوله تعالى في سورة الأنعام {ثم يبعثكم فيه} أي: من النوم {ليقضى أجل مسمى}. والوجه الرابع، البعث التسليط, فذلك قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد} أي: سلطنا عليكم عبادا لنا. والوجه الخامس, البعث يعني: إرسال الرسول، قوله تعالى في سورة الجمعة {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} يعني: أرسل رسولا، مثلها في سورة البقرة {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم} وكقوله تعالى في سورة الكهف {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة} يعني: أرسلوا. والوجه السادس, البعث, بمعنى: النصب والبيان، قوله تعالى في سورة النساء: {فابعثوا حكما}: انصبوا حكما {من أهله وحكما من أهلها} وكقوله تعالى في سورة البقرة {إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا} أي: بين لنا ملكا، ومثلها فيها: {إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا} يعني: قد نصب وبين موضعه. والوجه السابع, البعث, يعني: النشور من القبور, قوله تعالى في سورة الحج: {وأن الله يبعث من في القبور} يعني: ينشر من القبور، ونظائرها كثير. تفسير (البيت والبيوت) على ثلاثة عشر وجها: المنازل – المساجد – السفينة – الكعبة – المنزل في الجنة – الحج – السجن – العش – الخيام – الكهف – البيت بعينه – الملك الخانات فوجه منها, البيوت بمعنى: المنازل، قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم} يعني: المنازل وقال تعالى {بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم} وقال تعالى {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه}، وكقوله تعالى {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة}، وكقوله تعالى {فإذا دخلتم بيوتا}. والوجه الثاني, البيوت يعني: المساجد, فذلك قوله تعالى في سورة يونس: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا} يعني مساجد, مثلها فيها: {واجعلوا بيوتكم قبلة} يعني: مساجدكم قبله إلى الكعبة، وكقوله تعالى {في بيوت أذن الله أن ترفع}. والوجه الثالث, البيت يعني: السفينة, قوله تعالى في سورة نوح {ولمن دخل بيتي مؤمنا} يعني: سفينتي، ويقال: ديني. والوجه الرابع, البيت يعني: الكعبة, قوله تعالى في سورة الحج {وطهر بيتي}، مثلها في سورة البقرة {وإذ جعلنا البيت مثابة} يعني: الكعبة. والوجه الخامس, البيت: المنزل في الجنة, قوله تعالى في سورة التحريم {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة} تريد: منزلا في الجنة. والوجه السادس, البيوت يعني: الحجر, قوله تعالى في سورة الأحزاب {واذكرن ما يتلى في بيوتكن} أي: في حجركن {من آيات الله والحكمة}، وكقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} يعني: في حجركن. والوجه السابع, البيوت بمعنى: السجون, قوله تعالى في سورة النساء {فأمسكوهن في البيوت} يعني: فاحبسوهن في السجون. والوجه الثامن, البيت بمعنى: العش, قوله تعالى في سورة النحل {أن اتخذي من الجبال بيوتا} يعني: المساكن والأعشاش, وكقوله تعالى في سورة العنكبوت {كمثل العنكبوت اتخذت بيتا} أي: نسجت عشا. والوجه التاسع, البيوت بمعنى: الخيام والفساطيط, قوله تعالى في سورة النحل: {من جلود الأنعام بيوتا} يعني: الخيام. والوجه العاشر, البيوت بمعنى: الكهوف والغيران, قوله تعالى في سورة الحجر: {وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا} يعني: كهوفا وغيرانا. والوجه الحادي عشر, البيت هو بيت بعينه, قوله تعالى {والبيت المعمور}: وقوله تعالى {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله}. والوجه الثاني عشر, البيت: الملك, قوله تعالى {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه} يعني: في ملكها وحرمتها. والوجه الثالث عشر, البيوت بمعنى: الخانات, قوله تعالى {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم} يعني: الخانات. تفسير (البيع) على أربعة أوجه: الفداء – البيعة – البيع بعينه – البيعة فوجه منها, البيع بمعنى: الفداء, قوله تعالى في سورة البقرة {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه} يعني: الفداء, ومثله في سورة إبراهيم. والوجه الثاني, البيعة: أخذ المواثيق, قوله تعالى في سورة الفتح {إن الذين يبايعونك}. والوجه الثالث, البيع بعينه, قوله تعالى في سورة البقرة {قالوا إنما البيع مثل الربا}. والوجه الرابع, البيعة: بيعة النصارى، قوله تعالى {وبيع وصلوات ومساجد}. تفسير (بقية) على خمسة أوجه: الثواب – الصلوات الخمس – الباقي من الذاهب – الدوام – القلة فوجه منها, البقية بمعنى: الثواب, قوله تعالى في سورة هود {بقيت الله لكم} أي: ثواب الله. والوجه الثاني, البقية: الصلوات الخمس, قوله تعالى في سورة الكهف, مريم: {والباقيات الصالحات خير} يعني: الصلوات الخمس. والوجه الثالث, البقية: هو الباقي من الذاهب, كقوله تعالى في سورة البقرة: {وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة}، وكقوله تعالى في سورة الزخرف: {وجعلها كلمة باقية في عقبه}. والوجه الرابع, البقاء: الدوام, قوله تعالى في سورة النحل {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} يعني: دائم, وكقوله تعالى {وما عند الله خير وأبقى}، أي: أدوم, ونحوه كثير. والوجه الخامس, البقية بمعنى: القلة, قوله تعالى في سورة هود {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية} يعني: القليل. تفسير (الباب) على سبعة أوجه: المنزل – السكة – الباب بعينه – الدرب – المدخل والمخرج – مستفتح الأمر – الطريق فوجه منها, الباب يعني: المنزل، فذلك قوله تعالى في سورة الحجر {لها سبعة أبواب} يعني: سبعة منازل. والوجه الثاني, الباب يعني: السكة، قوله تعالى في سورة يوسف {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد} يعني: سكة واحدة {وادخلوا من أبواب متفرقة} يعني: سككا متفرقة. والوجه الثالث, الباب بعينه, قوله تعالى في سورة ص {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} وكقوله تعالى {وفتحت أبوابها}، مثلها في سورة البقرة قوله تعالى {وادخلوا الباب سجدا}. والوجه الرابع, الباب يعني: الدرب, قوله تعالى في سورة المائدة {أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب} يعني: الدرب. والوجه الخامس, الباب بمعنى: المدخل والمخرج، قوله تعالى في سورة البقرة: {وأتوا البيوت من أبوابها} يعني: من المدخل والمخرج. والوجه السادس, الباب يعني: مستفتح الأمر, فذلك قوله تعالى في سورة المؤمنون {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد} يعني: مستفتح العذاب, مثلها {فتحنا عليهم أبواب كل شيء}. والوجه السابع, الباب يعني: الطريق, قوله تعالى في سورة الأعراف {لا تفتح لهم أبواب السماء} يعني: طرق السماء، مثلها {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء}. تفسير (باءوا) على أربعة أوجه: استوجبوا – نزل – توطن – رجع فوجه منها, باءوا يعني: استوجبوا، قوله تعالى في سورة البقرة {فباءوا بغضب على غضب} يعني: استوجبوا غضبا على غضب، نظيرها في سورة آل عمران {كمن باء بسخط من الله} يعني: استوجب. الوجه الثاني, يتبوأ يعني: ينزل, قوله تعالى في سورة يوسف {يتبوأ منها حيث يشاء} يقول: ينزل، وكقوله تعالى {ولقد بوأنا} يعني: أنزلنا. والوجه الثالث, تبوأ يعني: توطن، قوله تعالى في سورة الحشر {والذين تبوءوا الدار}، وقوله تعالى في سورة آل عمران {وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين} يعني: توطن. والوجه الرابع, تبوء بمعنى: ترجع, قوله تعالى في سورة المائدة {إني أريد تبوأ بإثمي إثمك} يعني: ترجع. تفسير (البلاء) على وجهين: النعمة – والاختبار فوجه منهما, البلاء يعني: النعمة, قوله تعالى في سورة البقرة {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} يعني: في إنجائكم من آل فرعون نعمة عظيمة، نظيرها في سورة الأعراف, وإبراهيم. والوجه الثاني, البلاء: الاختبار، قوله تعالى في سورة الصافات {إن هذا لهو البلاء المبين}، ونحوه قوله تعالى في سورة البقرة {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}، وقوله تعالى {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع} أي: لنختبرنكم. تفسير (البرهان) على وجهين: حجة – وآية فوجه منهما, برهان يعني: حجة, قوله تعالى في سورة الأنبياء {أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم} يعني: حجتكم على ما تدعونه أن مع الله إلها, وفي سورة النمل: {أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}، مثلها في سورة البقرة. والوجه الثاني, البرهان يعني: الآية، قوله تعالى في سورة القصص {فذانك برهانان من ربك} يعني: آيتان من ربك, وكقوله تعالى في سورة يوسف {لولا أن رأى برهان ربه} يعني: آية ربه. تفسير (بإذن الله) على وجهين: الإذن في الشيء – والإذن بالشيء، بمعنى: الأمر فوجه منهما, الإذن يعني: بإذن الله تعالى في الشيء، وهي إرادته، قوله تعالى في سورة البقرة {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} أي: بإرادته، وكقوله عز وجل في سورة آل عمران {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله} أي: بإرادة الله تعالى، مثلها في سورة يونس, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله} يعني: بإرادته. والوجه الثاني, الإذن يعني: الأمر، فذلك قوله عز وجل في سورة الرعد: {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} يعني: بأمر الله, وقوله تعالى في سورة إبراهيم: {وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله} يعني: بأمر الله, وكقوله تعالى {خالدين فيها بإذن ربهن تحيتهم فيها سلام}، وكقوله تعالى {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} أي: بأمر ربها وبإذنه, وكقوله تعالى {وما أسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} أي: بأمر الله. تفسير (البصر) على ثلاثة أوجه: رؤية القلب – والبصر بالعين – والبصر بالحجة فوجه منها, البصر بالقلب، في قوله تعالى في سورة يونس {ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي} يعني: بصر القلب {ولو كانوا لا يبصرون} يعني: الهدى بالقلب, وقال تعالى في سورة الملائكة {وما يستوي الأعمى والبصير} يعني: بصر القلب بالإيمان، وقال تعالى في سورة الأعراف {وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} أي: بالقلب. والوجه الثاني, البصر بالعين، قوله تعالى في سورة الإنسان {فجعلناه سميعا بصيرا} أي: بالعينين, وقال تعالى في سورة يوسف {فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا} يعني: البصر بالعين, وقال ليعقوب {فارتد بصيرا} يعني: ببصر العين, وقال تعالى في سورة ق {فبصرك اليوم حديد} يعني: بصر العينين. والوجه الثالث, البصر يعني: الحجة, قوله تعالى في سورة طه {قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا} بالحجة في الدنيا. تفسير (البعل) على وجهين: الصنم – والزوج فوجه منهما, البعل يعني: الصنم، قوله تعالى في سورة الصافات {أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين} يعني: أتدعون صنما؟ والوجه الثاني, البعل: الزوج, قوله تعالى {وبعولتهن أحق بردهن} يعني: زوج المرأة، وكقوله تعالى في سورة النور {إلا لبعولتهن} مثلها {أو آباء بعولتهن} يعني: أزواجهن، وقوله تعالى {وهذا بعلي شيخا} تفسير (البنيان) على ثلاثة أوجه: الصرح – مسجد – الأتون فوجه منها, البنيان بمعنى: الصرح, قوله تعالى في سورة النحل {فأتى الله بنيانهم} يعني: الصرح {من القواعد}. والوجه الثاني, البنيان: المسجد، قوله تعالى في سورة براءة {أفمن أسس بنيانه} يعي: مسجده, وكقوله تعالى {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم} يعني: مسجدهم, وكقوله تعالى في سورة الكهف: {فقالوا ابنوا عليهم بنيانا} يعني: مسجدا. والوجه الثالث, البنيان يعني: الأتون, قوله تعالى في سورة الصافات {قالوا ابنوا له بنيانا} يعني: الأتون، {فألقوه في الجحيم}. تفسير (البضاعة) على أربعة أوجه: الدراهم – متاع الأكراد – البضاعة من كل شيء – بضع سنين فوجه منها, البضاعة: الدراهم، قوله تعالى {ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم} يعني: دراهمهم, وقوله تعالى {ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا}. والوجه الثاني, البضاعة: متاع الأكراد, وهو الجبن والسمن, قوله تعالى {وجئنا ببضاعة مزجاة}. والوجه الثالث, البضاعة: المال المنتفع به عند أهل القافلة، قوله تعالى {وأسروه بضاعة}. والوجه الرابع, بضع سنين, قوله تعالى في سورة يوسف {فلبث في السجن بضع سنين} والمراد به: عدد سنين. تفسير (البسط) على ستة أوجه: الضرب – السعة – الفتح – المهد – القوة – مد اليد فوجه منها, البسط: الضرب، قوله تعالى في سورة الأنعام {والملائكة باسطوا أيديهم} أي: ضاربوا أيديهم إلى أرواح الكفار, وكقوله تعالى في سورة الممتحنة: {ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} يعني: بالضرب. والوجه الثاني, يبسط يعني: يوسع، قوله تعالى في سورة حم عسق {ولو بسط الله الرزق لعباده} أي: وسع, وكقوله تعالى في سورة الرعد {الله يبسط الرزق لمن يشاء}، مثلها في سورة البقرة {والله يقبض ويبسط} أي: يوسع, مثلها في سورة العنكبوت {الله يبسط الرزق لمن يشاء}. والوجه الثالث, البسط: الفتح، قوله تعالى {ولا تبسطها كل البسط} أي: لا تفتح يدك, وكقوله تعالى {بل يداه مبسوطتان} أي: مفتوحتان. والوجه الرابع, البسط يعني به: المهد والفراش, كقوله تعالى {والله جعل لكم الأرض بساطا} أي: فراشا ومهدا. والوجه الخامس, البسط: الفضل والقوة، قوله تعالى في سورة البقرة {وزاده بسطة في العلم والجسم} يعني: فضيلة في العلم والقوة. والوجه السادس, البسط: مد اليد من البعد، قوله تعالى {إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه} أي: من البعد. تفسير (البأس) على ثلاثة أوجه: العذاب – الفقر – القتال فوجه منها, البأس بمعنى: العذاب، قوله تعالى في سورة حم المؤمن: {فلما رأوا بأسنا} يعني: عذابنا في الدنيا {قالوا آمنا بالله وحده}، وقال تعالى في سورة الأنبياء {فلما أحسوا بأسنا} يعني: فلما رأوا عذابنا في الدنيا، مثلها في سورة حم المؤمن {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} يعني: يمنعنا من عذاب الله عز وجل. والوجه الثاني, البأس: الفقر, قوله تعالى {وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء} يعني: بالفقر والشدة, وكقوله تعالى في سورة البقرة: {مستهم البأساء والضراء} يعني: الفقر والشدة, وكقوله تعالى في سورة الأنعام. والوجه الثالث, البأس يعني: القتال، قوله تعالى في سورة النساء {عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا} يعني: قتال الذين كفروا, وقال تعالى في سورة النمل: {وأولوا بأس شديد} يعني: أولو قتال شديد، وقال تعالى في سورة البقرة {وحين البأس} يعني: وقت القتال, وقال تعالى في سورة الحشر {بأسهم بينهم شديد} يعني. القتال بين اليهود والمنافقين شديد. تفسير (البر) على ثلاثة أوجه: الصلة – الطاعة – التقوى فوجه منها, البر: الصلة، قوله تعالى في سورة البقرة {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا} أي: لئلا تصلوا القرابة, وقال تعالى في سورة الممتحنة: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم} يعني: تصلوهم. والوجه الثاني, البر بمعنى: الطاعة، فذلك قوله تعالى في سورة المائدة {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} أراد بـ (البر): الطاعة وترك المعصية, وقال تعالى في سورة مريم {وبرا بوالديه}، مثلها في قصة عيسى {وبرا بوالدتي} أي: مطيعا لوالدتي: لأمي, وقال في سورة عبس {كرام بررة} يعني: مطيعين لله تعالى، وكقوله تعالى {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين} يعني: المطيعين. والوجه الثالث, البر: التقوى, فذلك قوله تعالى في سورة آل عمران {لن تنالوا البر} يعني: لن تنالوا التقوى كلها {حتى تنفقوا مما تحبون} حتى تبلغوا في الصدقة ما تجبون, وقال تعالى في سورة البقرة {ليس البر} أي: البر: التقوى {أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر} التقوى، يعني: الإيمان، وقال تعالى {أتأمرون الناس بالبر} يعني: بالتقوى: بطاعة الله تعالى، واتباع محمد صلى الله عليه وسلم. تفسير (البغي) على أربعة أوجه: الظلم – المعصية – الحسد – الزنى فوجه منها, البغي يعني: الظلم، قوله تعالى في سورة الأعراف {والإثم والبغي بغير الحق} يعني: الظلم، وقال تعالى في سورة النحل {وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} يعني: الظلم {يعظكم لعلكم تذكرون}، وكقوله تعالى في سورة حم عسق {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} يعني: الظلم, وقال تعالى {فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي} يعني: ظلمت. والوجه الثاني, البغي يعني: المعصية, قوله تعالى في سورة يونس {فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض} يعني: يعصون، مثلها فيها {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم} يعني: معصيتكم {على أنفسكم} ضرها عليكم. والوجه الثالث, البغي: الحسد قوله تعالى في سورة البقرة {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله} يعني: حسدا، وكقوله تعالى في سورة حم عسق {وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} يعني: حسدا فيما بينهم. والوجه الرابع، البغي يعني: الزنى, قوله تعالى في سورة مريم {وما كانت أمك بغيا} يعني: زانية, وقوله تعالى في سورة النور {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصن} أي: على الزنى. تفسير (البدن) على وجهين: الجسد – البدن فوجه منهما, البدن يعني: الجسد، قوله تعالى {فاليوم ننجيك ببدنك} أي: بجسدك. والوجه الثاني, البدن يعني: البدنة, قوله تعالى في سورة الحج {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله}. تفسير (الباطل) على أربعة أوجه: التكذيب – الإحباط – الشرك – الظلم فوجه منها, الباطل بمعنى: التكذيب, قوله تعالى في سورة حم السجدة {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} يعني: لا يأتي التكذيب من بين يدي القرآن فيكذبه, ولا يجيء من بعده كتاب فيكذبه, مثلها في سورة حم المؤمن {وخسر هنالك المبطلون} يعني: المكذبين, وهم اليهود. والوجه الثاني, الباطل بمعنى: الإحباط, قوله تعالى في سورة البقرة {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} بمعنى: لا تحبطوا، وقال تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} أي: لا تحبطوها بالمن والأذى. والوجه الثالث, الباطل بمعنى: الشرك الذي ليس له أصل ثابت, فذلك قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {وقل جاء الحق وزهق الباطل} يعني: ذهب الشرك {إن الباطل كان زهوقا} يعني: الشرك لا أصل له في الأرض، ولا فرع له في السماء, فلذلك قال: {إن الباطل كان زهوقا} وقال تعالى في سورة العنكبوت {والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله} يعني يصدقون بالشرك ويعبدون الشيطان. والوجه الرابع, الباطل بمعنى: الظلم، قوله تعالى في سورة البقرة {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} أي: نظيرها في سورة النساء. تفسير (البطش) على وجهين: العقوبة – القوة فوجه منهما, البطش يعني: العقوبة، قوله تعالى في سورة القمر {ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر} يعني: عقوبتنا، وكقوله تعالى في سورة الدخان {يوم نبطش البطشة الكبرى} يعني: نعاقب العقوبة الكبرى, وقال تعالى في سورة البروج {إن بطش ربك لشديد} يعني: عقاب ربك. والوجه الثاني, البطش بمعنى: القوة، قوله تعالى {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا} يعني: قوة. تفسير (البرق) على وجهين: برق بمعنى: شخص – والبرق بعينه فوجه منهما برق, أي: شخص، ويقال: عجب, قوله تعالى في سورة القيامة {فإذا برق البصر} أي: شخص البصر. والوجه الثاني, البرق يعينه, قوله تعالى {فيه ظلمات ورعد وبرق} وقال قتادة: البرق: الإسلام. تفسير (البحر) على خمسة أوجه: اليم – موسى والخضر – ماء العذب والملح – سبعة أبحر – بحر تحت العرش فوجه منها: البحر يعني: اليم، قوله تعالى في سورة الدخان {واترك البحر رهوا} يعني: اليم, وكقوله تعالى {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر}. والوجه الثاني, البحر: (موسى والخضر) عليهما السلام, قوله تعالى {حتى أبلغ مجمع البحرين} يعني: موسى والخضر, على قول بعض أهل التفسير. والوجه الثالث, ماء العذب والملح, قوله تعالى في سورة الرحمن {مرج البحرين يلتقيان} يعني: الماء العذب والملح، وقوله تعالى {وما يستوي البحران} يعني: الماءين {هذا عذب فرات...}. والوجه الرابع, البحر يعني سبعة أبحر, قوله تعالى {سبعة أبحر}. نظيرها {ألم تر أن الفلك تجري في البحر...}. والوجه الخامس, البحر: بحر تحت العرش، قوله تعالى {والبحر المسجور} يعني: بحرا تحت العرش. تفسير (بدل) على ستة أوجه: أهلك – نسخ – غير – جدد – حول – اختار فوجه منها, بدل: أي أهلك, قوله تعالى في سورة الإنسان {وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا} يقول: أهلكنا إهلاكا. والوجه الثاني, بدل: أي نسخ, قوله تعالى في سورة النحل {وإذا بدلنا آية مكان آية} أي: نسخنا، مثلها في سورة يونس {أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله} أي: أنسخه {من تلقاء نفسي}. والوجه الثالث, بدل: أي غير، قوله تعالى في سورة البقرة {فمن بدله} يعني: غير الوصية {بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه} أي: يغيرونه, وكقوله تعالى في سورة الأحزاب {وما بدلوا تبديلا} أي وما غيروا، ونحوه. والوجه الرابع, بدل بمعنى: جدد الخلق, قوله تعالى في سورة النساء {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها}، وكقوله تعالى في سورة إبراهيم {يوم تبدل الأرض غير الأرض} يعني: تجدد خلقا آخر. ويقال: تغير حالها سوى هذه الحالة. والوجه الخامس, بدل بمعنى: حول من حال إلى حال, قوله تعالى في سورة الفرقان: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} أي: يحولهم الله تعالى من الكفر إلى الإيمان، ومن الفجور إلى الإيمان. والوجه السادس, تبدل بمعنى: اختار, قوله تعالى {ومن يتبدل الكفر بالإيمان} يعني: يختار الكفر على الإيمان، ويستر الكفران بالشكر. تفسير (البراح) على وجهين: الزوال – الانتقال فوجه منهما, لا أبرح: لا أزال، قوله تعالى في سورة الكهف {وإذ قال موسى لفتله لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين} يعني: لا أزال أطلبه حتى أبلغ, وكقوله تعالى في سورة طه: {لن نبرح عليه عاكفين} يعنون: لا نزال عاكفين على عبادته. والوجه الثاني, البراح: الانتقال, قوله تعالى في سورة يوسف {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي} يعني: لا أنتقل من مصر حتى يأذن لي أبي. تفسير (البخس) على وجهين: الحرام – النقصان فوجه منهما, البخس يعني: الحرام، قوله تعالى في سورة يوسف {وشروه بثمن بخس} يعني حرام. والوجه الثاني, البخس يعني: النقصان، قوله تعالى {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} يعني: ولا تنقصوا الناس أشياءهم, وكقوله تعالى {بخسا ولا رهقا} ونحوه كثير). [الوجوه والنظائر: 115-135] |
الساعة الآن 02:28 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir