معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة علم السلوك (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=979)
-   -   سؤال: هل الأصل في حياة العباد الصلاة؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=34707)

ساجدة فاروق 24 ذو القعدة 1433هـ/9-10-2012م 08:15 PM

سؤال: هل الأصل في حياة العباد الصلاة؟
 
السلام عليكم ورحمة الله
(لنستبدل كون الأصل حالنا ودنيانا، نتركها قليلا لنصلي ثم نعود لها
ونجعل الصلاة هي الأصل، فأنت في صلاة أبدية تستغرق فيها بكلك ثم تتركها قليلا -حزينا مضطرا- لتمارس ضروريات الحياة، وما ينبغي عليك فعله دنيا كان أو معروفا وفكرك في الصلاة أن متى سأعود لأصلي، وسرعان ما تعود إليها بعد أن تنهي ما بيدك.
وأنت في الصلاة مطمئنا ساكنا لأنك في الأصل الذي ينبغي أن تكون عليه)
دار نقاش بين اثنين على هذه الفكرة الأول مؤيد والثاني لا يؤيد كون الصلاة الأصل مستدلا بآية سورة الجمعة: {فإذا قضيت الصلاة ..} غير مقللا من شأن الصلاة.
نرجو من فضيلتكم الفصل في هذه المسألة، وهل تعتبر من علم الكلام المنهي عنه؟
جزاكم الله خيرا

عبد العزيز الداخل 24 ذو القعدة 1433هـ/9-10-2012م 08:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساجدة فاروق (المشاركة 99714)
السلام عليكم ورحمة الله
( لنستبدل كون الأصل حالنا ودنيانا ، نتركها قليلا لنصلي ثم نعود لها
ونجعل الصلاة هي الأصل ، فأنت في صلاة أبدية تستغرق فيها بكلك ثم تتركها قليلا -حزينا مضطرا- لتمارس ضروريات الحياة، وما ينبغي عليك فعله دنيا كان أو معروفا وفكرك في الصلاة أن متى سأعود لأصلي ، وسرعان ما تعود إليها بعد أن تنهي ما بيدك.
وأنت في الصلاة مطمئنا ساكنا لأنك في الأصل الذي ينبغي أن تكون عليه)
دار نقاش بين اثنين على هذه الفكرة الأول مؤيد والثاني لا يؤيد كون الصلاة الأصل مستدلا بآية سورة الجمعة: {فإذا قضيت الصلاة ..} غير مقللا من شأن الصلاة.
نرجو من فضيلتكم الفصل في هذه المسألة، وهل تعتبر من علم الكلام المنهي عنه؟
جزاكم الله خيرا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لفظ الصلاة في النصوص يطلق على صلاة الفريضة، وعلى صلاة النافلة، وعلى انتظار الصلاة؛ فقوله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة} المراد به صلاة الجمعة التي هي الفريضة.
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال العبد في صلاة ما انتظر الصلاة).
فجعل انتظاره للصلاة صلاة له.
وعبارة الكاتب أراد بها صلاة القلب وهو تعبده لله عز وجل، واتصاله به، وعكوفه عليه، وتعلقه به، وهذا المعنى إذا جُلّي وأُحسن التعبير عنه فهو حق، وإذا بقي بألفاظ مجملة ربما فُهم منه معنى لا يصح.
فالتفصيل والتبيين أحسن وأنفع.
فيقال: إن عبودية القلب لله تعالى لا تنتهي ما دام في القلب حياة فهو ما بين استصحاب لهذه العبودية، واستصحاب لحكمها، حتى اشتغال العبد بأعمال المعيشة هو جزء من هذا المعنى التعبدي العام، واحتساب النية الحسنة فيه من دلائل العبودية ومظاهرها.
وينبغي أن يكون هذا هو حال المؤمن في عبادته لربه.
فمراد الكاتب بالصلاة هنا هي عبودية القلب لله جل وعلا، وهذا المعنى صحيح، بل ينبغي أن يكون العبد في كل أعماله متعبداً لله جل وعلا،
قالت عائشة كان النبي صى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه.
وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لأحد من خلقك فيه شيئا).
وقال معاذ بن جبل: (إني لأحتسب في نومتي ما أحتسب في قومتي).
فهذا ما يظهر من مراد الكاتب ، وهو حق، وأما قوله إنه يخرج من هذه الصلاة لقضاء ضرورات الحياة فهذا تقصير، لأن خروجه لهذه الضرورات بل والحاجات والمباحات هو جزء من عبادة القلب والتصرف في أحوال العبودية وأنواعها المحبوبة لله جل وعلا.
فالمؤمن في صلاته وصيامه وذكره وتلاوته وتفكره وتذكره، وصلته لأرحامه ورعايته لرعيته، وتقلبه في كسب معيشته وزيارته لإخوانه، وقراءته في كتب العلم، وغير ذلك كثير، هو في كل ذلك يتقلب في أحوال العبودية لله جل وعلا.
فهذا المعنى الذي عبّر عنه بالصلاة معنى صحيح، لكن الأولى أن يُنتقى له من العبارات ما يناسب ويجلّي هذه الحقيقة العظيمة.
وأما مراد المعترض عليه فهو الصلاة المفروضة وصلاة النافلة، والكاتب لم يرد أن العبد ينقطع في كل أحواله إلى هذه الصلاة، ويترك ما أوجب الله عليه من الأعمال الأخرى.


الساعة الآن 07:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir