معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال عن عبارة منسوبة للإمام أحمد عن بعض الأحاديث: «نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى» (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35610)

أحمد الدهشورى 18 رجب 1431هـ/29-06-2010م 02:24 PM

سؤال عن عبارة منسوبة للإمام أحمد عن بعض الأحاديث: «نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى»
 
أشكلت عليّ بعض الآثار التي أوردها المصنف، يمكن أن يستدل بها المفوضة:
اقتباس:

قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينزل إلى سماء الدنيا)، (وإن الله يرى في القيامة)، وما أشبه هذه الأحاديث: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى!
- فسر الشيخ المحمود (بلا معنى) أنه يقصد المعاني المخالفة لظاهرها، لكن نص الإمام أحمد صريح وظاهره يفيد إمرار الكيفية والمعنى جميعاً؟

عبد العزيز الداخل 1 شعبان 1431هـ/12-07-2010م 09:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الدهشورى (المشاركة 34795)
أشكلت عليّ بعض الآثار التي أوردها المصنف، يمكن أن يستدل بها المفوضة:
اقتباس:

قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينزل إلى سماء الدنيا)، (وإن الله يرى في القيامة)، وما أشبه هذه الأحاديث: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى!
- فسر الشيخ المحمود (بلا معنى) أنه يقصد المعاني المخالفة لظاهرها، لكن نص الإمام أحمد صريح وظاهره يفيد إمرار الكيفية والمعنى جميعاً؟

هذه المقولة ليست مسندة إلى الإمام أحمد، وقد شاعت بعد ذكر ابن قدامة لها في لمعة الاعتقاد، وقد يكون تلقاها عن بعض التميميين من الحنابلة وعندهم تأثر بمذهب الكلابية، وربما نقلوا كلاماً ينسبونه إلى الإمام أحمد فهماً منهم وتعبيراً عما فهموه من مذهبه، ومذهب الإمام أحمد واضح بين في الصفات فلذلك يرد ما أشكل من كلامه إلا ما تبين من منهجه في نصوص كثيرة، وإلى ما نقل عنه بالرواية واستفاضت به المعرفة عنه.
ومن أحسن ما يجاب به عن هذا الإيراد على فرض ثبوته عن الإمام أحمد أن قوله: (ولا معنى) نظير قوله: (ولا كيف)
فإن الصفات لها كيفية لكن لا نعلمها، وقول السلف: (بلا كيف) لا يريدون به نفي الكيفية، وإنما نفي علمهم بالكيفية، ونفي تكييف من كيفها من الجهال.
وقوله: (ولا معنى) لا يريد به نفي أن يكون لتلك الصفات معنى، وإنما مراده نفي ما ذكره أهل التأويل من المعاني المستحدثة، كقول بعضهم: معنى الاستواء: الاستيلاء، ومعنى الرحمة الإنعام، ونحو ذلك.
فهذه المعاني المتأولة هي التي ينكرها الإمام أحمد رحمه الله.

أم عبد الله بنت علي 5 ذو الحجة 1431هـ/11-11-2010م 03:40 PM

السلام عليكم ورحمة الله

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الداخل (المشاركة 35408)
هذه المقولة ليست مسندة إلى الإمام أحمد، وقد شاعت بعد ذكر ابن قدامة لها في لمعة الاعتقاد، وقد يكون تلقاها عن بعض التميميين من الحنابلة وعندهم تأثر بمذهب الكلابية، وربما نقلوا كلاماً ينسبونه إلى الإمام أحمد فهماً منهم وتعبيراً عما فهموه من مذهبه، ومذهب الإمام أحمد واضح بين في الصفات فلذلك يرد ما أشكل من كلامه إلا ما تبين من منهجه في نصوص كثيرة، وإلى ما نقل عنه بالرواية واستفاضت به المعرفة عنه.
ومن أحسن ما يجاب به عن هذا الإيراد على فرض ثبوته عن الإمام أحمد أن قوله: (ولا معنى) نظير قوله: (ولا كيف)
فإن الصفات لها كيفية لكن لا نعلمها، وقول السلف: (بلا كيف) لا يريدون به نفي الكيفية، وإنما نفي علمهم بالكيفية، ونفي تكييف من كيفها من الجهال.
وقوله: (ولا معنى) لا يريد به نفي أن يكون لتلك الصفات معنى، وإنما مراده نفي ما ذكره أهل التأويل من المعاني المستحدثة، كقول بعضهم: معنى الاستواء: الاستيلاء، ومعنى الرحمة الإنعام، ونحو ذلك.
فهذه المعاني المتأولة هي التي ينكرها الإمام أحمد رحمه الله.

إضافة إلى ما قاله شيخنا الفاضل (بعد استئذانه)، وهو تأكيدٌ لما قاله حفظه الله، فإن الأثرالمنسوب للإمام أحمد رحمه الله فيه ذكرٌ لحديث الرؤية كمِثالٍ لما يُؤمن به بلا كيف ولا معنى، وأحاديث رؤية الله عز وجل في الآخرة يؤمن بها على ظاهرها، ولا خلاف في هذا بيننا وبين المفوضة، فهم يؤمنون بأن رؤية الله عز وجل ستكون بالأبصار، وهناك أحاديث صريحة في أن رؤية الله عز وجل ستكون بالعين، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم عيانًا"، وعن جرير رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال: "إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تُضامون في رؤيته". رواهما البخاري في صحيحه.

فلو فسرنا قوله: (بلا معنى) بتفويض المعنى، فسيلزم من هذا تفويض معنى أحاديث الرؤية، وهذا باطل حتى عند المفوضة، فهذا يعني بأن معنى قوله (بلا معنى) أي بلا معنى غير ظاهر النص؛ وقد ورد لفظ لهذا الأثر فيه تأكيد ذلك، وهي عند ابن بطة في "الإبانة الكبرى"، وعند ابن قدامة في "تحريم النظر في كتب الكلام"، وفيه: "بلا كيف ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه تعالى".


الساعة الآن 04:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir