معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة علوم الحديث الشريف (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=977)
-   -   سؤال عن الفرق بين مشاهدة الذات ومشاهدة الصفات في مقام مراقبة الله جل وعلا (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=36129)

تلميذ ابن القيم 21 محرم 1431هـ/6-01-2010م 11:42 PM

سؤال عن الفرق بين مشاهدة الذات ومشاهدة الصفات في مقام مراقبة الله جل وعلا
 
في حديث جبريل الطويل:
قول الشيخ صالح آل الشيخ في مقام المشاهدة:
اقتباس:

(وهذه المشاهدة المقصود بها: مشاهدة الصفات، لا مشاهدة الذات؛ لأن الصوفية والضُلاَّل هم الذين جعلوا ذلك مدخلاً لمشاهدة الذات -كما يزعمون- وهذا من أعظم الباطل والبهتان، وإنما يمكن مشاهدة الصفات)
هل هذا التفسير للمشاهدة هو الصواب أم تفسير باقي الشروح التي تفسر الرؤية: (كأنك ترى الله على الحقيقة)؟ خصوصا أنه مما يعضد الرأي الأخير استخدام أداة التشبيه كأن التي تنفي حدوث الرؤية على الحقيقة وتحيل المعنى إلى محاولة التصور الذهني والروحي لهذا الموقف فإذا عجز العبد عن رؤية الله حقيقة وتصورا فلينتقل إلى الرتبة الأدنى وهي المراقبة وهي أسهل لسهولة تصور أن الله يرى عباده.
أجيبوني مشكورين ...

عبد العزيز الداخل 24 صفر 1431هـ/8-02-2010م 05:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم (المشاركة 299096)
في حديث جبريل الطويل:
قول الشيخ صالح آل الشيخ في مقام المشاهدة:
اقتباس:

(وهذه المشاهدة المقصود بها: مشاهدة الصفات، لا مشاهدة الذات؛ لأن الصوفية والضُلاَّل هم الذين جعلوا ذلك مدخلاً لمشاهدة الذات -كما يزعمون- وهذا من أعظم الباطل والبهتان، وإنما يمكن مشاهدة الصفات)
هل هذا التفسير للمشاهدة هو الصواب أم تفسير باقي الشروح التي تفسر الرؤية: (كأنك ترى الله على الحقيقة)؟ خصوصا أنه مما يعضد الرأي الأخير استخدام أداة التشبيه كأن التي تنفي حدوث الرؤية على الحقيقة وتحيل المعنى إلى محاولة التصور الذهني والروحي لهذا الموقف فإذا عجز العبد عن رؤية الله حقيقة وتصورا فلينتقل إلى الرتبة الأدنى وهي المراقبة وهي أسهل لسهولة تصور أن الله يرى عباده.
أجيبوني مشكورين ...

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه) ليس المراد منه الحث على تصور ذات الله جل وعلا؛ فإن هذا مما ينهى عنه وفي الحديث: (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذات الله) وقد روي من حديث أبي هريرة وابن عمر وعبد الله بن سلام وابن عباس وقد حسنه الألباني بمجموع طرقه، وقوى الحافظ ابن حجر إسناده عن ابن عباس موقوفاً عليه.

وإنما المراد من الحديث الحث على أن يحسن المرء عبادة الله جل وعلا والتقرب إليه كأنه يرى الله، فيبلغ به الإيمان بالله تعالى والتصديق بوعده والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا والتفكر في آثارها ما يكون له أثر عظيم في عبادته وإحسان العمل والتقرب إلى الله جل وعلا، لا أن يحاول أن يتصور ذات الله سبحانه وتقدس.

ولأضرب لذلك مثالاً حتى يتضح الأمر، لو قلت لطالب في قاعة الاختبار وليس في القاعة من يراقبه: إياك والغش فإن القاعة مراقبة بالكاميرات، فأدِّ الاختبار كأنك ترى الأستاذ، أو كأن الأستاذ يراك؛ فهل أردت منه أن يتخيل صورة الأستاذ؟
أم هل أردت منه لازم قولك؟ وهو العمل بما يقتضيه استحضار تلك المراقبة، وأن يعتقد أنه مراقب في تصرفاته.

وهذا الأمر متلازم مع قوة اليقين؛ فمن عظم يقينه بالله جل وعلا عبده وكأنه يراه، نسأل الله من فضله.


الساعة الآن 07:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir