سؤال عن كتاب (التَّكْفِيرُ وَضَوَابِطُه) للدكتور إبراهيم بن عامر الرّحيليّ
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نظرت في مباحثه بعد سؤالك نظرة لا تكفي في بيان الرأي فيه بياناً جلياً، وذلك لكثرة مباحث الكتاب، وتعرضه لمسائل تحتاج إلى تحرير جيد، لكن أرشد طلاب العلم إلى أمر مهم، وهو أن من مسائل العلم مسائل كبار يستدعي النظر فيها الإلمام الجيد بأبواب من العلم قبل التأهل لدراستها، ومن ذلك مسائل التكفير وأحكامه، فأوصي طلاب العلم ألا يتعجلوا القراءة فيها قبل أن يكتسبوا التأصيل العلمي في أبواب من الاعتقاد والفقه وأصول الفقه لتعلق حكم التكفير بالفتوى ولخطورة الخوض في هذه المسائل بلا بينة، ومن أهم ما يحتاجه الدارس لهذه المسائل دراسة مباحث الإيمان في كتب الاعتقاد وضبطها جيداً، ثم دراسة باب حكم المرتد من كتب الفقه وضبط مسائله جيداً، ومعرفة مواضع الإجماع والخلاف، ودرجات الخلاف، ودراسة نواقض الإسلام كذلك دراسة جيدة، ويكون لديه مع ذلك إلمام جيد بأحكام المفتي والمستفتي ومقاصد الشريعة، بعد ذلك أرجو له أن يتأهل لدراسة مسائل التكفير وشروطه وضوابطه.
وأنا أحذر من الاستعجال في دراسة هذه المسائل قبل التأهل لدراستها ، فالعلم يسار فيه بالتدرج، وإذا بلغ طالب العلم تلك المرتبة سيجد أن فهم تلك المسائل سهل ميسور لأنه ترقى في العلم وتأصل فيه جيداً، وأتى الأمر من بابه، ولم يتفوقه تفوقاً.
والذي أخشاه على بعض طلاب العلم ما وجدته قد وقع فيه جماعة من طلاب العلم تعجلوا النظر في تلك المسائل قبل التأهل، واغتروا بما أوتوا من ذكاء، فانحرفوا في فهم تلك المسائل انحرافاً بيناً، ويحسبون أنهم مهتدون، فتشدد بعضهم، وتجرأ على التكفير بغير مكفر لما أساء فهم بعض الأدلة والقواعد، ووقع بعضهم في نوع من الإرجاء.
ولو أنهم صبروا حتى يتأهلوا لدراسة تلك المسائل، واعتنوا بأمر النية الصالحة عند دراستها، والوقوف عند كلام أهل العلم الراسخين فيه لرجوت أن يوفقوا للحق في تلك المسائل.

جزاك الله خيرا شيخنا على هذه النصيحة الغالية التي قل أن تجد من يرشدك إليها
بإذن الله نلتزم بها وسنعتني بما ذكرت وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبصرنا بالطريق الصحيح لطلب العلم وأن يوفقنا لسلوكه
بارك الله لك في علمك ووقتك