كتاب الخاء - أبواب الخمسة
أبواب الخمسة 114 - باب الخسران ويقال: خسر وخسران: كما يقال: كفر وكفران. وذكر أهل التفسير أن الخسران في القرآن على خمسة أوجه: أحدها: النقص. ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}، وفي المطففين: {وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}. والثاني: الغبن. ومنه قوله تعالى في الزمر: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}. والثالث: العجز. ومنه قوله تعالى في يوسف: {قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون}، وفي المؤمنين: {ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون}. والرابع: الضلال: ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {فقد خسر خسرانا مبينا}، ومثله: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}. والخامس: العقوبة. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}، وفي هود: {أكن من الخاسرين}. 115 - باب الخوف وقال شيخنا: الخوف خاصة من خواص النفس تظهر. وذكر أهل التفسير أن الخوف في القرآن على خمسة أوجه: - أحدها: الخوف نفسه. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون}، وفي الأعراف: {وادعوه خوفا وطمعا}، وفي تنزيل السجدة: {يدعون ربهم خوفا وطمعا}. والثاني: العلم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فمن خاف من موص جنفا [أو إثما]} وفيها {فإن خفتم ألا يقيما حدود الله}، وفي سورة النساء: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة}، وفيها: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا}، وفي الأنعام: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم}. والثالث: الظن. ومنه قوله تعالى في البقرة: {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله}. قال الفراء: وهي في قراءة أبي إلا أن يظنا والخوف والظن يتقاربان في كلام العرب. قال الشاعر: أتاني كلام عن نصيب يقوله = وما خفت يا سلام أنك عائبي وقد ألحق قوم هذا القسم بالذي قبله. والرابع: القتال. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {فإذا جاء الخوف}، وفيها: {فإذا ذهب الخوف}. والخامس: النكبة تصيب المسلمين من قتل أو هزيمة. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به}. قال ابن عباس (رضي الله عنه): كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا بعث سرية من السرايا فغلبت أو غلبت، تحدثوا بذلك ولم يسكتوا حتى يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) هو المحدث به. 116 - باب الخيانة والتخون في اللغة: التنقص، تقول: تخونني فلان حقي إذا تنقصك. وسئل ثعلب: أيجوز أن يقال: إن الخوان إنما سمي بذلك لأنه يتخون ما عليه، أي: ينتقص، فقال: ما يبعد ذلك. وذكر أهل التفسير أن الخيانة [في القرآن] على خمسة أوجه: - أحدها: المعصية ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم}، قال ابن قتيبة: تخونونها بالمعصية. وفي الأنفال: {لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم}، وفي حم المؤمن: {يعلم خائنة الأعين}. والثاني: نقض العهد. ومنه قوله تعالى في المائدة: {ولا تزال تطلع على خائنة منهم}، في الأنفال: {وإما تخافن من قوم خيانة}. والثالث: ترك الأمانة. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {ولا تكن للخائنين خصيما}. نزلت في طعمة بن أبيرق، كان عنده درع فخانها. والرابع: المخالفة في الدين. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما}، وفي الأنفال: {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل}، وفي التحريم: {كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما}. والخامس: الزنى، ومنه قوله تعالى في يوسف: {أن الله لا يهدي كيد الخائنين}. |
الساعة الآن 10:34 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir