معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال عن المراد بأن من لوازم قول القدرية إثبات فاعل مستقل غير الله (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35020)

ليلى باقيس 12 شوال 1434هـ/18-08-2013م 09:13 PM

سؤال عن المراد بأن من لوازم قول القدرية إثبات فاعل مستقل غير الله
 
بارك الله فيكم
- جاء في شرح العقيدة الواسطية للشيخ الرشيد رحمه الله:
اقتباس:

فالقَدَرِيَّةُ النُّفاةُ همُ الَّذين وَرَدَ فيهم الحديثُ الَّذي في السُّنَنِ أنَّهم مجوسُ هذهِ الأمَّةِ، وأكثرُ المعتزلَةِ على هذا المذهبِ الباطِلِ، فإنهم يقولونَ: إنَّ أفعالَ العبادِ وطاعتِهِمْ ومعاصيهِمْ لم تدخلْ تحتَ قضاءِ اللهِ وقدَرِه، فاللهُ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- على زعمِهمْ لا يَقْدِرُ على أفعالِ العبادِ ولا شاءَها منهمْ، ولكنَّهم يعملونَها دونَ مشيئةِ اللَّهِ وقدرتِه، وأنَّ اللَّهَ لا يَقدِرُ أنْ يَهدِيَ ضالاً ولا يُضِلَّ مهتديًا، فأثبتوا خالِقًا مع اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وهذا إشراكٌ مع اللَّهِ في توحيدِ الرُّبُوبيَّةِ.
قالَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّينِ بنُ تيميةَ -رحمَه اللهُ-: "وقَولُ القدريَّةِ يتضمَّنُ الإشراكَ والتَّعطِيلَ، فإنَّه يتضمَّنُ إِخْراجَ بَعضِ الحوادثِ عن أنْ يكونَ لها فاعِلٌ، ويتضمَّنُ إثباتَ فاعِلٍ مستقِلٍّ غيرِ اللَّهِ، وهاتان شُعبتانِ مِن شُعَبِ الكُفرِ، فإنَّ أَصْلَ كُلِّ كُفرٍ هو التَّعطيلُ والشِّركُ".
انتهى. (منهاج)."
أرجو شرح قول شيخ الإسلام -نفع الله بكم-
وجزاكم الله خيرا

عبد العزيز الداخل 12 شوال 1434هـ/18-08-2013م 10:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس (المشاركة 112878)
بارك الله فيكم
- جاء في شرح العقيدة الواسطية للشيخ الرشيد رحمه الله:
اقتباس:

فالقَدَرِيَّةُ النُّفاةُ همُ الَّذين وَرَدَ فيهم الحديثُ الَّذي في السُّنَنِ أنَّهم مجوسُ هذهِ الأمَّةِ، وأكثرُ المعتزلَةِ على هذا المذهبِ الباطِلِ، فإنهم يقولونَ: إنَّ أفعالَ العبادِ وطاعتِهِمْ ومعاصيهِمْ لم تدخلْ تحتَ قضاءِ اللهِ وقدَرِه، فاللهُ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- على زعمِهمْ لا يَقْدِرُ على أفعالِ العبادِ ولا شاءَها منهمْ، ولكنَّهم يعملونَها دونَ مشيئةِ اللَّهِ وقدرتِه، وأنَّ اللَّهَ لا يَقدِرُ أنْ يَهدِيَ ضالاً ولا يُضِلَّ مهتديًا، فأثبتوا خالِقًا مع اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وهذا إشراكٌ مع اللَّهِ في توحيدِ الرُّبُوبيَّةِ.
قالَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّينِ بنُ تيميةَ -رحمَه اللهُ-: "وقَولُ القدريَّةِ يتضمَّنُ الإشراكَ والتَّعطِيلَ، فإنَّه يتضمَّنُ إِخْراجَ بَعضِ الحوادثِ عن أنْ يكونَ لها فاعِلٌ، ويتضمَّنُ إثباتَ فاعِلٍ مستقِلٍّ غيرِ اللَّهِ، وهاتان شُعبتانِ مِن شُعَبِ الكُفرِ، فإنَّ أَصْلَ كُلِّ كُفرٍ هو التَّعطيلُ والشِّركُ".
انتهى. (منهاج)."
أرجو شرح قول شيخ الإسلام -نفع الله بكم-
وجزاكم الله خيرا

هذا من باب إلزامهم بالحجة وبيان فساد أقوالهم بفساد لازمها، وهم لا يلتزمون وجود إله آخر مع الله، ولو التزموا ذلك لكفروا، وإنما منع من تكفيرهم ما لديهم من الشبهة، وكلام شيخ الإسلام في بيان فساد قول القدرية سديد، لأن القدرية على درجتين:
الدرجة الأولى: القدرية الغلاة: نفاة العلم، وهؤلاء أتباع معبد الجهني، وهم كفار بإجماع السلف؛ لأنهم نفوا علم الله السابق.
والدرجة الثانية: نفاة المشيئة والخلق، وهما المرتبتان الثالثة والرابعة من مراتب الإيمان بالقدر، وهذا ما وقع فيه المعتزلة، وهم الذين ردّ عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فإن نفيهم خلق الله لأفعال العباد ومشيئته لما وقع منها يلزم منه أن هذه الأفعال لها خالق غير الله، وأنّ العبد يخلق فعل نفسه؛ فجمعوا بين الشرك والتعطيل؛ عطلوا إذ زعموا أنّ الله لم يخلقها، وأشركوا إذ ادعوا لها خالقا غير الله.


الساعة الآن 01:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir