معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   الفرق بين: (غفر الله لك ورحمك) و(رحمك الله) (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35696)

أم مجاهد 17 صفر 1430هـ/12-02-2009م 02:08 PM

الفرق بين: (غفر الله لك ورحمك) و(رحمك الله)
 
في شرح حصول المأمول ذكر الشيخ:
اقتباس:

وقولُهُ: (رَحِمَكَ اللهُ) جُملةٌ خَبَرِيَّةٌ لفظًا، إِنشائِيَّةٌ معنًى؛ لأنَّ الْمُرادَ بها الدعاءُ للمتعَلِّمِ بالرحمةِ؛ أيْ: غَفَرَ اللهُ لكَ ما مَضَى مِنْ ذُنوبِكَ، ووَفَّقَكَ وعَصَمَكَ فيما يُسْتَقْبَل هذا إذا أُفْرِدَت الرحمةُ، وإذا قُرِنَتْ بالْمَغفرةِ: فالْمَغفِرَةُ لِمَا مَضَى، والرحمةُ لِمَا يُسْتَقْبَلُ بالتوفيقِ للخيرِ والسلامةِ مِن الذنوبِ.
ما الفرق في الجملتين؟ كلاهما في نفس المعنى حسب فهمي.

عبد العزيز الداخل 21 صفر 1430هـ/16-02-2009م 02:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مجاهد (المشاركة 18061)
في شرح حصول المأمول ذكر الشيخ:
اقتباس:

وقولُهُ: (رَحِمَكَ اللهُ) جُملةٌ خَبَرِيَّةٌ لفظًا، إِنشائِيَّةٌ معنًى؛ لأنَّ الْمُرادَ بها الدعاءُ للمتعَلِّمِ بالرحمةِ؛ أيْ: غَفَرَ اللهُ لكَ ما مَضَى مِنْ ذُنوبِكَ، ووَفَّقَكَ وعَصَمَكَ فيما يُسْتَقْبَل هذا إذا أُفْرِدَت الرحمةُ، وإذا قُرِنَتْ بالْمَغفرةِ: فالْمَغفِرَةُ لِمَا مَضَى، والرحمةُ لِمَا يُسْتَقْبَلُ بالتوفيقِ للخيرِ والسلامةِ مِن الذنوبِ.
ما الفرق في الجملتين؟ كلاهما في نفس المعنى حسب فهمي.

أراد أنه إذا أفردت الرحمة بالذكر كأن يقول لك قائل: (رحمك الله) فإن هذا الدعاء يشمل أمرين:
الأول: مغفرة ما مضى من الذنوب.
والأمر الثاني: التوفيق والعصمة فيما يستقبل.

وأما إذا قرن الرحمة بالمغفرة كأن يقول لك: (غفر الله لك ورحمك)
فإن المغفرة تكون لما مضى من الذنوب ، وهو الأمر الأول.
ويكون معنى الرحمة : التوفيق والعصمة فيما يستقبل.


هذا تقرير مراد الشيخ وفقه الله ، وهو أحد أقوال العلماء في هذه المسألة ،
وعندي فيه نظر لأن هذه الأمور المذكورة إنما هي أمثلة للرحمة وذكر لبعض آثارها ، والتفسير بذكر المثال لتوضيح المعنى وتقريبه لا بأس به ، وأما أن يقرر الفرق في المعنى بهذه الطريقة ففيه قصور ظاهر من جهة اللغة.
وذلك أن الدعاء بالرحمة لشخص يعم جميع آثارها من رحمته في نفسه وأهله وماله ورحمته بتيسير أموره وتفريج كرباته، ورحمته بمغفرة ذنوبه والعفو عنه ، ورحمته بقضاء حاجاته وحصول مطلوبه، ورحمته بالنجاة من النار ودخول الجنة، إلى غير ذلك من المعاني التي لا تحيط بها العبارة فهو دعاء عظيم عام

ونظيره الدعاء بالسلام كما في تحية المؤمنين : (السلام عليكم) فإنها تتضمن الدعاء للمسلَّم عليه بالسلام في جميع شؤونه ، ومن ذلك السلامة من جميع الآفات في دينه ونفسه وأهله وماله،
ومن ذلك: حصول السلام والأمن له في الدنيا والآخرة ، إلى غير ذلك من المعاني العظيمة.

وعليه إذا جمع الداعي للمدعو له بين المغفرة والرحمة ، كان دعاؤه له بالرحمة شاملاً لجميع المعاني السابقة لا ينتقض منها شيء بالجمع ، وزاد دعاؤه له بالمغفرة تأكيد بعض المعاني المشتركة بين الدعاءين فالرحمة سبب لمغفرة الذنوب، ومغفرة الذنوب من آثار رحمة الله

ونظير ذلك قول المحيي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن بين السلام والرحمة معان مشتركة بل بينهما تلازم فإن السلام من آثار الرحمة ، والرحمة من أسباب السلام ، وحصول البركات من آثار السلام والرحمة فإن البركات قدر زائد على مجرد السلام ، ولا تحصل البركات إلا برحمة الله، والبركات تكون في كل ما يعطيه الله للعبد من صحة ومال وأهل وغير ذلك كما دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وبارك لنا فيما أعطيت) و (ما) موصولة تقتضي العموم.
فهذه الأدعية يؤكد بعضها بعضاً ، وجمعها له أثر كبير في نفس المدعو له ، ولذلك كان من حيا بالتحية الكاملة له ثلاثون حسنة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الساعة الآن 11:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir