سؤال عن القول الراجح في إسلام قرين النبي صلى الله عليه وسلم
 

مختلف فيه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه لم يُسلم ، وأن قول النبي صلى الله عليه وسلم (ولكن الله أعانني عليه فأسلم) هو بضم الميم ، وهي رواية ابن عيينة وكان يفسّرها بذلك أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يسلمُ من أذاه.
القول الثاني: على الرواية المشهورة بفتح الميم؛ أي أن الشيطان أسلم، ويؤيدها ما ورد في صحيح مسلم (فلا يأمرني إلا بخير) وهذا معنى إسلامه أي دخوله في الإسلام.
القول الثالث: أن إسلام الشيطان ليس على الحقيقة؛ وإنما هو إسلام حمله عليه الخوف والذل لقوّة إيمان النبي صلى الله عليه وسلم وقوة توكّله على الله وإعانة الله له حتى استسلم الشيطان فصار لا يأمره إلا بالخير خوفاً وذلاً وإذعاناً كما سخّر الله الشياطين لسليمان عليه السلام قهراً وقسراً وليس عن اختيار منهم، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
قال في المنهاج: (المراد في أصح القولين استسلم وانقاد لي، ومن قال: حتى أسلمُ أنا فقد حرف معناه، ومن قال الشيطان صار مؤمنا فقد حرف لفظه).

والقول الثاني هو أظهر الأقوال، لأن الجنّ منهم صالحون وغير صالحين ولا حاجة إلى تأويله على غير الظاهر المتبادر من معناه ولا سيما مع دلالة آخر الحديث على تأكيد هذا الظاهر، ولا يلزم من ذلك أن جنس الشياطين أسلموا.