سؤال عن مرجع الضمير في (مثله) في قوله تعالى: {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله}
السؤال :
في قوله تعالى في سورة البقرة ({وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله} ) بعد أن ذكر ابن كثير القولين في الآية وأن الضمير في مثله يعود إلى القرآن، وقيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (والصّحيح الأوّل؛ لأنّ التّحدّي عامٌّ لهم كلّهم) ولم أفهم وجه كونه عاما في ترجيح أنه القرآن على أنه النبي صلى الله عليه وسلم |
اقتباس:
ومعنى هذا القول: أي فليأتوا بسورة يقولها رجلٌ أميّ مثل محمد صلى الله عليه وسلم في أميّته، وهذا القول أخصّ من الأول، لأن فيه قصر التحدّي على أن يكون من رجلٍ أميّ لم يقرأ كتب الأولين كما قال الثعلبي: (وقيل في قوله: (مثله) : راجعة الى محمد صلى الله عليه وسلم ومعناه: فأتوا بسورة من مثله أي من رجل أمي لا يحسن الخط والكتابة). وهذا القول لا أعلمه مسنداً عن أحد من السلف، ذكره أبو إسحاق الزجاج، ولم يسمّ قائله، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير عن أبي عبيدة والزجاج وابن القاسم، والزجاج إنما هو ناقل لهذا القول، وذكره ابن عطية في تفسيره وذكر اختلاف القائلين به في معنى عود الضمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمّ أحداً منهم، وهو قول محدث لا يصحّ. وقول ابن كثير: (والصحيح الأول) فيه حكم على القول الآخر بالضعف، ولو كان يرى فيه شيئاً من الصحّة لقال: الراجح القول الأول، أو نحو ذلك من العبارات. |
الساعة الآن 02:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir