معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى طلاب المتابعة الذاتية (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=964)
-   -   مجلس مذاكرة دورة طرق التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=32843)

هيئة الإدارة 17 شعبان 1437هـ/24-05-2016م 04:27 AM

مجلس مذاكرة دورة طرق التفسير
 
مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.




تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

هيئة الإدارة 17 شعبان 1437هـ/24-05-2016م 04:31 AM

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير



القسم الثاني: [من درس التفسير بأقوال التابعين إلى نهاية المقرر]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.


المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟



تعليمات:

- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.





تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.


معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________



وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم



ميسم ميرغني يوسف 21 شعبان 1437هـ/28-05-2016م 07:35 PM

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير
المجموعة الثانية:
س1: ما هوالتفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته :هو التفسير الذي يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه .
المقصود بالبلاغ الصحيح : الآيات البيّنات التي تدل على المراد دلالة بيّنة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين.
حكمه :
-لا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحا.
-وبهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.
مثال :
قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.
قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرمالله إلا بالحق}،
قول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرقمتعددة في مسألة واحدة؟
قد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير ؛فطرق التفسير ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض و المقصود من التقسيم توضيح الطريقة للمتعلّم .
فالنبي صلى الله عليه وسلم قد فسّرالقرآن بالقرآن، وفسّر القرآن بلغة العرب ،كذلك تفاسير الصحابة والتابعين منها استعمال لتفسير القرآن بالقرآن، ومنها استعمال لتفسير القرآن بالسنة، ومنها استعمال لتفسير القرآن بلغة العرب، ومنها تفسير بالرأي والاجتهاد.
طرق التفسير على أنواع منها ما يُكتفى فيه بالنص لظهور دلالته على المراد ؛ منها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب ، والاجتهاد بما يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين فيستدل بها على نظائرها في التفسير.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شروط صِحَّة تفسيرالقرآن بالقرآن
قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول:صحّة المستدلّ عليه : يجبأن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله.
الشرط الثاني:صحّة وجه الدلالة : قد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ،وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقديدلّ على بعض المعنى.
*التفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ.

س4: بيّنأنواع تفسير القرآن بالسنة.
أنواع تفسير القرآن بالسنة
على ثلاثة أنواع:
قول النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله، وإقراره، وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز و جلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآن.
التفسير القولي:
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا}
قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار»رواهالترمذي من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأصله فيالصحيحين.
أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، وقالوا: حبة في شعرة»رواه البخاري ومسلم. رواه معمر عن همام بنمنبه عن أبي هريرة رضي الله عنه
ورواه الترمذي أيضاً ولفظه: (قال: "دخلوا متزحفين على أوراكهم" أي منحرفين).
قال الترمذي:(وبهذا الإسناد عن النبيصلى الله عليه وسلم: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}قال: قالوا: حبة في شعرة).
التفسير العملي :
له أمثلة كثيرة:
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاةالمأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة}وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتمونيأصلّي» رواه البخاري منحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
تفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله}بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.
-
وكذلك كثير من العبادات والمعاملات التي ورد الأمر بها في القرآن فإنّ هدي النبي صلى الله عليه وسلم تفسير عملي لمراد الله تعالى بها.
التفسير بالإقرار:
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر :
لمانزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك ، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»والحديث فيمسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.

25: بيّن خصائص التفسير النبوي.
س خصائص التفسير النبوي.
ينبغي أن يُعلم أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له خصائص امتاز بها عن غيره من التفاسير:
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً:
كلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
النبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
تفسيرالنبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها :
وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم؛ ومن أمثلةذلك:
أ-حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواصَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
ب- وحديث يَعْلَى بنأُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌتَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته".رواهمسلم.
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي :
ولذلكأمثلة كثيرة:
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله:{يثبت الله الذين آمنوا بالقولالثابت}».متفق عليه. من حديث علقمة بن مرثد، عن سعدبن عبيدة.

س6: تحدّث عنتعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشأن التفسير:
كان الصحابة رضيالله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، فقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه،وقد ورد في ذلك أحاديث:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص :
قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.قال: فخرج علينا رسول الله صلى اللهعليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم،باختلافهم في الكتاب»رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرىمن طريق أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عبد الله بنعمرو.
حديث عبد الله بن أبيمليكة :
-
عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتابوأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنةوابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلمن عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب}قالت: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمىالله فاحذروهم» متفق عليه.
حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذااختلفتم فقوموا عنه».رواه البخاري ومسلم وغيرهما منطرق عن أبي عمران الجوني
أثر تعليم النبي صلى الله عليه وسلم :
وهذاالتعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ؛ وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
هَدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
-قال عبد الله بن أبي مليكة: سئلأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال:أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور. وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر، لكن رويت هذه المقالة عن أبي بكرمن طرق يشدّ بعضها بعضاً.
هَدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
-قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلباوفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا مابيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).رواه الطبراني في مسندالشاميين من طريق شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف).
هدي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وقال عبد الله بن مسعود لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم
عبد الله بن عباس رضي الله عنه
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم).رواه أبو عبيد القاسم بن سلام
الخلاصة :
نشأ جيل الصحابة على هذا التعظيم لكتاب الله تعالى، والتحرّز من القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلافالصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم فيالتفسير
· اختلاف الصحابة رضيالله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
· ما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده.
ما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوعالأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح وأكثره ممايكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
من أمثلة هذا النوع :
مثال 1اختلافهم في سبب نزول آية البقرة
-ما تقدّم من القولين في سبب نزول قول اللهتعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمنّ حجّ البيت أواعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما...}
وقد حكى القولين عن الصحابة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما في صحيح البخاري.
والنوعالآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح.
عامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
أرشاد الصحابةُ للتابعين في حال اختلاف الصحابة
قد أرشد الصحابةُ التابعين إلى الهدى في هذه الحالة.
من ذلك أن ابن مسعود رضيّ الله عنه حين بلغه قول مخالف لقوله ؛ ذكر القول الذي يعرفه بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وعلمه بأحوال نزول القرآن، ولم يعبْعلى من علم علماً أن يقول به.
أما الاختلاف بسبب التأويل الخاطىء فمن النادر وقوع اختلاف بسبب تأويل خاطئ؛ وما وقع من ذلك فلا يخلو قائله من الإنكارعليه وبيان خطئه .

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون فيالتفسير؟
نعم كان الصحابة يجتهدون في التفسير .
خصائص اجتهاد الصحابة :
*يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة
*اجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم
*امتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير :
اجتهادأبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة :
-اجتهادأبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
-قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تباركوتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه).هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.
-وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم فيالتفسير.
أقسام المرويات عن الصحابة في التفسير
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن
حكمه :يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على ما سبق بيانه من مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
النوع الثاني:ضعيف الإسناد غير منكر المتن
هذا النوع كثير فيكتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب يأتي تفصيلها.
النوع الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن
حكمه: يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن
- مرويات هذا النوع قليلة جداًفي كتب التفسير
-نكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم .
*تنبيه :الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة فيالتفسير
ما يحكم عليه بالضعفمما يُروى عن الصحابة في التفسير على نوعين:
النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، وقد تقدّم الحديث عنه.
والنوع الآخر:ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاثمراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير
كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيفالضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر
حكمه : جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّدفي ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد
مايكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أواضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة ؛ و مرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسيرالمسندة .
حكمه :
-أهل الحديث يتشدّدون في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
-هذه المرتبة ليستحجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة .
*تساهل بعضالمفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
المرتبةالثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير
حكمها : لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.


ميسم ميرغني يوسف 21 شعبان 1437هـ/28-05-2016م 07:39 PM

السلام عليكم ؛لا أدري ما المشكلة الكلمات ملتصقة مع بعضها ، اصلحتها لكن رجعت كما هي عندما نسختها في المجلس

ميسم ميرغني يوسف 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م 01:29 AM

مجلس مذاكرة القسم الثاني من لدورة طرق التفسير:
المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
أعلام المفسّرين منالتابعين:
عُرف بالإمامة في التفسير جماعة من التابعين منهم:
1. الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ) وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود.
قال بكر بنماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك).رواه ابن أبيشيبة.

2: مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)؛الإمام العابد الفقيه المخضرم، كان معروفاً بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضي الله عنهم.
قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
وقال علي بن المديني: (ما أقدم على مسروقٍ أحداً من أصحاب عبد الله،صلى خلف أبي بكرٍ، ولقي عمراً وعلياً، ولم يرو عن عثمان شيئاً، وزيد بن ثابت وعبدالله والمغيرة وخباب بن الأرت).رواه الخطيب البغدادي.
وروى الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق أنه قال: (لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛فوجدتهم كالإخاذ؛ فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة،والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم؛ فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ).رواه ابن سعد والبيهقي وابن عساكر.
الإخاذ: مجمَع الماء؛ كالغدير ونحوه.

3: عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ)،وهو من كبار التابعين وعلمائهم،ومن خاصّة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.

4. زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ) الإمام المقرئ المفسّر، من المخضرمين، من كبار التابعين و أجلائهم وفقهائهم، وكان فصيحاً عالماً بالعربية، وفدعلى عمر، ولزم ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية).رواهابن سعد.
وروى ابن سعدفي الطبقات عن عاصم عن زرّ أنه قال: (خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها).

5: أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ت: 83هـ تقريباً) من خيار التابعين وعلمائهم، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم،ولم يلقه، وتلقّى العلم عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر،وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابنعباس، وغيرهم.
وكان ثقة عابداً زاهداً، منخاصة أصحاب ابن مسعود، وأعلمهم بحديثه، وأحفظهم له.
قال إبراهيم النخعي للأعمش: (عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم يعدونه من خيارهم). رواهالخطيب البغدادي.

س: بيّن طبقات نقلة التفسير منالتابعين.
نَقَلةٌ للتفسير : عمادعنايتهم بالتفسير على رواية أحاديث التفسير ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ولا يكاد يظفر لهم بأقوال في التفسير إلا نادراً.
وهؤلاء قد حفظوا للأمّة علماً كثيراً بحفظهم تفسير الصحابة رضي الله عنهم، وتفسير كبار التابعين.
وهؤلاء النقلة على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى:نقلة ثقات
منهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوصعوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبومالك الغفاري، وأبو نضرة العبدي، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو المتوكّل الناجي، وأبوبشر اليشكري، والربيع بن أنس البكري، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني،وغيرهم.
الطبقةالثانية:نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط
نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم،وهم على درجات متفاوتة فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطيةالعوفي، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بنجدعان.
الطبقةالثالثة:رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث .
كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبانبن أبي عياش، وأبو هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيدالأزدي.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير؟؟؟؟
الأقوال غير معتبرة :
هي التي يتبيّن خطؤها، ومتى استبان خطأ القول فلايُعتد به في الجمع والترجيح. وذلك لعدة أسباب منها :
§ أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
§ أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
§ أن ينكر أهلُ العلم هذاالقول ويبيّنوا خطأه.
§ أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.
مثال ذلك :
قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قول اللهتعالى: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم}: (وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب«أمهاتهم»أي يقال: "يافلان ابن فلانة" قول باطل بلا شك، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا: «يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان»)..
وهذا القول ذكره الثعلبي والبغوي عن محمد بن كعب القرظي من غير إسناد، ولا يصحّ عنه.
(بحثت في الدروس فلم أجد غير هذا المثال فأين أجد باقي الأمثلة؟؟)

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم، ويتبين ذلك في النقاط التالية :
· تنافست العرب في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها.
· الاحتجاج بالبيان عند المخاصمةوالمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع ، حتى توصّلوا ببيانهم إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل ؛كما قال طرفة بن العبدالبكري:
رأيت القوافي يتّلجن موالجاً... تَضَيَّقُ عنها أن تولّجه االإِبَرْ
· كان من فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
· اتّخذوا من حسن البيان سبيلاًلبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم .
· شاعت فيهم الأشعار والأراجيز،والخطب والوصايا، والقصص والأمثال، فرووا منها شيئاً كثيراً لا يُحدّ، وكان كثيرٌمنهم أهل حفظ وضبط، كانوا يعتنون بجيّدالشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
· كان من الشعراء منيفتخر بكثرة إنشادِ شعرِهِ وتَمَثُّلِ النَّاسِ به، فيحفظها الناس من حسنها وغرابتها ويتمثلون بها، ويتناشدونها .
· كان الشعر ديوان العرب ليس لهم كتب، وإنما يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم حتى كان منهم من يميّز بين أشعار الشعراء كما نميّز بين الأصوات؛ وكما يعرف القافةُالأشباه.
الخلاصة :
-مما سبق يتبين ما وصلت إليه العرب من الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبته، ومعرفة فنونه وأساليبه،وتنوّع دلائله.
-لمّا نزل القرآن بلسان عربيّ مبين؛ على أحسن ما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حسنه، وأدهشهم بيانه،فاستولى على المرتبة العليا من البيان بلا منازع يدانيه .
-تيقّنوا أنه لا طاقة لأحد أن يأتي بمثله، ولا بقريب منه، وأنّ المتعرّض لمعارضته إنما يعرّض نفسه للهزء بها، فصانوا أنفسهم عن قصد معارضته.
-علموا أنّه لو كان من قول البشر لما أعيا فصحاءهم أن يأتوا بمثله أو بقريب منه، وَلَتجاسروا على ادّعاء معارضته كمايعارض الشعراء والخطباء بعضهم بعضاً، وكانت كلّ قبيلة تأنف أن يتحدّاها شاعر أوخطيب فلا يتصدّى له من شعرائها وخطبائها من يجيبه.
-فلمّا تحدّاهم الله تعالى لم يقدروا على معارضة كلامه ولا الإتيان بمثله ؛وقد أنزل الله تعالى تحدّيهم في غيرما آية :
فقال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)}.
وقال تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُواصَادِقِينَ (34)}.

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
علم توجيه القراءات: هو علم شريف لطيف؛ وهو احد موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي وقد كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيه.
حكمه :كلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.
المصنفات في علم توجيه القراءات : عُني به جماعة من المفسّرين فمن العلماء من أفرده بالتصنيف كما فعل أبو منصور الأزهري، وابن خالويه، وأبو علي الفارسي، وابن جنّي،وابن زنجلة، ومكي بن أبي طالب، وابن أبي مريم الفسوي، وغيرهم.
ينقسم إلى نوعين من حيث تأثيره على المعنى :
النوع الأول : ما له أثر على المعنى :وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون .
مثال ذلك 1: قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}قرأ بإثبات الألف، وطرحها.
فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غيرمَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).

مثال ذلك2: قال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222}قرأ عاصم وحمزة و الكسائي : (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاءوالهاء. وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
مَنْ قَرَأَ{حَتَّى يَطَّهَّرْنَ}والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكونب الماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ{حَتَّى يَطْهُرْنَ}فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون{يَطهُرن}الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)ا.هـ.

النوع الثاني : ما لاأثر له على المعنى عند المفسّرين: يُعنى به بعض القرّاء والنحاة :
مثال ذلك : قوله تعالى (الصِّراطَ) :
قال أبو عليّ الفارسي: (تقرأبالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير،وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر).

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
ومن موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي أيضاً:
- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
-
الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
-
الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، وله أمثلة كثيرة نافعة.
ومن أمثلته:
أ:اختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.
ومن ذلك اختلاف المفسّرين في معاني الفلق،والوسواس، والقلم، والطور، والفجر، ونظائرها؛ على أقوال يمكن تخريجها على أصلين لغويين:
الأصلالأول:أن المراد بالتعريف في هذه الألفاظ الجنس
أي جنس الفلق؛ فيدخل فيذلك جميع ما يُفلق من الأمور الحسية والمعنوية، وجنس "الوسواس"، أي كل ما يوسوس؛فيدخل في ذلك وسوسة الشيطان، ووسوسة النفس، وجنس الأقلام، وهكذا.
والأصل الثاني: أنالمراد بها العهد الذهني.
والذين سلكوا هذاالمسلك ذهبت كل طائفة منهم إلى ما تراه أولى بالعهد الذهني، ففسّر جماعة من المفسّرين الفلق بأنه فلق الصباح، وفسّر جماعة الوسواس بالشيطان الرجيم، وفسّرجماعة القلمَ بالقلم الذي كُتب به في اللوح المحفوظ، وفسّر جماعة الطور بالجبل الذي نادى الله فيه موسى.
وما قيل في معنى التعريف يقال نظيره في معاني الحروف والمفردات والأساليب.

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
مشروعية الاجتهاد :
من طرق التفسيرالتي يحتاج إليها المفسّر الاجتهاد في التفسير؛ وهو من الطرق المشروعة المعتبرة إذاقام به من هو أهل لذلك، ولم يتعدّ حدود الله تعالى في اجتهاده.
ويُرجى للمجتهد المتّقي التوفيق للصواب؛ومضاعفة الثواب؛ فيثاب على اجتهاده، ويثاب على إصابته؛ وإن أخطأ من غير تعدٍّ ولاتفريط رُجيت له المغفرة والإثابة على اجتهاده
الدليل :
الدليل الأول :
عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر »متّفق عليه من حديث بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بنالعاص، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
قالشيخ الإسلام ابن تيمية: (فتبين أن المجتهد مع خطئه له أجر؛ وذلك لأجل اجتهاده، وخطؤه مغفور له؛ لأن دَرْكَ الصواب في جميع أعيان الأحكام؛ إمَّامتعذر أو متعسّر،وقد قال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}وقال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر}.
الدليل الثاني :
في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه عام الخندق: « لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة »
فأدركتهم صلاة العصر في الطريق؛ فقال بعضهم: لا نصلي إلا في بني قريظة، وقال بعضهم: لم يُرِدْ منَّا هذا؛ فصَلَّوا في الطريق؛فلم يعب واحدةً من الطائفتين)ا.هـ.
الاجتهاد سُنّة لمن تأهّل له
حكم الاجتهاد :
الاجتهاد في التفسير وفي غيره من مسائل الدين في موارده الصحيحة وبمراعاة حدوده وآدابه سنّة متّبعة
الدليل :
-اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير، وهو إمام المجتهدين صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه
-اجتهد من بعده خلفاؤه الراشدون المهديّون الذين أمرنا باتّباع سنّتهم،وجرى عليها عمل الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛فكانوا أئمة للمجتهدين، إذ رفعوا منار الاجتهاد، وبيّنوا حدوده وآدابه، ومداخله وموارده، وما يسوغ الاجتهادفيه وما لا يسوغ.
-الحاجة إلى الاجتهاد في التفسير قائمة في كلّ عصر من العصور،وأسئلة السائلين عن مسائل التفسير كثيرة متجددة، ونوازل مسائل التفسير في كلّ عصر تتطلّب من العلماء الاجتهاد في شأنها، وتبصير الناس بما يلزمهم من اتّباع الهدى في تلك النوازل.

فاطمة محمود صالح 29 ذو القعدة 1437هـ/1-09-2016م 01:19 PM

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم
المجموعة الأولى

س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
طرق التفسير تعد منارات للسائرين والمهتمين بمعرفة وفهم معاني كتاب الله ، ويُهتدى بها لاستخراج فوائد وأحكام القرآن ،ويُميز بها الخطأ من الصواب ،والراجح من المرجوح ، ولهذه الطرق أئمة هم أسوة لمن اتبع منهجهم ، فمن تبعهم بلغ منزلة الإمامه وانتفع وارتفع ونفع غيره ،ومن اتبع غيرهم زل وضل وفتن.

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
تفسير القرآن بالقرآن نوعين :
النوع الأول : تفسير يستند على النص الصريح في القرآن .
مثال قوله تعالى : " والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب " فسر الله تعالى لفظ " الطارق " بالنجم الثاقب ، وهذا نص صريح لا يوجد به خلاف ، فيدل هذا النوع على العلم اليقين ، لأن الله سبحانه وتعالى أعلم بمراده من كلامه.
النوع الثاني : تفسير اجتهادي لا يعتمد على نص صريح في التفسير.
مثال قوله تعالى : " وأنفقوا مما رزقناكم" منهم من فسر " من " أنها تبعيضية، والتبعيض هنا غير مقدر، والتقدير موضح في قوله تعالى: " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو" ؛ فهنا اجتهد المفسر حيث فسر القرآن بالقرآن، فإذا قدم المفسر دليل صحيح كان العلم يقيني ، وإذا لم يوفق المفسر في الدليل كان العلم ظني ، ومن الممكن أن يصيب أو يخطئ . ف

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتنى بهذا النوع من التفسير جماعة من أهل العلم من السلف والخلف ، فروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن؛ إلا إنه غالبا ما يكون من اجتهاد المفسر لإصابة المعنى المراد من الكلمة أو الآية في القرآن ؛ فيستدل عليها من القرآن، واعتنى به بعدهم جماعة من المفسرين من أشهرهم : إمام المفسرين ابن جرير الطبري ،وابن كثير ، ومحمد الأمين الشنقيطي ، ولا زال إلى اليوم المفسرون يقدمون هذا النوع من التفسير على غيره .

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
من أخطار توسع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن الآتي :
توسع بعضهم حتى أصبح ما ذكروه به من التكلف الواضح ، واستدلال بعضهم على بدعهم وأهوائهم ، إذ أن القرآن يحتمل وجوه عديدة ، كما قال علي - رضي الله عنه – ومنه محكم ومتشابه ، ومثال ذلك ما استدل عليه نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن ، كقوله تعالى : { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير } الشورى.
والأمثلة على انحرافهم في تفسير القرآن بالقرآن كثيرة، وفي تفسير الرازي أمثلة كثيرة لهذا النوع من الانحراف ، والتفسير الخاطئ والاجتهادي لا يصحّ اعتبارهما .

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ.
فإن أصاب في اجتهاده أقره الله، مثل ما أقره الله على اجتهاده عندما شرب اللبن لما خيره جبريل بين اللبن والخمر، وكما في اجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، وأيضا اجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم.
وما أخطأ فيه فإن الله تعالى يبينه له ولا يقره على خطئه، مثل اجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار، واجتهاده في التصدي لأكابر الكفار وإعراضه عن الأعمى - ابن أم مكتوم - ، كذلك اجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة وغيرها من الاجتهادات .

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون هم : من زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنه لا حاجة إلى الأخذ والبحث في صحيح الأحاديث وضعيفها؛ لأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن ، فضلوا بذلك ضلالا واضحا ، فأحدثوا في صفة الصلاة وسائر العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنهم استدلوا على كيفيتها وصفتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة، منها أنّ بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتجاجاً بقول الله تعالى: { يخرون للأذقان سجدا } ولهم ضلالات كثيرة .

خطر فتنة القرآنيون : أُسّست هذه الطائفة في الهند بأيدي الإنجليز المستشرقين ثم تتابعت رموز وجمعيات أخرى لنشر أفكاهم وخدمتهم في محاولة لهدم الدين الإسلامي ، ولهؤلاء القرآنيين شبهات وطرق وأساليب يحاولون بها التشكيك في السنة ، فيهدمون بذلك طريقة من طرق تفسير كلام الله ألا وهي السنة ،فالسنة تبين وتوضح القرآن ، كما أنهم يعملون على التشكيك بمصدر مهم من مصادر تفسير القرآن ، ومحاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه .

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم ،كان الصحابة – رضي الله عنهم - يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ وللعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك .
قال مسروق بن الأجدع : ( لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ)
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» رواه البخاري.

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم :
1. يفسّرون بالقرآن بالقرآن . مثل : " وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب "
2. يفسرون القرآن بالسنة وهو على نوعين :
أ‌. تفسير نصي صريح : إما ما يسألون عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبهم، وإما من خلال معرفتهم بسبب نزول الآية، وإما أن يكون الحديث صريحاً في بيان معنى الآية.وأمثلته كثيرة .
ب‌. أحاديث يستدلون بها على التفسير من غير نص عليه .
3. يفسّرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل.
حيث يمتاز الصحابة على من بعدهم شهودهم لوقائع التنزيل، ولذلك أثر حسن لمعرفة المعنى وإدراك المقصد وتوضيح المشكل على من لم يعرف ذلك.
من أمثلة ذلك سؤال عروة بن الزبير للسيدة عائشة رضي الله عنها عن قوال الله تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما }
4. يفسّرون القرآن بلغة العرب،
كان الصحابة رضوان الله عليهم أهل لغة ، فلقد نزل القرآن بلغتهم ، وكان أكثر الصحابة استعمالا لهذه الطريقة ابن عباس رضي الله عنه .
قال مسمع بن مالك: سمعت عكرمة قال : ( كان إذا سئل ابن عباس عن شيء من القرآن أنشد شعراً من أشعارهم)
5. اجتهادهم برأيهم في فهم النص القرآني ، وفيما لا نص فيه على التفسير.
فكانوا يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب من اجتهاد من بعدهم لما لهم من أوجه تفضيل تفسيرهم، وما امتلكوه من أدوات اجتهاد .
مثال ذلك : اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة .

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب:
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
1. ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2. مراسيل الصحابة.
3. ما لا يقال بالرأي والاجتهاد،ولم يكن الصحابي يروي عن بني إسرائيل إلا بعد التثبت واليقين ،بالأضافةإلى تورّعهم وتثبّتهم في القول عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4. قول الصحابي الصريح في سبب النزول ، هذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
المرتبة الثانية: ما صح عنهم في التفسير، حيث اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
المرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
أ. اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
ب. اختلاف تضادّ ولا بدّ فيه من الترجيح؛ حيث يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.


هيئة التصحيح 2 15 ربيع الأول 1438هـ/14-12-2016م 12:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسم ميرغني يوسف (المشاركة 262442)
مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير
المجموعة الثانية:
س1: ما هوالتفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته :هو التفسير الذي يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه .
المقصود بالبلاغ الصحيح : الآيات البيّنات التي تدل على المراد دلالة بيّنة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين.
حكمه :
-لا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحا.
-وبهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.
مثال :
قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.
قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرمالله إلا بالحق}،
قول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرقمتعددة في مسألة واحدة؟
قد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير ؛فطرق التفسير ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض و المقصود من التقسيم توضيح الطريقة للمتعلّم .
فالنبي صلى الله عليه وسلم قد فسّرالقرآن بالقرآن، وفسّر القرآن بلغة العرب ،كذلك تفاسير الصحابة والتابعين منها استعمال لتفسير القرآن بالقرآن، ومنها استعمال لتفسير القرآن بالسنة، ومنها استعمال لتفسير القرآن بلغة العرب، ومنها تفسير بالرأي والاجتهاد.
طرق التفسير على أنواع منها ما يُكتفى فيه بالنص لظهور دلالته على المراد ؛ منها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب ، والاجتهاد بما يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين فيستدل بها على نظائرها في التفسير.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شروط صِحَّة تفسيرالقرآن بالقرآن
قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول:صحّة المستدلّ عليه : يجبأن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله.
الشرط الثاني:صحّة وجه الدلالة : قد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ،وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقديدلّ على بعض المعنى.
*التفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ. لمَ النسخ!!!

س4: بيّنأنواع تفسير القرآن بالسنة.
أنواع تفسير القرآن بالسنة
على ثلاثة أنواع:
قول النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله، وإقراره، وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز و جلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآن.
التفسير القولي:
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا}
قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار»رواهالترمذي من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأصله فيالصحيحين.
أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، وقالوا: حبة في شعرة»رواه البخاري ومسلم. رواه معمر عن همام بنمنبه عن أبي هريرة رضي الله عنه
ورواه الترمذي أيضاً ولفظه: (قال: "دخلوا متزحفين على أوراكهم" أي منحرفين).
قال الترمذي:(وبهذا الإسناد عن النبيصلى الله عليه وسلم: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}قال: قالوا: حبة في شعرة).
التفسير العملي :
له أمثلة كثيرة:
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاةالمأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة}وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتمونيأصلّي» رواه البخاري منحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
تفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله}بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.
-
وكذلك كثير من العبادات والمعاملات التي ورد الأمر بها في القرآن فإنّ هدي النبي صلى الله عليه وسلم تفسير عملي لمراد الله تعالى بها.
التفسير بالإقرار:
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر :
لمانزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك ، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»والحديث فيمسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.

25: بيّن خصائص التفسير النبوي.
س خصائص التفسير النبوي.
ينبغي أن يُعلم أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له خصائص امتاز بها عن غيره من التفاسير:
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً:
كلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
النبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
تفسيرالنبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها :
وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم؛ ومن أمثلةذلك:
أ-حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواصَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
ب- وحديث يَعْلَى بنأُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌتَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته".رواهمسلم.
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي :
ولذلكأمثلة كثيرة:
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله:{يثبت الله الذين آمنوا بالقولالثابت}».متفق عليه. من حديث علقمة بن مرثد، عن سعدبن عبيدة.

س6: تحدّث عنتعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشأن التفسير:
كان الصحابة رضيالله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، فقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه،وقد ورد في ذلك أحاديث:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص :
قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.قال: فخرج علينا رسول الله صلى اللهعليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم،باختلافهم في الكتاب»رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرىمن طريق أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عبد الله بنعمرو.
حديث عبد الله بن أبيمليكة :
-
عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتابوأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنةوابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلمن عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب}قالت: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمىالله فاحذروهم» متفق عليه.
حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذااختلفتم فقوموا عنه».رواه البخاري ومسلم وغيرهما منطرق عن أبي عمران الجوني
أثر تعليم النبي صلى الله عليه وسلم :
وهذاالتعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ؛ وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
هَدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
-قال عبد الله بن أبي مليكة: سئلأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال:أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور. وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر، لكن رويت هذه المقالة عن أبي بكرمن طرق يشدّ بعضها بعضاً.
هَدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
-قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلباوفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا مابيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).رواه الطبراني في مسندالشاميين من طريق شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف).
هدي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وقال عبد الله بن مسعود لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم
عبد الله بن عباس رضي الله عنه
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم).رواه أبو عبيد القاسم بن سلام
الخلاصة :
نشأ جيل الصحابة على هذا التعظيم لكتاب الله تعالى، والتحرّز من القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلافالصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم فيالتفسير
· اختلاف الصحابة رضيالله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
· ما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده.
ما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوعالأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح وأكثره ممايكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
من أمثلة هذا النوع :
مثال 1اختلافهم في سبب نزول آية البقرة
-ما تقدّم من القولين في سبب نزول قول اللهتعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمنّ حجّ البيت أواعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما...}
وقد حكى القولين عن الصحابة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما في صحيح البخاري.
والنوعالآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح.
عامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
أرشاد الصحابةُ للتابعين في حال اختلاف الصحابة
قد أرشد الصحابةُ التابعين إلى الهدى في هذه الحالة.
من ذلك أن ابن مسعود رضيّ الله عنه حين بلغه قول مخالف لقوله ؛ ذكر القول الذي يعرفه بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وعلمه بأحوال نزول القرآن، ولم يعبْعلى من علم علماً أن يقول به.
أما الاختلاف بسبب التأويل الخاطىء فمن النادر وقوع اختلاف بسبب تأويل خاطئ؛ وما وقع من ذلك فلا يخلو قائله من الإنكارعليه وبيان خطئه .

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون فيالتفسير؟
نعم كان الصحابة يجتهدون في التفسير .
خصائص اجتهاد الصحابة :
*يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة
*اجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم
*امتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير :
اجتهادأبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة :
-اجتهادأبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
-قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تباركوتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه).هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.
-وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم فيالتفسير.
أقسام المرويات عن الصحابة في التفسير
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن
حكمه :يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على ما سبق بيانه من مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
النوع الثاني:ضعيف الإسناد غير منكر المتن
هذا النوع كثير فيكتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب يأتي تفصيلها.
النوع الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن
حكمه: يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن
- مرويات هذا النوع قليلة جداًفي كتب التفسير
-نكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم .
*تنبيه :الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة فيالتفسير
ما يحكم عليه بالضعفمما يُروى عن الصحابة في التفسير على نوعين:
النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، وقد تقدّم الحديث عنه.
والنوع الآخر:ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاثمراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير
كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيفالضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر
حكمه : جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّدفي ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد
مايكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أواضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة ؛ و مرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسيرالمسندة .
حكمه :
-أهل الحديث يتشدّدون في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
-هذه المرتبة ليستحجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة .
*تساهل بعضالمفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
المرتبةالثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير
حكمها : لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.


الدرجة : ب
احرصي على صياغة الإجابة بارك الله فيكِ.

هيئة التصحيح 2 15 ربيع الأول 1438هـ/14-12-2016م 12:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسم ميرغني يوسف (المشاركة 265434)
مجلس مذاكرة القسم الثاني من لدورة طرق التفسير:
المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
أعلام المفسّرين منالتابعين:
عُرف بالإمامة في التفسير جماعة من التابعين منهم:
1. الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ) وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود.
قال بكر بنماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك).رواه ابن أبيشيبة.

2: مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)؛الإمام العابد الفقيه المخضرم، كان معروفاً بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضي الله عنهم.
قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
وقال علي بن المديني: (ما أقدم على مسروقٍ أحداً من أصحاب عبد الله،صلى خلف أبي بكرٍ، ولقي عمراً وعلياً، ولم يرو عن عثمان شيئاً، وزيد بن ثابت وعبدالله والمغيرة وخباب بن الأرت).رواه الخطيب البغدادي.
وروى الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق أنه قال: (لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛فوجدتهم كالإخاذ؛ فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة،والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم؛ فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ).رواه ابن سعد والبيهقي وابن عساكر.
الإخاذ: مجمَع الماء؛ كالغدير ونحوه.

3: عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ)،وهو من كبار التابعين وعلمائهم،ومن خاصّة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.

4. زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ) الإمام المقرئ المفسّر، من المخضرمين، من كبار التابعين و أجلائهم وفقهائهم، وكان فصيحاً عالماً بالعربية، وفدعلى عمر، ولزم ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية).رواهابن سعد.
وروى ابن سعدفي الطبقات عن عاصم عن زرّ أنه قال: (خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها).

5: أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ت: 83هـ تقريباً) من خيار التابعين وعلمائهم، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم،ولم يلقه، وتلقّى العلم عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر،وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابنعباس، وغيرهم.
وكان ثقة عابداً زاهداً، منخاصة أصحاب ابن مسعود، وأعلمهم بحديثه، وأحفظهم له.
قال إبراهيم النخعي للأعمش: (عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم يعدونه من خيارهم). رواهالخطيب البغدادي.

س: بيّن طبقات نقلة التفسير منالتابعين.
نَقَلةٌ للتفسير : عمادعنايتهم بالتفسير على رواية أحاديث التفسير ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ولا يكاد يظفر لهم بأقوال في التفسير إلا نادراً.
وهؤلاء قد حفظوا للأمّة علماً كثيراً بحفظهم تفسير الصحابة رضي الله عنهم، وتفسير كبار التابعين.
وهؤلاء النقلة على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى:نقلة ثقات
منهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوصعوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبومالك الغفاري، وأبو نضرة العبدي، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو المتوكّل الناجي، وأبوبشر اليشكري، والربيع بن أنس البكري، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني،وغيرهم.
الطبقةالثانية:نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط
نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم،وهم على درجات متفاوتة فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطيةالعوفي، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بنجدعان.
الطبقةالثالثة:رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث .
كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبانبن أبي عياش، وأبو هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيدالأزدي.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير؟؟؟؟
الأقوال غير معتبرة :
هي التي يتبيّن خطؤها، ومتى استبان خطأ القول فلايُعتد به في الجمع والترجيح. وذلك لعدة أسباب منها :
§ أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
§ أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
§ أن ينكر أهلُ العلم هذاالقول ويبيّنوا خطأه.
§ أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.
مثال ذلك :
قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قول اللهتعالى: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم}: (وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب«أمهاتهم»أي يقال: "يافلان ابن فلانة" قول باطل بلا شك، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا: «يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان»)..
وهذا القول ذكره الثعلبي والبغوي عن محمد بن كعب القرظي من غير إسناد، ولا يصحّ عنه.
(بحثت في الدروس فلم أجد غير هذا المثال فأين أجد باقي الأمثلة؟؟)

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم، ويتبين ذلك في النقاط التالية :
· تنافست العرب في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها.
· الاحتجاج بالبيان عند المخاصمةوالمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع ، حتى توصّلوا ببيانهم إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل ؛كما قال طرفة بن العبدالبكري:
رأيت القوافي يتّلجن موالجاً... تَضَيَّقُ عنها أن تولّجه االإِبَرْ
· كان من فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
· اتّخذوا من حسن البيان سبيلاًلبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم .
· شاعت فيهم الأشعار والأراجيز،والخطب والوصايا، والقصص والأمثال، فرووا منها شيئاً كثيراً لا يُحدّ، وكان كثيرٌمنهم أهل حفظ وضبط، كانوا يعتنون بجيّدالشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
· كان من الشعراء منيفتخر بكثرة إنشادِ شعرِهِ وتَمَثُّلِ النَّاسِ به، فيحفظها الناس من حسنها وغرابتها ويتمثلون بها، ويتناشدونها .
· كان الشعر ديوان العرب ليس لهم كتب، وإنما يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم حتى كان منهم من يميّز بين أشعار الشعراء كما نميّز بين الأصوات؛ وكما يعرف القافةُالأشباه.
الخلاصة :
-مما سبق يتبين ما وصلت إليه العرب من الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبته، ومعرفة فنونه وأساليبه،وتنوّع دلائله.
-لمّا نزل القرآن بلسان عربيّ مبين؛ على أحسن ما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حسنه، وأدهشهم بيانه،فاستولى على المرتبة العليا من البيان بلا منازع يدانيه .
-تيقّنوا أنه لا طاقة لأحد أن يأتي بمثله، ولا بقريب منه، وأنّ المتعرّض لمعارضته إنما يعرّض نفسه للهزء بها، فصانوا أنفسهم عن قصد معارضته.
-علموا أنّه لو كان من قول البشر لما أعيا فصحاءهم أن يأتوا بمثله أو بقريب منه، وَلَتجاسروا على ادّعاء معارضته كمايعارض الشعراء والخطباء بعضهم بعضاً، وكانت كلّ قبيلة تأنف أن يتحدّاها شاعر أوخطيب فلا يتصدّى له من شعرائها وخطبائها من يجيبه.
-فلمّا تحدّاهم الله تعالى لم يقدروا على معارضة كلامه ولا الإتيان بمثله ؛وقد أنزل الله تعالى تحدّيهم في غيرما آية :
فقال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)}.
وقال تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُواصَادِقِينَ (34)}.

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
علم توجيه القراءات: هو علم شريف لطيف؛ وهو احد موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي وقد كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيه.
حكمه :كلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.
المصنفات في علم توجيه القراءات : عُني به جماعة من المفسّرين فمن العلماء من أفرده بالتصنيف كما فعل أبو منصور الأزهري، وابن خالويه، وأبو علي الفارسي، وابن جنّي،وابن زنجلة، ومكي بن أبي طالب، وابن أبي مريم الفسوي، وغيرهم.
ينقسم إلى نوعين من حيث تأثيره على المعنى :
النوع الأول : ما له أثر على المعنى :وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون .
مثال ذلك 1: قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}قرأ بإثبات الألف، وطرحها.
فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غيرمَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).

مثال ذلك2: قال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222}قرأ عاصم وحمزة و الكسائي : (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاءوالهاء. وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
مَنْ قَرَأَ{حَتَّى يَطَّهَّرْنَ}والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكونب الماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ{حَتَّى يَطْهُرْنَ}فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون{يَطهُرن}الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)ا.هـ.

النوع الثاني : ما لاأثر له على المعنى عند المفسّرين: يُعنى به بعض القرّاء والنحاة :
مثال ذلك : قوله تعالى (الصِّراطَ) :
قال أبو عليّ الفارسي: (تقرأبالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير،وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر).

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
ومن موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي أيضاً:
- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
-
الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
-
الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، وله أمثلة كثيرة نافعة.
ومن أمثلته:
أ:اختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.
ومن ذلك اختلاف المفسّرين في معاني الفلق،والوسواس، والقلم، والطور، والفجر، ونظائرها؛ على أقوال يمكن تخريجها على أصلين لغويين:
الأصلالأول:أن المراد بالتعريف في هذه الألفاظ الجنس
أي جنس الفلق؛ فيدخل فيذلك جميع ما يُفلق من الأمور الحسية والمعنوية، وجنس "الوسواس"، أي كل ما يوسوس؛فيدخل في ذلك وسوسة الشيطان، ووسوسة النفس، وجنس الأقلام، وهكذا.
والأصل الثاني: أنالمراد بها العهد الذهني.
والذين سلكوا هذاالمسلك ذهبت كل طائفة منهم إلى ما تراه أولى بالعهد الذهني، ففسّر جماعة من المفسّرين الفلق بأنه فلق الصباح، وفسّر جماعة الوسواس بالشيطان الرجيم، وفسّرجماعة القلمَ بالقلم الذي كُتب به في اللوح المحفوظ، وفسّر جماعة الطور بالجبل الذي نادى الله فيه موسى.
وما قيل في معنى التعريف يقال نظيره في معاني الحروف والمفردات والأساليب.

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
مشروعية الاجتهاد :
من طرق التفسيرالتي يحتاج إليها المفسّر الاجتهاد في التفسير؛ وهو من الطرق المشروعة المعتبرة إذاقام به من هو أهل لذلك، ولم يتعدّ حدود الله تعالى في اجتهاده.
ويُرجى للمجتهد المتّقي التوفيق للصواب؛ومضاعفة الثواب؛ فيثاب على اجتهاده، ويثاب على إصابته؛ وإن أخطأ من غير تعدٍّ ولاتفريط رُجيت له المغفرة والإثابة على اجتهاده
الدليل :
الدليل الأول :
عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر »متّفق عليه من حديث بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بنالعاص، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
قالشيخ الإسلام ابن تيمية: (فتبين أن المجتهد مع خطئه له أجر؛ وذلك لأجل اجتهاده، وخطؤه مغفور له؛ لأن دَرْكَ الصواب في جميع أعيان الأحكام؛ إمَّامتعذر أو متعسّر،وقد قال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}وقال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر}.
الدليل الثاني :
في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه عام الخندق: « لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة »
فأدركتهم صلاة العصر في الطريق؛ فقال بعضهم: لا نصلي إلا في بني قريظة، وقال بعضهم: لم يُرِدْ منَّا هذا؛ فصَلَّوا في الطريق؛فلم يعب واحدةً من الطائفتين)ا.هـ.
الاجتهاد سُنّة لمن تأهّل له
حكم الاجتهاد :
الاجتهاد في التفسير وفي غيره من مسائل الدين في موارده الصحيحة وبمراعاة حدوده وآدابه سنّة متّبعة
الدليل :
-اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير، وهو إمام المجتهدين صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه
-اجتهد من بعده خلفاؤه الراشدون المهديّون الذين أمرنا باتّباع سنّتهم،وجرى عليها عمل الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛فكانوا أئمة للمجتهدين، إذ رفعوا منار الاجتهاد، وبيّنوا حدوده وآدابه، ومداخله وموارده، وما يسوغ الاجتهادفيه وما لا يسوغ.
-الحاجة إلى الاجتهاد في التفسير قائمة في كلّ عصر من العصور،وأسئلة السائلين عن مسائل التفسير كثيرة متجددة، ونوازل مسائل التفسير في كلّ عصر تتطلّب من العلماء الاجتهاد في شأنها، وتبصير الناس بما يلزمهم من اتّباع الهدى في تلك النوازل.

الدرجة :ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ في ترتيبك للإجابة، كما نوصيكِ العناية بصياغة الإجابة بأسلوبك، فهي في غاية الأهميّة لطالب برنامج علم التفسير.
وفقكِ الله وسددكِ.

هيئة التصحيح 2 15 ربيع الأول 1438هـ/14-12-2016م 12:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة محمود صالح (المشاركة 273077)
مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم
المجموعة الأولى

س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
طرق التفسير تعد منارات للسائرين والمهتمين بمعرفة وفهم معاني كتاب الله ، ويُهتدى بها لاستخراج فوائد وأحكام القرآن ،ويُميز بها الخطأ من الصواب ،والراجح من المرجوح ، ولهذه الطرق أئمة هم أسوة لمن اتبع منهجهم ، فمن تبعهم بلغ منزلة الإمامه وانتفع وارتفع ونفع غيره ،ومن اتبع غيرهم زل وضل وفتن.

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
تفسير القرآن بالقرآن نوعين :
النوع الأول : تفسير يستند على النص الصريح في القرآن .
مثال قوله تعالى : " والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب " فسر الله تعالى لفظ " الطارق " بالنجم الثاقب ، وهذا نص صريح لا يوجد به خلاف ، فيدل هذا النوع على العلم اليقين ، لأن الله سبحانه وتعالى أعلم بمراده من كلامه.
النوع الثاني : تفسير اجتهادي لا يعتمد على نص صريح في التفسير.
مثال قوله تعالى : " وأنفقوا مما رزقناكم" منهم من فسر " من " أنها تبعيضية، والتبعيض هنا غير مقدر، والتقدير موضح في قوله تعالى: " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو" ؛ فهنا اجتهد المفسر حيث فسر القرآن بالقرآن، فإذا قدم المفسر دليل صحيح كان العلم يقيني ، وإذا لم يوفق المفسر في الدليل كان العلم ظني ، ومن الممكن أن يصيب أو يخطئ . ف

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتنى بهذا النوع من التفسير جماعة من أهل العلم من السلف والخلف ، فروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن؛ إلا إنه غالبا ما يكون من اجتهاد المفسر لإصابة المعنى المراد من الكلمة أو الآية في القرآن ؛ فيستدل عليها من القرآن، واعتنى به بعدهم جماعة من المفسرين من أشهرهم : إمام المفسرين ابن جرير الطبري ،وابن كثير ، ومحمد الأمين الشنقيطي ، ولا زال إلى اليوم المفسرون يقدمون هذا النوع من التفسير على غيره .

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
من أخطار توسع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن الآتي :
توسع بعضهم حتى أصبح ما ذكروه به من التكلف الواضح ، واستدلال بعضهم على بدعهم وأهوائهم ، إذ أن القرآن يحتمل وجوه عديدة ، كما قال علي - رضي الله عنه – ومنه محكم ومتشابه ، ومثال ذلك ما استدل عليه نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن ، كقوله تعالى : { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير } الشورى.
والأمثلة على انحرافهم في تفسير القرآن بالقرآن كثيرة، وفي تفسير الرازي أمثلة كثيرة لهذا النوع من الانحراف ، والتفسير الخاطئ والاجتهادي لا يصحّ اعتبارهما .

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ.
فإن أصاب في اجتهاده أقره الله، مثل ما أقره الله على اجتهاده عندما شرب اللبن لما خيره جبريل بين اللبن والخمر، وكما في اجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، وأيضا اجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم.
وما أخطأ فيه فإن الله تعالى يبينه له ولا يقره على خطئه، مثل اجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار، واجتهاده في التصدي لأكابر الكفار وإعراضه عن الأعمى - ابن أم مكتوم - ، كذلك اجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة وغيرها من الاجتهادات .

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون هم : من زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنه لا حاجة إلى الأخذ والبحث في صحيح الأحاديث وضعيفها؛ لأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن ، فضلوا بذلك ضلالا واضحا ، فأحدثوا في صفة الصلاة وسائر العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنهم استدلوا على كيفيتها وصفتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة، منها أنّ بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتجاجاً بقول الله تعالى: { يخرون للأذقان سجدا } ولهم ضلالات كثيرة .

خطر فتنة القرآنيون : أُسّست هذه الطائفة في الهند بأيدي الإنجليز المستشرقين ثم تتابعت رموز وجمعيات أخرى لنشر أفكاهم وخدمتهم في محاولة لهدم الدين الإسلامي ، ولهؤلاء القرآنيين شبهات وطرق وأساليب يحاولون بها التشكيك في السنة ، فيهدمون بذلك طريقة من طرق تفسير كلام الله ألا وهي السنة ،فالسنة تبين وتوضح القرآن ، كما أنهم يعملون على التشكيك بمصدر مهم من مصادر تفسير القرآن ، ومحاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه .

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم ،كان الصحابة – رضي الله عنهم - يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ وللعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك .
قال مسروق بن الأجدع : ( لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ)
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» رواه البخاري.

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم :
1. يفسّرون بالقرآن بالقرآن . مثل : " وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب " هذه الآية نص صريح في تفسير القرآن بالقرآن وليس اجتهاد الصحابة في تفسير القرآن بالقرآن.
2. يفسرون القرآن بالسنة وهو على نوعين :
أ‌. تفسير نصي صريح : إما ما يسألون عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبهم، وإما من خلال معرفتهم بسبب نزول الآية، وإما أن يكون الحديث صريحاً في بيان معنى الآية.وأمثلته كثيرة .
ب‌. أحاديث يستدلون بها على التفسير من غير نص عليه .
3. يفسّرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل.
حيث يمتاز الصحابة على من بعدهم شهودهم لوقائع التنزيل، ولذلك أثر حسن لمعرفة المعنى وإدراك المقصد وتوضيح المشكل على من لم يعرف ذلك.
من أمثلة ذلك سؤال عروة بن الزبير للسيدة عائشة رضي الله عنها عن قوال الله تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما }
4. يفسّرون القرآن بلغة العرب،
كان الصحابة رضوان الله عليهم أهل لغة ، فلقد نزل القرآن بلغتهم ، وكان أكثر الصحابة استعمالا لهذه الطريقة ابن عباس رضي الله عنه .
قال مسمع بن مالك: سمعت عكرمة قال : ( كان إذا سئل ابن عباس عن شيء من القرآن أنشد شعراً من أشعارهم)
5. اجتهادهم برأيهم في فهم النص القرآني ، وفيما لا نص فيه على التفسير.
فكانوا يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب من اجتهاد من بعدهم لما لهم من أوجه تفضيل تفسيرهم، وما امتلكوه من أدوات اجتهاد .
مثال ذلك : اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة .

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب:
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
1. ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2. مراسيل الصحابة.
3. ما لا يقال بالرأي والاجتهاد،ولم يكن الصحابي يروي عن بني إسرائيل إلا بعد التثبت واليقين ،بالأضافةإلى تورّعهم وتثبّتهم في القول عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4. قول الصحابي الصريح في سبب النزول ، هذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
المرتبة الثانية: ما صح عنهم في التفسير، حيث اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
المرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
أ. اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
ب. اختلاف تضادّ ولا بدّ فيه من الترجيح؛ حيث يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.


الدرجة:أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.


أم البراء آدم 29 ربيع الأول 1438هـ/28-12-2016م 07:23 PM

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو مايحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه والايات التي تدل علي المراد دلالة بينه ظاهرة في امر من امور الدين
فقول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحاً.
وكذلك قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ، وقول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم قد يجتمع في المسالة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير
وهذة الطرق بينها تداخل واشتراك ويعين بعضها علي بعض
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شرطان :الشرط الاول صحة المستدل عليه
الشرط الثاني صحة وجة الدلالة
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
السنة مبينه للقرآن وشارحة له وهي علي ثلاثة أنواع : قول النبى صلى الله عليه وفعله واقراره وكل ماافهم بيان مراد الله عز وجل بنص صريح فهو تفسير نبوي للقرآن
فمثال التفسير القولي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار»
ومثال التفسير بالإقرار:
- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»
ومثال التفسير العملي: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» وكذلك العبادات والمعاملات التي ورد الامر بها في القرآن فان هدي النبى صلى الله عليه وسلم تفسير عملي لمراد الله تعالى بها
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1.تفسير معصوم من الخطا فكل ماصح عن النبى صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجة لا خطأ فيه
2.تفسير النبى صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ او توسيع لها
مثال :حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}»
3.تفسير النبى صلى الله عليه قد يكون معه اخبار عن الغيبات لاتعلم الا بالوحي
مثال :عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم علي قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم وان لايسألوا عن مساءل العلم الا اهل العلم المعروفين به وان لايتكلفوا مالاعلم لهم به ولابتنازعوا في القرآن ولايضربوا بعضه ببعض
وبلغ الصحابه للتابعين لهم فأخذوها عنهم
قال الشعبي: كان أبو بكرٍ يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم ..
وكان عمر بن الخطاب شديدا في التأديب علي القول في التفسير بغير علم وعلي السؤال عنه سؤال تنطع وتكلف
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة في التفسير قليل جدا وماروي عنهم في مسائل الخلاف فاكثرة مما لايصح اسنادة
ومما صح اسنادة اليهم فهو علي نوعين: النوع الاول مايصح فيه الجمع بين الاقوال دون الحاجة الي ترجيح
مثال: اختلافهم في المراد بالقسورة:
فقال ابن عباس: هم الرماة.
وقال أبو هريرة: الأسد.
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد
النوع الثاني: مايحتاج فيه الي الترجيح وعامة مسائل هذا النوع مايكون للخلاف فيه سبب يعذر به صاحب القول المرجوح
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم كان الصحابة رضى الله عنهم يجتهدون في التفسير من غير تكلف ولا ادعاء للعصمه واجتهادهم اقرب الي التوفيق الي الصواب ممن بعدهم
من امثلة اجتهادهم في التفسير : اجتهاد ابي بكر في تفسير الكلالة فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويات عن الصحابة رضى الله عنهم من حيث الصحة والضعف الي أربعة أقسام:
القسم الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن يحكم بثبوته عن الصحابى رضي الله عنهم
القسم الثانى:ضعيف الإسناد غير منكر المتن وهو علي ثلاثة مراتب
المرتبه الاولي الضعف اليسير مرويات هذة المرتبة قد جري ائمة المحدثين والمفسرين علي روايتها والتفسير بها الا ان تتضمن حكما شرعيا
المرتبه الثانيه:الضعف الشديد ولاتصح ان تكون حجة في التفسير ولاتصح اسنادها الي الصحابه
المرتبه الثالثة :الموضوعات علي الصحابة في التفسير لاتصح روايتها الا علي التبين او لفائدة يستفاد منها في علل المرويات
القسم الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن يحكم بضعفه ويرد ولاتصح نسبته الي الصحابه رضى الله عنهم
القسم الرابع:صحيح الإسناد في ظاهر الامر لكنه منكر المتن ونكارة المتن تدل علي عله خفيه في الاسناد

هيئة التصحيح 2 29 ربيع الأول 1438هـ/28-12-2016م 11:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البراء آدم (المشاركة 289205)
المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو مايحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه والايات التي تدل علي المراد دلالة بينه ظاهرة في امر من امور الدين
فقول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحاً.
وكذلك قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ، وقول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} . مع ضرورة التنبيه على أنه يخرج بذلك من بلغه على وجه لم تقوم به الحجة عليه كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه.
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم قد يجتمع في المسالة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير
وهذة الطرق بينها تداخل واشتراك ويعين بعضها علي بعض
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شرطان :الشرط الاول صحة المستدل عليه
الشرط الثاني صحة وجة الدلالة
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
السنة مبينه للقرآن وشارحة له وهي علي ثلاثة أنواع : قول النبى صلى الله عليه وفعله واقراره وكل ماافهم بيان مراد الله عز وجل بنص صريح فهو تفسير نبوي للقرآن
فمثال التفسير القولي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار»
ومثال التفسير بالإقرار:
- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»
ومثال التفسير العملي: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» وكذلك العبادات والمعاملات التي ورد الامر بها في القرآن فان هدي النبى صلى الله عليه وسلم تفسير عملي لمراد الله تعالى بها
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1.تفسير معصوم من الخطا فكل ماصح عن النبى صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجة لا خطأ فيه
2.تفسير النبى صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ او توسيع لها
مثال :حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}»
3.تفسير النبى صلى الله عليه قد يكون معه اخبار عن الغيبات لاتعلم الا بالوحي
مثال :عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم علي قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم وان لايسألوا عن مساءل العلم الا اهل العلم المعروفين به وان لايتكلفوا مالاعلم لهم به ولابتنازعوا في القرآن ولايضربوا بعضه ببعض
وبلغ الصحابه للتابعين لهم فأخذوها عنهم
قال الشعبي: كان أبو بكرٍ يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم ..
وكان عمر بن الخطاب شديدا في التأديب علي القول في التفسير بغير علم وعلي السؤال عنه سؤال تنطع وتكلف
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة في التفسير قليل جدا وماروي عنهم في مسائل الخلاف فاكثرة مما لايصح اسنادة
ومما صح اسنادة اليهم فهو علي نوعين: النوع الاول مايصح فيه الجمع بين الاقوال دون الحاجة الي ترجيح
مثال: اختلافهم في المراد بالقسورة:
فقال ابن عباس: هم الرماة.
وقال أبو هريرة: الأسد.
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد
النوع الثاني: مايحتاج فيه الي الترجيح وعامة مسائل هذا النوع مايكون للخلاف فيه سبب يعذر به صاحب القول المرجوح
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم كان الصحابة رضى الله عنهم يجتهدون في التفسير من غير تكلف ولا ادعاء للعصمه واجتهادهم اقرب الي التوفيق الي الصواب ممن بعدهم
من امثلة اجتهادهم في التفسير : اجتهاد ابي بكر في تفسير الكلالة فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويات عن الصحابة رضى الله عنهم من حيث الصحة والضعف الي أربعة أقسام:
القسم الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن يحكم بثبوته عن الصحابى رضي الله عنهم
القسم الثانى:ضعيف الإسناد غير منكر المتن وهو علي ثلاثة مراتب
المرتبه الاولي الضعف اليسير مرويات هذة المرتبة قد جري ائمة المحدثين والمفسرين علي روايتها والتفسير بها الا ان تتضمن حكما شرعيا
المرتبه الثانيه:الضعف الشديد ولاتصح ان تكون حجة في التفسير ولاتصح اسنادها الي الصحابه
المرتبه الثالثة :الموضوعات علي الصحابة في التفسير لاتصح روايتها الا علي التبين او لفائدة يستفاد منها في علل المرويات
القسم الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن يحكم بضعفه ويرد ولاتصح نسبته الي الصحابه رضى الله عنهم
القسم الرابع:صحيح الإسناد في ظاهر الامر لكنه منكر المتن ونكارة المتن تدل علي عله خفيه في الاسناد

أحسنتِ أختي أم البراء زادكِ الله من فضله ونفع بكِ.
الدرجة : (أ+)

أم البراء آدم 1 ربيع الثاني 1438هـ/30-12-2016م 08:03 PM

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
1_الربيع بن خيثم الثوري :كان من العلماء الحكماء العباد من اصحاب بن مسعود
قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك)
2_عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني:وهو من كبار التابعين وعلمائهم ومن خاصة أصحاب عبد الله بن مسعود وعلى بن ابي طالب
3_أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي :وهو من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالا له
قال مجاهد: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟)
4_عكرمة البربري مولي ابن عباس : لزم ابن عباس وخدمه وأخذ منه علما كثيرا وكان ابن عباس يعتني بتعليمه لما راي من ذكاته وفهمه وأذن له بالفتوي في حياته
5_زر بن حبيش بن حباشة الاسدي: من المخضرمين من كبار التابعين وكان فصيحا عالما بالعربيه ولزم ابن مسعود وأبى بن كعب وعبد الرحمن بن عوف
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية)

س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
النقلة علي ثلاثة طبقات:
الطبقة الأولي نقلة ثقات ومنهم قيس بن أبى حزم والربيع بن أنس البكري
الطبقة الثانيه:نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف او لاختلاف النقاد في احوالهم ومنهم أبو صالح مولي ام هانئ وعلى بن زيد بن جدعان
الطبقة الثالثة:رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث منهم أبان بن أبى عياش

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
الاقوال الغير معتبره هي التي يتبين خطؤها وعندما يتبين الخطا لايعتد به في الجمع والترجيح
ومن ذلك ان يعتمد اجتهاد يتبين خطؤه
ومن ذلك ان يعتمد علي روايه اخطا في ضبطها ثم يتبين الصواب فيها
ومن ذلك ان ينكر اهل العلم هذا الخطا هذا الخطا ويبينوا خطاه
ومن ذلك ان يهجر القول فلايقول به احد

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
علم اعتني به جماعة من المفسرين ومن العلماء من افردة بالتصنيف كمافعل مكي بن ابي طالب وابو منصور الازهري
واختلاف القراءات منه ماله اثر علي المعنى وهو الجانب الذي اعتني به المفسرون
مثال :قال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)
واختلاف القراءات منه ملا اثر له علي المعني عند المفسرين ويعتني به بعض القراء والنحاه
كما قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر).


س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي
الطريق الاول :طريق النقل عن العرب او عن علماء اللغة المتقدمين
ومنهم من لايفسر القرآن ويكتفي بماذكره العرب في هذة المساله
قال نصر بن علي الجهضمي: (كان الأصمعي يتقي أن يفسّر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتقي أن يفسّر القرآن).
الطريق الثاني: الاجتهاد
كان من علماء اللغه من يجتهد في فقه كلام العرب فيجمع ويوازن ويستخرج العلل ويستنبط المعاني وأحكام الكلام ويحفظ الشواهد وينقدها حتي يقع له علم كثير بالقياس يضيفه الي ماثبت لديه بالسماع

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
هو من الطرق المشروعة المعتبره اذا قام به من اهل لذلك ولم يتعد حدود الله تعالي في اجتهاده
ويرجي للمجتهد التوفيق للصواب فيثاب علي احتهادة وان اخطا من غير تعد ولا افراط رجيت له المغفره
لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر »
والاجتهاد سنه لمن تاهل له فقد اجتهد النبى صلى الله عليه وسلم وهو امام المجتهدين في التفسير واجتهد من بعده خلفاؤه الراشدون
ومن تلك الآثار:
1. ما رواه أبو الضحى عن مسروق، قال: كتب كاتب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: "هذا ما أرى اللهُ أميرَ المؤمنين عمرَ"؛ فانتهره عمر رضي الله عنه، وقال: (لا، بل اكتب: " هذا ما رأى عمر؛ فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر). رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار والبيهقي في الكبرى.
2. وقال إدريس الأودي: أخرج إلينا سعيد بن أبي بردة كتابا فقال: هذا كتاب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى رضي الله عنه؛ فذكر الحديث، وقال فيه: (الفهمَ الفهمَ فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في القرآن والسنة؛ فتعرَّف الأمثالَ والأشباهَ، ثم قِسِ الأمور عند ذلك، واعمد إلى أحبها إلى الله، وأشبهها فيما ترى). رواه البيهقي بهذا اللفظ، وكتاب عمر لأبي موسى مشهور روي من طرق متعددة.

هيئة التصحيح 2 16 ربيع الثاني 1438هـ/14-01-2017م 11:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البراء آدم (المشاركة 289410)
المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
1_الربيع بن خيثم الثوري :كان من العلماء الحكماء العباد من اصحاب بن مسعود
قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك)
2_عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني:وهو من كبار التابعين وعلمائهم ومن خاصة أصحاب عبد الله بن مسعود وعلى بن ابي طالب
3_أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي :وهو من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالا له
قال مجاهد: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟)
4_عكرمة البربري مولي ابن عباس : لزم ابن عباس وخدمه وأخذ منه علما كثيرا وكان ابن عباس يعتني بتعليمه لما راي من ذكاته وفهمه وأذن له بالفتوي في حياته
5_زر بن حبيش بن حباشة الاسدي: من المخضرمين من كبار التابعين وكان فصيحا عالما بالعربيه ولزم ابن مسعود وأبى بن كعب وعبد الرحمن بن عوف
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية)

س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
النقلة علي ثلاثة طبقات:
الطبقة الأولي نقلة ثقات ومنهم قيس بن أبى حزم والربيع بن أنس البكري
الطبقة الثانيه:نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف او لاختلاف النقاد في أحوالهم ومنهم أبو صالح مولي أم هانئ وعلى بن زيد بن جدعان
الطبقة الثالثة:رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث منهم أبان بن أبى عياش

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
الأقوال الغير معتبرة هي التي يتبين خطؤها وعندما يتبين الخطأ لايعتد به في الجمع والترجيح
ومن ذلك ان يعتمد اجتهاد يتبين خطؤه
ومن ذلك ان يعتمد علي روايه اخطا في ضبطها ثم يتبين الصواب فيها
ومن ذلك ان ينكر اهل العلم هذا الخطا هذا الخطا ويبينوا خطاه
ومن ذلك ان يهجر القول فلايقول به احد

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.أين إجابة هذا السؤال ؟؟.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
علم اعتني به جماعة من المفسرين ومن العلماء من افردة بالتصنيف كمافعل مكي بن ابي طالب وابو منصور الازهري
واختلاف القراءات منه ماله اثر علي المعنى وهو الجانب الذي اعتني به المفسرون

المراد بعلم توجيه القراءات:هو تخريج معاني القراءات وإعرابها وطريقة أداء ألفاظها على أصول لغوية.
مثال :قال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)
واختلاف القراءات منه ملا اثر له علي المعني عند المفسرين ويعتني به بعض القراء والنحاه
كما قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر).


س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي
الطريق الاول :طريق النقل عن العرب او عن علماء اللغة المتقدمين
ومنهم من لايفسر القرآن ويكتفي بماذكره العرب في هذة المساله
قال نصر بن علي الجهضمي: (كان الأصمعي يتقي أن يفسّر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتقي أن يفسّر القرآن).
الطريق الثاني: الاجتهاد
كان من علماء اللغه من يجتهد في فقه كلام العرب فيجمع ويوازن ويستخرج العلل ويستنبط المعاني وأحكام الكلام ويحفظ الشواهد وينقدها حتي يقع له علم كثير بالقياس يضيفه الي ماثبت لديه بالسماع

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
هو من الطرق المشروعة المعتبره اذا قام به من اهل لذلك ولم يتعد حدود الله تعالي في اجتهاده
ويرجي للمجتهد التوفيق للصواب فيثاب علي اجتهادة وان اخطا من غير تعد ولا افراط رجيت له المغفره
لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر »
والاجتهاد سنه لمن تاهل له فقد اجتهد النبى صلى الله عليه وسلم وهو امام المجتهدين في التفسير واجتهد من بعده خلفاؤه الراشدون
ومن تلك الآثار:
1. ما رواه أبو الضحى عن مسروق، قال: كتب كاتب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: "هذا ما أرى اللهُ أميرَ المؤمنين عمرَ"؛ فانتهره عمر رضي الله عنه، وقال: (لا، بل اكتب: " هذا ما رأى عمر؛ فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر). رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار والبيهقي في الكبرى.
2. وقال إدريس الأودي: أخرج إلينا سعيد بن أبي بردة كتابا فقال: هذا كتاب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى رضي الله عنه؛ فذكر الحديث، وقال فيه: (الفهمَ الفهمَ فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في القرآن والسنة؛ فتعرَّف الأمثالَ والأشباهَ، ثم قِسِ الأمور عند ذلك، واعمد إلى أحبها إلى الله، وأشبهها فيما ترى). رواه البيهقي بهذا اللفظ، وكتاب عمر لأبي موسى مشهور روي من طرق متعددة.

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بك.
نوصيكِ بالانتباه لهمزة القطع فكثيرا ما تسقطينها .
الدرجة : ب
+

رشا عطية الله اللبدي 1 ذو القعدة 1438هـ/24-07-2017م 06:37 PM

القسم الثاني من دورة طرق التفسير
المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
أثنى الله سبحانه وتعالى على المهاجرين والأنصار ووعدهم بعظيم المثوبة والأجر وذكر معهم الذين اتبعوهم واشترط الإحسان في متابعة الصحابة , فمن حقق الشرط في الاتباع بإحسان نال فضلهم ومنزلتهم , فنقبل ما قبلوه ونرد ماردوه إذا حققوا شرط الاتباع فهم من أئمة الهدى الذين توعد الله من يخالفهم .قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ). ولقد أثنى الصحابة على جمع من التابعين وصدروهم للفتيا وأمروا بالأخذ عنهم .
والأدلة على فضلهم كثير نورد بعضها :
1) عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير زمان قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " متفق عليه
2) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني , والله لا تزالون بخير مادام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني"


س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الأول : فسروا القرآن بما عرفوا من طرق التفسير , وقد جمعوا بين نقل التفسير وبين الإجتهاد ومنهم :
أبو العالية الرياحي كثيراً ما يروي عن ابن عباس , وأبي موسى الأشعري وأنس بن مالك وابي بن كعب .
وسعيد ابن المسيب يروي عن زيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك وجابر ابن عبدالله , ويروي سعيد بن جبير عن ابن عمر وابن عباس , وغيرهم من التابعين مثل : قتادة وعكرمة مولى ابن عباس وابن مسروق الأجدع والحسن البصري وضحاك ابن مزاحم وعامر الشعبي وزيد بن أسلم ومحمد بن كعب القرظي .
الصنف الثاني : نقلة التفسير فهم نقلوا القول في التفسير واحاديث التفسير دون أن يكون لهم قول يؤثر فيه ,
وهم على ثلاث طبقات :
الطبقة الأولى : طبقة الثقات ومنهم : أبي الأحوص عوف بن مالك الجشمي , وأبو رجاء العطاردي ,وأبو مالك الغفاري والربيع بن أنس البكري .
الطبقة الثانية : نقلة متكلم فيهم من جهة الضبط أو من جهة اختلاف النقاد في أحوالهم ومنهم : أبو صالح مولى أم هانئ , شهر بن حوشب وعلي بن زيد بن جدعان وعطية العوفي .
الطبقة الثالثة : رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث مثل : يزيد بن أبان وأبان بن أبي عياش وأبي هارون العبدي .
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
الطبقة الأولى : طبقة الصحابة وكان منهم علماء يعتنون بتفسير غريب القرآن ويبينون معاني أساليب القرآن بما يعرفون من لغتهم العربية , وكان بعضهم يحفظ من شواهدها ما يبن به المعنى , وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يُسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، وقال ابن عباس رضي الله عنه :" إذا خفي عليكم شئ من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب .وقال أبي بن كعب رضي الله عنه : " تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه" .
الطبقة الثانية : طبقة كبار التابعين , ومن هذه الطبقة : أبو الأسود الدؤلي وهو تابعي ثقة أدرك الجاهلية وأسلم في حياة النبي ولم يلقه ، وكان ذكياً فطناً حاضر البديهة وشاعراً مجيداً وقيل فيه أنه أول من أسس قواعد اللغة العربية , وقيل أن أول من ابتدأ ذلك علي بن أبي طالب ثم امره أن ينحو نحوه وبذلك سمي النحو نحواً.
الطبقة الثالث : طبقة التابعين الآخذين من أبو الأسود الدؤلي ومنهم ابنه عطاء ويحي بن يعمر وعنبسة بن معدان
, ومن أكثرهم رواية في التفسير واعلمهم باللغة يحي بن يعمر وكان أول من وضع النقاط في المصحف أخذ النقط من أبو الأسود الدؤلي .
الطبقة الرابعة : طبقة صغار التابعين الذين أخذو من أصحاب أبو الأسود الدؤلي والذين شافهوا الأعراب وكان لهم عناية بعلوم اللغة وتدوينها ومع علمهم باللغة وبراعتهم بها كانوا من القراء الذين تؤخذ منهم القراءة وكن عامتهم كتبهم مفقودة منهم : أبو عمروا بن العلاء المازني , وقال أبو عبيدة: (كان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات، والعربية، والشعر، وأيام العرب، وكانت دفاتره ملءَ بيتٍ إلى السقف، ثم تنسَّك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق وغيره).
الطبقة الخامسة : طبقة حماد بن سلمة والخليل بن أحمد وهو أول من ابتكر العروض وهارون بن موسى وهذا له روايات كثيرة في تفسر ابن كثير تارة يسميه هارون الأعور وتارة يسميه هارون النحوي وهو ثقة في الحديث إلا أنه رمي بالقدر , والأخفش الأكبر .
الطبقة السادسة : طبقة عمرو بن عثمان سيبويه وابن المبارك والشافعي وأبي الفراء والأصمعي .والقاسم بن سلام الهروي .وهؤلاء من كبار علماء اللغة ولهم مصنفات كثيرة يذكرون فيها بعض تفسير الآيات ومعني المفردات , وبعضهم من صنف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي وابن الفراء والقاسم بن سلام الهروي .
والطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ وصالح بن إسحاق الجرمي وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ (ت:231هـ)، ومحمد بن سعدان الضرير (ت:231 هـ)، وعبد الله بن محمد التَّوَّزي (ت: 233هـ)، وعبد الله بن يحيى اليزيدي (ت: 237هـ).
والطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني (ت:247هـ)، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي (ت: 250هـ)، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني (ت:255هـ).
والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي(ت:284هـ)
والطبقة العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ) ، والزَّجَّاج والأخفش الصغير .
والطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ)، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي.
والطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، والحسين بن أحمد ابن خالويه (ت:370هـ)، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي.

وكان متواضعاً مع سعة علمه، سهلَ الحديث مع فصاحته لا يتكلّف غريب الألفاظ، ولا عسف المعاني، ولا يتمدّح بعلمه ولا يتفاخر به.
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
النوع الأول : بيان معاني الألفاظ والأساليب :
هذا النوع من أهم أنواع التي اعتنى بها العلماء المفسرون اللغويون وألصقها بالتفسير ذلك أنها تبين معنى اللفظ الذي في الآية وتبين إسلوبها , وبعض هذه الألفاظ يختلف فيها العلماء ويتفقون في بعضها , والتي اختلفوا فيها منهم من يرجح بين الأقوال ومنهم من يجمع بينها والجمع أولى مالم يدل مناسبة السياق أو حجة بينة على أحدها وهذا طبعاً يكون النظر فيه مالم يخالف نص أو إجماع .
وبعض الألفاظ تحتمل على أكثر من معنى في اللغة ومثل هذه الألفاظ يتم النظر فيها على خمس مراتب :
1) النظر في دلالة النص أو الإجماع وطرح كل ما سوى ذلك .
2) النظر في الأقوال المأثورة من أقوال الصحابة أو التابعين على حسب قواعد الجرح والتعديل .
3) النظر في أقوال علماء اللغة المفسرون مالم يتععارض قوله مع المراتب السابقة .
4) النظر في دلالة النص ومناسبة السياق فليس كل معنى للفظ يحتمله مقصد الآية ومعناها .
5) النظر في توارد المعاني , فبعضها لها احوال متغيرة ولكل حال معنى فيورد أحوالها بإختلاف معاني لفظها .

النوع لثاني : بيان معاني الحروف :
هو من الأنواع المهمة للمفسر وقد يحل كثير من الإشكالات واختلاف أوجه التفسير عند المفسرين وقد يسبب الخطأ في معنى الحرف فيه الخطأ في فهم الآية وهذا قد يحدث لكبار المفسرين , كما أخطأ أبو العالية الرياحي في معنى حرف ( عن صلاتهم ساهون ) فقال : هو الذي لا يدري عن كم انصرف عن شفع أم وتر , ففسر الحرف بمعنى (في ) ثم بين له الحسن الخطأ وقال بل سهى عن ميقاتها حتى تفوت
النوع الثالث :
من الأنواع التي اعتنى بها النحويين من المفسرين وهي مهمة في التفسير وفي تبيين علة بعض الأقوال وترجيحها على غيرها .
ومسائل الإعراب في القرآن بعضها متفق عليها العلماء لا يختلفون فيها وبعضها فيها اختلاف , والإختلاف على صنفين :
1) اختلاف لا أثر فيه على المعنى , مثل اختلافهم في اعراب هذان في قوله تعالى : ( إن هذان لساحران ) فاختلف العلماء في إعرابها اختلافاٍ كبيراً .
2) اختلاف له أثر في المعنى , كما اختلفوا في معنى من في قوله تعالى : 0 ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
فمن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم. ومن جعلها فاعلاً مرفوعا جعلها بمعنى الله الذي خلق .
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته .
النوع الرابع :توجيه القراءات .
هو من العلوم اللطيفة الشريفة التي عني بها العلماء المفسرين ومنهم من افرد في توجيه القراءات مصنفات خاصة .
واختلاف القراءات على نوعين :
النوع الأول : ما لا يكون له أثر على المعنى , وهذا النوع يعنى به القراء لضبط القراءات ويعنى به النحويين لاتصاله بعلم النحو والصرف .ومثال هذا النوع اختلافهم في كلمة الصراط قرأت بالسين وبالصاد وبالزاي .
النوع الثاني: ما يكون له اثر في المعنى , مثل اختلافهم في قوله تعالى : ( مالك يوم الدين ) فمنهم من قرأها بإثبات الألف ومنهم من طرحها فقرأت ( مالك يوم الدين ) و ( ملك يوم الدين ) والحجة لمن طرحها ان الملك أمدح من المالك فلا يكون الملك إلا مالكاً , لكن قد يكون المالك ليس ملكاً .
والصحيح أن لكلا القراءتين من المعنى ما ليس للآخر :
فأما الملك فهو ذو النفوذ والتدبير والمشيئة وكمال التصرف وملك يوم الدين تفيد الإختصاص فهو الملك في ذلك اليوم وزال ملك كل سلاطين الدنيا فهو الملك الحق ويحشر الناس على صعيد واحد حفاة عراة .
وأما ( مالك ) فهو المالك ذلك اليوم ويظهر عظمة ما يملك سبحانه .ويأتونه الخلق فرداً فرداً لايملكون شيئاً ولا يملكون لأنفسهن نفعاً ولا ضراً .( يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ لله ).
والجمع بنهما هو الأكمل , فلكل لفظ إشارة إلى كمال لا يقضيه اللفظ الآخر , فيوم القيامة هو الملك ولا ملك غيره وهو المالك ولا مِلك غير مِلكه .
النوع الخامس : التفسير البياني
هو العلم الذي يعنى بحسن بيان القرآن ولطائف عباراته , وعلل اختيار ألفاظه دون بعض , ودواعي التقديم والتأخير والحذف والإثبات والقصر والحصر والتوكيد والإستفهام إلى غير ذلك من أبواب البلاغة والبيان .
وقال ابن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره : " كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها ما يوجد "
وذلك إنما لقدرة الله المطلقة الذي له الكمال في الجمال والقدرة والبيان لذلك العلماء لن يحيطوا بحسن بيان القرآن مهما صنفوا فيه وتأملوه وتدبروه .
وعلم الله وإحاطته بكل شئ فوضع كل لفظة في مكانها بما يناسبها من مراده وعلمه الذي وسع كل شئ .
النوع السادس : الوقف والابتداء
هو من العلم الذي اعتنى به علماء اللغة فيما يتصل بالقرآن عناية كبيرة لاتصاله بالتفسير فقد قيل لمن يتقنه من القراء أنه يفسر القرآن بتلاوته , وسموه علم التمام وعلم المقاطع والمبادي , وعلم القطع والائتناف وعلم الوقوف , وقد سئلت أم سلمة عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : " قراءة مفسرة حرفً حرفاً " .
ومن أهميته أنه معين للقارئ في أن يحسن تلاوته بما يفهم به المعنى ويدرك المراد , ولأنه يقف عند لفظ لا يصح الوقوف عندها فيأتي بمعنى فاسد أو يوهم معنى غير صحيح وكذا نقول في الابتداء .
قال ابن الأنباري رحمه الله: (اعلم أنه لا يتم الوقف على المضاف دون ما أُضيف إليه، ولا على المنعوت دون النعت، ولا على الرافع دون المرفوع، ولا على المرفوع دون الرافع، ولا على الناصب دون المنصوب ولا على المنصوب دون الناصب، ولا على المؤكد دون التوكيد...) إلى آخر ما قال .
النوع السابع : التصريف
وهو من العلوم المهمة في التفسير تكشف عن بعض المعاني والأوجه التفسيرية وحجة رد بعض الأقوال وترجيح ببعضها , وهو علم يتصل ببنية الكلمة وتمييز حروفها الأصلية وما يلحقها من زيادة وإعلال وقلب وإبدال وحذف وتغيير وغير ذلك .
قال عبد القاهر الجرجاني: (اعلم أن التصريف "تفعيل " من الصرف، وهو أن تصرف الكلمة المفردة؛ فتتولد منها ألفاظ مختلفة، ومعان متفاوتة) .
وهذا كما يصرف الفعل ضرب إلى اضرب للأمر ويضرب للمضارع وضارب لاسم الفاعل ومضروب لاسم المفعول وضراب للمبالغة .وقد ابتكر الصرفيون الميزان الصرفي والقياس اللغوي ,
فأما الميزان الصرفي : فهو تمثيل الكلمات بحرف الفا والعين واللام , مثل ضرب يضرب يرجعونها لفعل يفعِل , ويعرفون بها الحروف الزائدة عن الكلمة وما يلحق بنية الكلمة من تغيير .
وأما القياس اللغوي : فالمراد به إجراء ما لم يعرف بالسماع مجرى ما عرف في نظائره وفق أسس قواعد التصريف .
ولعلم الصرف عدة فوائد للمفسر :
1) معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة , وفائدة اختيار ذلك على غيرها من التصاريف في الكلمة وحسن بيانها .
2) معرفة التخريج اللغوي لبعض الأقوال .
3) يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة وترجيح بعضها .
قال بدر الدين الزركشي: (وفائدة التصريف حصول المعاني المختلفة المتشعبة عن معنى واحد فالعلم به أهم من معرفة النحو في تعرف اللغة لأن التصريف نظر في ذات الكلمة والنحو نظر في عوراضها وهو من العلوم التي يحتاج إليها المفسر)ا.هـ.

النوع الثامن :الاشتقاق

وهو انتزاع لفظة من لفظة أخرى تشاركها في المعنى والحروف الأصلية , وهو مهم للمفسر ويعرف به أصل كثير من الكلمات العربية ومرجعها وتناسب معاني الكلمات التي ترجع إلى أصل واحد وعلة ذكرها .
وكثرة الإشتقاقات دليل على سعة لغة العرب ومقدرتها على وصف دقيق المعاني .

والاشتقاق له أصل في النصوص، وقد استدلّ له بعض العلماء بما في مسند الإمام أحمد وغيره من حديث عبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله عز وجل أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه)).
النوع التاسع :البديع
وهو علم يعنى بحسن الألفاظ ولطائفها في الدلالة على المعنى مع وجازتها , وأما الحديث عن بديع القرآن فقد بدأ قديماً من وقت تنزل الوحي فقد أبهر العرب حسنه وجماله على فصاحتهم , وقد قال فيه عتبة بن ربيعة أحد صناديد الكفر : " إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة "
وقال جماعة من العلماء أن أعرابياً سمع قوله تعالى : ( فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا ) فأقسم انه لا يقول ذلك بشر .
قال ابن أبي الإصبع عن بديع الإيجاز في كتابه "تحبير التحرير" : (إذا وصلت في هذا الباب إلى قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} فإنه سبحانه أتى في هذه الآية الكريمة بأمرين، ونهيين، وخبرين متضمنين بشارتين، في أسهل نظم، وأحسن لفظ، وأوجز عبارة، ولم يخرج الكلام عن الحقيقة في شيء من ذلك)ا.هـ.
النوع العاشر : تناسب الألفاظ والمعاني :
هو علم دقيق يتطلب المعرفة بصفات الحروف وأجراسها ومخارجها ومراتب الحركات وتناسبها مع اللفظ في أداء المعنى . وهو علم يحتاج إلى تدقيق نظر وتأمل وتفكر وذوق في البيان .
وهذا العلم علماء اللغة السابقين لهم أقوال مأثورة بين كتبهم لكنهم يفردوا فيه التأليف إلى ان آتى أبو الفتح ابن جني فكتب في "الخصائص" باباً سماه "تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني"، وقال فيه: (هذا غَورٌ من العربية لا يُنتَصف منه، ولا يكاد يحاط به، وأكثر كلام العرب عليه، وإن كان غُفْلًا مسهوًّا عنه) إلى آخر ما قال في هذا الباب.
وقال ابن القيّم أيضاً: (الألفاظ مشاكلة للمعاني التي هي أرواحها، يتفرَّس الفطنُ فيها حقيقة المعنى بطبعه وحسّه كما يتعرّف الصادقُ الفراسةَ صفاتِ الأرواح في الأجساد من قوالبها بفطنته، وقلت يوما لشيخنا أبي العباس بن تيمية قدس الله روحه: "قال ابن جني: مكثت برهة إذا ورد علي لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه ثم أكشفه؛ فإذا هو كما ظننته أو قريبا منه.
فقال لي رحمه الله: وهذا كثيرا ما يقع لي".





س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
هو من العلم الذي اعتنى به علماء اللغة فيما يتصل بالقرآن عناية كبيرة لاتصاله بالتفسير فقد قيل لمن يتقنه من القراء أنه يفسر القرآن بتلاوته , وسموه علم التمام وعلم المقاطع والمبادي , وعلم القطع والائتناف وعلم الوقوف , وقد سئلت أم سلمة عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : " قراءة مفسرة حرفً حرفاً " .
ومن أهميته أنه معين للقارئ في أن يحسن تلاوته بما يفهم به المعنى ويدرك المراد , ولأنه يقف عند لفظ لا يصح الوقوف عندها فيأتي بمعنى فاسد أو يوهم معنى غير صحيح وكذا نقول في الابتداء .
قال ابن الأنباري رحمه الله: (اعلم أنه لا يتم الوقف على المضاف دون ما أُضيف إليه، ولا على المنعوت دون النعت، ولا على الرافع دون المرفوع، ولا على المرفوع دون الرافع، ولا على الناصب دون المنصوب ولا على المنصوب دون الناصب، ولا على المؤكد دون التوكيد...) إلى آخر ما قال.
ومن أمثلة اختلافهم في التفسير بسبب اختلافهم في الوقف والإبتداء اختلافهم في قوله تعالى : ( فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض )
فمن وصل جعل الأربعين سنة للتحريم والتيه مؤبداً وهذا قول : الربيع بن أنس البكري, وهو ظاهر النسق القرآني .
ومن وقف على عليهم وابتداء بأربعين سنة جعل التحريم مؤبداٍ والأربعين سنة للتيه .وهو قول ابن جرير وقتادة وابن عساكر وابن عدي .
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد له مساحة واسعة في التفسير وهو داخل في كل طرق التفسير
وأول هذه الموارد تفسير القرآن بالقرآن, فيستخرج المفسر من دلالة آية ما يعينه في تفسير آية أخرى أو تفسير معنى يتصل بها , أو يستخرج منها دلالة تعينه على ترجيح قول من الأقوال , أو يجتهد في ثبوت اسانيد احدى القراءات التي يستفاد منها في تعبيره ,أو تفسير لفظة بلفظة اخرى كما فسر السجيل بالطين , أو الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي ,وفي بيان المجمل وتخصيص العام وتقييد المطلق ,وفي إعلال بعض الأوجه التفسيرية .
وأما موارد الاجتهاد في تفسير القرآن بالسنة :
الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً , والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث , والاجتهاد في استخراج أسباب النزول من بعض الأحاديث أو ترجيح بعض الأوجه التفسيرية من بعض الأحاديث أو إعلال بعضها .
وأما الاجتهاد في تفسير القرآن بقول الصحابي : فيدخله اجتهاد المفسر من أبواب ,أولاً الجتهاد في استخراج قول الصحابة من دوواين السنة فكتب التفاسير المسندة لم تحط بكل أقوال الصحابة , والاجتهاد في إثبات صحة نسبة هذا القول للصحابي , والاجتهاد في معرفة إن كان يحمل على الرفع أو يأخذ حكم الموقوف , والاجتهاد في إذا ما كان يحمل قول الصحابي على بيان سبب نزول الآية أو تفسير الآية .
وأما الاجتهاد تفسير القرآن بقول التابعي :فيدخله الاجتهاد من الأوجه المذكورة في التفسير بقول الصحابي , إلا أن قول الصحابي الذي يحمل على الرفع , فقد يحمل قول التابعي على الإرسال ,ويضاف إلى هذه الأوجه الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط .
وأما الاجتهاد في تفسير القرآن بلغة العرب فيدخل فيها الاجتهاد في موارد عديدة :
الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف، وضبط الألفاظ العربية رواية ودراية، والتمييز بين لغات العرب، وتعرّف أوجه الاختلاف والتوافق بينها، ومعرفة الإعراب، وتلمّس العلل البيانية، وتوجيه القراءات، ومعرفة الاشتقاق والتصريف، والاجتهاد في تعيين معاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية, والاجتهاد للإستدلال لصحة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها , والاجتهاد اللغوي في الجمع بين الأقوال المأثورة بعبارة لغوية حسنة ,والاجتهاد في التخريج اللغوي لأقوال المفسرين .

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الاجتهاد ينقسم إلى قسمين : تفسير بالرأي مذموم وهو الذي اتبع فيه المفسر هواه ورأيه المجرد دون النظر إلى أقوال السلف والأقوال المأثورة للصحابة التابعين مع ضعف أدوات الاجتهاد لديه من علم باللغة والحديث فينتج عن هذا كثير من الأقوال البدعية التي خالفوا بها أهل السنة والجماعة , وأالتفسير بالرأي المحمود وهو الذي اتبع فيه المفسر منهج أهل السنة والجماعة من عدم مخالفة نص صريح في القرآن والسنة أو الإجماع وتوفرت لديه شروط المجتهد من علم باللغة والحديث وغيرها واجتهد في موارد الاجتهاد الصحيحة فهذا النوع أولى تسميته بالاجتهاد , لأن لفظ التفسير بالرأي يثير الشكوك إذ كان السلف من علماء التفسير وغيرهم يطلقون هذه اللفظة على أهل البدع ممن خالفوا منهج أهل السنة والجماعة في الاجتهاد وانتصر لرأيه المجرد دون النظر إلى الأقوال المأثورة .

هيئة التصحيح 2 12 صفر 1439هـ/1-11-2017م 09:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي (المشاركة 313300)
القسم الثاني من دورة طرق التفسير
المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
أثنى الله سبحانه وتعالى على المهاجرين والأنصار ووعدهم بعظيم المثوبة والأجر وذكر معهم الذين اتبعوهم واشترط الإحسان في متابعة الصحابة , فمن حقق الشرط في الاتباع بإحسان نال فضلهم ومنزلتهم , فنقبل ما قبلوه ونرد ماردوه إذا حققوا شرط الاتباع فهم من أئمة الهدى الذين توعد الله من يخالفهم .قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ). ولقد أثنى الصحابة على جمع من التابعين وصدروهم للفتيا وأمروا بالأخذ عنهم .
والأدلة على فضلهم كثير نورد بعضها :
1) عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير زمان قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " متفق عليه
2) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني , والله لا تزالون بخير مادام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني"


س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الأول : فسروا القرآن بما عرفوا من طرق التفسير , وقد جمعوا بين نقل التفسير وبين الإجتهاد ومنهم :
أبو العالية الرياحي كثيراً ما يروي عن ابن عباس , وأبي موسى الأشعري وأنس بن مالك وابي بن كعب .
وسعيد ابن المسيب يروي عن زيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك وجابر ابن عبدالله , ويروي سعيد بن جبير عن ابن عمر وابن عباس , وغيرهم من التابعين مثل : قتادة وعكرمة مولى ابن عباس وابن مسروق الأجدع والحسن البصري وضحاك ابن مزاحم وعامر الشعبي وزيد بن أسلم ومحمد بن كعب القرظي .
الصنف الثاني : نقلة التفسير فهم نقلوا القول في التفسير واحاديث التفسير دون أن يكون لهم قول يؤثر فيه ,
وهم على ثلاث طبقات :
الطبقة الأولى : طبقة الثقات ومنهم : أبي الأحوص عوف بن مالك الجشمي , وأبو رجاء العطاردي ,وأبو مالك الغفاري والربيع بن أنس البكري .
الطبقة الثانية : نقلة متكلم فيهم من جهة الضبط أو من جهة اختلاف النقاد في أحوالهم ومنهم : أبو صالح مولى أم هانئ , شهر بن حوشب وعلي بن زيد بن جدعان وعطية العوفي .
الطبقة الثالثة : رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث مثل : يزيد بن أبان وأبان بن أبي عياش وأبي هارون العبدي .
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
الطبقة الأولى : طبقة الصحابة وكان منهم علماء يعتنون بتفسير غريب القرآن ويبينون معاني أساليب القرآن بما يعرفون من لغتهم العربية , وكان بعضهم يحفظ من شواهدها ما يبن به المعنى , وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يُسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، وقال ابن عباس رضي الله عنه :" إذا خفي عليكم شئ من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب .وقال أبي بن كعب رضي الله عنه : " تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه" .
الطبقة الثانية : طبقة كبار التابعين , ومن هذه الطبقة : أبو الأسود الدؤلي وهو تابعي ثقة أدرك الجاهلية وأسلم في حياة النبي ولم يلقه ، وكان ذكياً فطناً حاضر البديهة وشاعراً مجيداً وقيل فيه أنه أول من أسس قواعد اللغة العربية , وقيل أن أول من ابتدأ ذلك علي بن أبي طالب ثم امره أن ينحو نحوه وبذلك سمي النحو نحواً.
الطبقة الثالث : طبقة التابعين الآخذين من أبو الأسود الدؤلي ومنهم ابنه عطاء ويحي بن يعمر وعنبسة بن معدان
, ومن أكثرهم رواية في التفسير واعلمهم باللغة يحي بن يعمر وكان أول من وضع النقاط في المصحف أخذ النقط من أبو الأسود الدؤلي .
الطبقة الرابعة : طبقة صغار التابعين الذين أخذو من أصحاب أبو الأسود الدؤلي والذين شافهوا الأعراب وكان لهم عناية بعلوم اللغة وتدوينها ومع علمهم باللغة وبراعتهم بها كانوا من القراء الذين تؤخذ منهم القراءة وكن عامتهم كتبهم مفقودة منهم : أبو عمروا بن العلاء المازني , وقال أبو عبيدة: (كان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات، والعربية، والشعر، وأيام العرب، وكانت دفاتره ملءَ بيتٍ إلى السقف، ثم تنسَّك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق وغيره).
الطبقة الخامسة : طبقة حماد بن سلمة والخليل بن أحمد وهو أول من ابتكر العروض وهارون بن موسى وهذا له روايات كثيرة في تفسر ابن كثير تارة يسميه هارون الأعور وتارة يسميه هارون النحوي وهو ثقة في الحديث إلا أنه رمي بالقدر , والأخفش الأكبر .
الطبقة السادسة : طبقة عمرو بن عثمان سيبويه وابن المبارك والشافعي وأبي الفراء والأصمعي .والقاسم بن سلام الهروي .وهؤلاء من كبار علماء اللغة ولهم مصنفات كثيرة يذكرون فيها بعض تفسير الآيات ومعني المفردات , وبعضهم من صنف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي وابن الفراء والقاسم بن سلام الهروي .
والطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ وصالح بن إسحاق الجرمي وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ (ت:231هـ)، ومحمد بن سعدان الضرير (ت:231 هـ)، وعبد الله بن محمد التَّوَّزي (ت: 233هـ)، وعبد الله بن يحيى اليزيدي (ت: 237هـ).
والطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني (ت:247هـ)، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي (ت: 250هـ)، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني (ت:255هـ).
والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي(ت:284هـ)
والطبقة العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ) ، والزَّجَّاج والأخفش الصغير .
والطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ)، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي.
والطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، والحسين بن أحمد ابن خالويه (ت:370هـ)، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي.

وكان متواضعاً مع سعة علمه، سهلَ الحديث مع فصاحته لا يتكلّف غريب الألفاظ، ولا عسف المعاني، ولا يتمدّح بعلمه ولا يتفاخر به.
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
النوع الأول : بيان معاني الألفاظ والأساليب :
هذا النوع من أهم أنواع التي اعتنى بها العلماء المفسرون اللغويون وألصقها بالتفسير ذلك أنها تبين معنى اللفظ الذي في الآية وتبين إسلوبها , وبعض هذه الألفاظ يختلف فيها العلماء ويتفقون في بعضها , والتي اختلفوا فيها منهم من يرجح بين الأقوال ومنهم من يجمع بينها والجمع أولى مالم يدل مناسبة السياق أو حجة بينة على أحدها وهذا طبعاً يكون النظر فيه مالم يخالف نص أو إجماع .
وبعض الألفاظ تحتمل على أكثر من معنى في اللغة ومثل هذه الألفاظ يتم النظر فيها على خمس مراتب :
1) النظر في دلالة النص أو الإجماع وطرح كل ما سوى ذلك .
2) النظر في الأقوال المأثورة من أقوال الصحابة أو التابعين على حسب قواعد الجرح والتعديل .
3) النظر في أقوال علماء اللغة المفسرون مالم يتععارض قوله مع المراتب السابقة .
4) النظر في دلالة النص ومناسبة السياق فليس كل معنى للفظ يحتمله مقصد الآية ومعناها .
5) النظر في توارد المعاني , فبعضها لها احوال متغيرة ولكل حال معنى فيورد أحوالها بإختلاف معاني لفظها .

النوع لثاني : بيان معاني الحروف :
هو من الأنواع المهمة للمفسر وقد يحل كثير من الإشكالات واختلاف أوجه التفسير عند المفسرين وقد يسبب الخطأ في معنى الحرف فيه الخطأ في فهم الآية وهذا قد يحدث لكبار المفسرين , كما أخطأ أبو العالية الرياحي في معنى حرف ( عن صلاتهم ساهون ) فقال : هو الذي لا يدري عن كم انصرف عن شفع أم وتر , ففسر الحرف بمعنى (في ) ثم بين له الحسن الخطأ وقال بل سهى عن ميقاتها حتى تفوت
النوع الثالث :
من الأنواع التي اعتنى بها النحويين من المفسرين وهي مهمة في التفسير وفي تبيين علة بعض الأقوال وترجيحها على غيرها .
ومسائل الإعراب في القرآن بعضها متفق عليها العلماء لا يختلفون فيها وبعضها فيها اختلاف , والإختلاف على صنفين :
1) اختلاف لا أثر فيه على المعنى , مثل اختلافهم في اعراب هذان في قوله تعالى : ( إن هذان لساحران ) فاختلف العلماء في إعرابها اختلافاٍ كبيراً .
2) اختلاف له أثر في المعنى , كما اختلفوا في معنى من في قوله تعالى : 0 ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
فمن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم. ومن جعلها فاعلاً مرفوعا جعلها بمعنى الله الذي خلق .
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته .
النوع الرابع :توجيه القراءات .
هو من العلوم اللطيفة الشريفة التي عني بها العلماء المفسرين ومنهم من افرد في توجيه القراءات مصنفات خاصة .
واختلاف القراءات على نوعين :
النوع الأول : ما لا يكون له أثر على المعنى , وهذا النوع يعنى به القراء لضبط القراءات ويعنى به النحويين لاتصاله بعلم النحو والصرف .ومثال هذا النوع اختلافهم في كلمة الصراط قرأت بالسين وبالصاد وبالزاي .
النوع الثاني: ما يكون له اثر في المعنى , مثل اختلافهم في قوله تعالى : ( مالك يوم الدين ) فمنهم من قرأها بإثبات الألف ومنهم من طرحها فقرأت ( مالك يوم الدين ) و ( ملك يوم الدين ) والحجة لمن طرحها ان الملك أمدح من المالك فلا يكون الملك إلا مالكاً , لكن قد يكون المالك ليس ملكاً .
والصحيح أن لكلا القراءتين من المعنى ما ليس للآخر :
فأما الملك فهو ذو النفوذ والتدبير والمشيئة وكمال التصرف وملك يوم الدين تفيد الإختصاص فهو الملك في ذلك اليوم وزال ملك كل سلاطين الدنيا فهو الملك الحق ويحشر الناس على صعيد واحد حفاة عراة .
وأما ( مالك ) فهو المالك ذلك اليوم ويظهر عظمة ما يملك سبحانه .ويأتونه الخلق فرداً فرداً لايملكون شيئاً ولا يملكون لأنفسهن نفعاً ولا ضراً .( يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ لله ).
والجمع بنهما هو الأكمل , فلكل لفظ إشارة إلى كمال لا يقضيه اللفظ الآخر , فيوم القيامة هو الملك ولا ملك غيره وهو المالك ولا مِلك غير مِلكه .
النوع الخامس : التفسير البياني
هو العلم الذي يعنى بحسن بيان القرآن ولطائف عباراته , وعلل اختيار ألفاظه دون بعض , ودواعي التقديم والتأخير والحذف والإثبات والقصر والحصر والتوكيد والإستفهام إلى غير ذلك من أبواب البلاغة والبيان .
وقال ابن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره : " كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها ما يوجد "
وذلك إنما لقدرة الله المطلقة الذي له الكمال في الجمال والقدرة والبيان لذلك العلماء لن يحيطوا بحسن بيان القرآن مهما صنفوا فيه وتأملوه وتدبروه .
وعلم الله وإحاطته بكل شئ فوضع كل لفظة في مكانها بما يناسبها من مراده وعلمه الذي وسع كل شئ .
النوع السادس : الوقف والابتداء
هو من العلم الذي اعتنى به علماء اللغة فيما يتصل بالقرآن عناية كبيرة لاتصاله بالتفسير فقد قيل لمن يتقنه من القراء أنه يفسر القرآن بتلاوته , وسموه علم التمام وعلم المقاطع والمبادي , وعلم القطع والائتناف وعلم الوقوف , وقد سئلت أم سلمة عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : " قراءة مفسرة حرفً حرفاً " .
ومن أهميته أنه معين للقارئ في أن يحسن تلاوته بما يفهم به المعنى ويدرك المراد , ولأنه يقف عند لفظ لا يصح الوقوف عندها فيأتي بمعنى فاسد أو يوهم معنى غير صحيح وكذا نقول في الابتداء .
قال ابن الأنباري رحمه الله: (اعلم أنه لا يتم الوقف على المضاف دون ما أُضيف إليه، ولا على المنعوت دون النعت، ولا على الرافع دون المرفوع، ولا على المرفوع دون الرافع، ولا على الناصب دون المنصوب ولا على المنصوب دون الناصب، ولا على المؤكد دون التوكيد...) إلى آخر ما قال .
النوع السابع : التصريف
وهو من العلوم المهمة في التفسير تكشف عن بعض المعاني والأوجه التفسيرية وحجة رد بعض الأقوال وترجيح ببعضها , وهو علم يتصل ببنية الكلمة وتمييز حروفها الأصلية وما يلحقها من زيادة وإعلال وقلب وإبدال وحذف وتغيير وغير ذلك .
قال عبد القاهر الجرجاني: (اعلم أن التصريف "تفعيل " من الصرف، وهو أن تصرف الكلمة المفردة؛ فتتولد منها ألفاظ مختلفة، ومعان متفاوتة) .
وهذا كما يصرف الفعل ضرب إلى اضرب للأمر ويضرب للمضارع وضارب لاسم الفاعل ومضروب لاسم المفعول وضراب للمبالغة .وقد ابتكر الصرفيون الميزان الصرفي والقياس اللغوي ,
فأما الميزان الصرفي : فهو تمثيل الكلمات بحرف الفا والعين واللام , مثل ضرب يضرب يرجعونها لفعل يفعِل , ويعرفون بها الحروف الزائدة عن الكلمة وما يلحق بنية الكلمة من تغيير .
وأما القياس اللغوي : فالمراد به إجراء ما لم يعرف بالسماع مجرى ما عرف في نظائره وفق أسس قواعد التصريف .
ولعلم الصرف عدة فوائد للمفسر :
1) معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة , وفائدة اختيار ذلك على غيرها من التصاريف في الكلمة وحسن بيانها .
2) معرفة التخريج اللغوي لبعض الأقوال .
3) يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة وترجيح بعضها .
قال بدر الدين الزركشي: (وفائدة التصريف حصول المعاني المختلفة المتشعبة عن معنى واحد فالعلم به أهم من معرفة النحو في تعرف اللغة لأن التصريف نظر في ذات الكلمة والنحو نظر في عوراضها وهو من العلوم التي يحتاج إليها المفسر)ا.هـ.

النوع الثامن :الاشتقاق

وهو انتزاع لفظة من لفظة أخرى تشاركها في المعنى والحروف الأصلية , وهو مهم للمفسر ويعرف به أصل كثير من الكلمات العربية ومرجعها وتناسب معاني الكلمات التي ترجع إلى أصل واحد وعلة ذكرها .
وكثرة الإشتقاقات دليل على سعة لغة العرب ومقدرتها على وصف دقيق المعاني .

والاشتقاق له أصل في النصوص، وقد استدلّ له بعض العلماء بما في مسند الإمام أحمد وغيره من حديث عبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله عز وجل أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه)).
النوع التاسع :البديع
وهو علم يعنى بحسن الألفاظ ولطائفها في الدلالة على المعنى مع وجازتها , وأما الحديث عن بديع القرآن فقد بدأ قديماً من وقت تنزل الوحي فقد أبهر العرب حسنه وجماله على فصاحتهم , وقد قال فيه عتبة بن ربيعة أحد صناديد الكفر : " إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة "
وقال جماعة من العلماء أن أعرابياً سمع قوله تعالى : ( فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا ) فأقسم انه لا يقول ذلك بشر .
قال ابن أبي الإصبع عن بديع الإيجاز في كتابه "تحبير التحرير" : (إذا وصلت في هذا الباب إلى قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} فإنه سبحانه أتى في هذه الآية الكريمة بأمرين، ونهيين، وخبرين متضمنين بشارتين، في أسهل نظم، وأحسن لفظ، وأوجز عبارة، ولم يخرج الكلام عن الحقيقة في شيء من ذلك)ا.هـ.
النوع العاشر : تناسب الألفاظ والمعاني :
هو علم دقيق يتطلب المعرفة بصفات الحروف وأجراسها ومخارجها ومراتب الحركات وتناسبها مع اللفظ في أداء المعنى . وهو علم يحتاج إلى تدقيق نظر وتأمل وتفكر وذوق في البيان .
وهذا العلم علماء اللغة السابقين لهم أقوال مأثورة بين كتبهم لكنهم يفردوا فيه التأليف إلى ان آتى أبو الفتح ابن جني فكتب في "الخصائص" باباً سماه "تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني"، وقال فيه: (هذا غَورٌ من العربية لا يُنتَصف منه، ولا يكاد يحاط به، وأكثر كلام العرب عليه، وإن كان غُفْلًا مسهوًّا عنه) إلى آخر ما قال في هذا الباب.
وقال ابن القيّم أيضاً: (الألفاظ مشاكلة للمعاني التي هي أرواحها، يتفرَّس الفطنُ فيها حقيقة المعنى بطبعه وحسّه كما يتعرّف الصادقُ الفراسةَ صفاتِ الأرواح في الأجساد من قوالبها بفطنته، وقلت يوما لشيخنا أبي العباس بن تيمية قدس الله روحه: "قال ابن جني: مكثت برهة إذا ورد علي لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه ثم أكشفه؛ فإذا هو كما ظننته أو قريبا منه.
فقال لي رحمه الله: وهذا كثيرا ما يقع لي".





س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
هو من العلم الذي اعتنى به علماء اللغة فيما يتصل بالقرآن عناية كبيرة لاتصاله بالتفسير فقد قيل لمن يتقنه من القراء أنه يفسر القرآن بتلاوته , وسموه علم التمام وعلم المقاطع والمبادي , وعلم القطع والائتناف وعلم الوقوف , وقد سئلت أم سلمة عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : " قراءة مفسرة حرفً حرفاً " .
ومن أهميته أنه معين للقارئ في أن يحسن تلاوته بما يفهم به المعنى ويدرك المراد , ولأنه يقف عند لفظ لا يصح الوقوف عندها فيأتي بمعنى فاسد أو يوهم معنى غير صحيح وكذا نقول في الابتداء .
قال ابن الأنباري رحمه الله: (اعلم أنه لا يتم الوقف على المضاف دون ما أُضيف إليه، ولا على المنعوت دون النعت، ولا على الرافع دون المرفوع، ولا على المرفوع دون الرافع، ولا على الناصب دون المنصوب ولا على المنصوب دون الناصب، ولا على المؤكد دون التوكيد...) إلى آخر ما قال.
ومن أمثلة اختلافهم في التفسير بسبب اختلافهم في الوقف والإبتداء اختلافهم في قوله تعالى : ( فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض )
فمن وصل جعل الأربعين سنة للتحريم والتيه مؤبداً وهذا قول : الربيع بن أنس البكري, وهو ظاهر النسق القرآني .
ومن وقف على عليهم وابتداء بأربعين سنة جعل التحريم مؤبداٍ والأربعين سنة للتيه .وهو قول ابن جرير وقتادة وابن عساكر وابن عدي .
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد له مساحة واسعة في التفسير وهو داخل في كل طرق التفسير
وأول هذه الموارد تفسير القرآن بالقرآن, فيستخرج المفسر من دلالة آية ما يعينه في تفسير آية أخرى أو تفسير معنى يتصل بها , أو يستخرج منها دلالة تعينه على ترجيح قول من الأقوال , أو يجتهد في ثبوت اسانيد احدى القراءات التي يستفاد منها في تعبيره ,أو تفسير لفظة بلفظة اخرى كما فسر السجيل بالطين , أو الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي ,وفي بيان المجمل وتخصيص العام وتقييد المطلق ,وفي إعلال بعض الأوجه التفسيرية .
وأما موارد الاجتهاد في تفسير القرآن بالسنة :
الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً , والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث , والاجتهاد في استخراج أسباب النزول من بعض الأحاديث أو ترجيح بعض الأوجه التفسيرية من بعض الأحاديث أو إعلال بعضها .
وأما الاجتهاد في تفسير القرآن بقول الصحابي : فيدخله اجتهاد المفسر من أبواب ,أولاً الجتهاد في استخراج قول الصحابة من دوواين السنة فكتب التفاسير المسندة لم تحط بكل أقوال الصحابة , والاجتهاد في إثبات صحة نسبة هذا القول للصحابي , والاجتهاد في معرفة إن كان يحمل على الرفع أو يأخذ حكم الموقوف , والاجتهاد في إذا ما كان يحمل قول الصحابي على بيان سبب نزول الآية أو تفسير الآية .
وأما الاجتهاد تفسير القرآن بقول التابعي :فيدخله الاجتهاد من الأوجه المذكورة في التفسير بقول الصحابي , إلا أن قول الصحابي الذي يحمل على الرفع , فقد يحمل قول التابعي على الإرسال ,ويضاف إلى هذه الأوجه الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط .
وأما الاجتهاد في تفسير القرآن بلغة العرب فيدخل فيها الاجتهاد في موارد عديدة :
الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف، وضبط الألفاظ العربية رواية ودراية، والتمييز بين لغات العرب، وتعرّف أوجه الاختلاف والتوافق بينها، ومعرفة الإعراب، وتلمّس العلل البيانية، وتوجيه القراءات، ومعرفة الاشتقاق والتصريف، والاجتهاد في تعيين معاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية, والاجتهاد للإستدلال لصحة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها , والاجتهاد اللغوي في الجمع بين الأقوال المأثورة بعبارة لغوية حسنة ,والاجتهاد في التخريج اللغوي لأقوال المفسرين .

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الاجتهاد ينقسم إلى قسمين : تفسير بالرأي مذموم وهو الذي اتبع فيه المفسر هواه ورأيه المجرد دون النظر إلى أقوال السلف والأقوال المأثورة للصحابة التابعين مع ضعف أدوات الاجتهاد لديه من علم باللغة والحديث فينتج عن هذا كثير من الأقوال البدعية التي خالفوا بها أهل السنة والجماعة , وأالتفسير بالرأي المحمود وهو الذي اتبع فيه المفسر منهج أهل السنة والجماعة من عدم مخالفة نص صريح في القرآن والسنة أو الإجماع وتوفرت لديه شروط المجتهد من علم باللغة والحديث وغيرها واجتهد في موارد الاجتهاد الصحيحة فهذا النوع أولى تسميته بالاجتهاد , لأن لفظ التفسير بالرأي يثير الشكوك إذ كان السلف من علماء التفسير وغيرهم يطلقون هذه اللفظة على أهل البدع ممن خالفوا منهج أهل السنة والجماعة في الاجتهاد وانتصر لرأيه المجرد دون النظر إلى الأقوال المأثورة .

أحسنتِ زادكِ الله توفيقا وسدادا.
اتركي مسافة بين فقرات الإجابة الواحدة.
الدرجة:أ+


الساعة الآن 01:06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir