معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى السابع (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=885)
-   -   المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم التاسع من كتاب التوحيد (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=40240)

هيئة الإدارة 22 جمادى الآخرة 1440هـ/27-02-2019م 11:11 PM

المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم التاسع من كتاب التوحيد
 
مجلس مذاكرة القسم التاسع من كتاب التوحيد

اختر باباً من الأبواب التالية وفهرس مسائله العلمية:
- باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
-
باب قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}

- باب قول الله تعالى: {فلما أتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما أتاهما فتعالى الله عما يشركون}
-
باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}

- باب لا يقال: السلام على الله
-
باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت

- باب لا يقول: عبدي وأمتي
-
باب لا يُرد من سأل بالله

- باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة
-
باب ما جاء في اللو


تعليمات:
1. يسجّل الطالب اختياره للدرس قبل الشروع في التلخيص.
2. يمنع تكرار الاختيار.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: الشمول [ اشتمال التلخيص على مسائل الدرس]
2: الترتيب. [ حسن ترتيب العناصر والمسائل]
3: التحرير العلمي.
[بأن تكون الكلام في تلخيص المسألة محرراً وافياً بالمطلوب]
4: الصياغة اللغوية. [ أن يكون الملخص سالماً من الأخطاء اللغوية والإملائية وركاكة العبارات وضعف الإنشاء]
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.




_________________


وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

صلاح الدين محمد 23 جمادى الآخرة 1440هـ/28-02-2019م 11:34 AM

اختار باب قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}

د.محمد بشار 23 جمادى الآخرة 1440هـ/28-02-2019م 05:58 PM

أخنار باب لا يقال: السلام على الله.

هدى هاشم 24 جمادى الآخرة 1440هـ/1-03-2019م 06:40 AM

أختار باب
- باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}

هدى هاشم 24 جمادى الآخرة 1440هـ/1-03-2019م 07:27 AM

- باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}
عناصر الباب:
1. مناسبة الباب لكتاب التوحيد.
2. قواعد هامة خاصة بأسماء الله الحسنى.
3. معنى إحصاء أسماء الله الحسنى.
4. تفسير قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه".
5. معنى الإلحاد.
6. صور الإلحاد في أسماء الله الحسنى.
7. الإلحاد في آيات الله الكونية.
8. الإلحاد في آيات الله الشرعية.
9. مسائل هامة متعلقة بالباب.
.............................................................................................................................................................................................................
1. مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
كتاب التوحيد جامع لأنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد العبادة، وتوحيد الأسماء والصفات. هذا الباب يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات ويقصد به إفراد الله بما ثبت له في الكتاب والسنة من الأسماء الحسنى والصفات العلى بلا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل، فالتوحيد مركب من إثبات ونفي، وعقيدة أهل السنة والجماعة إثبات الأسماء والصفات دون أن يماثله أحد، وبكيفية لا يعلمها إلا الله على الوجه اللائق به عز وجل، والتعطيل هو نفي هذه الصفات أو تأويلها تأويلا فاسدا لا دليل عليه، والمماثلة إشراك.
2. قواعد هامة خاصة بأسماء الله الحسنى:
- أسماء الله أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار دلالتها على معاني الكمال.
- أسماء الله باعتبار دلالتها على الذات مترادفة، بينما باعتبار دلالتها على الصفات متباينة.
- أسماء الله توقيفية: نقف فيها على ما جاء به الدليل في المتاب والسنة.
- أسماء الله غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله إذا كانت متعدية فيجب الإيمان بالاسم وما دل عليه من صفة ومقتضى هذه الصفة، أما إذا كانت غير متعدية فيجب الإيمان بالاسم والصفة.
3. معنى إحصاء أسماء الله الحسنى:
إحصاء أسماء الله الحسنى على مراتب:
- الإحاطة بها لفظا ومعنى.
- دعاء الله بها بجعلها وسيلة عند الدعاء، فيقول العبد إذا أذنب: (يا غفور اغفر لي ذنبي).
- التعبد لله بمقتضاها، فإذا علم العبد أن الله سميع اتقى القول الذي يغضبه، وإذا علم أنه بصير اجتنب أن يراه على معصية.
4. تفسير قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه":
"ولله الأسماء الحسنى": تقديم الخبر يفيد الحصر أي اختصاص الله بهذه الأسماء.
"الحسنى": أي البالغة في الحسن غايته من كل وجه، ليس فيها نقص لا فرضا ولا احتمالا.
"فادعوه بها": أسلوب أمر، والدعاء نوعان: دعاء مسألة أي بلسان المقال كأن يقول العبد: اللهم يا غفور اغفر لي، ودعاء عبادة أي بلسان الحال وذلك بالتعبد لله، وألمر بدعاء الله بها يتضمن الأمر بمعرفتها.
"ذروا": اتركوا أي لا تسلكوا مسلكهم ولا طريقهم.
"الذين يلحدون": أي الذين يميلون بها عما يجب فيها.
5. معنى الإلحاد:
مأخوذ من اللحد وهو الميل، وسمي منه الحفر بالقبر لحدا لأنه مائل إلى جهة القبلة. والمقصود بالإلحاد في أسماء الله تعالى الميل بها عما يجب فيها، وهو أنواع عدة.
6. صور الإلحاد في أسماء الله الحسنى:
- إنكار شيء من الأسماء أو ما دلت عليه من صفات أو أحكام، لأن الواجب إثباتها وإثبات ما تتضمنه من الصفات والأحكام.
- إثبات اسم لله لم يرد عليه دليل في الكتاب أو السنة، كما يسميه النصارى أبا‘ ويسميه الفلاسفة العلة الفاعلة.
- أن يجعل الله مماثلا للمخلوق.
- اشتقاق أسماء للأصنام من أسماء الله، كالعزى من العزيز.
7. الإلحاد في آيات الله الكونية:
الآيات الكونية هي كل مخلوقات الله من السموات والأرض والجبال والبحار وغير ذلك، والإلحاد فيها له أنواع:
- اعتقاد أن غير الله منفردا بها أو ببعضها.
- اعتقاد أن أحدا مشارك لله فيها.
- اعتقاد أن لله معينا في إيجادها وتدبيرها.
والدليل قوله تعالى: "قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير"، وكل ما يخل بتوحيد الربوبية فإنه داخل في الإلحاد في الآيات الكونية.
8. الإلحاد في آيات الله الشرعية:
الآيات الشرعية هي ما جاءت به الرسل من وحي، والإلحاد فيها له عدة صور:
- تكذيب الأخبار الواردة فيها.
- مخالفة أحكامها.
- تحريفها.
9. مسائل هامة متعلقة بالباب:
- إثبات أسماء الله الحسنى وقد أنكرها الجهمية وغلاة المعتزلة.
- أسماء الله كلها حسنى أي بلغت في الحسن أكمله.
- أمرنا الله بدعائه بها.
- ترك سبيل الجاهلين الملحدين فيها وليس معنى هذا ألا نبين لهم الصواب.
- الله توعد الملحدين فيها "سيجزون ما كانوا يعملون".

محمد عبد الرازق 24 جمادى الآخرة 1440هـ/1-03-2019م 09:18 AM

باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت

محمد عبد الرازق 24 جمادى الآخرة 1440هـ/1-03-2019م 09:15 PM

فهرسة باب قول: (اللهم اغفر لي إن شئت..)


عناصر الدرس

●مناسبة باب: (قول اللهم اغفر لي إن شئت) لكتاب التوحيد
●مناسبة النهي عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت) للتوحيد
●شرح ترجمة باب (قول: اللهم اغفر لي إن شئت)
●شرح حديث أبي هريرة: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ...)
- بيان معنى قوله: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت)
- معنى قوله: (ليعزم المسألة)
- معنى قوله: (فإن الله لا مكره له)
- معنى قوله: (وليعظم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)
- بيان الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت)
●بيان متى يشرع الاستثناء والتعليق في الدعاء ومتى لا يجوز

التفصيل
●مناسبة باب: (قول اللهم اغفر لي إن شئت) لكتاب التوحيد:
حقيقة التوحيد أن يوحِّد العبد ربه بتمام الذل، والخضوع، والمحبة وأن يظهر فقره التام إليه، وقول القائل: (اللهم اغفر لي إن شئت) يُفهم منه: أنه مستغنٍ عن أن يُغفر له؛ فهو مناف لحاجة الذي قالها إلى الآخر؛ ولهذا كان فيها عدم تحقيق للتوحيد، ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله جل وعلا.

●مناسبة النهي عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت) للتوحيد:
من قال: (اللهم اغفر لي إن شئت) كأنه يقول: لستُ محتاجاً، إن شئت فاغفر، وإن لم تشأ فلست بمحتاج، وهذا فعل أهل التكبر، وأهل الإعراض عن الله جل وعلا؛ ولهذا حُرِّم هذا اللفظ؛ ففي ذلك منافاة لكمال التوحيد.

●المراد من قول المصنف(( باب (قول: اللهم اغفر لي إن شئت))):
يعني: أنَّ ذلكَ لا يَجوزُ لِوُرُودِ النهيِ عنهُ في حديثِ البابِ.

●شرح حديث أبي هريرة: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ...):
- بيان معنى قوله: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت):
أي: لا يجوز في الدعاء أن يواجه العبدُ ربَّه بهذا القول:
(اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت).
- معنى قوله: (ليعزم المسألة):
أيْ: ليعزم المسألة فِي سُؤَالِهِ لِرَبِّهِ حَاجَتَهُ، وليسأل سؤال جادٍّ، محتاج، متذلل، فقير، يحتاج إلى أن يُعطى ذلك, والذي سأل، سأل أعظم المسائل، وهي المغفرة والرحمة من الله جل وعلا, والله تعالى يُعْطِي العَظَائِمَ كَرَمًا وجُودًا وإِحْسَانًا.
- معنى قوله: (فإن الله لا مكره له):
أي: أن الله -جل وعلا- لا أحد يُكرِهه؛ لتمام غناه، وتمام عزته، وقهره، وجبروته؛ وتمام كونه مُقيتاً سبحانه وتعالى؛ وهذا من آثار الأسماء والصفات.
- معنى قوله: (وليعظم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه):
أيْ: فِي سُؤَالِهِ لِرَبِّهِ حَاجَتَهُ؛ فلَيْسَ شَيْءٌ عِنْدَهُ سبحانه يَعْظُمُ وإِنْ عَظُمَ في نَفْسِ المَخْلُوقِ؛ لأِنَّ سَائِلَ المَخْلُوقِ لاَ يَسْأَلُهُ إِلاَّ مَا يَهُونُ عَلَيْهِ بَذْلُهُ، بِخِلاَفِ رَبِّ العَالَمِينَ؛ فَإِنَّ عَطَاءَهُ كَلاَمٌ، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يَقْدِرُ الخَلْقُ قَدْرَهُ، لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، وَلاَ رَبَّ سِوَاهُ.
- بيان الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت):
أن فيها عدم تحقيق للتوحيد، ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله جل وعلا؛وأن هذا فعل أهل التكبر، وأهل الإعراض عن الله جل وعلا.

●بيان متى يشرع الاستثناء والتعليق في الدعاء ومتى لا يجوز:
-يشرع الاستثناء والتعليق:
1- في سؤالِ بعضِ المطالبِ المُعَيَّنةِ الَّتي لا يُتحقَّقُ مصلحتُها ومنفعتُها، ولا يُجْزَمُ أنَّ حُصولَها خَيْرٌ للعبدِ، فيشرع للعبد أن يسأل ربَّه ويعلِّقُه على اختيارِ ربِّه له أصلحَ الأمرينِ، كالدعاءِ المأثورِ:((اللهُمَّ أَحْيِنِي إِذَا كَانَت الحَيَاةُ خَيْرًا لي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْرًا لي)) وكدعاءِ الاسْتِخارَةِ.
2- الدعاء الذي ليس فيه خطاب: قال بعض أهل العلم: (أما الدعاء الذي ليس فيه خطاب؛ فيكون التعليق بالمشيئة: ليس تعليقاً لأجل عدم الحاجة، أو منبئاً عن عدم الحاجة كهذا الدعاء؛ بل هو للتبرك، كمن يقول: (رحمه الله إن شاء الله، أو غفر الله له إن شاء الله، أو الله يعطيه من المال كذا وكذا إن شاء الله ونحو ذلك) فهذا قالوا لا يدخل في هذا النوع؛ لأنه ليس على وجه الخطاب، وليس على وجه الاستغناء.
ولكن الأدب يقتضي أن لا يستعمل هذه العبارة في الدعاء مطلقاً؛ لأنها وإن كانت ليست بمواجهة، فإنها داخلة في تعليق الدعاء بالمشيئة، والله -جل وعلا- لا مكره له.
-ولا يجوز الاستثناء والتعليق:
1-الدعاء الذي فيه المخاطبة كهذا الخطاب: (اللهم اغفر لي إن شئت)؛ فلا يجوز في الدعاء أن يواجه العبدُ ربَّه بهذا القول.
2-المطالبُ الدينيَّةُ كسؤالِ الرَّحمةِ والمغْفِرةِ، والمطالبُ الدنيوِيَّةُ المُعِينَةُ على الدينِ كسؤالِ العافيَةِ والرِّزقِ وتوابعِ ذلك، قد أُمِرَ العبدُ أنْ يسألَهَا مِن ربِّه طَالِبًا مُلِحًّا جازمًا، وهذا الطلَبُ عينُ العبوديَّةِ وَمُخُّهَا.
ولا يَتِمُّ ذلك إلا بالطَّلَبِ الجازِمِ الذي ليسَ فيه تعليقٌ بالمشيئَةِ؛ لأنَّه مأمورٌ بِه، وهو خيرٌ محضٌ لا ضَرَرَ فيه، واللهُ تعالَى لا يَتَعَاظَمُه شيءٌ.

صلاح الدين محمد 24 جمادى الآخرة 1440هـ/1-03-2019م 11:33 PM

فهرسة باب قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}
عناصر الدرس

مقصود الترجمة
أهمية الباب
مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
سبب إيراد الباب
تفسير قوله تعالى : ( ولئن أذقناه رحمة منا ) الآية
أصناف الناس في نسبة النعم
تفسير قولُهُ: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)
تفسير ابن كثير للآية
شرح حديث : الأقرع والأبرص والأعمى
تخريج الحديث
منزلة الحديث
معنى عشراء
معنى أنتج
معنى ولد
معنى قولُهُ : ( انقطعت بي الحبال )
معنى قولُهُ : ( لا أجهدك )
معنى قولُهُ : ( قد قذرني الناس )
أركان شكر النعمة
كلام ابن القيم في شكر النعمة
أسباب ثبات النعمة

التلخيص

مقصود الترجمة
أن العبد إذا ظن أنه مستحق للنعم بحذقه ومجهوده وفطنته , أون ذلك مما له من حق على الله ؛ فإن ذلك مناف للتوحيد , إذ من تمام التوحيد أن يجل العبد ربه و أن يعظمه و أن ما به من نعمة هو من فضل الله عليه .
أهمية الباب
تكمن أهمية هذا الباب في أن العبد يجب عليه أن يتحرز في ألفاظه فيما يتصل بالله عز وجل فإن ذلك من كمال التوحيد , فلا ينسب النعم لغير الله عز وجل , وأن من يفعل ذلك يكون قلبه معظم لربه سبحانه وتعالى , فهو سبحانه ولي النعم وولي الفضل .
مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
أنه يجب توقير الله عز وجل و تعظيمه في الألفاظ فناسب أن يكون في كتاب التوحيد .
سبب إيراد الباب
هذا الباب معقود لتخليص القلب واللسان من الألفاظ و الاعتقادات التي يظن المرء أنه مستحق لأشياء منها على الله .
تفسير قوله تعالى : ( ولئن أذقناه رحمة منا ) الآية
ذكر في معنى الآية عدة أقوال :
الأول : هذا بعملي و أنا محقوق به قاله مجاهد .
الثاني : يريد ( من عندي ) قاله ابن عباس
والمعنى على كلا القولين : أنني مستحق لهذه النعمة , وأن الله لم يتفضل بها علي , بل مستحق لها بجهدي وفعلي .
أصناف الناس في نسبة النعم
هم نوعان :
الأول : من ينسب النعم لنفسه ولا ينسبه إلى الله أصلا .
الثاني : أن ينسب النعم إلى نفسه من جهة الاستحقاق , و أنه مستحق لتلك النعم .
تفسير قولُهُ: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)
ذكر في معنى الآية عدة أقوال :
الأول : على علم مني بوجوه المكاسب قاله قتادة .
الثاني : أوتيته على شرف قاله مجاهد .
الثالث : على علم من الله أني له أهل قاله آخرون .
وهذه المعاني ليس فيها اختلاف و إنما هي أفراد المعنى .
تفسير ابن كثير للآية
{ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ}[الزمر:49]( يُخْبِرُ أنَّ الإِنسانَ في حالِ الضُرِّ يَضْرَعُ إلى اللهِ عزَّ وَجَلَّ ويُنِيبُ إليهِ ويَدْعُوهُ، ثمَّ إذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً منهُ طَغَى وَبَغَى وَ{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ}؛ أيْ: لِمَا يَعْلَمُ اللهُ اسْتِحْقَاقِي لَهُ، وَلَوْلاَ أَنِّي عندَ اللهِ حَظِيظٌ لَمَا خَوَّلَنِي هذا.
قالَ عَزَّ وجَلَّ:{بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ}أيْ: ليسَ الأمرُ كما زَعَمَ، بلْ إِنَّمَا أَنْعَمْنَا عليهِ بهذهِ النعمةِ لِنَخْتَبِرَهُ فيما أَنْعَمْنَا عليهِ، أَيُطِيعُ أمْ يَعْصِي؟
معَ عِلْمِنَا المُتَقَدِّمِ بذلكَ.
{بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} أي: اختبارٌ، {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}فلهذا يقولونَ ما يقولونَ، وَيَدَّعُونَ ما يَدَّعُونَ.{قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أيْ: قدْ قالَ هذهِ المقالةَ، وَزَعَمَ هذا الزعمَ، وَادَّعَى هذهِ الدعوَى كثيرٌ مِمَّنْ سَلَفَ من الأُمَمِ.{فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}؛ أيْ: فما صَحَّ قَوْلُهُم، ولا نَفَعَهُم جَمْعُهُم وما كانوا يَكْسِبُونَ، كَمَا قالَ تعالَى مُخْبِرًا عنْ قَارُونَ: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ(76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلاَ يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}[القصص:76،77].
شرح حديث : الأقرع والأبرص والأعمى
تخريج الحديث
الحديث أخرجه البخاري وسلم في صحيحيهما .
منزلة الحديث
هذا الحديث له منزلة عظيمة إذا فيه عبرة من الثلاثة نفر ؛ فإن اثنان قد جحدا نعمة الله عليهم و نسبوا هذه النعم لأنفسهم ولم ينسبوها إلى الله عز وجل فحل عليهم سخط الله , أما الثالث فاعترف بنعمة الله عليه ونسب هذه النعم إليه , و أدى حق الله فيها , فنال رضا الله عز وجل .
معنى عشراء
(النَّاقَةُ العُشَرَاءُ) بِضَمِّ العَيْنِ وفَتْحِ الشينِ وبالمَدِّ، هيَ الحاملُ .
معنى أنتج
قولُهُ: ((أَنْتَجَ))، وفي روايَةٍ: ((فَنَتَجَ)) مَعْنَاهُ: تَوَلَّى نِتَاجَهَا، والنَّاتِجُ للنَّاقَةِ كالْقَابِلَةِ للمرأةِ.
معنى ولد
قولُهُ: ((وَلَّدَ هَذَا)) هوَ بِتَشْدِيدِ اللامِ؛ أيْ: تَوَلَّى وِلاَدَتَهَا، وهوَ بِمَعْنَى (أَنْتَجَ) في الناقةِ، فَالمُولِّدُ والنَّاتجُ والقابلةُ بمعنًى واحدٍ، لكنَّ هذا للحيوانِ، وذلكَ لغيرِهِ.
معنى قولُهُ : ( انقطعت بي الحبال )
(انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالُ) هوَ بالحاءِ المهملةِ والباءِ المُوَحَّدَةِ؛ أي: الأسبابُ.
معنى قولُهُ : ( لا أجهدك )
(لاَ أَجْهَدُكَ) مَعْنَاهُ: لا أَشُقُّ عَلَيْكَ في رَدِّ شَيءٍ تَأْخُذُهُ أوْ تَطْلُبُهُ منْ مَالِي، ذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ.
معنى قولُهُ : ( قد قذرني الناس )
(قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ) بِكَرَاهَةِ رُؤْيَتِهِ وَقُرْبِهِ منهم
أركان شكر النعمة
للشكر ثلاثة أركان :
الأول : الإقرار بالنعمة .
الثاني : نسبتها إلى المنعم سبحانه وتعالى .
الثالث : بذلها فيما يحب .
كلام ابن القيم في شكر النعمة
قالَ العلاَّمَةُ ابنُ القَيِّمِ: (أَصْلُ الشكرِ هوَ الاعترافُ بإنعامِ المُنْعِمِ على وَجْهِ الخضوعِ لهُ والذُّلِّ والمَحَبَّةِ. فمَنْ لمْ يَعْرِف النعمةَ بلْ كانَ جاهِلاً بها لم يَشْكُرْهَا. ومَنْ عَرَفَهَا ولمْ يَعْرِف المُنْعِمَ بها لمْ يَشْكُرْهَا أيضًا.
ومَنْ عَرَفَ النِّعْمَةَ والمُنْعِمَ لكنْ جَحَدَهَا كما يَجْحَدُ الْمُنْكِرُ لِنِعْمَةِ المُنْعِمِ عليهِ فقدْ كَفَرَهَا. ومَنْ عَرَفَ النِّعْمَةَ والمُنْعِمَ وَأَقَرَّ بها ولمْ يَجْحَدْهَا، ولكنْ لمْ يَخْضَعْ لهُ ويُحِبَّهُ وَيَرْضَ بهِ وَعَنْهُ، لم يَشْكُرْهُ أَيْضًا.
ومَنْ عَرَفَهَا وَعَرَفَ المُنْعِمَ وَأَقَرَّ بها، وَخَضَعَ للمُنْعِمِ بها، وَأَحَبَّهُ وَرَضِيَ بهِ وعنهُ، وَاسْتَعْمَلَهَا في مَحَابِّهِ وَطَاعَتِهِ، فهذا هوَ الشاكرُ لها. فلا بُدَّ في الشكرِ منْ عِلْمِ القلبِ، وَعَمَلٍ يَتْبَعُ العلمَ، وهوَ المَيْلُ إلى المُنْعِمِ وَمَحَبَّتُهُ والخضوعُ لهُ).
أسباب ثبات النعمة
ومن أسباب ثبات النعمة:
- أن يُعظم العبدُ ربَّه.
- وأن يعلم أنَّ الفضل بيد الله.
- وأن النعمة هي نعمة الله.

والله أعلم


د.محمد بشار 24 جمادى الآخرة 1440هـ/1-03-2019م 11:52 PM

فهرس مسائل باب (لا يقال: السلام على الله):

عناصر الباب:
1- مناسبة الباب لكتاب التَّوحيد
2- مناسبة الباب لعنوان الباب السّابق: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
3- معنى: (السَّلام)
4- لماذا (لا يقال: السَّلام على الله)
5- تفسير حديث ابن مسعود رضي الله عنه (كنا إذا كنا مع النبي في الصلاة.....) الحدبث
6- تفسير السلام.
7- هذه الصيغة لا تصلح لله تعالى، والعلة في ذلك.
8- تعليم التحية التي تصلح لله تعالى.
9- فوائد عامَّة متعلقة بالباب.
-----------------------------------------------------------
1- مناسبة الباب لكتاب التَّوحيد:
مناسبة الباب لتوحيد الصفات ظاهرة، لأن صفاته عليا كاملة كما أن أسماءه حسنى، والدليل على أن صفاته عليا قوله تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلي} [النحل: 60] وقوله تعالى: {وله المثل الأعلي في السماوات والأرض} [الروم: 27].
والمثل الأعلى: الوصف الأكمل، فإذا قلنا: السلام على الله أوهم ذلك أن الله سبحانه قد يلحقة النقص، وهذا ينافي كمال صفاته.

2- مناسبة الباب لعنوان الباب السّابق: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
لما كان عنوان الباب السَّابق لهذا الباب إثبات الأسماء الحسنى لله المتضمنة لصفاته سبحانه، وموضوع هذا الباب سلامة صفاته من كل نقص، وهذا متضمن لكمالها، إذ لا يتم الكمال إلا بإثبات صفات الكمال ونفي ما يضادها، فإنك لو قلت: زيد فاضل أثبت له الفضل، وجاز أن يلحقه نقص، وإذا قلت: زيد فاضل ولم يسلك شيئًا من طرق السفول، فالآن أثبت له الفضل المطلق في هذه الصفة.
والرب سبحانه وتعالى ينصف بصفات الكمال، ولكنه إذا ذكر ما يضاد تلك الصفة صار ذلك أكمل، ولهذا أعقب المؤلف رحمه الله الباب السابق بهذا الباب إشارة إلى أن الأسماء الحسنى والصفات العلى لا يلحقها نقص.
والسلام اسم ثبوتي سلبي.
فسلبي: أي أنه يراد به نفي كل نقص أو عيب يتصوره الذهن أو يتخيله العقل، فلا يلحقه نقص في ذاته أو صفاته أو أفعاله أو أحكامه.
وثبوتي: أي يراد به ثبوت هذا الاسم له، والصفة التي تضمنها وهي السلامة.

3- معنى: (السَّلام)
السلام له عدة معان:
1. التحية، كما قال: سلم على فلان، أي: حياة بالسلام.
2. السلامة من النقص والآفات، كقولنا: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته).
3. السلام: اسم من أسماء الله تعالى، قال تعالى: {الملك القدوس السلام} [الحشر: 23].

4- لماذا (لا يقال: السَّلام على الله)
لا يقال: السلام على الله، أي: لا تقل: السلام عليكم يا رب، لما يلي:
أ- أن مثل هذا الدعاء يُوهم النقص في حقه، فتدعو الله أن يسلم نفسه من ذلك، إذ لا يدعي لشيء بالسلام من شيء إلا إذا كان قابلًا أن يتصف به، والله سبحانه منزه عن صفات النقص.
ب- إذا دعوت الله أن يسلم نفسه، فقد خالفت الحقيقة، لأن الله يدعى ولا يدعى له، فهو غني عنا، لكن يثني عليه بصفات الكمال مثل غفور، سميع، عليم...

5- تفسير حديث ابن مسعود رضي الله عنه (كنا إذا كنا مع النبي في الصلاة.....) الحدبث
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: كنا إذا كنا مع النبي في الصلاة، قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان. فقال: «لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام».
قول: (في الصحيح). هذا أعم من أن يكون ثابتًا في (الصحيحين)، وهذا الحديث المذكور في (الصحيحين).
قوله: (كنا مع النبي في الصلاة). الغالب أن المعية مع النبي في الصلاة لا تكون إلا في الفرائض، لأنها هي التي يشرع لها صلاة الجماعة، ومشروعية صلاة الجماعة في غير الفرائض قليلة، كالاستسقاء.
قوله: (قلنا: السلام على الله من عباده). أي: يطلبون السلامة لله من الآفات، يسألون الله أن يسلم نفسه من الآفات، أو أن اسم السلام على الله من عباده، لأن قول الإنسان السلام عليكم خبر بمعنى الدعاء، وله معنيان:
1. اسم السلام عليك، أي: عليك بركاته باسمه.
2. السلامة من الله عليك، فهو سلام بمعنى تسليم، ككلام بمعنى تكليم.
قوله: (السلام على فلان وفلان). أي: جبريل وميكائيل، وكلمة فلان يكني بها عن الشخص، وهي مصروفة، لأنها ليست علمًا ولا صفة، كصفوان في قوله تعالى: {كمثل صفوان عليه تراب} [البقرة: 264].
وقد جاء في لفظ آخر: «السلام على جبريل وميكال» كانوا يقولون هكذا في السلام. فقال النبي: «لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام».
وهذا نهي تحريم، والسلام لا يحتاج إلى سلام، هو نفسه عز وجل سلام سالم من كل نقص ومن كل عيب.
وفيه دليل على جواز السلام على الملائكة، لأن النبي لم ينه عنه، ولأنه عليه الصلاة والسلام لما أخبر عائشة أن جبريل يسلم عليها قالت: «عليه السلام».

6- تفسير السلام:
بالنسبة كونه اسمًا من أسماء الله تعالى فيكون معناه السالم من كل نقص وعيب، وبالنسبة لكونه تحية له معنيان:
- الأول: تقدير مضاف، أي، اسم السلام عليك، أي: اسم الله الذي هو السلام عليك.
- الثاني: أن السلام بمعنى التسليم اسم مصدر كالكلام بمعنى التكليم، أي: تخبر خبرًا يراد به الدعاء، أي: أسأل الله أن يسلمك تسليمًا.

7- هذه الصيغة لا تصلح لله تعالى، والعلة في ذلك.
إذا كانت لا تصلح له كانت حرامًا. والعلة في ذلك. وهي أن الله هو السلام.

8- تعليم التحية التي تصلح لله.
هذه التحية تؤخذ من تكملة الحديث: «فإذا صلي أحدكم، فليقل: التحيات لله..»، وفيه حسن تعليم الرسول من وجهين الأول: أنه حينما نهاهم علل النهي.

9- فوائد عامة متعلقة بالباب.
1. طمأنينة الإنسان إلى الحكم إذا قرن بالعلة.
2. بيان سمو الشريعة الإسلامية وأن أوامرها ونواهيها مقرونة بالحكمة، لأن العلة حكمة.
3. القياس على ما شارك الحكم المعلل بتلك العلة.

هيئة التصحيح 9 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م 10:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى هاشم (المشاركة 362307)
- باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}
عناصر الباب:
1. مناسبة الباب لكتاب التوحيد.
2. قواعد هامة خاصة بأسماء الله الحسنى.
3. معنى إحصاء أسماء الله الحسنى.
4. تفسير قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه".
5. معنى الإلحاد.
6. صور الإلحاد في أسماء الله الحسنى.
7. الإلحاد في آيات الله الكونية.
8. الإلحاد في آيات الله الشرعية.
9. مسائل هامة متعلقة بالباب.
.............................................................................................................................................................................................................
1. مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
كتاب التوحيد جامع لأنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد العبادة، وتوحيد الأسماء والصفات. هذا الباب يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات ويقصد به إفراد الله بما ثبت له في الكتاب والسنة من الأسماء الحسنى والصفات العلى بلا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل، فالتوحيد مركب من إثبات ونفي، وعقيدة أهل السنة والجماعة إثبات الأسماء والصفات دون أن يماثله أحد، وبكيفية لا يعلمها إلا الله على الوجه اللائق به عز وجل، والتعطيل هو نفي هذه الصفات أو تأويلها تأويلا فاسدا لا دليل عليه، والمماثلة إشراك.
2. قواعد هامة خاصة بأسماء الله الحسنى:
- أسماء الله أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار دلالتها على معاني الكمال.
- أسماء الله باعتبار دلالتها على الذات مترادفة، بينما باعتبار دلالتها على الصفات متباينة.
- أسماء الله توقيفية: نقف فيها على ما جاء به الدليل في المتاب والسنة.
- أسماء الله غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله إذا كانت متعدية فيجب الإيمان بالاسم وما دل عليه من صفة ومقتضى هذه الصفة، أما إذا كانت غير متعدية فيجب الإيمان بالاسم والصفة.
3. معنى إحصاء أسماء الله الحسنى:
إحصاء أسماء الله الحسنى على مراتب:
- الإحاطة بها لفظا ومعنى.
- دعاء الله بها بجعلها وسيلة عند الدعاء، فيقول العبد إذا أذنب: (يا غفور اغفر لي ذنبي).
- التعبد لله بمقتضاها، فإذا علم العبد أن الله سميع اتقى القول الذي يغضبه، وإذا علم أنه بصير اجتنب أن يراه على معصية.
4. تفسير قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه":
"ولله الأسماء الحسنى": تقديم الخبر يفيد الحصر أي اختصاص الله بهذه الأسماء.
"الحسنى": أي البالغة في الحسن غايته من كل وجه، ليس فيها نقص لا فرضا ولا احتمالا.
"فادعوه بها": أسلوب أمر، والدعاء نوعان: دعاء مسألة أي بلسان المقال كأن يقول العبد: اللهم يا غفور اغفر لي، ودعاء عبادة أي بلسان الحال وذلك بالتعبد لله، وألمر بدعاء الله بها يتضمن الأمر بمعرفتها.
"ذروا": اتركوا أي لا تسلكوا مسلكهم ولا طريقهم.
"الذين يلحدون": أي الذين يميلون بها عما يجب فيها.
5. معنى الإلحاد:
مأخوذ من اللحد وهو الميل، وسمي منه الحفر بالقبر لحدا لأنه مائل إلى جهة القبلة. والمقصود بالإلحاد في أسماء الله تعالى الميل بها عما يجب فيها، وهو أنواع عدة.
6. صور الإلحاد في أسماء الله الحسنى:
- إنكار شيء من الأسماء أو ما دلت عليه من صفات أو أحكام، لأن الواجب إثباتها وإثبات ما تتضمنه من الصفات والأحكام.
- إثبات اسم لله لم يرد عليه دليل في الكتاب أو السنة، كما يسميه النصارى أبا‘ ويسميه الفلاسفة العلة الفاعلة.
- أن يجعل الله مماثلا للمخلوق.
- اشتقاق أسماء للأصنام من أسماء الله، كالعزى من العزيز.
7. الإلحاد في آيات الله الكونية:
الآيات الكونية هي كل مخلوقات الله من السموات والأرض والجبال والبحار وغير ذلك، والإلحاد فيها له أنواع:
- اعتقاد أن غير الله منفردا بها أو ببعضها.
- اعتقاد أن أحدا مشارك لله فيها.
- اعتقاد أن لله معينا في إيجادها وتدبيرها.
والدليل قوله تعالى: "قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير"، وكل ما يخل بتوحيد الربوبية فإنه داخل في الإلحاد في الآيات الكونية.
8. الإلحاد في آيات الله الشرعية:
الآيات الشرعية هي ما جاءت به الرسل من وحي، والإلحاد فيها له عدة صور:
- تكذيب الأخبار الواردة فيها.
- مخالفة أحكامها.
- تحريفها.
9. مسائل هامة متعلقة بالباب:
- إثبات أسماء الله الحسنى وقد أنكرها الجهمية وغلاة المعتزلة.
- أسماء الله كلها حسنى أي بلغت في الحسن أكمله.
- أمرنا الله بدعائه بها.
- ترك سبيل الجاهلين الملحدين فيها وليس معنى هذا ألا نبين لهم الصواب.
- الله توعد الملحدين فيها "سيجزون ما كانوا يعملون".

بارك الله فيك:
- الفهرسة تكون للشروحات المقررة عليكم.
- وضع أدلة الباب كعنوان رئيسي ثم تستخرجي العناصر المنندرجة تحته, فتبدئي بالآية ثم أثر الأعمش.
- أغفلت الكلام عن أثر الأعمش, وأغفلت مسائل وردت في الشروحات المقررة لم تذكريها, مثل:
- الكلام عن أسماء الله المدرجة في حديث أبي هريرة.
- حكم تسمية الله بالماكر والمستهزئ والصانع.
الدرجة: أ

هيئة التصحيح 9 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م 10:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد (المشاركة 362334)
فهرسة باب قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}
عناصر الدرس

مقصود الترجمة
أهمية الباب
مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
سبب إيراد الباب
تفسير قوله تعالى : ( ولئن أذقناه رحمة منا ) الآية
أصناف الناس في نسبة النعم
تفسير قولُهُ: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)
تفسير ابن كثير للآية
شرح حديث : الأقرع والأبرص والأعمى
تخريج الحديث
منزلة الحديث
معنى عشراء
معنى أنتج
معنى ولد
معنى قولُهُ : ( انقطعت بي الحبال )
معنى قولُهُ : ( لا أجهدك )
معنى قولُهُ : ( قد قذرني الناس )
أركان شكر النعمة
كلام ابن القيم في شكر النعمة
أسباب ثبات النعمة

التلخيص

مقصود الترجمة
أن العبد إذا ظن أنه مستحق للنعم بحذقه ومجهوده وفطنته , أون ذلك مما له من حق على الله ؛ فإن ذلك مناف للتوحيد , إذ من تمام التوحيد أن يجل العبد ربه و أن يعظمه و أن ما به من نعمة هو من فضل الله عليه .
أهمية الباب
تكمن أهمية هذا الباب في أن العبد يجب عليه أن يتحرز في ألفاظه فيما يتصل بالله عز وجل فإن ذلك من كمال التوحيد , فلا ينسب النعم لغير الله عز وجل , وأن من يفعل ذلك يكون قلبه معظم لربه سبحانه وتعالى , فهو سبحانه ولي النعم وولي الفضل .
مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
أنه يجب توقير الله عز وجل و تعظيمه في الألفاظ فناسب أن يكون في كتاب التوحيد .
سبب إيراد الباب
هذا الباب معقود لتخليص القلب واللسان من الألفاظ و الاعتقادات التي يظن المرء أنه مستحق لأشياء منها على الله .
تفسير قوله تعالى : ( ولئن أذقناه رحمة منا ) الآية
ذكر في معنى الآية عدة أقوال :
الأول : هذا بعملي و أنا محقوق به قاله مجاهد .
الثاني : يريد ( من عندي ) قاله ابن عباس
والمعنى على كلا القولين : أنني مستحق لهذه النعمة , وأن الله لم يتفضل بها علي , بل مستحق لها بجهدي وفعلي .
أصناف الناس في نسبة النعم
هم نوعان :
الأول : من ينسب النعم لنفسه ولا ينسبه إلى الله أصلا .
الثاني : أن ينسب النعم إلى نفسه من جهة الاستحقاق , و أنه مستحق لتلك النعم .
تفسير قولُهُ: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)
ذكر في معنى الآية عدة أقوال :
الأول : على علم مني بوجوه المكاسب قاله قتادة .
الثاني : أوتيته على شرف قاله مجاهد .
الثالث : على علم من الله أني له أهل قاله آخرون .
وهذه المعاني ليس فيها اختلاف و إنما هي أفراد المعنى .
تفسير ابن كثير للآية
{ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ}[الزمر:49]( يُخْبِرُ أنَّ الإِنسانَ في حالِ الضُرِّ يَضْرَعُ إلى اللهِ عزَّ وَجَلَّ ويُنِيبُ إليهِ ويَدْعُوهُ، ثمَّ إذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً منهُ طَغَى وَبَغَى وَ{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ}؛ أيْ: لِمَا يَعْلَمُ اللهُ اسْتِحْقَاقِي لَهُ، وَلَوْلاَ أَنِّي عندَ اللهِ حَظِيظٌ لَمَا خَوَّلَنِي هذا.
قالَ عَزَّ وجَلَّ:{بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ}أيْ: ليسَ الأمرُ كما زَعَمَ، بلْ إِنَّمَا أَنْعَمْنَا عليهِ بهذهِ النعمةِ لِنَخْتَبِرَهُ فيما أَنْعَمْنَا عليهِ، أَيُطِيعُ أمْ يَعْصِي؟
معَ عِلْمِنَا المُتَقَدِّمِ بذلكَ.
{بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} أي: اختبارٌ، {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}فلهذا يقولونَ ما يقولونَ، وَيَدَّعُونَ ما يَدَّعُونَ.{قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أيْ: قدْ قالَ هذهِ المقالةَ، وَزَعَمَ هذا الزعمَ، وَادَّعَى هذهِ الدعوَى كثيرٌ مِمَّنْ سَلَفَ من الأُمَمِ.{فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}؛ أيْ: فما صَحَّ قَوْلُهُم، ولا نَفَعَهُم جَمْعُهُم وما كانوا يَكْسِبُونَ، كَمَا قالَ تعالَى مُخْبِرًا عنْ قَارُونَ: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ(76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلاَ يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}[القصص:76،77].
شرح حديث : الأقرع والأبرص والأعمى
تخريج الحديث
الحديث أخرجه البخاري وسلم في صحيحيهما .
منزلة الحديث
هذا الحديث له منزلة عظيمة إذا فيه عبرة من الثلاثة نفر ؛ فإن اثنان قد جحدا نعمة الله عليهم و نسبوا هذه النعم لأنفسهم ولم ينسبوها إلى الله عز وجل فحل عليهم سخط الله , أما الثالث فاعترف بنعمة الله عليه ونسب هذه النعم إليه , و أدى حق الله فيها , فنال رضا الله عز وجل .
معنى عشراء
(النَّاقَةُ العُشَرَاءُ) بِضَمِّ العَيْنِ وفَتْحِ الشينِ وبالمَدِّ، هيَ الحاملُ .
معنى أنتج
قولُهُ: ((أَنْتَجَ))، وفي روايَةٍ: ((فَنَتَجَ)) مَعْنَاهُ: تَوَلَّى نِتَاجَهَا، والنَّاتِجُ للنَّاقَةِ كالْقَابِلَةِ للمرأةِ.
معنى ولد
قولُهُ: ((وَلَّدَ هَذَا)) هوَ بِتَشْدِيدِ اللامِ؛ أيْ: تَوَلَّى وِلاَدَتَهَا، وهوَ بِمَعْنَى (أَنْتَجَ) في الناقةِ، فَالمُولِّدُ والنَّاتجُ والقابلةُ بمعنًى واحدٍ، لكنَّ هذا للحيوانِ، وذلكَ لغيرِهِ.
معنى قولُهُ : ( انقطعت بي الحبال )
(انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالُ) هوَ بالحاءِ المهملةِ والباءِ المُوَحَّدَةِ؛ أي: الأسبابُ.
معنى قولُهُ : ( لا أجهدك )
(لاَ أَجْهَدُكَ) مَعْنَاهُ: لا أَشُقُّ عَلَيْكَ في رَدِّ شَيءٍ تَأْخُذُهُ أوْ تَطْلُبُهُ منْ مَالِي، ذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ.
معنى قولُهُ : ( قد قذرني الناس )
(قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ) بِكَرَاهَةِ رُؤْيَتِهِ وَقُرْبِهِ منهم
أركان شكر النعمة
للشكر ثلاثة أركان :
الأول : الإقرار بالنعمة .
الثاني : نسبتها إلى المنعم سبحانه وتعالى .
الثالث : بذلها فيما يحب .
كلام ابن القيم في شكر النعمة
قالَ العلاَّمَةُ ابنُ القَيِّمِ: (أَصْلُ الشكرِ هوَ الاعترافُ بإنعامِ المُنْعِمِ على وَجْهِ الخضوعِ لهُ والذُّلِّ والمَحَبَّةِ. فمَنْ لمْ يَعْرِف النعمةَ بلْ كانَ جاهِلاً بها لم يَشْكُرْهَا. ومَنْ عَرَفَهَا ولمْ يَعْرِف المُنْعِمَ بها لمْ يَشْكُرْهَا أيضًا.
ومَنْ عَرَفَ النِّعْمَةَ والمُنْعِمَ لكنْ جَحَدَهَا كما يَجْحَدُ الْمُنْكِرُ لِنِعْمَةِ المُنْعِمِ عليهِ فقدْ كَفَرَهَا. ومَنْ عَرَفَ النِّعْمَةَ والمُنْعِمَ وَأَقَرَّ بها ولمْ يَجْحَدْهَا، ولكنْ لمْ يَخْضَعْ لهُ ويُحِبَّهُ وَيَرْضَ بهِ وَعَنْهُ، لم يَشْكُرْهُ أَيْضًا.
ومَنْ عَرَفَهَا وَعَرَفَ المُنْعِمَ وَأَقَرَّ بها، وَخَضَعَ للمُنْعِمِ بها، وَأَحَبَّهُ وَرَضِيَ بهِ وعنهُ، وَاسْتَعْمَلَهَا في مَحَابِّهِ وَطَاعَتِهِ، فهذا هوَ الشاكرُ لها. فلا بُدَّ في الشكرِ منْ عِلْمِ القلبِ، وَعَمَلٍ يَتْبَعُ العلمَ، وهوَ المَيْلُ إلى المُنْعِمِ وَمَحَبَّتُهُ والخضوعُ لهُ).
أسباب ثبات النعمة
ومن أسباب ثبات النعمة:
- أن يُعظم العبدُ ربَّه.
- وأن يعلم أنَّ الفضل بيد الله.
- وأن النعمة هي نعمة الله.

والله أعلم


أحسنت نفع الله بك.
أ+

هيئة التصحيح 9 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م 10:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق (المشاركة 362325)
فهرسة باب قول: (اللهم اغفر لي إن شئت..)


عناصر الدرس

●مناسبة باب: (قول اللهم اغفر لي إن شئت) لكتاب التوحيد
●مناسبة النهي عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت) للتوحيد
●شرح ترجمة باب (قول: اللهم اغفر لي إن شئت)
●شرح حديث أبي هريرة: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ...)
- بيان معنى قوله: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت)
- معنى قوله: (ليعزم المسألة)
- معنى قوله: (فإن الله لا مكره له)
- معنى قوله: (وليعظم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)
- بيان الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت)
●بيان متى يشرع الاستثناء والتعليق في الدعاء ومتى لا يجوز

التفصيل
●مناسبة باب: (قول اللهم اغفر لي إن شئت) لكتاب التوحيد:
حقيقة التوحيد أن يوحِّد العبد ربه بتمام الذل، والخضوع، والمحبة وأن يظهر فقره التام إليه، وقول القائل: (اللهم اغفر لي إن شئت) يُفهم منه: أنه مستغنٍ عن أن يُغفر له؛ فهو مناف لحاجة الذي قالها إلى الآخر؛ ولهذا كان فيها عدم تحقيق للتوحيد، ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله جل وعلا.

●مناسبة النهي عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت) للتوحيد:
من قال: (اللهم اغفر لي إن شئت) كأنه يقول: لستُ محتاجاً، إن شئت فاغفر، وإن لم تشأ فلست بمحتاج، وهذا فعل أهل التكبر، وأهل الإعراض عن الله جل وعلا؛ ولهذا حُرِّم هذا اللفظ؛ ففي ذلك منافاة لكمال التوحيد.

●المراد من قول المصنف(( باب (قول: اللهم اغفر لي إن شئت))):
يعني: أنَّ ذلكَ لا يَجوزُ لِوُرُودِ النهيِ عنهُ في حديثِ البابِ.

●شرح حديث أبي هريرة: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ...):
- بيان معنى قوله: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت):
أي: لا يجوز في الدعاء أن يواجه العبدُ ربَّه بهذا القول:
(اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت).
- معنى قوله: (ليعزم المسألة):
أيْ: ليعزم المسألة فِي سُؤَالِهِ لِرَبِّهِ حَاجَتَهُ، وليسأل سؤال جادٍّ، محتاج، متذلل، فقير، يحتاج إلى أن يُعطى ذلك, والذي سأل، سأل أعظم المسائل، وهي المغفرة والرحمة من الله جل وعلا, والله تعالى يُعْطِي العَظَائِمَ كَرَمًا وجُودًا وإِحْسَانًا.
- معنى قوله: (فإن الله لا مكره له):
أي: أن الله -جل وعلا- لا أحد يُكرِهه؛ لتمام غناه، وتمام عزته، وقهره، وجبروته؛ وتمام كونه مُقيتاً سبحانه وتعالى؛ وهذا من آثار الأسماء والصفات.
- معنى قوله: (وليعظم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه):
أيْ: فِي سُؤَالِهِ لِرَبِّهِ حَاجَتَهُ؛ فلَيْسَ شَيْءٌ عِنْدَهُ سبحانه يَعْظُمُ وإِنْ عَظُمَ في نَفْسِ المَخْلُوقِ؛ لأِنَّ سَائِلَ المَخْلُوقِ لاَ يَسْأَلُهُ إِلاَّ مَا يَهُونُ عَلَيْهِ بَذْلُهُ، بِخِلاَفِ رَبِّ العَالَمِينَ؛ فَإِنَّ عَطَاءَهُ كَلاَمٌ، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يَقْدِرُ الخَلْقُ قَدْرَهُ، لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، وَلاَ رَبَّ سِوَاهُ.
- بيان الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت):
أن فيها عدم تحقيق للتوحيد، ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله جل وعلا؛وأن هذا فعل أهل التكبر، وأهل الإعراض عن الله جل وعلا.

●بيان متى يشرع الاستثناء والتعليق في الدعاء ومتى لا يجوز:
-يشرع الاستثناء والتعليق:
1- في سؤالِ بعضِ المطالبِ المُعَيَّنةِ الَّتي لا يُتحقَّقُ مصلحتُها ومنفعتُها، ولا يُجْزَمُ أنَّ حُصولَها خَيْرٌ للعبدِ، فيشرع للعبد أن يسأل ربَّه ويعلِّقُه على اختيارِ ربِّه له أصلحَ الأمرينِ، كالدعاءِ المأثورِ:((اللهُمَّ أَحْيِنِي إِذَا كَانَت الحَيَاةُ خَيْرًا لي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْرًا لي)) وكدعاءِ الاسْتِخارَةِ.
2- الدعاء الذي ليس فيه خطاب: قال بعض أهل العلم: (أما الدعاء الذي ليس فيه خطاب؛ فيكون التعليق بالمشيئة: ليس تعليقاً لأجل عدم الحاجة، أو منبئاً عن عدم الحاجة كهذا الدعاء؛ بل هو للتبرك، كمن يقول: (رحمه الله إن شاء الله، أو غفر الله له إن شاء الله، أو الله يعطيه من المال كذا وكذا إن شاء الله ونحو ذلك) فهذا قالوا لا يدخل في هذا النوع؛ لأنه ليس على وجه الخطاب، وليس على وجه الاستغناء.
ولكن الأدب يقتضي أن لا يستعمل هذه العبارة في الدعاء مطلقاً؛ لأنها وإن كانت ليست بمواجهة، فإنها داخلة في تعليق الدعاء بالمشيئة، والله -جل وعلا- لا مكره له.
-ولا يجوز الاستثناء والتعليق:
1-الدعاء الذي فيه المخاطبة كهذا الخطاب: (اللهم اغفر لي إن شئت)؛ فلا يجوز في الدعاء أن يواجه العبدُ ربَّه بهذا القول.
2-المطالبُ الدينيَّةُ كسؤالِ الرَّحمةِ والمغْفِرةِ، والمطالبُ الدنيوِيَّةُ المُعِينَةُ على الدينِ كسؤالِ العافيَةِ والرِّزقِ وتوابعِ ذلك، قد أُمِرَ العبدُ أنْ يسألَهَا مِن ربِّه طَالِبًا مُلِحًّا جازمًا، وهذا الطلَبُ عينُ العبوديَّةِ وَمُخُّهَا.
ولا يَتِمُّ ذلك إلا بالطَّلَبِ الجازِمِ الذي ليسَ فيه تعليقٌ بالمشيئَةِ؛ لأنَّه مأمورٌ بِه، وهو خيرٌ محضٌ لا ضَرَرَ فيه، واللهُ تعالَى لا يَتَعَاظَمُه شيءٌ.

أحسنت نفع الله بك.
أ+

هيئة التصحيح 9 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م 10:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد بشار (المشاركة 362337)
فهرس مسائل باب (لا يقال: السلام على الله):

عناصر الباب:
1- مناسبة الباب لكتاب التَّوحيد
2- مناسبة الباب لعنوان الباب السّابق: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
3- معنى: (السَّلام)
4- لماذا (لا يقال: السَّلام على الله)
5- تفسير حديث ابن مسعود رضي الله عنه (كنا إذا كنا مع النبي في الصلاة.....) الحدبث
6- تفسير السلام.
7- هذه الصيغة لا تصلح لله تعالى، والعلة في ذلك.
8- تعليم التحية التي تصلح لله تعالى.
9- فوائد عامَّة متعلقة بالباب.
-----------------------------------------------------------
1- مناسبة الباب لكتاب التَّوحيد:
مناسبة الباب لتوحيد الصفات ظاهرة، لأن صفاته عليا كاملة كما أن أسماءه حسنى، والدليل على أن صفاته عليا قوله تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلي} [النحل: 60] وقوله تعالى: {وله المثل الأعلي في السماوات والأرض} [الروم: 27].
والمثل الأعلى: الوصف الأكمل، فإذا قلنا: السلام على الله أوهم ذلك أن الله سبحانه قد يلحقة النقص، وهذا ينافي كمال صفاته.

2- مناسبة الباب لعنوان الباب السّابق: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
قد يكون العنوان المناسب: مناسبة الباب لما قبله:
لما كان عنوان الباب السَّابق لهذا الباب إثبات الأسماء الحسنى لله المتضمنة لصفاته سبحانه، وموضوع هذا الباب سلامة صفاته من كل نقص، وهذا متضمن لكمالها، إذ لا يتم الكمال إلا بإثبات صفات الكمال ونفي ما يضادها، فإنك لو قلت: زيد فاضل أثبت له الفضل، وجاز أن يلحقه نقص، وإذا قلت: زيد فاضل ولم يسلك شيئًا من طرق السفول، فالآن أثبت له الفضل المطلق في هذه الصفة.
والرب سبحانه وتعالى ينصف بصفات الكمال، ولكنه إذا ذكر ما يضاد تلك الصفة صار ذلك أكمل، ولهذا أعقب المؤلف رحمه الله الباب السابق بهذا الباب إشارة إلى أن الأسماء الحسنى والصفات العلى لا يلحقها نقص.
والسلام اسم ثبوتي سلبي.
فسلبي: أي أنه يراد به نفي كل نقص أو عيب يتصوره الذهن أو يتخيله العقل، فلا يلحقه نقص في ذاته أو صفاته أو أفعاله أو أحكامه.
وثبوتي: أي يراد به ثبوت هذا الاسم له، والصفة التي تضمنها وهي السلامة.
يعنون لهذه المسألة بعنوان خاص:
- بيان معنى الاسم الثبوتي، والاسم السلبي


3- معنى: (السَّلام)
السلام له عدة معان:
1. التحية، كما قال: سلم على فلان، أي: حياة بالسلام.
2. السلامة من النقص والآفات، كقولنا: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته).
3. السلام: اسم من أسماء الله تعالى، قال تعالى: {الملك القدوس السلام} [الحشر: 23].

4- لماذا (لا يقال: السَّلام على الله)
نقول: الحكم من منع....

لا يقال: السلام على الله، أي: لا تقل: السلام عليكم يا رب، لما يلي:
أ- أن مثل هذا الدعاء يُوهم النقص في حقه، فتدعو الله أن يسلم نفسه من ذلك، إذ لا يدعي لشيء بالسلام من شيء إلا إذا كان قابلًا أن يتصف به، والله سبحانه منزه عن صفات النقص.
ب- إذا دعوت الله أن يسلم نفسه، فقد خالفت الحقيقة، لأن الله يدعى ولا يدعى له، فهو غني عنا، لكن يثني عليه بصفات الكمال مثل غفور، سميع، عليم...

5- تفسير شرح حديث ابن مسعود رضي الله عنه (كنا إذا كنا مع النبي في الصلاة.....) الحدبث
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: كنا إذا كنا مع النبي في الصلاة، قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان. فقال: «لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام».
قول: (في الصحيح). هذا أعم من أن يكون ثابتًا في (الصحيحين)، وهذا الحديث المذكور في (الصحيحين).
قوله: (كنا مع النبي في الصلاة). الغالب أن المعية مع النبي في الصلاة لا تكون إلا في الفرائض، لأنها هي التي يشرع لها صلاة الجماعة، ومشروعية صلاة الجماعة في غير الفرائض قليلة، كالاستسقاء.
قوله: (قلنا: السلام على الله من عباده). أي: يطلبون السلامة لله من الآفات، يسألون الله أن يسلم نفسه من الآفات، أو أن اسم السلام على الله من عباده، لأن قول الإنسان السلام عليكم خبر بمعنى الدعاء، وله معنيان:
1. اسم السلام عليك، أي: عليك بركاته باسمه.
2. السلامة من الله عليك، فهو سلام بمعنى تسليم، ككلام بمعنى تكليم.
قوله: (السلام على فلان وفلان). أي: جبريل وميكائيل، وكلمة فلان يكني بها عن الشخص، وهي مصروفة، لأنها ليست علمًا ولا صفة، كصفوان في قوله تعالى: {كمثل صفوان عليه تراب} [البقرة: 264].
وقد جاء في لفظ آخر: «السلام على جبريل وميكال» كانوا يقولون هكذا في السلام. فقال النبي: «لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام».
وهذا نهي تحريم، والسلام لا يحتاج إلى سلام، هو نفسه عز وجل سلام سالم من كل نقص ومن كل عيب.
وفيه دليل على جواز السلام على الملائكة، لأن النبي لم ينه عنه، ولأنه عليه الصلاة والسلام لما أخبر عائشة أن جبريل يسلم عليها قالت: «عليه السلام».

6- تفسير السلام:
بالنسبة كونه اسمًا من أسماء الله تعالى فيكون معناه السالم من كل نقص وعيب، وبالنسبة لكونه تحية له معنيان:
- الأول: تقدير مضاف، أي، اسم السلام عليك، أي: اسم الله الذي هو السلام عليك.
- الثاني: أن السلام بمعنى التسليم اسم مصدر كالكلام بمعنى التكليم، أي: تخبر خبرًا يراد به الدعاء، أي: أسأل الله أن يسلمك تسليمًا.

7- هذه الصيغة لا تصلح لله تعالى، والعلة في ذلك.
علة تحريم قول:(السلام على الله):
إذا كانت لا تصلح له كانت حرامًا. والعلة في ذلك. وهي أن الله هو السلام.

8- تعليم التحية التي تصلح لله.
هذه التحية تؤخذ من تكملة الحديث: «فإذا صلي أحدكم، فليقل: التحيات لله..»، وفيه حسن تعليم الرسول من وجهين الأول: أنه حينما نهاهم علل النهي.

9- فوائد عامة متعلقة بالباب.
1. طمأنينة الإنسان إلى الحكم إذا قرن بالعلة.
2. بيان سمو الشريعة الإسلامية وأن أوامرها ونواهيها مقرونة بالحكمة، لأن العلة حكمة.
3. القياس على ما شارك الحكم المعلل بتلك العلة.


أحسنت نفع الله بك.
الفهرسة تكون من جميع الشروحات المقررة.
الدرجة: أ+

عبدالحميد أحمد 3 شعبان 1440هـ/8-04-2019م 02:36 PM

بابٌ لا يَقولُ: عَبْدِي وأَمَتي

عناصر الباب
الدليل على الباب (بَابُ لاَ يَقُولُ: عَبْدِي وأَمَتِي )
مناسبة إيراد الباب في كتاب التوحيد
سبب النهي في الحديث
عبودية الخلق للرب عبودية عامة
كيف حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد
سبب عبودية الخلق
السيادة العامة للرب والخاصة للعبد
الجمع بين جواز قول مولاي للبشر والنهي عنه الذي جاء في صحيح مسلم :
حكم النهي في الحديث
جواز إضافة الربوبية إلى غير المكلّف
حكم عدم العدول عن قول عبدي وأمتي إلى وفتاي فتاتي
سبب النهي الوارد في الحديث بتعبيد المكلف
الدليل على الباب (بَابُ لاَ يَقُولُ: عَبْدِي وأَمَتِي )
قولُهُ: (بَابُ لاَ يَقُولُ: عَبْدِي وأَمَتِي) ذَكَرَ الحديثَ الذي في
(الصحيحِ) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ.
وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي)).
مناسبة إيراد الباب في كتاب التوحيد
هذهِ الألفاظُ الْمَنْهِيُّ عنها وإنْ كانتْ تُطْلَقُ لُغةً، فالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عنها؛ تَحقيقًا للتوحيدِ وسدًّا لذرائعِ الشِّرْكِ، لِمَا فيها من التشريكِ في اللَّفْظِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى هوَ رَبُّ العِبادِ جَمِيعِهم، فإذا أُطْلِقَ على غيرِهِ شَارَكَهُ في هذا الاسمِ، فيُنْهَى عنهُ لذلكَ وإنْ لمْ يَقْصِدْ بذلكَ التشريكَ في الرُّبوبيَّةِ التي هيَ وَصْفُ اللهِ تعالى.
وإنَّما المعنى أنَّ هذا مالِكٌ لهُ، فيُطْلَقُ عليهِ هذا اللفظُ بهذا الاعتبارِ.
سبب النهي في الحديث
فالنهيُ عنهُ حَسْمًا لِمَادَّةِ التشريكِ بينَ الخالقِ والمخلوقِ، وتَحقيقًا للتوحيدِ، وبُعدًا عن الشرْكِ حتَّى في اللَّفْظ، وهذا منْ أَحْسَنِ مَقاصِدِ الشريعةِ؛ لِمَا فيهِ منْ تَعظيمِ الربِّ تَعَالَى، وبُعْدِهِ عنْ مُشابَهَةِ المخلوقِينَ.
فأَرْشَدَهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ما يَقومُ مَقامَ هذهِ الألفاظِ، وهوَ قولُهُ: ((سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ))، وكذلكَ قولُهُ: ((وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي)) لأنَّ العَبيدَ عَبيدُ اللهِ، والإِماءَ إماءُ اللهِ، قالَ اللهُ تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}[مريم:93]، ففي إطلاقِ هاتيْنِ الكَلِمَتَيْنِ على غيرِ اللهِ تَشريكٌ في اللفظِ، فنَهَاهُم عنْ ذلكَ؛ تَعظيمًا للهِ تعالى وأَدَبًا، وإبْعادًا عن الشِّرْكِ، وتَحقيقًا للتوحيدِ، وأَرْشَدَهم إلى أنْ يَقُولُوا: ((فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي)) وهذا
عبودية الخلق للرب عبودية عامة
ولهذا عقد هذا الباب فقال: (باب لا يقول: عبدي وأمَتي) العبودية؛ عبودية البشر لله جلا وعلا عبودية حقيقية.
وإذا قيل: هذا عبد الله، فهو عبدٌ لله -جل وعلا- إمَّا قهراً أو اختيارًا؛ فكلُّ منْ في السماوات والأرض عبدٌ لله جل؛ وعلا كما قال جل وعلا: {إنْ كل مَنْ في السماوات والأرض إلاَّ آتي الرحمن عبداً، لقد أحصاهم وعدَّهم عدّاً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
فعبودية الخلق لله -جل وعلا- ظاهرة:
سبب عبودية الخلق
- لأنه هو الربّ.
- وهو المتصرِّف.
- وهو سيد الخلق.
- وهو المدبِّر لشؤونهم.
فالله -جل وعلا- هو المتفرِّدُ بذلك سبحانه؛ فإذا قال الرجل لرفيقه: هذا عبدي، وهذه أَمَتي، كان في نسبة العبودية عبودية أولئك له؛ وهذا فيه منافاة لكمال الأدب الواجب مع الله جل وعلا، ولهذا كان هذا اللفظ غير جائز عند كثيرٍ من أهلِ العِلم، ومكروه عند طوائف آخرين.
فإذاً: سبب النهي عن لفظ (عبدي وأمتي) ما ذكرنا مِنْ تعظيم الربوبية، وعدم اهتضام عبودية الخلق لله جل وعلا.
قال: (في (الصحيح) عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((لا يقُل أحدكم: أطعم ربك، وضِّئ ربك، وليقل: سيّدي ومولاي؛ ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتايَ وفتاتي وغلامي))
حكم النهي في الحديث
هذا النهي في هذا الحديث اختلف فيه أهل العلم على قولين:

الأول: أنه للتحريم؛ لأن النهي، الأصل فيه للتحريم، إلاَّ إذا صرفه عن ذلك الأصل صارِف.
وقال آخرون: النهي هنا للكراهة ؛ وذلك لأنه من جهة الأدب، ولأنه جاء في القرآن من قول يوسف عليه السلام: {اذكرني عند ربِّك فأنساه الشيطان ذكرَ ربِّه فلبثَ في السجن بضع سنين} ولأن الربوبية هنا المقصود بما يناسب البشر؛ فرب الدار، ورب العبد، هو الذي يملك أمره في هذه الدنيا؛ فلهذا قالوا: (النهي للكراهة وليس للتحريم) مع ما جاء في بعض الأحاديث من جواز، أو من تجويز إطلاق بعض تلك الألفاظ.
كيف حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد
منْ بابِ حِمايَةِ الْمُصطفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنابَ التوحيدِ، فقدْ بَلَّغَ أُمَّتَهُ كلَّ ما فيهِ لهم نَفْعٌ، ونَهاهُمْ عنْ كلِّ ما فيهِ نَقْصٌ في الدِّينِ، فلا خَيرَ إلاَّ دَلَّهُمْ عليهِ، خُصوصًا في تحقيقِ التوحيد، ولا شَرَّ إلاَّ حَذَّرَهم عَنْهُ صَلَوَاتُ اللهِ وسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، خُصوصًا ما يُقَرِّبُ من الشرْكِ لَفْظًا وإنْ لم يُقْصَدْ.
السيادة العامة للرب والخاصة للعبد
قال: ((وليقُل: سيدي ومولاي)) السيادة مع كون الله -جل وعلا- هو السيد؛ لكن السيادة بالإضافة لا بأس بها؛ لأن للبشر سيادة تناسبه.
الجمع بين جواز قول مولاي للبشر والنهي عنه الذي جاء في صحيح مسلم :
(ومولاي) المولى يأتي على معانٍ كثيرة، أن يخاطب البشر بقوله:
(مولاي) أجازه طائفة من أهل العلم بناءً على هذا الحديث؛ قال: ((وليقل سيدي ومولاي)).
وقد جاء في (صحيح مسلم) النهي عن أنْ يقول: ((مولاي)) (لا تقولوا: مولايَ، إنما مولاكم الله) أو نحو ذلك.

وهذا الحديث أعلَّهُ بعض أهل العلم بأنه نُقل بالمعنى؛ فهو شاذٌّ من جهة اللفظ، وهو مُعارِضٌ لهذا الحديث الذي هو نصّ في إجازة ذلك.
فيكون إذاً الصحيح: جواز إطلاق لفظ (مولاي) هنا سيدي، مولاي، ونحو ذلك… لأن السيادة هناك سيادة تناسب البشر، وقول: (مولاي) هناك ما يناسب البشر من ذلك.
فليست في مقام (ربِّك) أو (عبدي وأمَتي) لأن ذاك أعظم درجة؛ وواضح أنَّ فيها اختصاص العبودية بالله جل وعلا، وإطلاق ذلك على البشر لا يجوز.
قال: ((ولا يقل أحدكم عبدي وأمَتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي)) لأجل ما ذكرنا.
فتحصَّل من ذلك أنَّ هذه الألفاظ يجب -كما ذكرنا- أن يُحترز فيها ما لا يكون معه الأدب مع مقام ربوبية الله جل وعلا، وأسمائه سبحانه وتعالى؛ وعليه فلا يكون جائزاً أن يقول: ((عبدي وأمتي)) أو أن يقول: ((أطِعم ربك، وضِّئ ربك)) ونحو ذلك؛ هذا كله مختص بالتعبيد، أو الربوبية للمكلفين.
جواز إضافة الربوبية إلى غير المكلّف
أما إضافة الربوبية إلى غير المكلّف فلا بأس بها؛ لأن حقيقة العبودية لا تتصوَّر فيها، كأن تقول: (رب الدار، ورب المنزل، ورب المال) ونحو ذلك فإن الدار، والمنزل، والمال: ليست بأشياء مكلفة بالأمر والنهي؛ فلهذا لا تنصرف الأذهان، أو يذهب القلب إلى أن ثمة نوع مِنْ عبودية هذه الأشياء لمن أضيفتْ إليه؛ بل إنَّ ذلك معروف أنه إضافة مِلك؛ لأنها ليست مخاطبة بالأمر والنهي، وليس يحصل منها خضوعٌ أو تذلل.
حكم عدم العدول عن قول عبدي وأمتي إلى وفتاي فتاتي
وهذا على وجْهِ الاسْتِحْبابِ أنَّ يَعْدِلَ الْعَبْدُ عن قولِ: عبدْي وأَمَتِي، إلى: فَتايَ وفتاتي؛ تَحَفُّظًا عن اللَّفْظِ الَّذي فيه إيهامٌ ومحذورٌ ، ولو على وجْهٍ بعيدٍ، وليسَ حرامًا، وإنَّما الأدبُ كمالُ التَّحَفُّظِ بالألفاظِ الطيِّبَةِ الَّتي لا تُوهِمُ محذورًا بوجْهٍ، فَإِنَّ الأَدَبَ في الألفاظِ دليلٌ على كمالِ الإِخلاصِ، خُصوصًا هذه الألفاظَ التي هي أَمَسُّ بهذا المقامِ.
سبب النهي الوارد في الحديث بتعبيد المكلف
فإذاً: يُقيّد النهي الوارد في ذلك بتعبيد المكلَّف، أو أن يُقال لمكلفٍ: ((وضئ ربك، أو أنا ربُّ هذا الغلام)) أو نحو ذلك من الألفاظ التي لا تناسب الأدب.


هيئة التصحيح 9 4 شعبان 1440هـ/9-04-2019م 02:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد أحمد (المشاركة 364063)
بابٌ لا يَقولُ: عَبْدِي وأَمَتي
يكون الحديث دليل الباب هم العنوان الرئيسي للعناصر , فنكتب :
المسائل العلمية في باب لا يقول: عبدي وأمتي.
العناصر:
شرح حديث أبي هريرة, وفيه: قوله عليه الصلاة والسلام:"لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضىءربك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي".


عناصر الباب
الدليل على الباب (بَابُ لاَ يَقُولُ: عَبْدِي وأَمَتِي )
مناسبة إيراد الباب في كتاب التوحيد
سبب النهي في الحديث
عبودية الخلق للرب عبودية عامة
كيف حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد
سبب عبودية الخلق
السيادة العامة للرب والخاصة للعبد
الجمع بين جواز قول مولاي للبشر والنهي عنه الذي جاء في صحيح مسلم :
حكم النهي في الحديث
· حكم قول العبد: ربي, وقول السيد: عبدي وفتاي:
جواز إضافة الربوبية إلى غير المكلّف
حكم عدم العدول عن قول عبدي وأمتي إلى وفتاي فتاتي
سبب النهي الوارد في الحديث بتعبيد المكلف
الدليل على الباب (بَابُ لاَ يَقُولُ: عَبْدِي وأَمَتِي )
قولُهُ: (بَابُ لاَ يَقُولُ: عَبْدِي وأَمَتِي) ذَكَرَ الحديثَ الذي في
(الصحيحِ) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ.
وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي)).
مناسبة إيراد الباب في كتاب التوحيد
هذهِ الألفاظُ الْمَنْهِيُّ عنها وإنْ كانتْ تُطْلَقُ لُغةً، فالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عنها؛ تَحقيقًا للتوحيدِ وسدًّا لذرائعِ الشِّرْكِ، لِمَا فيها من التشريكِ في اللَّفْظِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى هوَ رَبُّ العِبادِ جَمِيعِهم، فإذا أُطْلِقَ على غيرِهِ شَارَكَهُ في هذا الاسمِ، فيُنْهَى عنهُ لذلكَ وإنْ لمْ يَقْصِدْ بذلكَ التشريكَ في الرُّبوبيَّةِ التي هيَ وَصْفُ اللهِ تعالى.
وإنَّما المعنى أنَّ هذا مالِكٌ لهُ، فيُطْلَقُ عليهِ هذا اللفظُ بهذا الاعتبارِ.
سبب النهي في الحديث
فالنهيُ عنهُ حَسْمًا لِمَادَّةِ التشريكِ بينَ الخالقِ والمخلوقِ، وتَحقيقًا للتوحيدِ، وبُعدًا عن الشرْكِ حتَّى في اللَّفْظ، وهذا منْ أَحْسَنِ مَقاصِدِ الشريعةِ؛ لِمَا فيهِ منْ تَعظيمِ الربِّ تَعَالَى، وبُعْدِهِ عنْ مُشابَهَةِ المخلوقِينَ.
فأَرْشَدَهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ما يَقومُ مَقامَ هذهِ الألفاظِ، وهوَ قولُهُ: ((سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ))، وكذلكَ قولُهُ: ((وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي)) لأنَّ العَبيدَ عَبيدُ اللهِ، والإِماءَ إماءُ اللهِ، قالَ اللهُ تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}[مريم:93]، ففي إطلاقِ هاتيْنِ الكَلِمَتَيْنِ على غيرِ اللهِ تَشريكٌ في اللفظِ، فنَهَاهُم عنْ ذلكَ؛ تَعظيمًا للهِ تعالى وأَدَبًا، وإبْعادًا عن الشِّرْكِ، وتَحقيقًا للتوحيدِ، وأَرْشَدَهم إلى أنْ يَقُولُوا: ((فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي)) وهذا
عبودية الخلق للرب عبودية عامة
ولهذا عقد هذا الباب فقال: (باب لا يقول: عبدي وأمَتي) العبودية؛ عبودية البشر لله جلا وعلا عبودية حقيقية.
وإذا قيل: هذا عبد الله، فهو عبدٌ لله -جل وعلا- إمَّا قهراً أو اختيارًا؛ فكلُّ منْ في السماوات والأرض عبدٌ لله جل؛ وعلا كما قال جل وعلا: {إنْ كل مَنْ في السماوات والأرض إلاَّ آتي الرحمن عبداً، لقد أحصاهم وعدَّهم عدّاً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
فعبودية الخلق لله -جل وعلا- ظاهرة:
سبب عبودية الخلق
- لأنه هو الربّ.
- وهو المتصرِّف.
- وهو سيد الخلق.
- وهو المدبِّر لشؤونهم.
فالله -جل وعلا- هو المتفرِّدُ بذلك سبحانه؛ فإذا قال الرجل لرفيقه: هذا عبدي، وهذه أَمَتي، كان في نسبة العبودية عبودية أولئك له؛ وهذا فيه منافاة لكمال الأدب الواجب مع الله جل وعلا، ولهذا كان هذا اللفظ غير جائز عند كثيرٍ من أهلِ العِلم، ومكروه عند طوائف آخرين.
فإذاً: سبب النهي عن لفظ (عبدي وأمتي) ما ذكرنا مِنْ تعظيم الربوبية، وعدم اهتضام عبودية الخلق لله جل وعلا.
قال: (في (الصحيح) عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((لا يقُل أحدكم: أطعم ربك، وضِّئ ربك، وليقل: سيّدي ومولاي؛ ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتايَ وفتاتي وغلامي))
حكم النهي في الحديث
هذا النهي في هذا الحديث اختلف فيه أهل العلم على قولين:

الأول: أنه للتحريم؛ لأن النهي، الأصل فيه للتحريم، إلاَّ إذا صرفه عن ذلك الأصل صارِف.
وقال آخرون: النهي هنا للكراهة ؛ وذلك لأنه من جهة الأدب، ولأنه جاء في القرآن من قول يوسف عليه السلام: {اذكرني عند ربِّك فأنساه الشيطان ذكرَ ربِّه فلبثَ في السجن بضع سنين} ولأن الربوبية هنا المقصود بما يناسب البشر؛ فرب الدار، ورب العبد، هو الذي يملك أمره في هذه الدنيا؛ فلهذا قالوا: (النهي للكراهة وليس للتحريم) مع ما جاء في بعض الأحاديث من جواز، أو من تجويز إطلاق بعض تلك الألفاظ.
كيف حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد
منْ بابِ حِمايَةِ الْمُصطفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنابَ التوحيدِ، فقدْ بَلَّغَ أُمَّتَهُ كلَّ ما فيهِ لهم نَفْعٌ، ونَهاهُمْ عنْ كلِّ ما فيهِ نَقْصٌ في الدِّينِ، فلا خَيرَ إلاَّ دَلَّهُمْ عليهِ، خُصوصًا في تحقيقِ التوحيد، ولا شَرَّ إلاَّ حَذَّرَهم عَنْهُ صَلَوَاتُ اللهِ وسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، خُصوصًا ما يُقَرِّبُ من الشرْكِ لَفْظًا وإنْ لم يُقْصَدْ.
السيادة العامة للرب والخاصة للعبد
قال: ((وليقُل: سيدي ومولاي)) السيادة مع كون الله -جل وعلا- هو السيد؛ لكن السيادة بالإضافة لا بأس بها؛ لأن للبشر سيادة تناسبه.هنا مسالتنان:
· حكم قول العبد: ربي, وقول السيد: عبدي وفتاي:
- علة النهي:
الجمع بين جواز قول مولاي للبشر والنهي عنه الذي جاء في صحيح مسلم :
(ومولاي) المولى يأتي على معانٍ كثيرة، أن يخاطب البشر بقوله:
(مولاي) أجازه طائفة من أهل العلم بناءً على هذا الحديث؛ قال: ((وليقل سيدي ومولاي)).
وقد جاء في (صحيح مسلم) النهي عن أنْ يقول: ((مولاي)) (لا تقولوا: مولايَ، إنما مولاكم الله) أو نحو ذلك.

وهذا الحديث أعلَّهُ بعض أهل العلم بأنه نُقل بالمعنى؛ فهو شاذٌّ من جهة اللفظ، وهو مُعارِضٌ لهذا الحديث الذي هو نصّ في إجازة ذلك.
فيكون إذاً الصحيح: جواز إطلاق لفظ (مولاي) هنا سيدي، مولاي، ونحو ذلك… لأن السيادة هناك سيادة تناسب البشر، وقول: (مولاي) هناك ما يناسب البشر من ذلك.
فليست في مقام (ربِّك) أو (عبدي وأمَتي) لأن ذاك أعظم درجة؛ وواضح أنَّ فيها اختصاص العبودية بالله جل وعلا، وإطلاق ذلك على البشر لا يجوز.
قال: ((ولا يقل أحدكم عبدي وأمَتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي)) لأجل ما ذكرنا.
فتحصَّل من ذلك أنَّ هذه الألفاظ يجب -كما ذكرنا- أن يُحترز فيها ما لا يكون معه الأدب مع مقام ربوبية الله جل وعلا، وأسمائه سبحانه وتعالى؛ وعليه فلا يكون جائزاً أن يقول: ((عبدي وأمتي)) أو أن يقول: ((أطِعم ربك، وضِّئ ربك)) ونحو ذلك؛ هذا كله مختص بالتعبيد، أو الربوبية للمكلفين.
جواز إضافة الربوبية إلى غير المكلّف
أما إضافة الربوبية إلى غير المكلّف فلا بأس بها؛ لأن حقيقة العبودية لا تتصوَّر فيها، كأن تقول: (رب الدار، ورب المنزل، ورب المال) ونحو ذلك فإن الدار، والمنزل، والمال: ليست بأشياء مكلفة بالأمر والنهي؛ فلهذا لا تنصرف الأذهان، أو يذهب القلب إلى أن ثمة نوع مِنْ عبودية هذه الأشياء لمن أضيفتْ إليه؛ بل إنَّ ذلك معروف أنه إضافة مِلك؛ لأنها ليست مخاطبة بالأمر والنهي، وليس يحصل منها خضوعٌ أو تذلل.
حكم عدم العدول عن قول عبدي وأمتي إلى وفتاي فتاتي
وهذا على وجْهِ الاسْتِحْبابِ أنَّ يَعْدِلَ الْعَبْدُ عن قولِ: عبدْي وأَمَتِي، إلى: فَتايَ وفتاتي؛ تَحَفُّظًا عن اللَّفْظِ الَّذي فيه إيهامٌ ومحذورٌ ، ولو على وجْهٍ بعيدٍ، وليسَ حرامًا، وإنَّما الأدبُ كمالُ التَّحَفُّظِ بالألفاظِ الطيِّبَةِ الَّتي لا تُوهِمُ محذورًا بوجْهٍ، فَإِنَّ الأَدَبَ في الألفاظِ دليلٌ على كمالِ الإِخلاصِ، خُصوصًا هذه الألفاظَ التي هي أَمَسُّ بهذا المقامِ.
سبب النهي الوارد في الحديث بتعبيد المكلف
فإذاً: يُقيّد النهي الوارد في ذلك بتعبيد المكلَّف، أو أن يُقال لمكلفٍ: ((وضئ ربك، أو أنا ربُّ هذا الغلام)) أو نحو ذلك من الألفاظ التي لا تناسب الأدب.


أحسنت بارك الله فيك.
لو تقلل من النسخ وتحاول تلخيص المسائل بأسلوبك.
العنوان الذي تختاره للعناصر مهم لذا يجب الاعتناء بحسن الاختيار.
الدرجة : أ


الساعة الآن 01:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir