سؤال عن حكم مجاورة المساجد للقبور
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يعتبر في الفواصل بين المساجد والقبور كون ملكية أرض المسجد غير ملكية أرض المقبرة ولو تجاورا ولم يفصل بينهما فاصل حسي؟
وهل يعتبر السياج فاصلا شرعيا للمقبرة ولو وجدت في قبلة المسجد ولم يفصل بينهما إلا أمتار معدودة؟
هل تعتبر الجنازة في مقام القبر من حيث حرمة الصلاة إليها وكيف تجتنب أثناء الصلاة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يجب عند الاختيار أن لا تكون المقبرة المجاورة للمسجد في قبلة المسجد ولا خلفه، وإنما تكون عن يمينه أو شماله مع مسافة كافية؛ كحال مقبرة البقيع بالنسبة للمسجد النبوي؛ لأن المقبرة إذا كانت في قبلة المسجد ؛ كان ذلك فيه نوع من الصلاة إلى القبور، وهذا لا يجوز؛ لصحة النهي عن اتخاذ القبور مساجد والنهي عن الصلاة إلى القبر.
وكذلك إذا كانت المقبرة خلف المسجد فإنه في حال كثرة المصلين واتصال الصفوف وعدم وجود حواجز فاصلة قد تصل الصفوف إلى المقبرة؛ ولا تجوز الصلاة في المقبرة.
وإذا وجد في بلد من البلدان اضطرار بسبب ضيق المكان وغلاء الأراضي وغير ذلك بما يعذر به شرعا بحيث لا يمكن إلا أن تكون المقبرة في قبلة المسجد أو خلفه ؛ فيوضع فاصل كافٍ ويجعل بين المسجد والمقبرة ممرّ يزيل اتصال المسجد بالمقبرة، وتسوّر المقبرة لتتميّز حدودها، ولا تصل الصفوف إلى داخلها.
وأما شأن ملكية الأرض في الأصل فلا اعتبار له.
وأما الجنازة التي تحضر لأجل الصلاة عليها ؛ فعمل المسلمين لم يزل على أنها تكون في المسجد حين يؤدي الناس الفريضة ثم يصلى على الجنازة، بأن تنقل الجنازة إلى موضع الإمام، أو يتحول الإمام إلى الموضع الذي فيه الجنازة، وكلا الأمرين جائز، وقد صحّا عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد صلى على سهيل ابن البيضاء في المسجد كما في حديث عائشة، وكان أكثر ما يصلى على الجنازة في الموضع الذي بين المسجد ومقبرة البقيع؛ حتى كان يسمّى مصلى الجنائز.