سؤال: لماذا ذُكر في (الفقه الميسر) أن مسابقة الإمام ورفع البصر إلى السماء من مكروهات الصلاة، والأحاديث الواردة في ذلك تدل على التحريم؟
 

السلام عليكم
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ذكر في الفقه الميسر من مكروهات الصلاة: مسابقة الإمام ورفع البصر إلى السماء، لكن الأحاديث المذكورة فيها يفهم منها أنها أمور محرمة والله أعلم
مثل حديث: (أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار)
وحديث: (لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم)
فكيف تكون مكروهة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للعلماء ثلاثة أقوال في حكم رفع البصر إلى السماء في الصلاة:
القول الأول: أنه مكروه، وهو المشهور من قول فقهاء المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وقد قرنوه مع مكروهات الصلاة الأخرى من النظر إلى ما يلهي في الصلاة ونحو ذلك، ونقل ابن بطال الإجماع على كراهة رفع البصر إلى السماء في الصلاة.
والقول الثاني: أنه محرّم، لظهور التغليظ في النهي عن رفع البصر إلى السماء والوعيد عليه، وهذا قول ابن المنذر، وقال به بعض فقهاء المذاهب.
والقول الثالث: أنه مبطل للصلاة مع حرمته، وهو قول ابن حزم.

ولا أعلم صارفاً صحيحاً للنهي من التحريم إلى الكراهة، وما ذكره بعض فقهاء المذاهب من الصوارف فيه تكلّف وبعد، والأقرب الحكم بتحريمه، والله تعالى أعلم.