معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كشف الشبهات (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   الجواب الثامن: أن الله كفَّر أناساً بسبب كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=288)

عبد العزيز الداخل 2 ذو القعدة 1429هـ/31-10-2008م 02:28 AM

الجواب الثامن: أن الله كفَّر أناساً بسبب كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح
 
وَكَذَلِكَ الَّذِينَ قالَ اللهُ تعالى فِيهِم: {قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، فَهَؤلاءِ الَّذِينَ صَرَّحَ اللهُ فِيهِمْ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَهُمْ مَعَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكٍ قَالُوا كلمَةً ذَكَرُوا أَنَّهُم قَالُوهَا عَلى وَجْهِ المَزْحِ.

فَتَأمَّلْ هذِهِ الشُّبْهَةَ وَهِيَ قَوْلُهُم:تُكَفِّرُونَ المُسْلمينَ؛ أُناساً يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَيُصَلُّونَ، وَيَصُومُونَ، ويحجُّون، ثُمَّ تَأَمَّلْ جَوَابَها فَإِنَّهُ مِنْ أَنْفَعِ ما في هَذِهِ الأَوْراقِ.

مسلمة 12 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م 08:41 PM

شرح سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
 
(وَكَذَلِكَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِم: {أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فهؤلاء الذين صَرَّحَ اللهُ أَنَّهُم كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِم وهم مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالُوا كَلِمَةً ذَكَرُوا أَنَّهُم قَالُوهَا عَلَى وَجْهِ المَزْحِ) كَفَرُوا بِسَبَبِ كَلِمَةٍ واحِدَةٍ، وَهُم يَعْمَلُونَ الأَعْمَالَ الشَّرْعِيَّةَ ويَعْمَلُونَ أَعْمَالَ المُسْلِمِينَ، فَصَارُوا بِهَا كُفَّارًا بَعْدَ إِيمَانِهِم؛ لَمَّا صَدَرَ مِنْهُم شَيْءٌ وَاحِدٌ صَارُوا كُفَّارًا مُرْتَدِّينَ، فَبِهَذَا تَنْكَشِفُ شُبْهَةُ المُشَبِّهِ بِهَذِه الشُّبْهَةِ.

(2) (فَتَأَمَّلْ هَذِه الشُّبْهَةَ وهي قَوْلُهُم: تُكَفِّرُونَ مِن المُسْلِمِينَ أُنَاسًا يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ويُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ، ثُمَّ تَأَمَّلْ جَوَابَهَا) يَعْنِي مَا ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ عَلَيْهَا مِن الأَجْوِبَةِ (فَإِنَّهُ مِن أَنْفَعِ مَا فِي هَذِه الأَوْرَاقِ) فَإِنَّهُ مِن أَنْفَعِ مَا ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ في هَذَا المُؤَلَّفِ؛ وذَلِكَ لأَِنَّهَا شُبْهَةٌ قَدْ تَرُوجُ عَلَى مَن لاَ يَعْرِفُ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَظُنُّ أَنَّ مَا ذَكَرَهُ المُشَبِّهُ فُرُوقٌ مُؤَثِّرَةٌ؛ وَبِمَا ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ يَتَبَيَّنُ لَكَ أَنَّهَا فُرُوقٌ غَيْرُ مُؤَثِّرَةٍ، فَإِنَّ أَهْلَ العِلْمِ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ هَذِه فُرُوقٌ لاَ تُؤَثِّرُ.

مسلمة 12 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م 08:44 PM

شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (م )
 
(1) قولُهُ: (ويُقالُ أيضًا: الَّذين قالَ اللهُ فيهم:
{يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا}...) إلخ، هذا جوابٌ سابعٌ، مَضمونُهُ واقِعَتَانِ:
الأولى: أنَّ اللهَ تعالى حَكَمَ بكُفْرِ المُنافِقِينَ الَّذينَ قالوا كلمةَ الكفرِ، معَ أنَّهم كانوا معَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلُّونَ ويُزَكُّونَ ويَحُجُّونَ ويُجاهِدونَ ويُوَحِّدونَ.
الثَّانيةُ: أنَّهُ حكَمَ بكفرِ المُنافِقِينَ الَّذينَ اسْتَهْزَئُوا باللهِ وآياتِهِ ورسولِهِ وقالُوا: (ما رَأَيْنا مِثلَ قُرَّائِنا هؤلاءِ أَرْغَبَ بُطونًا، ولا أَكْذَبَ أَلْسُنًا، ولا أَجْبَنَ عندَ اللِّقاءِ) يَعْنِي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابَهُ القُرَّاءَ، فأنْزَلَ اللهُ فيهم: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، فَحَكَمَ بكُفْرِهم بعدَ إيمانِهم معَ أنَّهم ذَكَروا أنَّهم كانوا يَسْتَهْزِئُونَ ولمْ يَقولوا ذلكَ على سبيلِ الجِدِّ، وكانوا يُصَلُّونَ ويَتَصَدَّقونَ.



حاشية الشيخ صالح العصيمي

(1) لأن هذه الشبهة من أشد شبه أعداء الدعوة، وقد أطال إمام الدعوة في ذكر الأجوبة عنها بما لم يفعله في غيرها، ولهذا قال: (فإنه من أنفع ما في هذه الأوراق).
ومما يستطرف ذكره أن قوله هنا: (هذه الأوراق) فيه إشارة إلى تقليلها تسهيلاً على المتعلم وترغيباً له في مطالعتها وحفظها.

ثمَّ ذَكَرَ المؤلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ أنَّ الجوابَ على هذهِ الشُّبْهةِ مِنْ أَنْفَعِ ما في هذهِ الأوْراقِ (1).

مسلمة 12 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م 08:45 PM

شرح فضيلة الشيخ صالح الفوزان
 
(2) الوَجْهُ الخَامِسُ: أنَّ اللهَ كَفَّرَ أُنَاسًا بِسَبَبِ كَلاَمٍ قَالُوهُ عَلَى وَجْهِ المِزَاحِ واللَّعِبِ وأَنْزَلَ في شَأْنِهِم: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (65)لاَ تعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} مَعَ أَنَّهُم يُصَلُّونَ، وَقَدْ غَزَوْا مَعَ الرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في غَزْوَةِ تَبُوكَ، لَكِنْ لَمَّا قَالُوا هذه الكَلِمَةَ كَفَرُوا بعدَ إِيمَانِهِم، ولَمْ يَنْفَعْهُم أَنَّهُم يُصَلُّونَ ويَصُومُونَ ويُجَاهِدُونَ.
فَهَذِهِ الوُجُوهُ فيها إِبْطَالُ هذه الشُّبْهَةِ، وفي الحَقِيقَةِ أنَّها مِن أَعْظَمِ الشُّبَهِ، ولكنَّ جَوَابَهَا واضِحٌ وللهِ الحَمْدُ.

وأمَّا قَوْلُهُم: إنَّ الَّذِينَ نَزَلَ فيهم القُرْآنُ لاَ يَشْهَدُونَ أَن لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، ويُكَذِّبون الرَّسولَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ويُنْكِرُونَ البَعْثَ، ويُكَذِّبُونَ القُرْآنَ ويَجْعَلُونَهُ سِحْرًا، ونَحْنُ نَشْهَدُ أَن لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ونُصَدِّقُ القُرْآنَ ونُؤْمِنُ بالبَعْثِ، ونُصَلِّي ونَصُومُ، فكيف تَجْعَلُونَنَا مِثْلَ أُولَئِكَ؟!!
فالجَوَابُ عنه: أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَدَّقَ اللهَ في شَيْءٍ وكَذَّبَهُ في شَيْءٍ فهو كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عن الإِسْلاَمِ، كَمَنْ آمَنَ بِبَعْضِ القُرْآنِ وجَحَدَ بَعْضَهُ، وكَمَنْ أَقَرَّ بالتَّوْحِيدِ وجَحَدَ وُجُوبَ الصَّلاَةِ، أو أَقَرَّ بالتَّوْحِيدِ والصَّلاَةِ وجَحَدَ وجُوبَ الزَّكَاةِ، أَوْ أَقَرَّ بِهَذا كُلِّه وَجَحَدَ الصَّوْمَ، أو أَقَرَّ بِهَذا كُلِّه وجَحَدَ الحَجَّ، وإِنْ كَانَ يَشْهَدُ أَن لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ.
الوَجْهُ السَّادِسُ: أنَّ مَنْ جَحَدَ وجُوبَ الحَجِّ كَفَرَ، وإِنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ويُصَلِّي ويَصُومُ، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلعَالَمِينَ} إلى قَوْلِهِ: {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ} فَدَلَّت الآياتُ عَلَى أَنَّ مَن جَحَدَ وُجُوبَ الحَجِّ كَفَرَ، وإِنْ كَانَ يَشْهَدُ أَن لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، فكيف بِمَنْ جَحَدَ التَّوْحيدَ وأَجَازَ عِبَادَةَ القُبُورِ؟!

مسلمة 12 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م 08:46 PM

شرح الشيخ صالح آل الشيخ
 



(كذلك الذين قال الله فيهم:
{قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُم} ففي هذه الآية صرح الله -جل وعلا- أنهم كفرو بعد إيمانهم وهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح) وهؤلاء كانوا من المنافقين؛ كما قال الله جل وعلا: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً}.
فدلت هذه الآيات على أن هؤلاء كانوا منافقين،وأن تكفيرهم لأجل ما حصل منهم من الاستهزاء بالله، والآيات، والرسول صلى الله عليه وسلم، فتعليق حكم التكفير في الآية بالاستهزاء بهذه الثلاثة؛ دل على أن المسلم الذي يُحكم بإسلامه ظاهراً إذا استهزأ بالله فإنه يكفر بعد إيمانه، أو استهزأ بآيِ الله المتلوة - يعني: بالقرآن - فإنه يكفر بعد إيمانه، أو استهزأ بالرسول -صلى عليه وسلم- فإنه يكفر بعد إيمانه.
{قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ} فدل هذا على تعليق التكفير بالاستهزاء بهذه الثلاثة، وهي:
-الاستهزاء بالله، ويدخل في ذلك السب، واللعن، وأشباه ذلك.
-أو الاستهزاء بالقرآن، أو بالآي نفسها، أو بسورة من القرآن.
-أو استهزاء بالرسول صلى عليه وسلم، أو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقبل منه اعتذاره بأنه لم يعتقد، أو أنه إنما قالها على وجه المزح واللعب {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فدل هذا على أن من حصلت منه كلمة الكفر فإنه يكفر بعد إسلامه، ويكفر بعد إيمانه، وهذا هو المراد من تقرير هذا الجواب.

قال -رحمه الله- بعد ذلك: (فتأمل هذه الشبهة، وهي قولهم: تكفرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله ويصلون ويصومون، ثم تأمل جوابها، فإنه من أنفع ما في هذه الأوراق).
وهذه الأجوبة -أظنها تبلغ تسعة أو عشرة- التي ذكرها الشيخ -رحمه الله- في جواب هذه الشبهة، وهي لاشك مثل ما وصفها الإمام رحمه الله أنها من أنفع ما في هذه الأوراق؛ لأن الأكثرين ممن أقروا بالتوحيد واعتقدوا صحته صعب عليهم أن يُخرجوا أحداً ممن أظهر الإسلام عن إسلامه بدعوة غير الله، ودعاء الأموات، والذبح لهم، وأشباه ذلك مما فيه صرف العبادة لغير الله؛ لأجل أن هؤلاء مسلمون يشهدون (أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله) ويصلون إلى آخره، حتى إن بعضهم في جبهته أثر العبادة، وحتى إن بعضهم يصوم يوماً ويفطر يوماً.

فيقول:كيف تحكمون عليه بالخروج من الدين وهذه حاله، وهذا ديدنه في العبادة وفي الطاعة وقيام الليل والصيام وكثرة التلاوة وكثرة الصلاة، لأجل أنه دعا غير الله، أو استغاث بغير الله، أو اعتقد في الولي الفلاني أنه يملك له نفعاً أو ضراً، أو أنه يتصرف في شيء من العالم؟ كيف تكفرونه وهو من أهل الصلاح؟


والجواب:أن العلماء - كما ذكر - ذكروا أجوبة كثيرة على هذا، وكل مسلم مهما كانت منزلته فإنه يكفر بعد إسلامه بالشرك؛ باعتقاد باطل، أو بقول باطل يضاد الإسلام من أصله، أو بعمل يضاد الإسلام من أصله كالسجود لصنم، أو رمي المصحف في القاذورات متعمداً عالماً، وأشباه ذلك، فإنه يكفر بعد إسلامه؛ لأنه فعل هذه الأشياء، والله -جل وعلا- قال لنبيه -عليه الصلاة والسلام- وهو أكرم الخلق: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ}.
قال: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ} يا محمد{لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} وفسر الشرك بعد ذلك بقوله: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} يعني: أن من عبد غير الله فهو المشرك الذي حبط عمله فقال: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} يعني: الذين خسروا عبادتهم، وخسروا دنياهم، وخسروا آخرتهم {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} يعني: اعبد الله وحده دون ما سواه {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ}.

مسلمة 12 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م 08:47 PM

العناصر
 
العناصر :

الجواب الثامن عن الشبهة الحادية عشرة
- قد كفر الله تعالى أناساً بسبب كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح واللعب
- إذا ارتكب العبد مكفراً لم تنفعه صلاته ولا صيامه ولا سائر عباداته .


الساعة الآن 08:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir