معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الصلاة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=552)
-   -   التكبير المطلق والتكبير المقيد والتهنئة بالعيد (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=18682)

ليلى باقيس 12 جمادى الآخرة 1433هـ/3-05-2012م 05:02 PM

التكبير المطلق والتكبير المقيد والتهنئة بالعيد
 
ويسن في العيدين التكبير المطلق؛ وهو الذي لا يتقيّد بوقت، يرفع به صوته؛ إلا الأنثى؛ فلا تجهر به، فيكبر في ليلتي العيدين، وفي كل عشر ذي الحجة؛ لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا العِدّةَ ولِتُكَبّروا اللهَ عَلَى ما هَداكمْ}، ويجهر به في البيوت والأسواق والمساجد، وفي كل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى، ويجهر به في الخروج إلى المصلى؛ لما أخرجه الدارقطني وغيره عن ابن عمر؛(أنه كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى؛ يجهر بالتكبير، حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام)، وفي "الصحيح": (كنا نؤمر بإخراج الحيض، فيكبرن بتكبيرهم)، ولمسلم: (يكبرن مع الناس)؛ فهو مستحب لما فيه من إظهار شعائر الإسلام.
والتكبير في عيد الفطر آكد؛ لقوله تعالى: {وَلِتُكمِلوا العِدّةَ وَلِتُكَبّروا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}؛ فهو في هذا العيد آكد؛ لأن الله أمر به.
ويزيد عيد الأضحى بمشروعية التكبير المقيد فيه؛ وهو التكبير الذي شرّع عقب كل صلاة فريضة في جماعة، فيلتفت الإمام إلى المأمومين، ثم يكبّر ويكبّرون؛ لما روى الدارقطني وابن أبي شيبة وغيرهما من حديث جابر؛ (أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح من غداة عرفة؛ يقول: الله أكبر ...) الحديث.
ويبتدئ التكبير المقيد بأدبار الصلوات في حق غير المحرم من صلاة الفجر يوم عرفة، إلى عصر آخر أيام التشريق، وأما المحرم؛ فيبتدئ التكبير المقيد في حقه من صلاة الظهر يوم النحر، إلى عصر آخر أيام التشريق؛ لأنه قبل ذلك مشغول بالتلبية.
روى الدارقطني عن جابر: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبر في صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق حين يسلّم من المكتوبات) وفي لفظ: (كان إذا صلى الصبح من غداة عرفة؛ أقبل على أصحابه فيقول مكانكم؛ ويقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)
وقال الله تعالى: {وَاذْكروا اللهَ في أَيّامٍ مَعْدودَاتٍ}، وهي أيام التشريق.
وقال الإمام النووي: "هو الراجح وعليه العمل في الأمصار".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أصح الأقوال في التكبير الذي عليه الجمهور من السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة؛ لما في "السنن": "يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب وذكر الله"، وكون المحرم يبتدئ التكبير المقيد من صلاة الظهر يوم النحر؛ لأن التلبية تقطع برمي جمرة العقبة، ووقت رمي جمرة العقبة المسنون ضحى يوم النحر، فكان المحرم فيه كالمحل، فلو رمى جمرة العقبة قبل الفجر؛ فلا يبتدئ التكبير إلا بعد صلاة الظهر أيضا؛ عملا على الغالب".انتهى.
وصفة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
ولا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضا؛ بأن يقول لغيره: تقبّل الله منا ومنك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فقد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخّص فيه الأئمة كأحمد وغيره"اهـ.
والمقصود من التهنئة التودد وإظهار السرور.
وقال الإمام أحمد: "لا أبتدئ به، فإن ابتدأني أحد؛ أجبته".
وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة؛ فليس سنة مأمورا بها، ولا هو أيضا مما نهي عنه، ولا بأس بالمصافحة في التهنئة.


الساعة الآن 12:06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir