78: قصيدة يزيد بن الخذاق الشني: أَعددت سبحةَ بعدَ ما قَرحت = ولبِست شِكّةَ حازِمٍ جلْد
قال يزيد بن الخذاق الشني: أَعْدَدْتُ سَبْحَةَ بَعْدَ ما قَرَحَتْ = ولبِسْتُ شِكَّةَ حازِمٍ جَلْدِ لَنْ تَجْمَعُوا وُدِّي ومَعْتَبتِى = أَوْ يُجْمَع السَّيْفانِ في غِمْدِ نُعْمانُ إِنَّكَ خائِنٌ خَدِعٌ = يُخْفِي ضَمِيرُكَ غيرَ ما تُبْدِي فَإِذَا بَدَا لَكَ نَحْتُ أَثْلَتِنَا = فَعَلَيكَها إِنْ كُنْتَ ذَا حَرْدٍ يَأْبى لَنَا أَنَّا ذَووُ أَنَفٍ = وأُصُولُنا من مَحْتِدِ المَجْدِ إِنْ تَغْزُ بالخَرْقاءِ أُسْرَتَنَا = تَلقَ الكتائِبَ دُونَنا تَرْدِي أَحَسِبْتَنَا لحماً عَلَى وَضَمٍ = أَمْ خِلْتَنَا في البأَسِ لا نُجْدِي ومَكَرْتَ مُعْتَلِياً مَخَنَّتَنَا = والمَكْرُ مِنْكَ عَلاَمَةُ العَمْدِ وهَزَزْتَ سَيْفَكَ كيْ تُحارِبَنَا = فانْظُرُ بِسَيْفكَ مَن بِهِ تُرْدِي وأَرَدتَ خُطَّةَ حازِمٍ بَطَلٍ = حيْرَانَ أَوبقَهُ الذي يُسْدِي ولَقَدْ أَضَاءَ لَكَ الطَّرِيقُ وأَنْهجَتْ = سُبُلُ المَسَالكِ والهُدَى يُعْدِي |
شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
78 وقال يزيد بن الخذاق الشني* 1: أعددت سبحة بعدما قرحت = ولبست شكة حازم جلد 2: لن تجمعوا ودي ومعتبتي = أو يجمع السيفان في غمد 3: نعمان إنك خائن خدع = يخفي ضميرك غير ما تبدي 4: فإذا بدا لك نحت أثلتنا = فعليكها إن كنت ذا حرد 5: يابي لنا أنا ذوو أنف = وأصولنا من محتد المجد 6: إن تغز بالخرقاء أسرتنا = تلق الكتائب دوننا تردي 7: أحسبتنا لحما على وضم = أم خلتنا في البأس لا نجدي 8: ومكرت معتليا مخنتنا = والمكر منك علامة العمد 9: وهززت سيفك كي تحاربنا = فانظر بسيفك من به تردي 10: وأردت خطة حازم بطل = حيران أوبقه الذي يسدي 11: ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت = سبل المسالك والهدى يعدي * ترجمته: "الخذاق" بالخاء والذال المعجمتين، ويصحف في كثير من المصادر. وقد نص على صوابه ابن دريد في الاشتقاق 200 قال: "خذاق فعال من قولهم خذق الطائر وخزق إذا رمى بذرقه" وهو يزيد بن الخذاق الشني العبدي، من بني شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، ولم يرفعوا نسبه إلى شن. وهو شاعر جاهلي قديم. ونقل المرزباني 495 قولا بأن الممزق العبدي هو يزيد بن خذاق، وروى له البيت 3 من القصيدة 80 الآتية، وسيأتي تفصيل ذلك في ترجمة الممزق وتخريج قصيدته. جو القصيدة: قال يزيد هذه القصيدة يهجو النعمان بن المنذر ويتوعده، فبعث إليهم النعمان كتيبته التي يقال لها دوسر، فاستباحتهم، فقال سويد أخو يزيد: ضربت دوسر فينا ضربة.......أثبتت أوتاد ملك فاستقر وقد بدأ يزيد كلمته بنعت فرسه وسلاحه. ثم وجه القول إلى النعمان متهددا موعدا. وفخر بقومه واستعصائهم على من يبغيهم الذل والخسف. فجزاك الله من ذي نعمة.......وجزاه الله من عبد كفر تخريجها: البيتان 1، 2 في الخيل لابن الأعرابي 83- 84. والبيت 2 في المرزباني 495 والخزانة 3: 598 والأبيات 3، 4، 9 في الشعراء 228. والبيتان 9، 11 في السمط 713 -714 والبيت 11 في الأمالي 2: 78 والكنز اللغوي 22 وانظر الشرح 593-596. (1) "سبحة" اسم فرسه، وفي رواية "صمعر" قرحت، بفتح الراء وكسرها: تمت أسنانها وذلك في الخامسة من عمرها. الشكة: السلاح. (2) معتبتي: موجدتي ومعاداتي. (3) لم يروه أبو عكرمة ورواه أحمد بن عبيد. (4) الأثلة: شجرة، جعلها مثلا لعزهم الحرد: القصد والتعمد. (5) المحتد، بكسر التاء: الأصل. (6) أراد بالخرقاء الجهل، أي بالخصلة الخرقاء. تردي: من الرديان، وهو فوق المشي ودون العدو. (7) الوضم: ما وقى اللحم من خشبة أو حصير والمعنى أحسبتنا لا ندفع عن أنفسنا عدونا وظننتنا بمنزلة لحم على وضم لا يدفع عن نفسه؟ (8) المخنة: الأنف، أراد ما تذلنا به عند أنفسنا، كأنه قال مرغما أنوفنا، والمخنة أيضا: الحريم. (10) أوبقه: أهلكه يسدي: من سدى الثوب، أراد أوبقه عمله. (11) أي قد أضاء لك أمرنا. أنهجت: وضحت، والنهج الطريق الواضح يعدي يعين ويقوي يقول: إبصارك الهدى يقويك على طريقك وروايته في اللسان 20: 229 "تعدي" بالتاء، أتى به شاهدا لتأنيث "الهدى". |
شرح المفضليات لابن الأنباري
وقال يزيد بن الخذاق الشني شن ابن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. 1: أعددت سبحة بعدما قرحت.......ولبست شكة حازمٍ جلد قال الضبي: (الشكة) السلاح يقال رجل شائك السلاح ويقلب من الثلاثي الرباعي فيقال شاكي السلاح ويقال شاك في السلاح، فمن قال شاك أخذه من الشكة وهي السلاح ومن قال شائك أو شاكي فهو من الشوكة. قال أحمد: أعددت صمعر بعد ما لقحت، وقرحت وسبحة وصمعر اسما فرسين والقروح في الخيل بمنزلة البزول في الإبل والصلوغ في الشاء. 2: لن تجمعوا ودي ومعتبتي.......أو يجمع السيفان في غمد قال الضبي: (الغمد): الجفن، قال أبو عبيدة: يقال غمدت السيف فهو مغمود إذا شمته في جفنه وأغمدت السيف إذا اشتريت له غمدًا. ورواها أحمد: أو يجمع السيفان في غمد، على الاستفهام ومعتبتي موجدتي ومعاداتي، يقول فكيف يجتمع هذان، وتقول العرب عتب فلان على فلانٍ إذا وجد عليه وأعتبه إذا نزع عن موجدته وصار إلى محبته، ومنه قولهم: لك العتبى أي: الرجوع إلى ما تحب وهو مأخوذ من قولهم: إنما يعاتب الأديم ذو البشرة، أي: إنما يرد إلى الدباغ من الأدم ما لم يحكمه الدباغ الأول ما يرجى صلاحه أي: جودته وإحكامه وصبره عليه ثانيةً وإنما امرأة فلان المبشرة المؤدمة، يمدحونها بذلك أي ظاهرها وباطنها محمود، والبشرة من الجلد ما ولي الشعر منه والأدمة ما ولي اللحم منه، ومنه قولهم قد باشر الرجل امرأته أي أدنى بشرته من بشرتها. 3: نعمان إنك خائن خدع.......يخفي ضميرك غير ما تبدي لم يرو الضبي هذا البيت ورواه أحمد. 4: فإذا بدا لك نحت أثلتنا.......فعليكها إن كنت ذا حرد (الأثلة): الشجرة جعلها مثلاً لعزهم، كما قال الأعشى: ألست منتهيًا عن نحت أثلتنا.......ولست ضائرها ما أطت الإبل و(الحرد): القصد قال الله تعالى: {وغدوا على حردٍ قادرين}، أي: على قصدٍ وتعمد، قال الراجز: أقبل سيل جاء من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغله أي: يقصد قصدها. وجاء في التفسير: {وغدوا على حردٍ قادرين} أي: على غضب يقال حرد الرجل يحرد حَرَدًا وحَرْدًا إذا غضب. 5: يأبى لنا أنا ذوو أنفٍ.......وأصولنا من محتد المجد قال الضبي: (المحتد): الأصل. قال يعقوب: (المحتد) والمحقد والنحت والإرث والقنس كل ذلك هو الأصل. وأنشد للعجاج: من قنس مجدٍ فوق كل قنس، قال: ويقال إنه لمن سنخ صدقٍ ونحاس صدقٍ والنحاس الأصل وأنشد: يا أيها السائل عن نحاسي.......قصر مقياسك عن مقياسي قال: والعنصر الأصل وكذلك البنك والضئضئ وأنشد: أنا من ضئضئ صدقٍ.......بخ ومن أكرم جذل جذل: شجر، ورواها أحمد: ونصيبنا في محتد المجد. من عزاني قال به به.......سنخ ذا أكرم أصل 6: إن تغز بالخرقاء أسرتنا.......تلق الكتائب دوننا تردي قال الضبي: أراد (بالخرقاء) الجهل أي بالخصلة الخرقاء و(تردي) من الرديان وهو فوق المشي ودون العدو. ورواها أحمد: بالملحاء أسرتنا، قال: وهي كتيبة للنعمان معروفة، وقال: ردى الفرس يردي رديًا ورديانًا، قال: وقيل لمنتجع بن نبهان ما الرديان؟، فقال: عدو الحمار بين آريه ومتمعكه، وقد ردي يردى ردىً إذا هلك وأرداه الله تعالى. 7: أحسبتنا لحمًا على وضمٍ.......أم خلتنا في البأس لا نجدي قال: ويروى: في الحرب لا نجدي. (الوضم): ما وقى اللحم من التراب من خصفةٍ أو غيرها. و(الجداء): الغناء ممدود وفلان ما يجدي عنا شيئًا أي ما يغني، و(الجدا) من المطر مقصور، و(البأس): الشدة والحرب والصعوبة، والمعنى أحسبتنا لا ندفع عن أنفسنا عدونا وظننتنا بمنزلة لحمٍ على وضم لا يدفع عن نفسه. 8: ومكرت معتليًا مخنتنا.......والمكر منك علامة العمد قال الضبي: قوله (مخنتنا) أي ما تذلنا به عند نفسك، يقال لأطأن مخنتك أي: أنفك، واشتق اسمه من الخنان، وهذا كقولهم فعل ذلك وهو راغم أي وهو في الرغام والرغام التراب، ومنه قولهم أرغم الله أنفه أي ألصقه بالتراب، ويقال مخنتهم حريمهم قاله أحمد. و(معتليًا) مفتعلاً من العلو أي قاهرًا. 9: وهززت سيفك كي تحاربنا.......فانظر بسيفك من به تردي (الخطة): الحالة و(أوبقه): أهلكه وهربه، وقوله (يسدي) من قولك: هو يسدي وينير، و(أوبقه) ما عمل. ويروى خطة ماجدٍ. 10: وأردت خطة حازمٍ بطلٍ.......حيران أوبقه الذي يسدي 11: ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت.......سبل المسالك والهدى يعدي قال الضبي: أي: قد أضاء لك أمرنا، و(أنهج) أي: وضح وبان، قال: ويقال طريق نهج إذا كان واسعًا واضحًا. وقوله (يعدي) أي يعين، قال الأصمعي: ومن هذا سميت العدوى، يقال أعداني عليه أي أعانني عليه وأعدني على فلان أي أعني، وقد تبدل العين همزة فيقال في أعداني آداني وفي أعدني آدني، وأنشد قول عروة بن الورد: إذا آداك مالك فامتهنه.......لجاديه وإن قرع المراح أي: إذا أعانك مالك ويروى: منه المسالك. [شرح المفضليات: 593-596] |
الساعة الآن 02:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir