تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الرابع
 

نبذة مختصرة:

نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر : علم الحديث من أهم العلوم وأشرفها، إذ به يعرف صحة ما نسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ضعفه، وثبوته من عدمه، فشرفه وأهميته تابع لشرف مقصده وهو سنّة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، كلام من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى - صلى الله عليه وسلم -.
ومن أجمع وأخصر ما ألّف في هذا الفن متن نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي - رحمه الله -.

-بعض المسائل في مصطلح الحديث
-الخبر وأنواعه
-الخبر في اللغة: المنقول أو ما يتحدث به.
-عند علماء البلاغة: ما يحتمل الصدق والكذب لذاته.
-عند علماء الحديث: فيه أقوال:
-الأول: الخبر مرادف للحديث ،أي: أن الخبر: ما يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة.
-الثاني: الخبر يختلف عن الحديث، فالحديث ما يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر ما يروي عن غيره.
-الثالث: الخبر أعم من الحديث، فالحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر ما جاء عنه وعن غيره، فكل حديث خبر ولا ينعكس، فبينهما عموم وخصوص مطلق .
-أنواع الخبر:
-النوع الأول: الخبر المتواتر.
-النوع الثاني: الخبر المشهور.
-النوع الثالث: الخبر العزيز.
-النوع الرابع: الخبر الغريب.

خبر الآحاد، المقبول المحتف بالقرائن

تعريفه:
المراد بالمحتف بالقرائن أي الذي أحاط واقترن به من الأمور الزائدة على ما يتطلبه المقبول من الشروط.
وهذه الأمور الزائدة التي تقترن بالخبر المقبول تزيده قوة وتجعل له ميزة على غيره من الأخبار المقبولة الأخرى الخالية عن تلك الأمور الزائدة وترجحه عليها.

أنواعه :
الخبر المحتف بالقرائن أنواع، أشهرها :
1- ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما مما لم يبلغ حد المتواتر فقد احتف به قرائن منها :

• جلالتهما في هذا الشأن.
• تقدمهما في تمييز الصحيح على غيرهما.
• تلقى العلماء لكتابيهما بالقبول، وهذا التلقي وحده أقوى في إفادة العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة عن التواتر.

2-المشهور إذا كانت له طرق متباينة سالمة كلها من ضعف الرواة والعلل.

3-الخبر المسلسل بالأئمة الحفاظ المتقنين حيث لا يكون غريبا:
كالحديث الذي يرويه الإمام أحمد عن الإمام الشافعي ويرويه الشافعي عن الإمام مالك ويشارك الإمام أحمد غيره في الرواية عن الإمام الشافعي، ويشارك الإمام الشافعي كذلك غيره في الرواية عن الإمام مالك.

4- صحة الإسناد.

حكمه :
هو أرجح من أي خبر مقبول من أخبار الآحاد، فلو تعارض الخبر المحتف القرائن مع غيره من الأخبار المقبولة قدم الخبر المحتف بالقرائن.

-طرق الأحاديث:
-طرق غير محصورة بعدد.
-وهذا هو المتواتر.
-طرق محصورة بعدد.
-وهو الآحاد، وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
-الأول: الخبر المشهور.
-الثاني: الخبر العزيز.
-الثاث: الخبر الغريب.

-ما هو الخبر المشهور؟
-هو ما رواه ثلاثة فأكثر، ولا يصل إلى حد التواتر.
-ويعبر عنه أحياناً بالمستفيض.
-والفرق بينهما:
-قيل: أن الحديث المشهور والمستفيض بمعنى واحد.
-وقيل: المستفيض ما استوى طرفاه؛ أي: يكون من ابتدائه إلى انتهائه على سواء ، فيرويه ثلاثة من الصحابة، وثلاثة من التابعين، وثلاثة من اتباع التابعين.
-والمشهور: أعم من المستفيض، بمعنى: يرويه ثلاثة من الصحابة، وستة من التابعين، واثنا عشر من اتباع التابعين.
-والحديث المشهور منه اصطلاحي ومنه غير اصطلاحي.
-ولا يلزم فيهما الصحة، فقد يكون صحيح أو حسن أو ضعيف....
-والاصطلاحي هو: ما رواه ثلاثة فأكثر كما تقدم.
-وغير الاصطلاحي: هو ما اشتهر على الألسنة بين الناس على اختلاف طبقاتهم ، فمنهم العوام، والفقهاء، والمحدثون، والأصوليون...
-ومن غير الاصطلاحي ما ليس له سند في الأصل، مثاله: (نعم العبد صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه) فهذا الحديث ليس له سند.

-من الكتب المؤلفة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة:
كتاب(المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة) للسخاوي.
-جمع في كتابه: 1356 حديثاً.
-وكتاب(كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس) لإسماعيل العجلوني.
-جمع في كتابه: 3281 حديثاً.

-الخبر العزيز
-معناه: ما رواه راويان في أي طبقة من طبقات السند.
-ضابطه: أن لا يقل رواته عن اثنين في أي طبقة من طبقات السند، وإن زاد في بعض الطبقات عن اثنين فلا يضر بشرط إلا تكون طبقاته مساوية لطبقات المشهور؛ بمعنى: أن يرويه ثلاثة، عن ثلاثة، عن ثلاثة، عن ثلاثة، فهذه الطبقات فوق العزيز.
-سبب تسميته بذلك: إما لقلة وجوده، وإما لأنه عز؛ أي: قوي.
-مثاله: حديث أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)