سؤال: لماذا نجد عقائد منسوبة لأسماء علماء معينين؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قررت أن أبدأ بتعلم العلم الشرعي لأفقه أمر ديني وما يريده الله مني في تلك الدنيا ... لا أملك من العلم الشرعي إلا ما أسمعه من هنا وهناك في وسائل الإعلام المتعددة أو الحلقات الدينية المؤقتة التي لا تتعدى عن محاضرة عامة، لا أملك من العلم الشرعي إلا ما تعلمته من أيام طفولتي ومراهقتي في المدرسة ... هممت أن أسلك سبيلا منهجيا أتعلم منه وقدر الله أن أصل لمنتداكم اللامع ... لكن هناك سؤال يدور في ذهني:
لماذا نجد عقائد منسوبة لأسماء علماء معينين؟ مثل العقيدة الطحاوية، عقيدة ابن أبي زيد القيرواني، الخ ...

لب عقيدتنا هي القرآن والسنة، عندما يأتي أحد العلماء الفضلاء يعلم دروس العقيدة أو يؤلف كتابا في العقيدة ثم ينسب تلك العقيدة لنفسه، فهذا يوحي لي بأن بعض العلماء لهم عقيدة خاصة يعتقدون بها بناء على مفاهيهم التي قد تكون صائبة من ناحية وخاطئة من ناحية أخرى ... فإذا كان الأمر كذلك من كبار علماءنا فيحق لكل من يظن أنه عالما بتأليف كتاب عن العقيدة بالأدلة ثم ينسب تلك العقيدة لنفسه وهكذا نكون فتحنا بابا لا ينسد ... أليس من باب أولى أن تسمى العقيدة باسم شامل كـ عقيدة أهل السنة والجماعة أو عقيدة الطائفة المنصورة أو عقيدة الفرقة الناجية وما شابه؟


على الساحة الآن توجد عقائد بأسماء مختلفة وكلها تنسب إلى أهل السلف، فأي السبيل أسلك؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وأهلاً وسهلاً بك أخي الكريم، وأسأل الله تعالى أن ييسر لك طلب العلم النافع، وأن يجعلك من أهل العلم والإيمان، وينفع بك أمة الإسلام.

الكتب التي ألفها أئمة أهل السنة والجماعة في بيان العقيدة الصحيحة كثيرة، وكثير منها سمي بما ذكرت من الأسماء كعقيدة أهل السنة والجماعة، واعتقاد الفرقة الناجية، وكتاب التوحيد، وكتاب السنة، وكتاب الاعتقاد ، وكتاب أصول السنة، وكتاب أصول الاعتقاد، وغيرها من الأسماء التي تدل على أنهم إنما أرادوا بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ، ولم يزعموا لأنفسهم عقيدة يختصون بها عن أهل السنة، ولكن لما اشتهرت بعض تلك الكتب، وكثر تداولها اختصرت أسماؤها بأنواع من الاختصارات فمنها ما نسب اسمه إلى مؤلفه كالعقيدة الطحاوية والعقيدة السفارينية، وعقيدة الصابوني وغيرها، وهذه التسميات إنما هي من باب الاختصار والتمييز، ولم يسمها مؤلفوها بهذا الاسم.
ومنها كتب اشتهرت نسبتها إلى بلد من البلدان إما لأن العالم الذي ألفها أرسل بها إلى أهل ذلك البلد، وإما أنه اجتاز ببلد من البلدان وكتب ذلك الكتاب فيه، ومن أمثلة تلك الكتب: العقيدة الواسطية، والرسالة التدمرية، والفتوى الحموية، والعقيدة الأصفهانية.

وهذه الكتب التي اجتهد العلماء في بيان عقيدة أهل السنة فيها مستندها الكتاب والسنة والإجماع وآثار السلف الصالح.
ومن قرأها وتأملها عرف أن أولئك العلماء الذين كتبوها لم يزعموا أن لهم عقيدة خاصة يتميزون بها عن أهل السنة ويدعون الناس إليها.

وهذه الكتب على درجات في الاختصار والتوسط والتوسع، وبعضها سهل العبارة مختصر يناسب المبتدئين، وبعضها فيه مناقشة ورد على المخالفين من أهل البدع والكفار فربما قرأها بعض المبتدئين ووجد صعوبة في قراءتها وفهمها، والذي أنصحك به التدرج في تعلم الاعتقاد ، بالبدء بالكتب التي تناسب المبتدئين، ثم الكتب التي تناسب المتوسطين من طلاب العلم، ثم الكتب التي تناسب المتقدمين، وبهذه الطريقة تختصر على نفسك كثيراً من الوقت والجهد، وتأتي الأمر من بابه.

وأوصيك بالالتحاق بالدورة الأولى ، وستجد أنها سهلة ميسورة بإذن الله ، ثم واصل الالتحاق بالدورة التي تليها، وهكذا حتى تتم الدورات العلمية للمبتدئين، ثم تنتقل بعد ذلك إلى الدورات العلمية للمتوسطين، ثم المتقدمين، وبعدها نسعد - إن شاء الله - ببروز عالم جديد من علماء الإسلام.

سلمت يمينك على الرد المفصل ... جزاك الله خيرا والله الموفق والهادي الى سواء السبيل