معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الأصمعيات (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=86)
-   -   1: قصيدة سُحَيْمُ بن وثيلٍ الرِّيَاحيُّ: أنا ابنُ جَلا وطلاعُِ الثَّنَايَا = متى أضعِ العمامَةَ تَعرفوني (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=14076)

ريم الحربي 9 ربيع الثاني 1432هـ/14-03-2011م 09:36 PM

1: قصيدة سُحَيْمُ بن وثيلٍ الرِّيَاحيُّ: أنا ابنُ جَلا وطلاعُِ الثَّنَايَا = متى أضعِ العمامَةَ تَعرفوني
 
قال سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيُّ أَحَدُ بَنِي حِمْيَرِيٍّ:

أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُِ الثَّنَايَا = متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني
وَإِنَّ مَكَانَنَا مِنْ حِمْيَرَيٍّ = مَكَانُ اللَّيْثِ مِنْ وَسَطِ الْعَرِينِ
وَإِنِّي لا يَعُودُ إِلَيَّ قِرْنِي = غَدَاةَ الْغِبِّ إِلَّا فِي قَرِينِ
بِذِي لِبَدٍ يَصُدُّ الرَّكْبُ عَنْهُ = وَلاَ تُوتَى فَرِيسَتُهُ لِحِينِ
عَذَرْتُ البُزْلَ إذْ هِيَ خَاطَرَتْنِي = فَمَا بَالِي وَبَالُ ابْنَيْ لَبُونِ
وَمَاذَا يَدَّرِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي = وَقَدْ جَاوَزْتُ رَأْسَ الأَرْبَعِينِ
أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعًا أَشُدِّي = وَنَجَّذَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّئُونِ
فَإِنَّ عُلاَلَتِي وَجِرَاءَ حَوْلِي = لَذُو شِقٍّ عَلَى الضَّرَعِ الظَّنُونِ
سَأَحْيَا مَا حَيِيتُ وَإِنَّ ظَهْرِي = لَمُسْتَنِدٌ إِلَى نَضَدٍ آمِينِ
كَرِيمُ الْخَالِ مِنْ سَلَفَيْ رِيَاحٍ = كَنَصْلِ السَّيْفِ وَضَّاحُ الْجَبِينِ
فَإِنَّ قَنَاتَنَا مَشِظٌ شَظَاهَا = شَدِيدٌ مَدُّهَا عُنُقَ الْقَرِينِ

محمد أبو زيد 20 رجب 1432هـ/21-06-2011م 09:49 AM

شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
وهذه بقية الأصمعيات التي أخلت بها المفضليات:

1


قال سحيم بن وثيل الرياحي أحد بني حميري*


1: أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُِ الثَّنَايَا = متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني
2: وَإِنَّ مَكَانَنَا مِنْ حِمْيَرَيٍّ = مَكَانُ اللَّيْثِ مِنْ وَسَطِ الْعَرِينِ
3: وإني لا يعود إلى قرني = غداة الغب إلا في قرين
4: بذي لبد يصد الركب عنه = ولا توتى فريسته لحين
5: عذرت البزل إذ هي خاطرتني = فما بالي وبال ابني لبون
6: وماذا يدري الشعراء مني = وقد جاوزت رأس الأربعين
7: أخو خمسين مجتمعا أشدي = ونجذني مداورة الشؤون
8: فإن علالتي وجراء حولي = لذو شق على الضرع الظنون
9: سأحيي ما حييت وإن ظهري = لمستند إلى نضد أمين
10: كريم الخال من سلفي رياح = كنصل السيف وضاح الجبين
11: فإن قناتنا مشظ شظاها = شديد مدها عنق القرين


قال الأصمعي: حدثنا رجل من بني رياح قال: جاء رجل إلى الأخوص والأبيرد (1)، وهما من ولد عتاب بن هرمي. يطلب هناء. فقالا: إن بلغت
* ترجمته: هو سحيم بن وثيل بن أعيقر بن أبي عمرو بن إهاب بن حميري بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك ابن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. شاعر مخضرم، عاش في الجاهلية 40 سنة وفي الإسلام 60 سنة. وهو صاحب القصة المشهورة في المعاقرة، وذلك أن أهل الكوفة أصابتهم مجاعة فخرج أكثر الناس إلى البوادي، فعقر غالب بن صعصعة، والد الفرزدق، لأهله ناقة صنع منها طعامًا، وأهدى منه إلى ناس من تميم، فأهدى إلى سحيم جفنة، فكفأها وضرب الذي أتى بها، ونحر لأهله ناقة. ثم تفاخرا في النحر حتى نحر غالب مائة ناقة، ولم تكن إبل سحيم حاضرة، فلما جاءت نحر ثلاثمائة ناقة. وكان ذلك في خلافة علي بن أبي طالب، فمنع الناس من أكلها وقال: «إنها مما أهل لغير الله به» وقد صدق. فجمعت لحومها على كناسة الكوفة، فأكلها الكلاب والعقبان والرخم. والقصيدة مفصلة في النقائض 414 418 و625 626 و1070 1071 والأمالي 3: 52 54 ومعجم البلدان 5: 395 والخزانة 1: 461 463 وأشار إليها في الإصابة 3: 164 واللسان 5: 270. و«حسيم» تصغير «أسحم» وهو الأسود. و«وثيل» بفتح الواو، من الوثالة وهي الرجاجة. وضبطه الحافظ في الإصابة والسيوطي في شواهد المغني بالتصغير، وهو خطأ.
جو القصيدة: كان سحيم شيخًا قد بلغ السن، والأخوص والأبيرد شابين يافعين، فتحدياه
(1) «الأخوص» بالخاء المعجمة، ويكتب خطأ في كثير من المراجع بالمهملة. وهو لقبه واسمه: زيد بن عمرو بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم. شاعر فارس. و«الأبيرد» هو ابن المعذر بن قيس بن عتاب بن هرمي، شاعر مقل حسن.
--- سحيم بن وثيل ببيتا وأتيتنا بجوابه؟ قال: نعم، هاتياه. فأنشداه:
إن بداهتي وجراء حولي.......لذو شق على الحطم الحرون *
فلما أنشده إياه أخذ عصاه وجعل يهدج في الوادي ويقول أنا ابن جلا وطلاع الثنايا يقال للنافذ في الأمور «طلاع الثنايا» و«طلاع أنجد». «جلا» بارز منكشف.
في الشعر، فأحفظه ذلك وقال هذه الأبيات، يقارع بها هذا التحدي، ويفخر بأبيه وعشيرته، وبشجاعته. وهو في الأبيات 5 8 يهزأ بهما وبسنهما، ويعتز بالحنكة التي أفادها في سن الخمسين.
تخريجها: هي برقم 76 في طبعة أوربة. والبيت الأول منها مشهور معروف، تمثل به الحجاج على المنبر في أول خطبة له حين ولى العراق. والقصيدة في الخزانة 1: 123 130 عدا البيت 9 وفيها 3 أبيات زائدة، وكذلك في شواهد المغني 157. والبيات 1، 2، 5، 6 في الجمحي 191. والأبيات 1، 10، 4، 6، 7 في حماسة البحتري 13. والأبيات 1، 6، 7 في الإصابة 3: 164 والسمط 558 والعيني 1: 193. والبيت 1 في البيان للجاحظ 2: 246 والأمالي 1: 246 والاشتقاق 138 والجمهرة 3: 228 وابن السكيت 474 واللسان 18: 165 والعيني 4: 356. والبيتان 5، 6 في الموشح 22، 132. والبيت 6 في المخصص 14: 5. وعجز البيت 6 في شرح الحماسة 4: 98. والبيتان 6، 7 في الموشح 24 واللسان 18: 279. وصدر البيت 7 وعجز 6 في الموشح 280. والبيت 7 في الجمهرة 2: 73 والكنز اللغوي 161 والخزانة 1: 78 واللسان 5: 383. والبيت 11 في شرح الحماسة 3: 81 واللسان 9: 343. وقد خلط بعض الرواة والمخرجين بين هذه القصيدة وقصيدة المثقب العبدي (المفضلية 76)، كما أشرنا إليه في شرحها، فانظر مثلاً العيني 1: 193، 488 و4: 149، 356.
(1) ابن جلا: يعني أنا ابن الواضح المكشوف. يقال للرجل إذا كان على الشرف لا يخفى مكانه «هو ابن جلا». و«طلاع الثنايا» بالخفض صفة لأبيه، وبالرفع على أنه من صفته، كأنه قال «وأنا طلاع الثنايا»، وهي جمع «ثنية» وهو الطريق في الجبل. أراد بذلك أنه جلد مغالب للصعوبات. تعرفوني: قال ثعلب: العمامة تلبس في الحرب وتوضع في السلم. وقال التبريزي: أي متى أسفر وأحدر اللثام عن وجهي تنظروا إلي فتعرفوني.
* «البداهة» أول جرى الفرس. وهي أيضًا أول كل شيء وما يفجأ منه. فيقال لأول جرى الفرس بداهته، والذي يكون بعده علالته. «الحطم» بضم ففتح: هو العسوف العنيف. «الحرون» أصله: الفرس الذي لا ينقاد، إذا اشتد به الجري وقف.
حميري بن رياح بن يربوع.
«الغب»: أن تشرب الإبل يوما ثم تترك يوما. وهو هنا معاودة قرنه إليه في اليوم الثاني. أي إذا قاومني يوما وعاودني من الغد.
أي إذا افترس شيئًا لم يتبعه أحد إلى موضع فريسته إلا بعد حين.
يدري: يختل، والادراء: الختل. أي قد كبرت وتحنكت.
نجذني: حنكني وعرفني الأشياء. منجذ: محنك. مداورة: معالجة. الشؤون: الأمور.
(3) القرين: المقارن والمصاحب. و«في» بمعنى «مع». أراد أن قرنه لا يقاومه من الغد إلا مستعينًا بغيره.
(4) بذي لبد: يعني بأسد، اراد به من استعان به قرنه. «توتى: تؤتى» سهل الهمزة.
(5) البزل: جمع «بازل» وهو البعير المسن. خاطرتي: راهنتي، من «الخطر» وهو الشيء الذي يتراهن عليه. ابن اللبون: ولد الناقة إذا استكمل الثانية ودخل في الثالثة. يقول: إذ راهنني الشيوخ عذرتهم لأنهم أقراني، وأما الشبان فلا مناسبة بيني وبينهم. وأراد بابني لبون الأخوص والأبيرد فإنهما طلبا مجاراته في الشعر.
(6) الأربعين: روى بكسر النون، والأصل فتحها، قال ابن السكيت: كسر نون الجمع لأن القوافي مخفوضة. ولها توجيهات أخر، انظر شرح ابن يعيش على المفصل 5: 11 14 والأشموني 1: 120. ورواه المرزباني في الموشح بفتح النون وجعله مثلا للإقواء 22، 132.
(7) مجتمعًا: في طبعة أوربة «مجتمع» وهي توافق بعض الروايات. أشد: جمع «شدة» كنعمة وأنعم، كما ذهب إليه سيبويه وابن جني، ومن وراء ذلك خلاف. واجتماع الأشد عبارة عن كمال القوى في البدن والعقل.
العلالة: أن تحلب الناقة ثم... يقول: الذي بقى مني على الكبر [جري]* شديد. الضرع: الصغير السن. الظنون: الذي لا يوثق بما عنده.
يقال «مسست شيئًا فمشظت يدي»، وهو أن تمس جذعًا فيعلق في يدك شيء من شظاه
(8) العلالة: في تفسيرها بياض في الأصل. وفي اللسان: «أن تحلب الناقة أول النهار وآخره. وتحلب وسط النهار، فتلك الوسطى هي العلالة». الجراء، بكسر الجيم، المجاراة، مصدر «جاراه» أي جرى معه. الشق: المشقة. الضرع: بفتح الراء فقط، وضبطها الشنقيطي بخطه مرتين بكسرها. وهذا تعريف بأن في الأخوص والأبيرد ضعفًا فلا يقدران على مجاراته وإن كان شيخًا. وبيته يشبه البيت الذي تحدياه به.
(9) النضد، بفتح الضاد: السرير ينضد عليه المتاع والثياب.
(11) مشظ شظاها: مثل لامتناع جانبه. أي لا تمس قناتنا فينالك منها أذى، وإن قرن بها أحد مدت عنقه وجذبته فذل، كأنه في حبل يجذبه. قاله في اللسان. «عنق» مفعول للمصدر «مدها».
(*) كلمة «جرى» ترك موضعها بياضًا في خط الشنقيطي، وزدناها لتعينها في موضعها.
[شرح الأصمعيات: 17-20]


الساعة الآن 07:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir