سؤال: هل قضاء الذنب على العبد يُعد من النعم التي تستوجب الشكر؟
أثابكم الله فضيلة الشيخ وأجزل لكم المثوبة والأجر،
- في الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله قوله: اقتباس:
|
اقتباس:
والعبرة في هذه المسألة بالعاقبة التي تكون بعد الذنب؛ فإن كانت خيراً ومقرّبة إلى الله فهذا القضاء خير للعبد باعتبار عاقبته، وإن كان العبد المذنب إنما زاده هذا الذنب عصيانا وطغيانا وتماديا فهو قضاء شرّ عليه، والعياذ بالله. والعبد المذنب في فتنة فإنّه إن اتبع هدى الله في هذه الفتنة فتاب وأناب واستغفر واستعتب فهو إلى خير، ويُرجى له خير، وإن أعرض عن اتباع هدى الله وتمادى في غيّه خشي عليه من توالي العقوبات على ذنوبه. وما يصيب المذنب بعد ذنبه ممّا يسوؤه ويحزنه ويشتدّ عليه دائر بين العقوبة والابتلاء؛ فإن تاب واتبع هدى الله كان ما أصابه بلاء يكفّر الله به عنه سيّئاته ويرفع به درجاته، وإن أعرض وتولّى كان ذلك من عاجل عقوبته. وإن كان العبد يذنب وهو يوسّع عليه في متاع الدنيا وزينتها فيُخشى عليه أن يكون هذا من الاستدراج والمكر به ليؤخذ أخذاً شديداً على حين غرّة؛ فمن رزقه الله يقظة وتفكّراً رجع إلى الله وأناب ما دام في دار المهلة، وأمّا من طبع على قلبه لشدة إعراضه فهو على خطر عظيم أن يُختم له بخاتمة سوء، والعياذ بالله. |
الساعة الآن 05:31 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir