معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   المنتدى العام (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=97)
-   -   يسر شرع الله (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=12443)

عبدالله 25 صفر 1432هـ/30-01-2011م 02:46 PM

يسر شرع الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي يسَّر لنا الدين وأكمله، وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، وجعله ميسراً تفقهاً وعملاً، وسلوكاً ومنهجاً.
وأرسل إلينا رسولاً من أنفسنا عزيز عليه ما يعنتنا، حريص علينا بالمؤمنين رؤوف رحيم، أرسله الله إلينا ليتلو علينا آياته، وليزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، وجعل هديه أحسن الهدي، وبيانه أحسن البيان، وتلك منَّة من الله عظيمة.
{لقد منَّ الله على المؤمنين إذبعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}

ومن وُفِّق لمتابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته فيما ثبت بالدليل المعتبر شرعا مخلصاً لله تعالى؛ فقد وفق لفلاحه في الدنيا والآخرة، ومن حرم التوفيق لذلك فقد حرم.
وقد بين الله أوصاف الفريقين بيانا شافيا، ومن أوصاف الموفق أن أمره كله له خير، فإذا أصابته نعمة حمد الله عليها، وإذا أصابه ضر تضرع إلى الله ليكشف عنه ضره، فيجمع في هذاالتضرع عبادات عظيمة منها الإخلاص ، والتوكل على الله، وحسن الظن به، والاستغاثة بهجل وعلا، والدعاء ، والصبر على البلاء، ورجاء الفرج من الله، والتصديق بوعده، وتكذيب ما يلقيه الشيطان من وساوس اليأس والحزن والتخويف، والاعتصام بالله، وتقوى الله فلا يتطلب المخرج من بلائه بما يغضب الله ، والإيمان بقضاء الله وقدره، وغيرهامن العبادات العظيمة التي متى اجتمعت في قلب مؤمن فقد استمسك بالعروة الوثقى وتحققله وعد الله بالنجاة والفرج والنصر والولاية والمعية الخاصة {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }، {واعلموا أن الله مع المتقين} {وأن الله مع المؤمنين} و{إن الله مع الصابرين} {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} ، {إن لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}
{ومن يسلم وجهه إلى الله فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور}

فيكون ما حصل له من الابتلاء منحة له من الله قد أعظم له به الأجر وبما وقر في قلبه من الإيمان وما فتح عليه من العلم يسير على نور من ربه يدرك من خلاله آيات الله في الآفاق وفي النفس فيأخذ من ذلك العبر والدروس فكل ما وجد في نفسه من تقصير أو شاهد آية تحثه على الرجوع إلى الله وتدارك ما لديه من تقصير استفاد من هذه الذكرى ؛ فتجده يفزع إلى الصلاة وفي سجوده ينطرح بين يدي ربه مالك الملك قاضي الحاجات مجيب دعوة المضطرين، أرحم الراحمين؛ فيرى ألطاف اللطيف الحليم تحيط به، وإن لم يدركها من حوله.
ولا يزال يعوِّد نفسه ويجاهدها على الخضوع التام لرب العالمين حتى تصبح صفة من صفاته وسجية من سجاياه، ويوقن أن أيام العمر قليلة جاعلا نصب عينيه آخر لحظة في حياته كيف تكون خاتمته لأن الأعمال بالخواتيم

فهو موفق إلى التعرف إلى الله في الرخاء بذكره والعمل في محابه ليكون أهلاً لحفظ الله له في الشدائد والتقلبات المفاجئة والمكايد المعلومة وغيرالمعلومة، وفي الأمور المشتبهات التي يحار فيها العقلاء فيجعل الله له سلطانا يجتازبه تلك العقبات بأفضل السبل وأعظمها بركة وأحسنها عاقبة متسلحا بالعلم لأنه يعلمأنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وأن من يرد الله به خيرا يفقهه فيالدين.
ومن كان هذا شأنه في إسلام الوجه والقصد لله تعالى وإعظام الرغبة في فضله وإحسانه بما يحب ويرضى سهل عليه التعامل مع خلق الله بالعدل والإحسان فلا يظلمهم ولا يؤذيهم ولا يجد في نفسه على أحد منهم غلاً ولا حسداً ليقينه بأن فضل الله عظيم واسع وأن أعظم الناس حظاً بفضل الله أتقاهم له وأحسنهم أخلاقاً وأبعدهم عن الغل والحسد، وأكثرهم حرصاً على أداء الحقوق الواجبة عليه للناس.
ومن كان هذا حاله جعل الله له وداً ومحبة في قلوب الناس، فلا يذكر إلا ويُدعى له بخير، ويجعل الله له من أسباب التوفيق ما لم يكن يخطر له على بال.

إن هذه الصفات وتلك المزايا العظيمة لا تنال بالدعاوى والأماني، ولكن بتوفيق الله ثم العمل بالأسباب.
ومما يعين على ذلك تدبر كتاب الله الكريم، وتأمل ما ذكره الله من سير الصالحين، فيرى الابتلاءات التي حصلت للأخيار من عبادالله من الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين، فيدرك أن عناية الله ولطفه تحيط بهم في الشدائد.
ومن أمثلة ذلك ما حصل لإبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار، وليونس لما التقمه الحوت، ولموسى ومن معه لما تراءى الجمعان، ولمحمد صلى الله عليه وأصحابه لما قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم.
وغير ذلك من الأمثال التي بينها الله للاعتبار.
وكذلك الاطلاع على مناقب سلف هذه الأمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وممن تبعهم بإحسان، من الذين جعل الله سيرهم ومناقبهم نماذج تحتذى في الشدائد والرخاء في العبادة والمعاملات، وفي السلم والحرب، وبين الأفراد والجماعات، والراعي والرعية، وغير ذلك مما تنتظم معه الحياة على أحسن نظام ولو في أحلك الظروف الأمنية والاقتصادية وغيرها.

نسأل الله تعالى أن يوفق من قرأ هذه الكلمة إلى حسن الاعتبار، واغتنام الفرصة قبل ذهاب الأعمار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهوسلم.

موسى 15 ربيع الأول 1432هـ/18-02-2011م 11:36 PM

جزاكم الله كل الخير أخي الحبيب

خيوط الفجر 27 صفر 1433هـ/21-01-2012م 04:58 PM

جزاك الله خير يااخي علي معلومه رائع


الساعة الآن 02:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir