صفحة الطالب: دمشق الشام
مقاصدُ الكتابِ : بيانُ الوسائلِ المعينةِ على الحياةِ السَّعيدةِ
1- الإيمانُ العملُ الصَّالحُ إذا اجتمعَا في قلبِ المؤمنِ تلقَّى المسارَّ بالشُّكْرِ و القَبُولِ ، و تلقَّى المكارهَ و المضارّ بالمقاومةِ و الصَّبْرِ ، فيحدثُ له السُّرورُ و الابتهاجُ و زوالُ الهَمِّ و الغَمِّ و القَلَقِ ، قالَ تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صالحاً مِنْ ذَكَرٍ أو أنثى و هو مؤمنٌ فلنُحيينَّه حياةً طيِّبةً ) . 2- الإحسانُ إلى الخَلْقِ بالقولِ و الفِعْلِ و أنواعِ المعارفِ يدفعُ عنِ الإنسانِ الهمومَ و الغمومَ ، و يستوي في ذلك البَرُّ و الفاجرُ ، مع تميُّز البَرِّ بأنَّ إحسانَه صادرٌ عنْ إخلاصٍ و احتسابٍ لثوابهِ ، قالَ تعالى : ( لا خيرَ في كثيرٍ مِنْ نجواهم إلَّا مَنْ أمرَ بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النَّاسِ ) . 3- الاشتغالُ بِعِلْمٍ مِنَ الأعمالِ أو عِلْمٍ مِنَ العلومِ النَّافعةِ يشغلُ القلبَ عنِ التَّفكيرِ في الأمورِ المقلقةِ و أحياناً يُنسيهِ أسبابَها ، و هذا يشتركُ فيه المؤمنُ و غيرُه ، مع اختلافِ النِّيَّةِ الَّتي تكونُ عبادةً فيما يختصُّ بالأمورِ الدِّينيَّةِ و استعانةً على الطَّاعةِ في الأمورِ الدّنيويَّةِ . 4- الاهتمامُ بالحاضرِ و عَدَمُ الحزنِ على ما مضى أو الخوفِ مِمَّا هو آتٍ ، لذلك كانَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم يستعيذُ مِنَ الهمِّ و الحزنِ . 5- الإكثارُ مِنْ ذِكْرِ الله ، و التَّحدُّث بِنِعَمِه الظَّاهرةِ و الباطنةِ ، فَنِعَمُ الله تعالى لا تُعَدُّ و لا تُحْصَى إذا ما قرنَها العبدُ بِمَا يُصيبُه مِنْ مكارهَ ، فإذا أدركَ العبدُ ذلك رضيَ و صبرَ و استسلمَ للمكارهِ و المصائبِ فتهونُ وطأتُها عليه ، و ينالُ الأجرَ و الثَّوابَ ، قالَ تعالى : ( ألا بِذِكْرِ الله تطمئنُّ القلوبُ ) . 6- نسيانُ ما مضى مِنَ المكارهِ الَّتي لا يمكنُ ردُّها ، و مجاهدةُ القلبِ عنِ التَّفكيرِ فيها ، فإشغالُ الفِكْرِ بهذا الماضي عَبَثٌ و حُمْقٌ ، و كذلك مجاهدةُ القلبِ عنِ القلقِ و الخوفِ إزاءَ مستقبلٍ مجهولٍ لا يعلمُه إلَّا الله ، و اللُّجوءُ إلى الدُّعاءِ الصَّادقِ المرفقِ بالعملِ المخلصِ ، قالَ صلَّى الله عليه و سلَّم : ( اللَّهمَّ رحمتَك أرجو ، فلا تكلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ ، و أصلحْ لي شأني كلَّه ) . 7- توطينُ النَّفسِ على أسوأ الاحتمالاتِ الَّتي ينتهي إليها أمرٌ مِنَ الأمورِ ، و السَّعيُ النَّافعُ لمدافعتِها بحسبِ الاستطاعةِ ، فتنشغلُ بذلك عنِ الاهتمامِ بالمصائبِ . 8- الاعتمادُ على الله ، التَّوكُّل عليه ، والثِّقةُ به ، و الطَّمعُ بفضلهِ ، قالَ تعالى : ( وَ مَنْ يتوكَّل على الله فهو حَسْبُهُ ) . 9- الإغضاء عنِ المساوئِ و النَّظَرِ في المحاسنِ لئلَّا تنقطعَ صحبتُه و اتِّصالُه بالآخرين ، و هذا يحتاجُ إلى دُرْبَةٍ و مِرَانٍ سواء في ذلك صِغَارُ الأمورِ و كِبَارُهَا ، قالَ صلَّى الله عليه و سلَّم : ( لا يفركنَّ مؤمنٌ مؤمنةً ، إنْ كَرِهَ منها خُلُقاً أحبَّ منها آخرَ ) . 10- إدراكُ أنَّ حياةَ السَّعادةِ قصيرةٌ فلا ينبغي تضييعُها بالهمِّ و الأحزانِ . 11- مقارنةُ الإنسانِ بين النِّعَمِ الدِّينيَّةِ و الدّنيويَّةِ و بين المصائبِ و المكارهِ . 12- المقارنةُ بين الخوفِ مِنْ حدوثِ ضَرَرٍ و بين احتمالاتِ السَّلامةِ منها . 13- التَّرَفُّع عنْ إيذاءِ النَّاسِ - لاسيما في الأقوالِ السَّيِّئةِ - و عدمُ الانشغالِ بها يصرفُ الضَّرَرَ عنِ الإنسانِ . 14- طريقةُ تفكيرِ الإنسانِ وسيلةٌ مِنْ وسائلِ السَّعادةِ أو الشِّقاءِ . 15- توطينُ النَّفسِ على عَدَمِ المبالاةِ بِشُكْرِ مَنْ تُنْعِمُ عليه ، و طَلَبُ الشُّكْرِ مِنَ الله ، قالَ تعالى : ( إنَّما نطعمُكم لوجهِ الله لا نريدُ منكم جزاءً و لا شُكُوراً ) . 16- تخيُّر الأهمّ فالمهمّ في جميعِ الأعمالِ النَّافعةِ . |
الساعة الآن 04:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir