83: قصيدة سُبيع بنُ الخَطِيمِ: بانَتْ صَدُوفُ فقلبُه مَخطوفُ = ونأَتْ بجانِبِها عليك صَدُوفُ
وقال سُبيعُ بنُ الخَطِيمِ:
بانَتْ صَدُوفُ فقلبُه مَخطوفُ = ونأَتْ بجانِبِها عليك صَدُوفُ واستَوْدَعَتْكَ مِنَ الزَّمانةِ إنها = مما تَزورُكَ نائمًا وتَطُوفُ واستبدلَتْ غَيْرِي وفارَقَ أهلُها = إنَّ الغَنِيَّ على الفقيرِ عَنيفُ إمَّا تَرَيْ إِبِلِي كأنَّ صُدُورَها = قَصَبٌ بأيدي الزامرينَ مَجُوفُ فزَجَرْتُها لمَّا أَذِيتُ بِسَجْرِها = وقَفا الحنينَ تَجَرُّرٌ وصَرِيفُ فاقْنَيْ حَيَاءَكِ إنَّ رَبَّكِ هَمُّهُ = في بَيْنِ حَزْرَةَ والثُّوَيْرِ طَفِيفُ فاسْتَعْجَمَتْ وتَتَابَعَتْ عَبَرَاتُها = إنَّ الكريمَ لِمَا ألمَّ عَرُوفُ واعتادَ لمَّا أنْ تَضَايَقَ سِرْبُها = بلِوَى بَوَادِرَ مَرْبَعٌ ومَصِيفُ وإذَا شَتَتْ يومًا فإنَّ مكانَها = بَلَدٌ تَحَامَاهُ الرجالُ وَرِيفُ ولقد هَبَطْتُ الغَيثَ أصبحَ عَازِبًا = أُنُفًا به عُوذُ النِّعَاجِ عُطُوفُ مُتَهَجِّمَاتٌ بالفَرُوقِ وثَبْرَةٍ = حينَ ارْتَبَأْتُ كأنهنَّ سُيُوفُ ولقد شَهِدْتُ الخيلَ تَحْمِلُ شِكَّتِي = جَرْدَاءُ مُشْرِفَةُ السَّراةِ سَلوفُ تَرْمِي أمامَ الناظِرَيْنِ بِمُقْلَةٍ = شَوْسَاءَ يَرْفَعُها أَشَمُّ مُنِيفُ ومجالسَ بيضِ الوُجُوهِ أَعِزَّةٍ = حُمْرِ اللِّثاتِ كلامُهم معروفُ أربابُ نَخْلَةَ والقُرَيْظِ وشاهِمٍ = إني كذلكِ آلِفٌ مأْلُوفُ إني مُطيعُكِ ثم إني سائِلٌ = قَوْمِي وكلُّهم علَيَّ حَلِيفُ مِن غيرِ ما جُرْمٍ أكونُ جَنَيْتُهُ = فِيهم ولا أنا إن نُسِبْتُ قَذِيفُ ومُسَيَّبٍ خَصِرٍ ثوى بمضَلَّة = وإذا تُحَرِّكُهُ الرِّياحُ يَزيفُ حلَّتْ به بعدَ الهدُوِّ نِطَاقَهَا = مِسْعٌ مُسَهَّلَةُ النِّتَاجِ رَجُوفُ تَزَعُ الصَّبَا رَيْعَانَهُ ودَنَتْ له = دُلحٌ يَنُؤْنَ عِظَامُهُنَّ ضَعِيفُ تَنْفِي الحَصَى حَجَراتُه فكأنه = برِحالِ حِمْيَرَ بالضُّحَى مَحْفُوفُ |
شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
83 وقال سبيع بن الخطيم * 1 بانت صدوف فقلبه مخطوف = ونأت بجانبها عليك صدوف 2 واستودعتك من الزمانة إنها = مما تزورك نائمًا وتطوف 3 واستبدلت غيري وفارق أهلها = إن الغنى على الفقير عنيف 4 إما ترى إبلي كأن صدورها = قصب بأيدي الزامرين مجوف 5 فزجرتها لما أذيت بسجرها = وقفا الحنين تجرر وصريف 6 فاقني حياءك إن ربك همه = في بين حزرة والثوير طفيف 7 فاستعجمت وتتابعت عبراتها = إن الكريم لما ألم عروف 8 واعتاد لما أن تضايق سربها = بلوى بوادر مربع ومصيف 9 وإذا شتت يومًا فإن مكانها = بلد تحاماه الرجال وريف 10 ولقد هبطت الغيث أصبح عازبًا = أنفًا به عوذ النعاج عطوف 11 متهجمات بالفروق وثبرة = حين ارتبأت كأنهن سيوف ـــــــــــــ (*) هي المفضلية رقم 112 مع زيادة بيت هناك بعد البيت الثامن هنا، وهو: أما إذا قاظت فإن مصيرها = هضب القليب فعردة فأفوف (4) في هامش ش «أي تحن فكأن في صدورها مزامير. هـ صح أصل». (5) في صلب ش «السجر: فوق الحنين. قفا: تبع. تجرر: تفعل من الجرة». (8) في المفضليات: «بلوى نوادر». (10) في صلب ش «يريد الكلأ لأنه من الغيث. أنف: مستأنف. عوذ: حديثات النتاج». (11) في هامش ش «خ: ارتبأن: ارتفعن». 12 ولقد شهدت الخيل تحمل شكتي = جرداء مشرفة السراة سلوف 13 ترمي أمام الناظرين بمقلة = شوساء يرفعها أشم منيف 14 ومجالس بيض الوجوه أعزة = حمر اللثات كلامهم معروف 15 أرباب نخلة والقريظ وشاهم = إني كذلك آلف مألوف 16 إني مطيعك ثم إني سائل = قومي وكلهم على حليف 17 من غير ما جرم أكون جنيته = فيهم ولا أنا إن نسبت قذيف 18 ومسيب خصر ثوى بمضلة = وإذا تحركه الرياح يزيف 19 حلت به بعد الهدو نطاقها = مسع مسهلة النتاج رجوف 20 تزع الصبا ريعانه ودنت له = دلح ينؤن عظامهن ضعيف 21 تنفي الحصى حجراته فكأنه = برحال حمير بالضحى محفوف ـــــــــــــ (12) في صلب ش «شكتى: سلاحي. والسراة. الظهر. والسلوف: المتقدمة». وفي المفضليات «مشرفة القذال». (13) في هامش ش «الأشم، يعني عنقًا. هـ أصل». في المفضليات: «بمقلة خوصاء». (15) في المفضليات: «وساهم»، وهو الصواب. (16) في صلب ش «الحليف: ابن العم، والمولى، والمحالف». (17) في الأصل: «إن نسيت»، صوابه من المفضليات. (18) في صلب ش «يزيف ويُزيف: كلاهما يلمع. ومسيب: نبت». (19) المفضليات: «زحوف». (20) في صلب ش: تزع: تكف. دلح: سحاب ثقال. ينؤن: ينهضن. (21) في صلب ش «حجراته: نواحيه، يريد شدة وقع المطر. وإنما خص حمير لأنهم ملوك فرحالهم مختلفة الألوان، فشبه ألوان الزهر بها». [شرح الأصمعيات: 222-223] |
الساعة الآن 09:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir