معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال عن حكم مخاطبة الكفار والإهداء إليهم (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35644)

ياسر الشيخ علي 10 جمادى الآخرة 1432هـ/13-05-2011م 06:01 PM

سؤال عن حكم مخاطبة الكفار والإهداء إليهم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: شيخنا الفاضل أحسن الله إليكم. إن الدرس الرابع (من شرح ثلاثة الأصول وأدلتها) وهو تفصيل القول في (موالاة الكفار) من أجمل وأجمع ما قرأت وسمعت فجزاك الله خير الجزاء على هذا التفصيل الطيب. وأشهد الله على حبكم في الله.

ثانياً: لقد ابتليت بكثرة مخالطة الكفار وذلك بحكم دراستي في بلادهم. فلا بد من الكلام والمحاورة معهم، وفي بعض الأحيان تقديم الهدايا..!!
فهل توضح لنا - أحسن الله إليكم - القول الفصل في حكم تقديم الهدايا ومخالطة الكفار بقصد العمل أو الدراسة؟

وأجزل الله لكم المثوبة.

عبد العزيز الداخل 15 رجب 1432هـ/16-06-2011م 06:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر الشيخ علي (المشاركة 57870)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: شيخنا الفاضل أحسن الله إليكم. إن الدرس الرابع (من شرح ثلاثة الأصول وأدلتها) وهو تفصيل القول في (موالاة الكفار) من أجمل وأجمع ما قرأت وسمعت فجزاك الله خير الجزاء على هذا التفصيل الطيب. وأشهد الله على حبكم في الله.

ثانياً: لقد ابتليت بكثرة مخالطة الكفار وذلك بحكم دراستي في بلادهم. فلا بد من الكلام والمحاورة معهم، وفي بعض الأحيان تقديم الهدايا..!!
فهل توضح لنا - أحسن الله إليكم - القول الفصل في حكم تقديم الهدايا ومخالطة الكفار بقصد العمل أو الدراسة؟

وأجزل الله لكم المثوبة.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأحبك الله الذي أحببتني فيه.
والحمد لله على توفيقه ، وما كان من خير وحق فهو المانّ به جل وعلا، فله الفضل وله الحمد وله الشكر، وليس لي من نفسي إلا العجز والضعف.

وأما ما ذكرت من مخاطبة الكفار والإهداء إليهم ؛ فالأصل في المؤمن ألا يكون كلامه إلا طيباً ، كما قال الله تعالى: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط العزيز الحميد}
ولا سيما في مقام الدعوة فإن اللين في القول مأمور به، والغلظة والتنفير محرمة وقد أمر الله تعالى موسى وهارون بلين القول لفرعون رجاء أن ينتفع به بالموعظة الحسنة كما قال تعالى: {فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى}
فهذا هو الأصل في المخاطبة.
لكن من ظهرت منه المعاندة والمعاداة والإيذاء فهذا يغلظ له الغلظة الشرعية لأنه الأسلوب الأولى في حقه ، وقد علم العقلاء أن لكل مقام مقالاً
وقد قيل:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا = مضرّ كوضع السيف في موضع الندى
وقد قال الله تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وليجدوا فيكم غلظة}
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة}
فالغلظة تكون في مقام الجهاد والإنكار.
واللين يكون في مقام الدعوة والتألف
ولكل مقام مقال.
ولا يجوز أن يبدأ المؤمنُ الكافر بالغلظة ؛ لأن في ذلك تنفيراً له ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا )) رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
وإنما تكون الغلظة مقابلة له على عدوانه ومعاداته وإيذائه فهي نوع من أنواع العقوبة التي يعاقب بها المعاند والمعادي وهي من الجهاد المأمور به في مواضعها.
وهذه الغلظة لها آدابها الشرعية فهي غلظة إيمانية باعثها البغض في الله ، ومقصدها تحقيق المصلحة الشرعية بإظهار العزة لدين لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين، ولا يجوز أن تفضي هذه الغلظة إلى الظلم والعدوان والفحش في القول والعمل.

وأما الإهداء على الكفار غير المحاربين فينبي حكمه على مقصده
- فإن كانت الهدية لمقصد صالح كالدعوة إلى الله والتأليف، والمكأفأة على المعروف، ودفع الشر والأذى عن المؤمنين، ونحو ذلك من المقاصد الصالحة فهي هدية مندوب إليها مثاب عليها.
- وإن كانت لمقصد سيء ولتحقيق غرض محرم كالرشوة وعقد الصداقة مع الكفار، والاستمتاع المحرم، ونحو ذلك فهي محرمة.
- وإن كانت لمقصد مباح لا يترتب عليه كسب محرم ولا موالاة محرمة ، وإنما هي لتحقيق مقصد مباح في تجارة أو دراسة أو عمل من الأعمال التي تنفع المؤمن وليس فيها إثم فهي مباحة ، والأمور المباحة إذا احتسب الإنسان فيها مقصداً صالحاً تحولَّت إلى قربة وعبادة.


الساعة الآن 09:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir