معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الجامع (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=284)
-   -   باب الذكر والدعاء (16/19) [كان أكثر دعاء النبي بهذا الدعاء] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=3760)

محمد أبو زيد 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م 06:19 PM

باب الذكر والدعاء (16/19) [كان أكثر دعاء النبي بهذا الدعاء]
 

وعنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: كانَ أكثرَ دُعاءِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)). مُتَّفَقٌ عليهِ.

محمد أبو زيد 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م 09:23 PM

سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
 

24/1476 - وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: إنَّمَا كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الآيَةِ؛ لِجَمْعِهَا مَعَانِيَ الدُّعَاءِ كُلِّهِ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. قَالَ: وَالْحَسَنَةُ عِنْدَهُمْ هَاهُنَا النِّعْمَةُ، فَسَأَلَ نَعِيمَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالْوِقَايَةَ مِن الْعَذَابِ، نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا بِذَلِكَ.
وَقَدْ كَثُرَ كَلامُ السَّلَفِ فِي تَفْسِيرِ الْحَسَنَةِ؛ فَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: الْحَسَنَةُ فِي الدُّنْيَا تَشْمَلُ كُلَّ مَطْلُوبٍ دُنْيَوِيٍّ: مِنْ عَافِيَةٍ، وَدَارٍ رَحْبَةٍ، وَزَوْجَةٍ حَسْنَاءَ، وَوَلَدٍ بَارٍّ، وَرِزْقٍ وَاسِعٍ، وَعِلْمٍ نَافِعٍ، وَعَمَلٍ صَالِحٍ، وَمَرْكَبٍ هَنِيٍّ، وَثِيَابٍ جَمِيلَةٍ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا شَمِلَتْهُ عِبَارَاتُهُمْ؛ فَإِنَّهَا مُنْدَرِجَةٌ فِي حَسَنَاتِ الدُّنْيَا، فَأَمَّا الْحَسَنَةُ فِي الآخِرَةِ فَأَعْلاهَا دُخُولُ الْجَنَّةِ وَتَوَابِعُهُ مِن الأَمْنِ. وَأَمَّا الْوِقَايَةُ مِن النَّارِ فَهُوَ يَقْتَضِي تَيْسِيرَ أَسْبَابِهِ فِي الدُّنْيَا مِن اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ، وَتَرْكِ الشُّبُهَاتِ، أَو الْعَفْوِ مَحْضاً، وَمُرَادُهُ بِقَوْلِهِ: وَتَوَابِعُهُ، مَا يَلْحَقُ بِهِ فِي الذِّكْرِ، لا مَا يَتْبَعُهُ حَقِيقَةً.

محمد أبو زيد 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م 09:24 PM

توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
 

1365-وعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) متفق عليه.
* ما يؤخذ من الحديث:
1- هذا الدعاء هو آية كريمة في القرآن الكريم، كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به، فهي آية كريمة، و حديث شريف.
قال القاضي عياض: إنما كان صلى الله عليه وسلم يدعو بهذه الآية لجمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة، فإن الحسنة ههنا النعمة، فسأل نعيم الدنيا والآخرة؛ والوقاية من النار، وهذا كمال السعادة في الحياتين: الأولى والثانية.
2- هذا الدعاء من أجمع الأدعية، وأشملها، وأكملها، ومن أنفع الأدعية، وأجلها، وأحسنها؛ ذلك أنه جمع خيري الدنيا والآخرة، والوقاية من الشر وأسبابه، فشمل من حسنة الدنيا سؤال كل مطلوب و مرغوب: من حصول العلوم النافعة، والأعمال الصالحة، والعافية من الأمراض والأسقام، والسلامة من المشاكل والأزمات والنكبات، والتوفيق بالزوجة الصالحة التي تعجبه إن نظر إليها، وترضيه إن حضر عندها، وتحفظه في نفسها وولدها وماله إن غاب عنها، وحصول الأولاد البررة الصلحاء، الذين بهم تقر العين، وترضي النفس، ويسر القلب، وحصول الأمن في الأوطان، والاستقرار في البيوت والدور، وحصول الرضا والقناعة بما قسم الله تعالى وأعطى، من الحياة السعيدة، والمعيشة الهنية الرغيدة.
3- أما حسنة الآخرة فهي النعمة الكبرى، و السعادة العظمى، والحياة الباقية، والنعيم المقيم وأعلاها، رضا الرب، ودخول جنته التي فيها النظر إلى وجهه الكريم، والحظوة بيوم المزيد، و ما في الجنة من نعيم لا يفنى، وشباب لا يبلى، وحياة سعيدة لا تنتهي، وتمتع دائم بملاذ لا تنقطع، مما لا يدور في الخيال، ولا يحيط به البال {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍجَزَاءبِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] مما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال بشر.
4- أما الوقاية من عذاب النار: فإنهم كمال النعيم، وتمام الأنس، والحصول على الأمن، وزوال الهم والغم، وذهاب الخوف والكرب {فَمَن زُحْزِحَعَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران:185].
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وبأنه الله الذي لا إله إلا هو الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن يجعلنا من الفائزين بجنته ورضاه، الناجين من عذابه و غضبه، ووالدينا، وأقاربنا، ومشايخنا، وإخواننا المسلمين أجمعين، الأولين منهم والآخرين، وصلى الله على نبينا وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.


الساعة الآن 12:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir