سؤال عن حكم وصف يد إنسان بأنها مباركة
 

كلام العامّة يحمل على مقاصدهم وإن كان فيه خطأ من جهة اللغة فقد يريدون شيئاً يدلّ اللفظ في لغة العرب على خلافه؛ فلفظة "مبروكة" مشهورة الاستعمال عند العامّة وهي خطأ والصواب "مباركة" كما قال الله تعالى: {تحية من عند الله مباركة طيّبة} و{شجرة مباركة} و{ليلة مباركة} و{البقعة المباركة} وكذلك في الأحاديث وأشعار العرب وما أثر عنهم إنما يقولون مبارك ومباركة ولا يقولون مبروك ولا مبروكة.
فالصحيح لغة أن يقال: مباركة، لكن في الحكم عليها يُحكم بناء على مراد القائلين بها.
ووصف يد الرجل بأنها مباركة هو من الكلام الذي يحتمل الصدق والكذب؛ فإن كان يصدق عليه بأنه ماهر في صنعته أو كثير الخير فهذا من معاني البركة، وكما يقال: رجل مبارك، وكتاب مبارك، ودرس مبارك؛ إذا كان كثير الخير والفائدة.
وقول القائلة: (أنا أتبارك بيد أمّي) تُسأل عن مرادها منه؛ لأنّه ليس بكلام مفهوم المعنى في لغة العرب؛ فإن وصفت معنى صحيحاً في الشرع قُبل منها؛ وإن وصفت ما فيه خطأ بُيّن لها خطؤها.
فإن أرادت أن أمها مباركة اليد في طبخها وتدبيرها ونحو ذلك فهذا وصف يحتمل الصدق والكذب كما سبق.
وإن أرادت أنها تتبرّك بيد أمّها؛ فتُسأل عن طريقة هذا التبرّك؛ فإن أرادت أنها تتبرّك بيدها بمعنى التمسّح والتقبيل باعتقاد أنّ يد أمّها مباركة كما يفعله كثير من أهل البدع مع معظّميهم فهذا بدعة ووسيلة من وسائل الشرك؛ لكن هذا المعنى فيما يظهر لي بعيد عن مراد القائلة.