معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال: ما معنى أن يُنسب فعل العبد إليه نسبة كسب ومباشرة وإلى الله تعالى نسبة خلق وتقدير؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=33640)

ليلى باقيس 19 ذو القعدة 1432هـ/16-10-2011م 09:00 PM

سؤال: ما معنى أن يُنسب فعل العبد إليه نسبة كسب ومباشرة وإلى الله تعالى نسبة خلق وتقدير؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن عثيمين رحمه الله:
اقتباس:

(أنَّ وَجْهَ كَوْنِ فِعْلِ العَبْدِ مَخْلُوقًا للهِ تعالى يَدُلُّ عليهِ أمْرانِ:
الأوَّلُ: أنَّ فِعْلَ العَبْدِ مِنْ صفاتِهِ، والعبدُ وصِفَاتُهُ مَخْلُوقانِ للهِ تعالى.
الثاني: أنَّ فِعْلَ العَبْدِ صَادِرٌ عنْ إرادةٍ قَلْبِيَّةٍ وقُدْرَةٍ بَدَنِيَّةٍ، ولَوْلاَهُمَا لمْ يَكُنْ فَعَلَ، والذي خَلَقَ هذهِ الإِرَادةَ والقُدْرَةَ هوَ اللهُ تعالى، وخَالِقُ السَّبَبِ خَالِقٌ للْمُسَبَّبِ، فنِسْبَةُ فِعْلِ العَبْدِ إلى خَلْقِ اللهِ لَهُ نِسْبَةُ مُسَبَّبٍ إلى سَبَبٍ، لا نِسْبَةُ مُبَاشَرَةٍ؛ لأنَّ المُبَاشِرَ حَقِيقَةً هوَ العَبْدُ؛ فلذلكَ نُسِبَ الفِعْلُ إليهِ كَسْبًا وتَحْصِيلاً، ونُسِبَ إلى اللهِ خَلْقًا وتَقْدِيرًا، فلِكُلٍّ من النِّسْبَتَيْنِ اعْتِبَارٌ، واللهُ أعْلَمُ).


لم أفهم ما هو مكتوب باللون الأحمر فهما جيدا، فإذا أمكن -أحسن الله إليكم- أريد بعض التوضيح لهذه العبارة.

وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم

عبد العزيز الداخل 7 رمضان 1433هـ/25-07-2012م 12:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس (المشاركة 72963)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن عثيمين رحمه الله:
اقتباس:

(أنَّ وَجْهَ كَوْنِ فِعْلِ العَبْدِ مَخْلُوقًا للهِ تعالى يَدُلُّ عليهِ أمْرانِ:
الأوَّلُ: أنَّ فِعْلَ العَبْدِ مِنْ صفاتِهِ، والعبدُ وصِفَاتُهُ مَخْلُوقانِ للهِ تعالى.
الثاني: أنَّ فِعْلَ العَبْدِ صَادِرٌ عنْ إرادةٍ قَلْبِيَّةٍ وقُدْرَةٍ بَدَنِيَّةٍ، ولَوْلاَهُمَا لمْ يَكُنْ فَعَلَ، والذي خَلَقَ هذهِ الإِرَادةَ والقُدْرَةَ هوَ اللهُ تعالى، وخَالِقُ السَّبَبِ خَالِقٌ للْمُسَبَّبِ، فنِسْبَةُ فِعْلِ العَبْدِ إلى خَلْقِ اللهِ لَهُ نِسْبَةُ مُسَبَّبٍ إلى سَبَبٍ، لا نِسْبَةُ مُبَاشَرَةٍ؛ لأنَّ المُبَاشِرَ حَقِيقَةً هوَ العَبْدُ؛ فلذلكَ نُسِبَ الفِعْلُ إليهِ كَسْبًا وتَحْصِيلاً، ونُسِبَ إلى اللهِ خَلْقًا وتَقْدِيرًا، فلِكُلٍّ من النِّسْبَتَيْنِ اعْتِبَارٌ، واللهُ أعْلَمُ).


لم أفهم ما هو مكتوب باللون الأحمر فهما جيدا، فإذا أمكن -أحسن الله إليكم- أريد بعض التوضيح لهذه العبارة.

وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لعل المثال يوضح المقال.
في قول الله تعالى: {قال أتعبدون ما تنحتون . والله خلقكم وما تعملون}
المراد بما يعملون: أصنامهم التي ينحتونها في قول جماعة من المفسرين.
فهذه الأصنام مخلوقة.
فتنسب صناعتها إلى المشركين لأنهم هم الذين نحتوها.
وينسب خلقها إلى الله تعالى لأنه هو خالق كل شيء ، وهو خالق هؤلاء المشركين وخالق ما يعملونه من الأصنام وغيرها؛ فالأصنام جزء من خلق الله .
فتكون نسبتها إلى الله نسبة المخلوق إلى خالقه.
ونسبة صناعتها للمشركين لأنهم هم الذين نحتوها، وهم سبب إيجادها .
ومن المعلوم أن العبد لا يستقل بإيجاد شيء ولا يمكنه أن يوجد شيئاً من العدم، بل هو يتصرف فيما أقدره الله عز وجل عليه وما يسره له من الأسباب فيغيّر فيه بالتركيب والمزج والتصوير وغير ذلك مما أمكنه الله منه حتى ينتج له شكل من أشكال الخلق.
فيكون ما صوَّره العبد ونحته من التماثيل وغيرها من صنعه لأنه هو سبب إيجاده؛ فيقال: هذا تمثال فلان لأنه هو الذي صنعه.
وهذا التمثال مخلوق من جملة المخلوقات.
وتقرير هذا في كتب الاعتقاد للرد على القدرية من المعتزلة وغيرهم لأنهم يزعمون أن العبد يخلق فعل نفسه.


الساعة الآن 11:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir