كتاب العين - أبواب الثلاثة والأربعة
"أبواب الثلاثة والأربعة"
207 - باب العزة ذكر بعض المفسرين أن العزة في القرآن على ثلاثة أوجه: - أحدها: العظمة. ومنه قوله تعالى في الشعراء: {وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون}، وفي ص: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين}. والثاني: المنعة. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا}. والثالث: الحمية. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم}، وفي ص: {بل الذين كفروا في عزة وشقاق}. 208 - باب العزيز أحدها: الغلبة. ومنه قولهم: من عز بز، أي: من غلب سلب. يقال منه: عز يعز - بضم العين - من يعز، ومنه قوله تعالى: {وعزني في الخطاب}. والثاني: بمعنى الشدة والقوة. ويقال منه: عز يعز، - بفتح العين - من يفعل. والثالث: أن يكون بمعنى نفاسة القدر يقال منه عز الشيء يعز - بكسر العين - من يعز. [إنما قال - بكسر العين - لأن القاعدة الصرفية أن الثلاثي المضعف إن كان لازما تكسر فيه عين الفعل، نحو فر يفر. فإن كان متعديا تضم، نحو عد يعد]. ويتأول العزيز الذي هو اسم الله تعالى على هذا، لأنه الذي لا يعادله شيء ولا مثل له ولا نظير. وذكر أهل التفسير أن العزيز في القرآن على ثلاثة أوجه: - أحدها: القوي الممتنع. ومنه قوله تعالى في الفتح: {وكان الله عزيزا حكيما}، وفي المنافقين: {ليخرجن الأعز منها الأذل}. والثاني: العظيم. ومنه قوله تعالى في هود: {وما أنت علينا بعزيز}، وفي يوسف: {قالت امرأة العزيز}، وفيها: {يا أيها العزيز}، وفي النمل: {وجعلوا أعزة أهلها أذلة}. والثالث: الشديد. ومنه قوله تعالى في إبراهيم: {وما ذلك على الله بعزيز}، [قوله بعزيز أي: شديد أو شاق]، وفي براءة: {عزيز عليه ما عنتم}. 209 - باب العفو قال ابن فارس: والعفو: حلال المال وطيبه. والعفاة: طلاب المعروف. وأعطيته عفوا من غير مسألة. وعفاه واعتفاه: إذا طلب ما عنده. وعفو المال: فاضله عن النفقة. وذكر أهل التفسير أن العفو في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: الصفح والمغفرة. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ولقد عفا الله عنهم}، وفي براءة: {عفا الله عنك}. والثاني: الترك. ومنه قوله تعالى في البقرة: {إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح}، أراد: ترك المهر. وهذا قريب من معنى الأول. والثالث: الفاضل من المال. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}، وفي الأعراف: {خذ العفو}. والرابع: الكثرة. ومنه قوله تعالى) [في الأعراف]: {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا}، أي: كثروا، قاله: أبو عبيدة. 210 - باب عن يمينك. قال الشاعر: - من عن يميني مرة وأمامي وسادوك كابرا عن كابر. وذكر بعض المفسرين أنه في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: صلة في الكلام. ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال}،. والثاني: بمعنى " الباء " ومنه قوله تعالى في هود: {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك}، وفي النجم: {وما ينطق عن الهوى}. والثالث: بمعنى " من ". ومنه قوله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}. والرابع: بمعنى " على ". ومنه قوله تعالى: {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه}. |
الساعة الآن 03:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir