سؤال عن حكم إبداء المرأة عينها بالنقاب إذا كان يؤدّي إلى الفتنة
 

في حلية طالب العلم:
شيخنا أطال الله عمرك في الخير أود مزيدا من التوضيح لهذه العبارات:
تنزل الأمطار على الأرض، وهذا رجل تم بنيانه قريبا. هل يضره المطر أو لا؟ نعم يضره، لكن لا عبرة. لأن العبرة بالعموم.
وكذلك تنزل وهذا الرجل قد انتهى من السقي، والمعروف أن الزرع إذا أصابه الماء، مطرا كان أو سقي بعد الانتهاء من سقيه أنه يضره لكن العبرة بالعموم.
مثال ذلك: بعض النساء اليوم صارت تلبس النقاب، تغطي وجهها بالنقاب، لكن هل إن المرأة بقيت على هذا، بمعنى أنها لم تخرق فيه لتستر وجهها إلا مقدار العين؟... لا، إذاً يمنع النقاب لأنه ذريعة يتوصل به إلى شيء محرم؟

جزاك الله عني خيراً، وجعل حياتنا كلها لله ومماتنا له، وغفر لنا ذنوبنا وخطايانا إنه غفور رحيم.
أحكام الشريعة لا يُسلك بها هذا المسلك في الاستدلال، وإنما يجب أن يعتمد ما دلّ عليه الدليل ويقبل حكم الله في المسألة إذا تبيّن ويُسلّم لله تعالى، وما على العبد إلا الطاعة والامتثال؛ فهو في هذه الدنيا في دار ابتلاء وامتحان، والحكم لله عزّ وجلّ هو الذي يأمر بما يشاء وينهى عمّا يشاء وهو الحكيم الخبير، ولذلك فإنّ المؤمن قد يُبتلى بخفاء وجه الحكمة عنه في بعض التشريعات لينظر هل يتبّع الحقّ ويسلّم لله بحكمته وإن غابت عنه وقصر فهمه وعلمه عن إدراكها؟
فلذلك أوصي نفسي وإياكم بالمبادرة إلى التصديق والتسليم لله تعالى فيما يبلغنا بالدليل الصحيح حكم الله تعالى فيه، وأن لا نجعل التسليم متوقفا على شرط زوال الإشكالات والاعتراضات فمن فعل ذلك فإنه على خطر أن لا يوفّق للحق ولا يثبت عليه.
ثم إذا وطّن العبد نفسه على التصديق والإيمان والاستسلام لله تعالى وعرض له ما يشكل عليه نظر مع يقينه بسعة علم الله وحكمته فإنه حريّ أن يوفّق لفهم ما أشكل عليه.
وأمّا المسألة المذكورة فإن كان إبداء المرأة عينها بالنقاب يؤدّي إلى الفتنة بها فإنه يجب عليها أن تضع فوقه ما يستر رؤية عينها ولا يمنعها من رؤية الطريق، وأن تضيّق فتحة النقاب بما يمكنها من الرؤية ولا يمكّن من الافتتان بعينها، فإنّ النقاب إنما جُعل لتَرى به لا لتُرى عينها من خلاله.