معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   المنتدى العام (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=97)
-   -   لماذا لم يُذكر في القرآن امرأة باسمها إلا مريم؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=19336)

أبو أسماء اندري 11 ذو القعدة 1433هـ/26-09-2012م 10:45 AM

لماذا لم يُذكر في القرآن امرأة باسمها إلا مريم؟
 
قال الامام القرطبي في تفسير الآية 171 من سورة النساء .
ثم بيّن تعالى حال عيسى عليه السلام وصفته فقال: «إنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رُسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ».

وفيه ثلاث مسائل:
الأُولى قوله تعالى: {يَـٰۤأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لا تَغْلُوا فِى دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى ٱللَّهِ إِلا ٱلْحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥۤ أَلْقَـٰهَآ إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُۖ فَـَٔامِنُوا بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلا تَقُولُوا ثَلَـٰثَةٌۚ ٱنتَهُوا خَيْرًاۚ لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَٰحِدٌۖ سُبْحَـٰنَهُۥۤ أَن يَكُونَ لَهُۥۘ وَلَدٌۘ لَّهُۥ ما فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلارْضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلا (171)}النساء.
المسيح رفع بالابتداء؛ و «عِيسى» بدل منه وكذا «ابْنُ مَرْيَمَ». ويجوز أن يكون خبر الابتداء ويكون المعنى: إنما المسيحُ ابنُ مريم. ودَلّ بقوله: «عِيسى ابن مريم» على أن من كان منسوباً بوالدته كيف يكون إلهاً، وحق الإله أن يكون قديماً لا مُحدَثا. ويكون «رسُولُ اللَّهِ» خبراً بعد خبر.
الثانية لم يذكر الله عز وجل امرأة وسمّاها باسمها في كتابه إلا مريم ابنة عمران؛ فإنه ذكر اسمها في نحوٍ من ثلاثين موضعاً لحكمة ذكرها بعض الأشياخ؛ فإن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم في الملإ، ولا يبتذلون أسماءهنّ؛ بل يكنون عن الزوجة بالعِرس والأهل والعِيال ونحو ذلك؛ فإن ذكروا الإماء لم يكنوا عنهنّ ولم يصونوا أسماءهنّ عن الذكر والتصريح بها؛ فلما قالت النصارى في مريم ما قالت، وفي ابنها صرح الله باسمها، ولم يكن عنها بالأُمُوّة والعبودية التي هي صفة لها؛ وأجرى الكلام على عادة العرب في ذكر إمائها.
الثالثة اعتقاد أن عيسى عليه السلام لا أب له واجب، فإذا تكرر اسمه منسوباً للأُم استشعرت القلوب ما يجب عليها اعتقاده من نفي الأب عنه، وتنزيه الأُم الطاهرة عن مقالة اليهود لعنهم الله.
تفسير القرطبي


قال بَدْر الدِّينِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بهادر الزركشي ( المتوفى 794هـ
الثالث: قيل لم يذكر الله تعالى امرأة في القرآن وسماها باسمها إلا مريم بنت عمران فإنه ذكر اسمها في نحو ثلاثين موضعا لحكمة ذكرها بعض الأشياخ قال إن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم ولا يبتذلون أسماءهم يكنون عن الزوجة بالعرس والعيال والأهل ونحوه فإذا ذكروا الإماء لم يكنوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر والتصريح بها فلما قالت النصارى في مريم وفي ابنها ما قالت صرح الله تعالى باسمها ولم يكن عنها تأكيدا لأمر العبودية التي هي صفة لها وإجراء للكلام على عادة العرب في ذكر أبنائها ومع هذا فإن عيسى لا أب له واعتقاد هذا واجب فإذا تكرر ذكره منسوبا إلى الأم استشعرت القلوب ما يجب عليها اعتقاده من نفي الأب عنه وتنزيه الأم الطاهرة عن مقالة اليهود لعنهم الله

و الله أعلم

سامية السلفية 13 ذو القعدة 1433هـ/28-09-2012م 05:10 PM

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا


الساعة الآن 12:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir