معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة علوم اللغة العربية (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=982)
-   -   سؤال عن معنى: (وسكون الطائر من الوقار) (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35175)

مصعب ابراهيم 21 جمادى الأولى 1435هـ/22-03-2014م 05:37 PM

سؤال عن معنى: (وسكون الطائر من الوقار)
 
حلية طالب العلم
السلام عليكم شيخنا
ذكر المؤلف رحمه الله جملة: (وسكون الطائر من الوقار)
ولم أفهمها لا من المتن ولا شرح الشيخ العثيمين ولا الشيخ الشثري حيث ذكروا في شرحها ألل تكون خفيفا ولا سريعا .. لكن لم أفهم المقصود، ولم التشبيه بسكون الطائر؟
فأرجو التوضيح، وجزاكم الله الجنة.

عبد العزيز الداخل 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م 01:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصعب ابراهيم (المشاركة 120969)
حلية طالب العلم
السلام عليكم شيخنا
ذكر المؤلف رحمه الله جملة: (وسكون الطائر من الوقار)
ولم أفهمها لا من المتن ولا شرح الشيخ العثيمين ولا الشيخ الشثري حيث ذكروا في شرحها ألل تكون خفيفا ولا سريعا .. لكن لم أفهم المقصود، ولم التشبيه بسكون الطائر؟
فأرجو التوضيح، وجزاكم الله الجنة.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه العبارة من العبارات السائرة عند العرب؛ يقال: هو ساكن الطائر، كما يقال: ثابت الجنان، ورابط الجأش، ونحو هذه التراكيب المشتهرة.
فيوصف الرجل الوقور الذي لا حركة له من شدة وقاره أنه ساكن الطائر.
واختلف في تفسيره على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن الطائر هنا ليس هو الحيوان، وإنما هو كل شيء يتفرّق ويطير ، وهو أحد الأقوال في تفسير قول الله تعالى: {واضمم إليك جناحك من الرهب} أي كن ساكناً.
القول الثاني: أنه من شدة سكونه لو وقع عليه طائر لسكن ولم يُذعر، فإن الطائر لا يسكن على ما يحسّ منه حركة.
القول الثالث: أن الطائر هنا ما يصدر من العبد من قول وفعل وتفكير كما في قوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} ؛ وسكون طائره صمته وعدم حركته وحضور ذهنه بطمأنينة لا قلق فيها.

قال الزمخشري في الأساس: (هو ساكن الطائر، ورُزق سكون الطائر وخفض الجناح، ونفّرت عنه الطير الوقع إذا أغنته.
قال جرير:
ومنا الذي أبلى صديّ بن مالك ... ونفّر طيراً عن جعادة وقعاً
من أبلاه الله بلاء حسناً.
وطيورهم سواكن. إذا كانوا قارّين.
قال الطرماح:
وإذ دهرنا فيه اغترار وطيرنا ... سواكن في أوكارهن وقوع
وعكسه: شالت نعامتهم. واستخفته طيرة الغضب.
قال العماني:
وأحلم عن طيراته كلّ ساعة ... إذا ما أتاني مغضباً يتهدّم)ا.هـ.

واشتهار معنى العبارة بالوقار والسكينة يغني عن تكلّف تفسيرها بذلك ومن أي شيء اشتقّت؛ ومما ذكره ابن بسام في الذخيرة عن ابن الدباغ البليغ قوله في رسالة له في شان الخليفة الأندلسي المقتدر بالله: (أحمد الله تعالى على ما اتفق لي عنده من هذا الاعتقاد في، والنظر بمثل هذه العين إلي، هذا مع فرط تحرزي وانقباضي، وتناهي تذللي وانخفاضي، وما جبلت عليه من سكون الطائر، وغض الناظر، وخزن اللسان، ومهابة السلطان).
وفي مقامات الحريري: (فانخرطنا إلى شيخ ركين النصبة، أنيق العصبة، يُؤنس منه سكون الطائر، وأن ليس بالجائر؛ فاندرأت أتظلّم وأتألّم، وصاحبي مرمّ لا يترمرم).


الساعة الآن 04:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir