رسالة تفسيرية حول آية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ..."
رسالة تفسيرية حول قوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)” الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، الحمد لله الذي أحيا أمم بكلمة وأمات أخرى بكلمة، الحمد لله الذي إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، وبعد؛ فهاتان الآيتان الجليلتان تضمنتا أهم قضيتين عليهما مدار سعادة الإنسان وفلاحه؛ ألا وهي التقوى والقول السديد، ثم ذكرت جزاء ذلك وهو صلاح العمل وغفران الذنوب، ثم بينت أن طاعة الله ورسوله أساس الفوز العظيم في الدنيا والآخرة. وكان النداء للمؤمنين لاستجلاب الانتباه للأوامر الواردة فيها، وفيه إيماء إلي أن من لم يحقق ذلك لم يحقق الإيمان على الوجه الصحيح. والأمر بالقول السديد بعد الأمر بالتقوى فيه إشارة إلى أن تعلقه به واعتماده عليه، وقد جاء نظير هذا في قوله تعالى بسورة النساء"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)" . وقد روى البخاري ومسلم من حديث أَبِيْ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُوْرٌ مُشْتَبِهَات لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس،ِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِيْنِهِ وعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً . أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ). والشاهد هنا قوله: ( أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ). واللسان أحد أعضاء الجسد فاستقامته باستقامة القلب وإعوجاجه لمرض القلب. فالقلب كالوعاء واللسان مغرفة. ومن عجيب شأن اللسان مع القلب أنه يؤثر كذلك وإن كان القلب هو منبع نطقه. فمن المشاهد أن الشخص الغضبان إذا قال كلمة غضب فإنها تزيد قلبه ضغبًا وإن حلم فإن صدره ينشرح. وقد بيّن رسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن صلاح القلب باستقامة اللسان فقال:" لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لايأمن جاره بوائقه ) السلسلة الصحيحة 2841 وإذا كانت الآية الكريمة ضمنت الأمر بالتقوى والقول السديد، فلابد: أولا: معرفة ماهية التقوى، وكيف تتحقق، وما ثمراتها. التقوى لغة: "مأخوذة من الوقاية، وإنما هي: وقى يقي وقاية، وإنما الاسم منه وقوى، فحولت الواو تاء، كقوله: ورث يرث وراثا، ثم صيرت الواو تاء، فقيل: تراث وهو قوله تعالى: {وتأكلون التراث أكلا لما}.وإنما صار قوله «اتقوا» أي افعلوا الوقاية، وكان حقه أن يكون «أوتقوا» فأدغمت الواو في التاء، فصارت تاء مشددة." ذكره الإمام الترمذي في تحصيل الوجوه والنظائر. والتقوى محلها القلب، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّرأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه).وحقيقة التقوى: هو تحقيق مقام العبودية التي هي فعل كل ما يرضاه الله ويحبه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)" البقرة. فكان مقصد العبادة هنا تحقيقها، ونظير هذا قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)"البقرة، وقال أيضا" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام، وقال أيضا" خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63" البقرة. وذكر ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر أن أهل التفسير ذكروا أن: "التقوى في القرآن على خمسة أوجه: أحدها: التوحيد، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض}، وفي الحجرات: {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى}. والثاني: الإخلاص، ومنه قوله تعالى في الحج: {فإنها من تقوى القلوب}، أراد من إخلاص القلوب. والثالث: العبادة، ومنه قوله تعالى في النحل: {أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، وفي المؤمنين: {وأنا ربكم فاتقون}، وفي الشعراء: {قوم فرعون ألا يتقون}. والرابع: ترك المعصية، ومنه قوله تعالى في البقرة: {وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله}. والخامس: الخشية، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {يا أيها الناس اتقوا ربكم}، وفي الشعراء: {إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون}، وكذلك في قصة هود وصالح وشعيب".اهـ وقال تعالى:"يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا . وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ . ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"الأعراف26، وفي هذه الآية إشارة إلى لباس الظاهر، ولباس الباطن: التقوى." أما عن كيفية تحقيق التقوى: فتكون بتحقيق أحوال المتقين التي بيَّنها الله في كتابه في غير ما موضع فقال:" لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا . وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ . أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا . وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" سورة البقرة177 وقال تعالى" ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)" سورة البقرة وأما عن ثمرات التقوى: ففي الدنيا: -سبب قبول الله أعمال العبد "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " المائدة -تجلب محبة الله للعبد،قال تعالى" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ "التوبة، وفي نفس هذا المعنى روى مسلم من حديث عامر بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "...إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي". -تجلب معية الله للعبد، قال تعالى" وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"التوبة -سبب فلاح العباد، قال تعالى"وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" البقرة - سبب في ولاية الله للعبد، قال تعالى" وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ"الجاثية -سبب نور البصيرة وغفران الذنوب،قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)"الأنفال -سبب رد كيد الأعداء، قال تعالى"وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ "آل عمران -من علامات شكر العبد لربه، قال تعالى"فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"آل عمران وفي الآخرة: سبب دخول الجنات، ورفع الدرجات، وحلول رضوان الله على العباد قال تعالى"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ"آل عمران قال تعالى"إنّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ"الدخان وقال تعالى "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ"الذاريات وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ"الطور وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ" القمر وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ" المرسلات وقال تعالى" لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ" الزمر ثانيا: معرفة ما هو القول السديد القول السديد: هو القول الصادق الصحيح الخالي من كل انحراف عن الحق والصواب، مأخوذ من قولك: سدد فلان سهمه يسدده، إذا وجهه بإحكام الى المرمى الذي يقصده فأصابه. ومنه قولهم: سهم قاصد. إذا أصاب الهدف. ذكره الطنطاوي في تفسيره الوسيط. وقال القرطبي في تفسيره: أن قوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا" أي قصدا وحقا . ثم قال بعدها: "وقال ابن عباس : أي صوابا . وقال قتادة ومقاتل : يعني قولوا قولا سديدا في شأن زينب وزيد ، ولا تنسبوا النبي إلى ما لا يحل . وقال عكرمة وابن عباس أيضا : القول السداد لا إله إلا الله . وقيل : هو الذي يوافق ظاهره باطنه . وقيل : هو ما أريد به وجه الله دون غيره . وقيل : هو الإصلاح بين المتشاجرين . وهو مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض . والقول السداد يعم الخيرات ، فهو عام في جميع ما ذكر وغير ذلك ". اهـ والحاصل أن القول السديد قد يشمل كل هذا لأنه صياغة الجملة القرآنية بالتنكير، وعلى هذا فالقول السديد هو ما كان صوابا في نفسه مرادا به وجه الله، فهذا هو القول السديد وهو القول الحسن وهو القول الطيب. وكثيرا ما دلت الآيات على ذلك وحثت عليه، قال تعالى" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" البقرة، و قال تعالى "وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)" الحج. ففى الحديث : "....فليقل خيرا أو ليصمت " فخيّرنا رسول الله بين قول الخير أو الصمت. وعلى هذا فإن اللغو والكذب والغيبة والنميمة وترويج الإشاعات وعدم التثبت من الأخبار والسخرية ليست من القول السديد، وقد تواترت أدلة الكتاب والسنة بالتحذير منها: أما اللغو:- وهو ما لا فائدة من الكلام به- فقد مدح الله المؤمنين بالإعراض عنه، والمد بترك شئ يقتضي ذم هذا الشئ، قال تعالى:" وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)"المؤمنون، وقال تعالى" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)"الفرقان، و قال تعالى" وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)"القصص. وأيضا فإن من علو الهمة ترك ما لا خير فيه، والإكثار من اللغو غالبا ما يؤدي إلي القول المحرمز وأما الكذب: ففي الحديث الذي رواه البخاري تحذير منه "..وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا)) وأما الغيبة: قال تعالى عنها" وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)"الحجرات وأما النميمة: جاء في الحديث تحذير منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم. وقال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11) وأما ترويج الإشاعات وعدم التثبت من الأخبار: فمنهيّ عنها، قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)" الحجرات وأما السخرية: فإنها من البلاء في أيامنا هذه بمكان، ففى خضم هذه الأحداث وسرعتها تناسى أقوام أنهم عن ألسنتهم سيُسألون وبما لفظوه سيُقيدون! حتى صار دأب بعضهم اللغو و آخرين السخرية وليت شعرى أى نافع حازوه بل إن شئت فقل كم من خير تركوه ! إن السخرية من الآخرين لها عدة أوجه أن يكون الساخر على حق و المسخور منه على باطل أو العكس. فأما فى الحالة الأولى فهذا خطأ من وجوه : منها : أن السخرية للمتأمل فى القرآن دأب أهل الباطل وديدنهم، والقارئ المتدبر للقرآن سيبصر هذا الأمر جيدا. ومنها : أنها فى ذاتها ليس فيها نفع، فهى لا تجلب حسنة ولا تمحو سيئة. ومنها : أن من صفات المؤمنين "وهدوا إلى الطيب من القول " فالسخرية لا يمكن وصفها أنها من طيب القول، إذن ففاعلها تخلى عن صفة من أهم صفاتهم ! ومنها : أنها تلهى عن ذكر الله، واللسان الذى ذاق حقًا لذة ذكر الله لأشتغل به عن كل ما سواه بل إنه إن انشغل بغيره عنه عاد بالائمة على نفسه. ومنها : أنها تلهى كذلك عن الدار الآخرة ففاعلها مغبون، لأنه اضاع وقتا كان اسثماره بالخير خير، فإذا كان الانشغال بالمفضول عن الأفضل من خلل فى الفهم، فكيف بما دون المفضول !! ، ابن تيمية -رحمه الله - قال فى آخر عمره "ندمت على تضييع أوقاتى فى غير معانى القرآن " وهو من هو ؟!! الذى قضى عمره فى العلم والتعليم وقمع أهل البدع ودحض شبهاتهم، ولكن قال ذلك لأنه لما أبحر فى كنوز القرآن ندم أن انشغل بغيره عنه. ومنها : أن الذى دأبه هذا فى حقيقة الأمر إن كان مخالفه على باطل إلا أنه مشغول بعيب غيره عن عيب نفسه، وبالتالى مشغول عن إصلاح نفسه. ومنها : إن المسخور منه إذا كان على باطل فهو أقل من أن يتحدث فى شأنه، إلا فى حالة تحذير الناس منه إذا خُشى منه الفتنة ولكن لابد حينها أن تكون لله وحده لإحقاق حق أو إبطال باطل ليس مجرد شهوة كلام أو شهوة إزدراء الآخرين أو شهوة إعلاء نفسه على الآخرين بإزدراءهم _ فإن بعض الناس لا يمدح نفسه لأنه يعلم أن ذلك من العجب لكن الشيطان قد يُلبّس عليه فيدفعه للعجب عن طريق إزدراء الآخرين _ فإن كلامه لله تكلم و إن دخلت على نيته الدواخل فليصمت فإن صمته حينئذ خير من كلامه لأن صمته حينها لله أما حديثه حين حظ نفس ، ففى الحديث : "....فليقل خيرا أو ليصمت " فخيّرنا رسول الله بين قول الخير أو الصمت و الخير لا يكون خير إلا إذا كان لله. ومنها : أنه فى بعض الأحيان يكون فعل المسخور منه خطأ لكنه رجل له من الفضل الكثير فهنا لا ينبغى أن ننظر إلى سيئاته ونغض الطرف عن حسناته فهذا ليس عدلا ومن هذا دأبه فليراجع قلبه _إن كان له قلب _ ولينيب إلى ربه ، قال ابن حجر الهيثمي في الزواجر:" كل من رأيته سيء الظنّ بالناس طالباً لإظهار معايبهم فاعلم أنّ ذلك لخُبْثِ باطنه وسوء طَوِيَّتِه". ومنها : أن من باب درئ المفاسد عدم السخرية للباطل وأهله لئلا يسخرون هم من الحق وأهله ،قال تعالى "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ". أما فى الحالة الثانية ( أن يكون الساخر على باطل و الآخر على حق ) فهذا ظلم من وجوه : منها : أن هذا يُنبأ عن عشى البصيرة وعمى القلب، فيرى الحق باطلًا والباطل حقًا. ومنها: أن هذا الساخر يقع فى الغيبة و البهتان وآفات اللسان. ومنها : أنه المسخور منه إن كان مثلا عالما من العلماء الربّانبين فقد أهلك الساخر نفسه لأنه عادى أولياء الله ، فليس بعد الأنبياء خير من العلماء فهو ورثتهم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب .... " رواه البخارى. ولو تدبر المرئ هذا الأية لكفته : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)" الحجرات، وهذا الحديث لكفاه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه" .صححه الألباني. وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ، ما تجمل الخلائق بمثلهما" حسنه الألباني. ثالثا: معرفة أن تحقيق التقوى وقول السداد سبب صلاح الأعمال وغفران الذنوب: وهذا نظير قوله تعالى:" وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)"، وقوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)"الأنفال. وقد تقدم "... أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ). وحديث:" :" لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لايأمن جاره بوائقه ) ومعلوم أن الإيمان هو أصل صلاح العبد وسعادته. وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري. وجاء في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن معاذ بن جبل أن اللسان من أكثر ما يكب الناس في النارفعَن مُعَاذ بن جَبَلٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ الله أَخبِرنِي بِعَمَلٍٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعدني منٍ النار قَالَ: (لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيْمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيْرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللهَ لاَتُشْرِكُ بِهِ شَيْئَا، وَتُقِيْمُ الصَّلاة، وَتُؤتِي الزَّكَاة، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ. ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيْئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ تَلا : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ: (يَعْملُونَ) [السجدة:16-17] ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ قُلْتُ: بَلَى يَارَسُولَ اللهِ، قَالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذروَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخبِرُكَ بِملاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ:بَلَى يَارَسُولَ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا. قُلْتُ يَانَبِيَّ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ). وهنا تجدر الإشارة إلى أنه: كلما كان القول أكثر سدادا كلما كان ذلك أعون للإنسان لتوفيقه لصالح الأعمال، ولكن قد يقال هل بعض القول أكثر سدادا من بعض أم أن القول السديد كله في منزلة واحدة وهي السداد؟ والجواب: أن بعض القول أحسن وأكثر سدادا من بعض، فالقرآن أفضل الذكر على الإطلاق، والقرآن نفسه فيه فاضل ومفضول*، ولا إله إلا الله أفضل الذكر المطلق، وعموم الذكر أفضل من تصانيف العلماء على عظيم نفعها، وهذا أمر ملموس؛ فإنك لو قرأت كتابا فريدا في بابه ولكنه جاف من حيث تضمنه للوحي لوجدت شئ من الغين أو شئ قسوة في القلب بينما القلب يلين ولابد كلما كثر ذكره لله. ومع هذا قد يكون القول بالمفضول أفضل من الفاضل في بعض الأوقات فمثلا بعد الفجر الأفضل فيه أذكار الصباح وهي أولى من قراءة القرآن في هذا الوقت، والأذكار الخاصة أفضل في وقتها من الأذكار العامة، وإنكار المنكر في وقته أفضل من مطلق الذكر، وهكذا. والعلم بهذا يقتضي تحري أفضل الأقوال في أفضل الأوقات، وهذا باب نفيس يوفق الله له من يصطفي من عباده، والله المستعان. ويلاحظ في الآية أن: -التعبير بقوله"يصلح لكم" فيه نسبة صلاح الأعمال لله، وهذا فيه إشارة أن الله هو المنعم بها على الحقيقة فهي محض فضل الله المنّان الوهّاب، وليس للعبد يد في ذلك، إلا أنه يسعى لاستمطار رحمة الله ومنته بالتزام التقوى وسداد القول. - التعبير بلفظ "أعمالكم" بصيغة الجمع فيها بيان لواسع نعم الله وفتوحه على المتقين من عباده، فهو يصلح أعمالهم على اختلافها، وهذا نظير قوله تعالى"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"العنكبوت، فهنا أيضا سبل بصيغة الجمع وليس سبيل واحد. رابعا: معرفة أن طاعة الله ورسوله عليها مدار سعادة الإنسان وفوزه: وهذا نظير قوله تعالى"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)" آل عمران، وقوله تعالى"قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)"النور، وقوله تعالى:"إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)"النور، والتعبير هنا بإنما يفيد الحصر، فليس للمؤمن سبيل غير طاعة الله ورسوله. فمن علامات صدق الإيمان وقوته متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم واقتفاء سننَه دقت أم جلت، ظهرت أم خفيت. فالصادقون يفعلون الواجبات والمستحبات، ويدعون المحرمات والمكروهات. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعين يسألون عن سنة النبي فيفعلونها فرضا كانت أم نفلا لا كحال كثير اليوم يسأل عن السنة فإن كانت فرضا أخذها وإن كانت نفلا ربما تركها! ويلاحظ في الآية أن: -التعبير بقوله{ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } إنما صيغت الجملة في صيغة الشرط وجوابه لإِفادة العموم في المطيعين وأنواع الطاعات، فصارت الجملة بهذين العمومين في قوة التذييل . وهذا نسج بديع من نظم الكلام وهو إفادة غرضين بجملة واحدة، ذكره ابن عاشور في تفسيره. -التعبير بقوله{ فوزاً عظيماً } كان بصيغة التنكير للتعظيم. والحمد لله رب العالمين _______________________________________________________________________ * والفاضل منه كلام الله في الله والمفضول كلام الله في غير الله، ويشهد لذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي بن كعبhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif أنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال قلت: الله ورسوله أعلم. قال "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال "والله! ليهنك العلم أبا المنذر". فهذا الحديث يبين أن بعض القرآن أعظم من بعض، وممن تكلم عن هذه المسألة العز بن عبد السلام في فوائد في مشكل القرآن، والسيوطي في أصول التفسير. المراجع: تفسير ابن كثير- برنامج آيات تفسير ابن عاشور- برنامج آيات تفسير القرطبي - برنامج آيات تفسير الطنطاوي- برنامج آيات السلسلة الصحيحة الألباني نزهة الأعين النواظر/ ابن الجوزي - معهد آفاق التيسير تحصيل الوجوه والنظائر/ الإمام الترمذي - معهد آفاق التيسير فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام - معهد آفاق التيسير شرح أصول التفسير للسيوطي للشيخ عبد الكريم الخضير- موقع الشيخ عبد الكريم الخضير طريقة عمل الرسالة: 1-بيان مقصد الآية. 2- الإشارة إلي فائدة الأمر بسداد القول بعد الأمر بالتقوى. 3- الإشارة إلى علاقة اللسان بالقلب وأثر كل منهما على الآخر. 4- تحدثت بما تيسير عن التقوى لغة وشرعا ثم بيّنت بعض صفات المتقين وكيفية تحقيق التقوى، وثمراتها. 5- ذكرت معنى القول السديد لغة ثم أقوال المفسرين فيه. 6- ذكرت بعض مخالفات الأقوال. 7- ذكرت أن التقوى وسداد القول سبب صلاح العمل، وتحدثت عن شئ من تفاضل القول السديد. 8- ذكرت أن طاعة الله ورسوله سبب الفوز في الدنيا والآخرة. |
اقتباس:
|
اقتباس:
هل تعلمين ما اتُّهم به النبي صلى الله عليه وسلم في شأن زواجه من السيدة زينب رضي الله عنها؟ |
الساعة الآن 02:37 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir