معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   المفضليات (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=85)
-   -   46: قصيدة المرقش الأكبر: سَرَى لَيْلاً خَيَالٌ مِنْ سُلَيْمى = فَأَرَّقَنِي وأَصْحَابي هُجُودُ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=9484)

علي بن عمر 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م 04:15 PM

46: قصيدة المرقش الأكبر: سَرَى لَيْلاً خَيَالٌ مِنْ سُلَيْمى = فَأَرَّقَنِي وأَصْحَابي هُجُودُ
 
وقد كان مرقش وهو في ذلك الكهف قال:

سَرَى لَيْلاً خَيَالٌ مِنْ سُلَيْمى = فَأَرَّقَنِي وأَصْحَابي هُجُودُ
فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ = وأَرْقُبُ أَهْلَهَا وهُمُ بعيدُ
عَلَى أَنْ قَدْ سَمَا طَرْفِي لِنَارٍ = يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطَى وَقُودُ
حَوَالَيْهَا مَهاً جُمُّ التَّرَاقى = وأَرْآمٌ وغِزْلاَنٌ رُقُودُ
نَوَاعِمُ لا تُعالِجُ بُؤْسَ عَيْشٍ = أَوَانِسُ لا تُرَاحُ وَلا تَرُودُ
يَرُحْنَ مَعاً بِطَاءَ المَشْيِ بُدًّا = عليهنَّ المَجَاسِدُ والبُرُودُ
سَكَنَّ ببلْدَهٍ وسَكَنُْ أُخْرَى = وقُطِّعَتِ المَوَاثِقُ والعُهُودُ
فَما بَالِى أَفِي ويُخَانُ عَهْدِي = وما بالِي أُصَادُ وَلا أَصِيدُ
ورُبَّ أَسِيلةِ الخَدَّيْنَ بِكْرٍ = مُنَعَّمَةٍ لها فَرْعٌ وجِيدُ
وذُو أُشُرٍ شَتِيتُ النَّبْتِ عَذْبٌ = نَقِيُّ اللَّوْنِ بَرَّاقٌ بَرُودُ
لَهوْتُ بها زَماناً مِن شَبابي = وزَارَتْها النَّجائِبُ والقَصِيدُ
أُناسٌ كلَّما أَخْلَقْتُ وَصْلاً = عَنَانِي منهُمُ وَصْلٌ جَدِيدُ

محمد أبو زيد 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م 12:49 PM

شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
 
46


وقد كان مرقش وهو في ذلك الكهف قال*


1: سرى ليلا خيال من سليمى = فأرقني وأصحابي هجود
2: فبت أدير أمري كل حال = وأرقب أهلها وهم بعيد
3: على أن قد سما طرفي لنار = يشب لها بذي الأرطى وقود
4: حواليها مها جم التراقي = وأرام وغزلان رقود
5: نواعم لا تعالج بؤس عيش = أوانس لا تراح ولا ترود
6: يرحن معا بطاء المشي بدا = عليهن المجاسد والبرود
7: سكن ببلدة وسكنت أخرى = وقطعت المواثق والعهود
8: فما بالي أفي ويخان عهدي = وما بالي أصاد ولا أصيد
9: ورب أسيلة الخدين بكر = منعمة لها فرع وجيد
10: وذو أمر شتيت النبت عذب = نقي اللون براق برود
11: لهوت بها زمانا من شبابي = وزارتها النجائب والقصيد
12: أناس كلما أخلقت وصلا = عناني منهم وصل جديد


جو القصيدة: وهذه القصيدة أيضا من آخر شعر المرقش، قالها في الكهف الذي تركه فيه الغفلي، كما نص عليه الأنباري، ويفهم من الأغاني 5: 182 أنه قالها عند حبيبته أسماء قبل أن يموت. وقد بدأها بحديث الطيف، ثم وصف نار قوم الحبيبة واجتماع أترابها الغواني حولها، وراح يشبب بهن. وأشار في البيت 7 إلى رحلة أسماء إلى أرض مراد. وفي البيت 8 إلى وفائه لها وثباته على العهد. ثم استعاد فيما بعد ذكريات شبابه.
تخريجها: هي في الأغاني 5: 182. والأبيات 1، 2، 12، 5، 6، 7 في شعراء الجاهلية 285. والبيت 9 في شواهد العيني 4: 72. وانظر الشرح 460-462.
(3) سما: ارتفع. يشب: يرفع الحطب حواليها، وهو الوقود. الأرطى، بسكون الراء: شجر ينبت في الرمل، وذو الأرطى: موضع ينبت فيه.
(4) المها: بقر الوحش. جم التراقي: لا حجم لعظامها قد غمرها اللحم، والتراقي: جمع ترقوة، وهي مقدم الحلق في أعلى الصدر. الأرآم: الظباء البيض، واحدها رئم. وعنى بالمها والأرآم والغزلان النسوة اللواتي ينعت.
(6) معا: أي مجتمعات. البد: جمع بداء، بفتح الباء وتشديد الدال، وهي الكثيرة لحم الفخذين حتى تصطكا. المجاسد: جمع مجسد، بكسر الميم وضمها مع سكون الجيم وفتح السين، وهو الثوب المشبع صبغا بالجساد، وهو الزعفران، أو هو الثوب الذي يلي الجسد.
(7) يعني العهود التي كانت بينه وبين عمه عوف.
(10) الأشر، بضمتين وبضم ففتح: تحزز في الأسنان يكون في الأحداث. شتيت النبت: أي ثغرها متفرق الثنايا. برود: نقل الأنباري عن أحمد بن عبيد أنه من البرد، أي ذو برد. وهذا المعنى ليس في المعاجم.
(12) أخلقت: أبليت. عناني: أهمني وأتبعني.

محمد أبو زيد 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م 09:19 PM

شرح المفضليات لابن الأنباري
 
وقد كان مرقش وهو في ذلك الكهف قال

1: سرى ليلاً خيال من سليمى.......فأرقني وأصحابي هجود
2: فبت أدير أمري كل حال.......وأرقب أهلها وهم بعيد
أبو جعفر: وأذكر أهلها.
3: على أن قد سما طرفي لنار.......يشب لها بذي الأرطى وقود
قال أبو جعفر: (سما): ارتفع، وقوله (يشب) أي: يرفع الحطب حواليها.
4: حواليها مهاجم التراقي.......وأرآم وغزلان رقود
أبو جعفر: (حواليها مهاجم) المآقي. قال أبو جعفر: (الأرآم) الظباء البيض واحدها رئم ومساكنها الرمل.
قال أبو عكرمة: جم التراقي لا حجم لعظامها قد غمرها اللحم.
5: نواعم لا تعالج بؤس عيشٍ.......أوانس لا تراح ولا ترود
6: يرحن معا بطاء المشي بدًا.......عليهن المجاسد والبرود
قال أبو عكرمة: قوله (معًا) أي مجتمعات، و(بطاء المشي) أي يمشين على تؤدةٍ والبد جمع أبد والأنثى بداء وهو كثرة لحم الفخذين حتى تصطكا، و(المجاسد): جمع مجسد ومجسد وهو الثوب يصبغ بالزعفران أكثر الصبغ، ويقال هو الثوب الذي يلي الجسد، قال أبو جعفر: المجسد ما ولي الجسد والمجسد المشبع صبغًا بالزعفران.
7: سكن ببلدةٍ وسكنت أخرى.......وقطعت المواثق والعهود
يعني العهود التي كانت بينه وبين عمه عوف.
8: فما بالي أفي ويخان عهدي.......وما بالي أصاد ولا أصيد
9: ورب أسيلة الخدين بكرٍ.......منعمةٍ لها فرع وجيد
10: وذو أشرٍ شتيت النبت عذب.......نقي اللون براق برود
قال أبو عكرمة: (الأشر) تحزز في الأسنان يكون في الأحداث، ومنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعنت الواشرة والمستوشرة)) وهي المرأة الكبيرة تحزز أسنانها لتشبه بالشباب والواشرة هي الفاعلة بالمستوشرة وهي التي تشر ثناياها، ومنه قولهم: أعييتني بأشر فكيف أرجوك بدردر وذلك أن دغة التي توصف بالحمق فيقال أحمق من دغة أخذ زوجها ولدها فقبله وقال بأبي دردرك فقالت: كل أهلك دردران أي فدني كما فديته فقال: أعييتني بأشر فكيف أرجوك بدردر أي: أعييتني صبية فكيف وأنت عجوز، وقوله (شتيت النبت) أي: ثغرها متفرق الثنايا. وقوله (براق برود) أي يتريع الماء في ثغرها ويبرق. وماء الأسنان الظلم ويقال الشنب ماء الأسنان خاصةً.
قال ابن الانباري: قال حدثنا أبي: قال حدثنا أبو عكرمة قال: حدثنا الرياشي قال: وقلت للأصمعي: ما الشنب فقد اختلف فيه؟، فأخذ حبة رمان يقلبها ويريني ماء، وأنشد في الظلم أنه ماء الأسنان خاصة.
وباردًا طيبًا عذبًا مقبله = مخيفًا نبته بالظلم مشهودًا
وروى أبو جعفر براق برود من البرد أي ذو برد. وقال ذو أشر فيه تثلم وذلك للحداثة.
11: لهوت بها زمانًا من شبابي.......وزارتها النجائب والقصيد
12: أناس كلما أخلقت وصلاً.......عناني منهم وصل جديد
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا. والعرب تقول: عنيت بالشيء أعني به فأنا معني من العناية، وعنيت فيه أي تعبت ونصبت وابن الأعرابي يقول عنيت بالشيء وعنيت به فأنا معني وعان به وأنشد:
عان بأولاها طويل الشغل.......له جفيران وأي نبل
[شرح المفضليات: 460-462]


الساعة الآن 07:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir