نوابع فتنة
 

أهمّ فؤادي أن رأى الخطب فاتغا ... وأبصر من خلف الحجاب نوابغا
وقد كان قبل اليوم سهواً حياتُه = جهولاً بأعداء الشريعة فارغا
إلى أن بدت منهم نوابغ فتنة = وحسبك أن تخشى على الدين نابغا
رضيعَ لِبَان الكفر لاهِجَ ثديه = يُرى كل يوم في المحارم والغا
وأحرى بمن كانت له الغرب مرضعا = بأن يستهلَّ السير في الأرض زائغا
له نَهَمٌ في الغَيِّ يَشْغَفُ قلبه = كأن له في كل عوراء نازغا
فعاثوا فساداً في البلاد بما جنوا = لهم في فنون الزيغ سبعون صائغا
يريدون سلب الناس سربال دينهم = وقد كان درع الدين في الناس سابغا
ولسنا على الأيام نعدم منهم = جريئاً مطاعاً أو خبيثاً مراوغا
ولم نلقَ إلا معرضاً عن شكاتنا = فكنّا كمن لاقى على الجرح لادغا
إذا قيل قول النصح لوَّوا رؤوسهم = وإن قيلت العوراء أصغوا صوادغا
فلو كان عن جهل لقلنا لعلهم = إذا علموا صَبُّوا على السوء دامغا
ولو كان عن عجزٍ صبرنا لعجزهم = فما لوم مسلوب الإرادة سائغا
نرى كل يوم من يدهدي عظيمةً = تدوِّي ولا يلقى من القوم فالغا
نرى كل يوم من يَحُزُّ لِمُطعم = وآخرَ من سُحْتِ المطاعمِ ماضغا
فلو أن نفساً فاضت اليوم حسرة = لقد كان وقع الأمر في النفس بالغا
ولكنني صبَّرتها بتعلُّلي = لعلَّ قريباً أن يرى الصبح بازغا
عسى الله أن يأتي بفتح فتنجلي = غشاوة غش شرها قد تفاشغا
وآثرت أن أبدي النصيحة موجزاً = وقد يبلغ القول الوجيز مبالغا
إذا فرَّط الأخيار في عرش عزِّهم = أحَلَّهم الأشرار ُمنه الروادغا
ولن تبلغ التمكين في الأرض أمة = تبوأ أهل السوء منها مرابغا

• تفاشغ: أي اتسع وانتشر وقارب التمكن، وفي الصحيحين قيل لابن عباس: إن هذا الأمر قد تفشغ بالناس ... الحديث، وقال الأشتر لعلي: إن الناس قد تفشغ فيهم ما يسمعون.
• المرابغ: قال أبو منصور الأزهري: قال أبو سعيد في قوله: إن الشيطان قد أربغ في قلوبكم وعشش: أي أقام على فساد اتسع له المقام معه، قال: والرابغ الذي يقيم على أمر مُمَكَّن له، وقال ابن الأثير: الإرباغ إرسال الإبل على الماء ترده أي وقت شاءت.

لقد اسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ومع ذلك لااااااا يأس فالخير باق في امتنا الى قيام
الساعه

ما شاء الله , قصيدة جميلة جداً , ومعبرة عن الواقع والله المستعان .
§ ما فهمت : ( فاتغا ) ( يدهدي ) ( فالغا ) ( الروادغا ) .
§ يريدون سلب الناس سربال دينهـم = وقد كان درع الدين في الناس سابغا ( هذا البيت رائع ) .
§ عسى الله أن يأتي بفتـح فتنجلـي = غشاوة غش شرهـا قـد تفاشغـا ( آمين آمين آمين ) .

بارك الله فيكما ..

(فاتغا) : يقال: فتغه إذا وطئه وطئاً شديداً حتى يشدخه، وهو تصوير لشدة الخطب المدلهم على الأمة وشدة معاناتها منه حتى أحدث فيها شدخاً بل شدوخاً.

(يدهدي): يُدَحْرِج، هذا أصل معناه لكن له إطلاق خاص على ما يصنعه الجعل بالدُّهْدِية، وهي العذرة التي يدهديها، فكنيت بالفعل رغبة عن التصريح باللفظ القبيح، والغرض تقبيح ما يأتي به بعض أؤلئك القوم ولا يجدون من يردعهم.

(فالغا): فلغه أي ضربه على رأسه بالعصا حتى يشجه كناية عن غياب درة عمر.
قال أبو منصور الأزهري: قال الأصمعي: فلغ رأسه بالعصا يفلغه وثلغه يثلغه فلغاً وثلغاً: إذا شدخه.

(الروادغا): جمع ردغة وهي الوحل الذي يستقذره الناس، وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث ابن عمر مرفوعاً: (من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال). وفي رواية عند الطبراني: (وليس بخارج) والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

والمقصود أن أهل الخير إذا لم يستمسكوا بعزتهم لم يجدوا عند أهل الشر إلا الذل والمهانة.

الله يجزاك خير على الرسالة السامية التي ضمنتها في قصيدتك.
وعسى الله يثيبك على حملك هم الأمة والنصح لها ..

قصيدة قوية ، و بليغة ..
( ياليت يحطونها ضمن كتاب النصوص في مدارسنا )!