معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال: كيف تكون المعاصي بالمعنى الأعم شركا؟ وما هو ضابط التفرقة بين هوى المعصية وبين الهوى الشركي؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35626)

تلميذ ابن القيم 5 جمادى الآخرة 1431هـ/18-05-2010م 04:34 PM

سؤال: كيف تكون المعاصي بالمعنى الأعم شركا؟ وما هو ضابط التفرقة بين هوى المعصية وبين الهوى الشركي؟
 
جاء في درس باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب: في تهذيب القول المفيد:
اقتباس:

فالمعاصي بالمعنى الأعمِّ -هيَ- شركٌ؛ لأنَّها صادرةٌ عن هَوًى مخالفٍ للشرعِ، وقد قالَ اللهُ تَعَالَى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ}.
والسؤال: كيف تكون المعاصي بالمعنى الأعم شركا؟ وما هو ضابط التفرقة بين هوى المعصية وبين الهوى الشركي الذي يوصف صاحبه أنه اتخذ الهه هواه؟

عبد العزيز الداخل 30 ربيع الأول 1433هـ/22-02-2012م 03:30 AM

إجابة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم (المشاركة 31273)
جاء في درس باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب: في تهذيب القول المفيد:
اقتباس:

فالمعاصي بالمعنى الأعمِّ -هيَ- شركٌ؛ لأنَّها صادرةٌ عن هَوًى مخالفٍ للشرعِ، وقد قالَ اللهُ تَعَالَى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ}.
والسؤال: كيف تكون المعاصي بالمعنى الأعم شركا؟ وما هو ضابط التفرقة بين هوى المعصية وبين الهوى الشركي الذي يوصف صاحبه أنه اتخذ الهه هواه؟

فعل المعصية نوع تشريك، وينافي كمال تحقيق التوحيد؛ وذلك لأن طاعة الله تعالى واجبة، وإذا أطاع العبد هواه في معصية الله؛ فقد أشرك بطاعة هواه، لكن هذا الشرك على درجات:
الدرجة الأولى: الشرك الأكبر، وهو طاعة الهوى في عبادة غير الله عز وجل، وارتكاب ناقض من نواقض الإسلام؛ وأصحاب هذه الدرجة كفار خارجون من الملة.
الدرجة الثانية: الشرك الأصغر؛ وهو طاعة الهوى فيما دون الشرك الأكبر كالرياء والتسميع وابتغاء الدنيا بعمل الآخرة وتعلق القلب بالدنيا وبالأسباب، واعتقاد السببية فيما لم يجعله الله سبباً قدراً ولا شرعاً كالطيرة والتمائم ونحوها.
الدرجة الثالثة: مطلق المعاصي، وهو ما دون الشرك الأصغر، وبعض أهل العلم يسمي هذا النوع الشرك الخفي، ويفسر به حديث مَعْقِلِ بن يَسَارٍ رضِي الله عنه قال: انْطَلَقْتُ مع أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي الله عنه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أبا بكرٍ، لَلشِّرْكُ فيكم أخْفَى من دَبِيبِ النَّمْلِ)).
فقال أبو بَكْرٍ: وهل الشِّركُ إلا مَن جعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ؟
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيدِه، للشِّرْكُ أخْفَى من دَبيبِ النَّمْلِ، ألا أَدُلُّكَ على شيءٍ إذا قُلْتَه ذهَبَ عنكَ قَلِيلُه وكَثِيرُه))
قال: ((قُلِ اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَ أن أُشْرِكَ بكَ وأنا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ)). رواه البخاريُّ في الأدبِ المُفْرَدِ.
والأظهر أن الشرك الخفي يشمل هذه الدرجة وغيرها.
وليس معنى هذا أنه يطلق على كل عاصٍ أنه مشرك؛ حتى يقع في الشرك الأكبر؛ فيسمى بذلك مشركاً، وكذلك من وقع في الشرك الأصغر لا يسمى بذلك مشركاً ما دام يشمله اسم الإسلام؛ وإنما يوصف بما يناسب فعله فيقال: مرائي، مسمع.
وكذلك صاحب الدرجة الثالثة حكمه أنه عاصٍ ولا يسمى مشركاً.


الساعة الآن 02:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir