معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   جمال القراء وكمال الإقراء (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=186)
-   -   ذكر القصر والمد (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=11613)

محمد أبو زيد 19 ذو القعدة 1431هـ/26-10-2010م 10:22 AM

ذكر القصر والمد
 

ذكر القصر والمد

الغرض بمد الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة التي قبلها كسرة إذا لقي هذه الأحرف همزة أو ساكنه – تمكين هذه الأحرف وتبيينها وتقويتها لأنها هوائية ليس لها مخرج يحويها وتعتمد عليه اعتمادا قويا، لا سيما الألف، فإنها لا اعتماد لها ألبتة على شيء، وأما الواو فإنها تنضم بها الشفتان، والياء يرتفع بها اللسان نحو الحنك، لذلك لم يبلغا في المد مبلغ الألف. وقال الخليل رحمه الله: منتهى الصوت بحرف المد واللين عند ابتداء الهمزة. قال: ومن أجل ذلك ألحقوا بعد الواو ألفا في الكتاب في نحو آمنوا.
ولهذه الأحرف في أنفسها مد لا يتوصل إلى الإتيان بها إلا به، فإذا لقيت ساكنا أو همزا زيد على ذلك. ومدها مع الهمزة في كلمة واحدة أقوى من مدها إذا لقيتها في كلمة أخرى للزوم الهمزة حرف المد. وأما في المنفصل فلا يقع ذلك إذا وقف على الكلمة الأولى.
ولقاءها الساكن في كلمة على ثلاثة أضرب: ساكن مدغم نحو {الضالين}، وساكن غير مدغم نحو (نون) و(لام) و(ميم) وما جاء في فواتح السور، فإنها تمد في ذلك كله مدا ممكنا، فإن كان الساكن في كلمة أخرى نحو {اطيرنا بك} حذف حرف المد لانفصاله، وكذلك إن كان الساكن مظهرا نحو {أولو العلم} و{كانتا اثنتين} و{عليهما ادخلوا}.
وقال الزجاج وابن قتيبة: موجب تمكين المد بيان الهمزة لا بيان الممدود، لأن الهمزة خفية، ومع خفائها ففي إخراجها كلفة، لأنها تخرج من الصدر كالسعلة لشدتها وبعد مخرجها، فقويت بتمكين المد في حرف المد قبلها. وأما زيادة تمكين المد مع
[2/522]
الساكن فلأجل التقاء الساكنين، فكان المد كالحركة لأنه يتميز به أحدهما من الآخر.
وقد سمى قوم من القراء المد بأسماء مختلفة باختلاف مواضعه، وجعلوه متفاوتا على حسب مواقعه، وجعلوه عشرة أنواع:
فقالوا في: {الضالين}، و{ما من دابة} مد الحجز لأنه حجز بين الساكنين. وسموا إدخال الألف بين الهمزتين لمن يقرأ بذلك: مد العدل، وسموا المد لأجل الهمز في كلمة: مد التمكين، نحو {القائمين} و{خائفين} و{أولئك}، فإن كان حرف المد في كلمة والهمز في أخرى سموه مد الفصل، وسموا المد قبل الهمزة المهملة في مذهب من سهل: مد الروم، نحو (هانتم) في قراءة أبي عمرو ومن وافقه، قالوا: لأنك تروم بعد الهمزة ولا تأتي بها، وسموا المد في (الذكرين) و(آلله أذن لكم) و(الآن) مد الفرق لأنه فرق بين الاستفهام والخبر. وسموا المد في نحو: {إلا دعاء ونداء} مد البنية، قالوا: لأن الكلمة بنيت على المد دون القصر.
وسموا المد في {لا إله إلا الله} مد المبالغة للتعظيم. وسموا المد في نحو (آدم)، (وآتى) مد البدل لأن المد بدل من الهمزة، وسموا المد في (جاء) و(شاء) مد الأصل لأن المد والهمزة من أصل الكلمة، فهذه عشرة أسماء ما أرى لها كبير فائدة.
[2/523]
مسألة:
إن قيل: لم لم يدغم أبو عمرو بن العلاء رحمه الله في إدغامه الكبير {أنا نذير} وقد التقى النونان في اللفظ؟
فالجواب أنهم حافظوا على حركة هذه النون بأنهم وقفوا عليها بالألف أو بالهاء، لا بد من ذلك، فإذا وقعت المحافظة عليها في الوقف الذي تذهب فيه الحركة فكيف لا يحافظ عليها في الوصل الذي تثبت فيه! وأيضا فإنهم أرادوا الفرق بينها وبين "أن" الناصبة للفعل، وإنما يفرق بينهما بحركة هذه، فلو أدغمت لأشبهت ما قصد التفرقة بينه وبينه في نحو {أن نأخذ}.
مسألة:
إن قيل: لم أدغم حمزة في وقفه حرف المد في {خطيئته} و{قروء}، ولا يجيز أحد إدغام نحو {قالوا وأقبلوا} ولا نحو: {في يوم}؟
والجواب أن ذلك للتفرقة بين الزائد والأصلي.
فإن قيل: فلم أدغم في نحو زيدي؟ قيل: حملا على التثنيه في نحو زيدي، والشبه بينهما ظاهر. والله أعلم.
[2/524]


الساعة الآن 04:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir