معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال عن سبب عدم كلامك في الجرح والتعديل للمعاصرين (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=34771)

عبد الناصر درغوم الأثري 7 محرم 1434هـ/20-11-2012م 11:18 PM

سؤال عن سبب عدم كلامك في الجرح والتعديل للمعاصرين
 
أحسست أنكم تتورعون عن الكلام في الجرح والتعديل فما السبب في ذلك بارك الله فيكم؟
مع العلم أنه علم عزيز تنصر به السنة.

عبد العزيز الداخل 8 محرم 1434هـ/21-11-2012م 04:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الناصر درغوم الأثري (المشاركة 284707)
أحسست أنكم تتورعون عن الكلام في الجرح والتعديل فما السبب في ذلك بارك الله فيكم؟
مع العلم أنه علم عزيز تنصر به السنة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم جمع في حجة الوداع: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)). متفق عليه من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
وأنا أحذّر طلاب العلم، ولا سيَّما المبتدئين منهم من الاشتغال بهذه الأمور التي تشغل طالب العلم عن حسن تحصيله، وتنحرف بقصده من التقرب إلى الله تعالى بالتفقه في الدين ومعرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته وتدبر كتابه العزيز والاهتداء بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة أحكام عباداته ومعاملاته فينصرف عن هذا كله غالبا ً إلى تتبع عثرات فلان، وزلات فلان، والنظر في أقوال بعض الناس بعين الريبة، وتخوينهم، وتحميل كلامهم ما لا يحتمل، ويضيع مع ذلك الإنصاف والعدل والحكمة والرفق، بل تذهب معاني الأخوة بين المسلمين التي أمر الله ورسوله بها، ويحل محلها التدابر والتحاسد والتباغض، وينشغل بذلك طالب العلم عن العدو الأكبر الذي يكيد للإسلام والمسلمين ليل نهار ليفرق كلمتهم ويوهن عزيمتهم ويفسد عليهم كلَّ عمل يريدون به نصرة دين الله عز وجل، فتجد كثيراً ممن يشتغل بهذه القضايا يسلم منه اليهود والنصارى والأعداء المحاربون الشرسون ولا يسلم منه إخوانه المسلمون وإن كان فيهم أخطاء، وهذا من قلة فقه مراتب أعداء الدين، ومعرفة ما يجب لكل درجة من المجاهدة.
ونحن في زمان فتن عظيمة، ونعلم أنه يتكلم في أمور الدين من يلبّس على الناس ويخلط الحق بالباطل، وأن فتنته على الناس عظيمة، لكن متى اشتغل طالب العلم بالردود في أوّل أمره كيف يعرف الحق، وكيف يميّز أصحاب الأهواء من غيرهم.
لكن إذا أقبل على طلب العلم من وجهه كما كان يفعل سلفنا الصالح من أهل العلم والإيمان وأئمة الدين، وأحكم دراسة أبواب الدين دراسة جيدة، سهل بعد ذلك عليه التمييز بين المصيب والمخطئ في غالب القضايا التي يختلف فيها المختلفون، وعرف درجات الاختلاف، وما تقتضيه كل درجة من الإنكار.
فلذلك أوصيك أن تشتغل بطلب العلم حتى تتجاوز فيه مرحلة المبتدئين والمتوسطين، في مرحلة المتوسطين ستدرس أصول الرد على المخالفين، ودرجات ذلك، وتتدرب عليه تدريباً حسناً؛ فتأتي الأمر من بابه.
ثمَّ إذا تأهل طالب العلم وعرف أحكام الرد على المخالفين تبيّن له ما يجب عليه قوله مما يجب عليه الإحجام عنه؛ فإذا تكلّم تكلّم بعلم وعدل، وإذا سَكَت سكت عن فقه ومعرفة بما يجب عليه.
وأما إذا اشتغل الطالب بذلك في أوّل أمره فإنه يفوّت على نفسه تحصيل العلم النافع ويضحي أكثر جهده وعمله في تتبع العورات والزلات لأناس قد يكون منهم المصيب والمخطئ، وقد عرفت من أحوال بعض من زاملتهم من قرابة عشرين سنة ممن اشتغل بهذه الأمور وكان في أول أمره يُعرف بطلب العلم فأضحى اليوم كأحد العوامّ، ومنهم من رأيت العبرة فيه بانتكاسته وسوء حاله وانصرافه عن التدين جملة إلى الوقوع في كبائر ظاهرة وكان قبل ذلك ربّما قدّم في المجالس فكان يتكلم في فلان ويحذّر من فلان، ويتهم فلاناً، نسأل الله تعالى لنا وله السلامة والعافية.
وينبغي لطالب العلم أن يكون حريصاً حرصاً شديداً على ما يتلفظ به في حقّ غيره؛ فالمرء في عافية ما لم يتكلم؛ فإذا تكلّم فإما له وإما عليه، وربّ كلمة يقولها في حق أخيه المسلم لا يتبيّن فيها يتمنّى يوم القيامة أنها لم تخرج من فيه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال)). رواه أحمد وأبو داوود.

أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا، ويؤلف بين قلوبنا، ويذهب عنا كيد الشيطان، ويجعلنا متواصين بالحق، متواصين بالصبر، متواصين بالمرحمة.

أبو ذؤالة 8 محرم 1434هـ/21-11-2012م 06:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الداخل (المشاركة 102753)
قال النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم جمع في حجة الوداع: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)). متفق عليه من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
وأنا أحذّر طلاب العلم ، ولا سيَّما المبتدئين منهم من الاشتغال بهذه الأمور التي تشغل طالب العلم عن حسن تحصيله، وتنحرف بقصده من التقرب إلى الله تعالى بالتفقه في الدين ومعرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته وتدبر كتابه العزيز والاهتداء بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة أحكام عباداته ومعاملاته فينصرف عن هذا كله غالبا ً إلى تتبع عثرات فلان، وزلات فلان، والنظر في أقوال بعض الناس بعين الريبة، وتخوينهم ، وتحميل كلامهم ما لا يحتمل، ويضيع مع ذلك الإنصاف والعدل والحكمة والرفق ، بل تذهب معاني الأخوة بين المسلمين التي أمر الله ورسوله بها، ويحل محلها التدابر والتحاسد والتباغض، وينشغل بذلك طالب العلم عن العدو الأكبر الذي يكيد للإسلام والمسلمين ليل نهار ليفرق كلمتهم ويوهن عزيمتهم ويفسد عليهم كلَّ عمل يريدون به نصرة دين الله عز وجل، فتجد كثيراً ممن يشتغل بهذه القضايا يسلم منه اليهود والنصارى والأعداء المحاربون الشرسون ولا يسلم منه إخوانه المسلمون وإن كان فيهم أخطاء، وهذا من قلة فقه مراتب أعداء الدين، ومعرفة ما يجب لكل درجة من المجاهدة.
ونحن في زمان فتن عظيمة ، ونعلم أنه يتكلم في أمور الدين من يلبّس على الناس ويخلط الحق بالباطل، وأن فتنته على الناس عظيمة، لكن متى اشتغل طالب العلم بالردود في أوّل أمره كيف يعرف الحق، وكيف يميّز أصحاب الأهواء من غيرهم.
لكن إذا أقبل على طلب العلم من وجهه كما كان يفعل سلفنا الصالح من أهل العلم والإيمان وأئمة الدين، وأحكم دراسة أبواب الدين دراسة جيدة، سهل بعد ذلك عليه التمييز بين المصيب والمخطئ في غالب القضايا التي يختلف فيها المختلفون، وعرف درجات الاختلاف، وما تقتضيه كل درجة من الإنكار.
فلذلك أوصيك أن تشتغل بطلب العلم حتى تتجاوز فيه مرحلة المبتدئين والمتوسطين، في مرحلة المتوسطين ستدرس أصول الرد على المخالفين ، ودرجات ذلك، وتتدرب عليه تدريباً حسناً ؛ فتأتي الأمر من بابه.
ثمَّ إذا تأهل طالب العلم وعرف أحكام الرد على المخالفين تبيّن له ما يجب عليه قوله مما يجب عليه الإحجام عنه؛ فإذا تكلّم تكلّم بعلم وعدل، وإذا سَكَت سكت عن فقه ومعرفة بما يجب عليه.
وأما إذا اشتغل الطالب بذلك في أوّل أمره فإنه يفوّت على نفسه تحصيل العلم النافع ويضحي أكثر جهده وعمله في تتبع العورات والزلات لأناس قد يكون منهم المصيب والمخطئ، وقد عرفت من أحوال بعض من زاملتهم من قرابة عشرين سنة ممن اشتغل بهذه الأمور وكان في أول أمره يُعرف بطلب العلم فأضحى اليوم كأحد العوامّ ، ومنهم من رأيت العبرة فيه بانتكاسته وسوء حاله وانصرافه عن التدين جملة إلى الوقوع في كبائر ظاهرة وكان قبل ذلك ربّما قدّم في المجالس فكان يتكلم في فلان ويحذّر من فلان، ويتهم فلاناً، نسأل الله تعالى لنا وله السلامة والعافية.
وينبغي لطالب العلم أن يكون حريصاً حرصاً شديداً على ما يتلفظ به في حقّ غيره؛ فالمرء في عافية ما لم يتكلم؛ فإذا تكلّم فإما له وإما عليه، وربّ كلمة يقولها في حق أخيه المسلم لا يتبيّن فيها يتمنّى يوم القيامة أنها لم تخرج من فيه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال )). رواه أحمد وأبو داوود.

أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا ، ويؤلف بين قلوبنا، ويذهب عنا كيد الشيطان، ويجعلنا متواصين بالحق ، متواصين بالصبر، متواصين بالمرحمة.

لله درك يا شيخنا..
جزاكم الله عنا خير الجزاء..

ابو ريان مروان 10 محرم 1434هـ/23-11-2012م 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الداخل (المشاركة 102753)
وقد عرفت من أحوال بعض من زاملتهم من قرابة عشرين سنة ممن اشتغل بهذه الأمور وكان في أول أمره يُعرف بطلب العلم فأضحى اليوم كأحد العوامّ، ...

كلام من ذهب شيخنا حفظكم الله
والله إني أعرف منهم الكثير ممن اشتغل بفلان وفلان وهو اليوم لا يستطيع ان يقرأ ساعة متواصلة فى كتاب الله
وقد كان من قبل ممن يخوضون في أعراض العلماء والدعاة
حتى إنهم جرحوا فلان لأنه عندما قدم لأداء فريضة الحج فلم يقم بزيارة الشيخ الفلاني فقالوا هذا دليل على أنه ضال!


الساعة الآن 03:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir