سؤال عن الاجتهاد في استنباط معاني القرآن
 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ... وأسأل الله أن يتقبل منكم صالح الأعمال ويبارك لكم في علمكم وعملكم ..
وأن ينفع بهذا المنتدى ..
وفقكم الله قال الماوردي في مقدمة تفسيره : فهل بالإمكان ذكر بعض من نسبهم إلى المتورعة؟
كذلك وجدت ممن رد على الماوردي بقوله : فأشكل علي ما يلي:
- هل هذا الرد له وجهة دلالة صحيحة؟
- وهل المقصود بـ (الشيء غير المفهوم في كتاب الله) مقدار ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم والخلاف المشهور فيه؟
وفقكم الله لكل خير

وفقك الله وسدد خطاك
لا أعلم أحدا من أهل العلم يقول بهذا القول، إلا أن يكون من أهل الظاهر.
وأما ما جاء عن بعض السلف من التابعين وغيرهم مما يوهم هذا المعنى فهو فهم غير سديد لكلامهم، بدليل أنهم قد فسروا كثيرا من الآيات التي ليس فيها نص صحيح صريح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به، فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة ؛ لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه)).

هذا الرد صحيح في الجملة، وهو المعروف عند أهل العلم؛ قال الطبري رحمه الله في تفسيره: ((كتاب الله أبين البيان، وأوضح الكلام، ومحال أن يوجد فيه شيء غير مفهوم المعنى)).
وقول صاحب الرد (يجوز أن يكون غير مفهوم) أي من باب الإمكان والجواز العقلي؛ لأنه لا دليل يدل على وجوب ذلك.
والخلاف في الأحرف المقطعة لا يضر في ذلك؛ لأنه قد ورد عن ابن عباس وغيره من السلف تفسير هذه الأحرف.

السؤال عن المقصود يكون باعتبار القاصد، فإن كنت تسأل عن معنى ذلك عند من سموا بالمتورعة، فهؤلاء عندهم : كل ما ليس فيه نص صحيح صريح.
وإن كنت تقصد عند جمهور أهل العلم فهؤلاء عندهم لا يوجد في كتاب الله شيء غير مفهوم، كما سبق النقل عن الطبري.

والله تعالى أعلم.