93: قصيدة ضمرة بن ضمرة النهشلي: ومشعلَة كالطيرِ نَهنَهت وِردها = إِذا ما الجبان يَدعِي وهوَ عاندُ
قال ضمرة بن ضمرة النهشلي ومُشعَلَةٍ كالطَّيْرِ نَهنَهْتُ وِرْدَها = إِذا ما الجبانُ يَدَّعِي وهْوَ عانِدُ عليها الكُمَاةُ والحديدُ فمِنهُمُ = مَصِيدٌ لأَِطْرافِ العَوالِي وصائِدُ شَماطِيطُ تَهْوِي للسَّوَامِ كأَنها = إِذا هَبَطَتْ غُوطاً كِلابٌ طَوارِدُ أُذِيقُ الصَّدِيقَ رَأفَتِي وإِحاطَتي = وقد يَشتَكِي مِنِّي العُدَاةُ الأَباعِدُ وذِى تِرَةٍ أَوْجَعْتُهُ وسَبَقْتُهُ = فقَصَّرَ عَنِّي سعْيُهُ وهْوَ جاهِدُ يَرَانِي إِذا لاقَيْتُه ذا مَهابةٍ = ويَقصُرُ عنِّي الطَّرفَ والوَجهُ كامِدُ وقدْ عَلِمَ الأَقوامُ أَنَّ أُرُومَتِي = يَفَاعٌ إِذا عُدَّ الرَّوَابي المَوَاجِدُ وقِرْنٍ تَرَكْتُ الطَّيْرَ تَحْجُلُ حَوْلَهُ = عليهِ نَجيعٌ من دَمِ الجَوْفِ جاسِدُ حَشَاهُ السِّنَانُ ثمَّ خَرَّ لأَِنْفِه = كَما قَطَّرَ الكَعْبَ المؤَرِّبَ نَاهِدُ وطارِقِ لَيْلٍ كُنْتُ حمَّ مَبِيتِهِ = إِذا قَلَّ في الحَيِّ الجَميعِ الرَّوَافِدُ وقُلتُ لهُ: أَهْلاً وَسهْلاً ومرْحَباً = وأَكْرَمْتُهُ حتى غَدَا وهْوَ حامدُ وما أَنا بِالسَّاعِي ليُحْرِزَ نفسَهُ = ولكنَّنِي عن عَوْرَةِ الحَيِّ ذائِدُ وإِنْ يَكُ مَجْدٌ في تَميمٍ فإِنهُ = نَمَانِي اليَفَاعُ نَهْشَلٌ وعُطارِدُ وما جَمَعا من آلِ سَعْدٍ ومالِكٍ = وبَعضُ زِنادِ القوْمِ غَلْثٌ وكاسِدُ ومَن يَتَبَلَّغْ بالحَديثِ فإِنهُ = علي كلِّ قَوْلٍ قِيلَ راعٍ وشَاهدُ |
شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
93 وقال ضمرة بن ضمرة النهشلي* 1: ومشعلة كالطير نهنهت وردها = إذا ما الجبان يدعي وهو عاند 2: عليها الكماة والحديد فمنهم = مصيد لأطراف العوالي وصائد 3: شماطيط تهوي للسوام كأنها = إذا هبطت غوطا كلاب طوارد 4: أذيق الصديق رأفتي وإحاطتي = وقد يشتكي مني العداة الأباعد 5: وذي ترة أوجعته وسبقته = فقصر عني سعيه وهو جاهد 6: يراني إذا لاقيته ذا مهابة = ويقصر عني الطرف والوجه كامد 7: وقد علم الأقوام أن أرومتي = يفاع إذا عد الروابي المواجد 8: وقرن تركت الطير تحجل حوله = عليه نجيع من دم الجوف جاسد 9: حشاه السنان ثم خر لأنفه = كما قطر الكعب المؤرب ناهد 10: وطارق ليل كنت حم مبيته = إذا قل في الحي الجميع الروافد 11: وقلت له: أهلا وسهلا ومرحبا = وأكرمته حتى غدا وهو حامد 12: وما أنا بالساعي ليحرز نفسه = ولكنني عن عورة الحي ذائد 13: وإن يك مجد في تميم فإنه = نماني اليفاع نهشل وعطارد 14: وما جمعا من آل سعد ومالك = وبعض زناد القوم غلث وكاسد 15: ومن يتبلغ بالحديث فإنه = على كل قول قيل راع وشاهد *ترجمته: هو ضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم كان من رجال بني تميم في الجاهلية لسانا وبيانا كان اسمه "شق" بكسر الشين، وكان أبوه ضمرة بن جابر صديقا للنعمان بن المنذر، ودخل شق هذا على النعمان بن المنذر فزرى عليه للذي رأى من دمامته وقصره فقال النعمان: تسمع بالمعيدي لا أن تراه! فقال: أبيت اللعن، إن الرجال لا تكال بالقفزان ولا توزن بميزان وإنما المرء بأصغريه بقلبه ولسانه، إن صال صال بجنان، وإن قال قال بببيان. فقال له النعمان: أنت ضمرة بن ضمرة، يريد أنت كأبيك، فصار اسمه ضمرة قال الجاحظ في البيان 1: 201 "وكان ضمرة خطيبا"، وكان فارسا شاعرا شريفا سيدا". وكان أحد حكام بني تميم المشهورين، انظر النقائض 139 وأمثال الميداني 1: 33 وبلوغ الأرب 1: 297-301 وابن ابنه نهشل بن حري بن ضمرة شاعر مجيد معروف. جو القصيدة: تحوم معانيها حول الحماسة، إذ هو يفخر بغلبته للكتائب العتيدة، ويصف هذه الكتائب وما بها من الكماة والحديد، ويفخر كذلك بغلبته لأقرانه ثم هو بعد يتمدح بجوده ورعايته لطارق الليل في الزمان الجديب، وبأنه رجل جماعة يهمه أمر القبيلة وعزها أكثر مما يهمه أمر نفسه ثم هو يفخر بمجد الآباء التالد، وشتان ما بين مجد تالد ومجد طريف. تخريجها: البيتان 1، 2 في النوادر 161 والبيتان 4، 5 في ديوان المعاني 1: 81 وانظر الشرح 633-637. (1) المشعلة: بفتح العين: الكتيبة تشعل للحرب، شبهها بالنار المشعلة، وجعلها كالطير لسرعتها، وإنما تسرع للثقة بشدة البأس، أو جعلها كالطير في كثرتها وبالكسر هي المنتشرة المتفرقة نهنهت: كففت. الورد: القطيع من الجيش والطير يدعي: ينتسب. العاند: المنحرف. (2) العوالي: أعالي الرماح والمعنى: فمنهم مأسور وآخر آسر. (3) شماطيط: متقطعة السوام: الإبل الراعية، كالسائمة أراد أن الكتيبة تسرع للغنائم الغوط: جمع غائط، وهو الواسع المطمئن من الأرض طوارد: قوانص. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة. (5) الترة: الثأر. (6) أي بها بني، ولا يملأ عينه من النظر إلي، استعظاما لي وفرقا مني. كامد: أسود. (7) الأرومة: الأصل. اليفاع: المرتفع. المواجد: العظيمة. (8) القرن: الكفء في الشجاعة النجيع: الشديد الحمرة. الجاسد: اللازق. (9) حشاه السنان: دخل في أحشائه قطره: رماه على قطريه، أي ناحيتيه. الكعب: عظم يلعب به. المؤرب من الكعاب: بكسر الراء كما ضبط في الأصول: المحرف، أي الحاد الأطراف وهذا الحرف لم يذكر في المعاجم الناهد: الصبي المرتفع يريد أنه طعنه فرمى به على رأسه كما يرمي الصبي الكعب. (10) حم مبيته: قصد مبيته، والحم: القصد الحي الجميع: الكثير الروافد: جمع رافد، والرفد المعونة. (11) انظر نظير الشطر الأول في 23: 11. (12) يحرز: يحفظ ويصون يقول: لا أجعل كبر همي إحراز نفسي، ولكنني أحامي عن حيي وأذود عنهم عدوهم. (13) نماني: رفعني. (14) الزناد: جمع زند، وهو الذي يقدح به النار الغلث، بسكون اللام: صفة من قولهم "غلث الزند" من باب "فرح" لم يور نارا، وهذه الصفة لم تذكر في المعاجم الكاسد من قولهم "كسدت السلعة" بارت المراد أن بعض القوم ضئيل النسب وانظر 23: 23. (15) يقول: من كان يتبلغ في الناس بشرفه الحديث فإن الناس يعرفون قديم شرفي ويفصلون بين باطل الفخر وحقه. |
شرح المفضليات لابن الأنباري
وقال ضمرة بن ضمرة النهشلي 1: ومشعلة كالطير نهنهت وردها.......إذا ما الجبان يدعي وهو عاند رواها الضبي (مشعلة) بالفتح جعلها كالنار التي تشعل: وكذلك قال فيها يعقوب إذا فتح العين. ورواها أحمد بن عبيد بكسر العين وقال: هي المنتشرة المتفرقة: وأنشد عن أبي عمرو: ومشعلة ترى السفراء فيها.......كأن وجوههم عصب نضاج قال الضبي: (المشعلة) الكتيبة تشعل للحرب شبهها بالنار المشعلة. قال: و(نهنهت): كففت ورددت. و(وردها) ما تسرع منها وجعلها كالطير لسرعتها وإنما تسرع للثقة بشدة البأس: فأراد أنه ردها على هذه الحال. وقوله: (يدعي) أي: ينتسب. و(العاند): المنحرف ويقال عند عن كذا وكذا إذا مال عنه. ويقال في مشعلة أشعلت ركضا وألهبت. 2: عليها الكماة والحديد فمنهم.......مصيد لأطراف العوالي وصائد قال الأصمعي: (العالية) من الرمح على ذراعين من السنان: والسافلة ما ولي الزج منه: والجبة ما دخل فيه الرمح من السنان وهي من الحديد: وما دخل فيها من الرمح يقال له الثعلب: ومنه قول أوس بن حجر: وأبيض جعدا عليه النسور.......وفي ضبنه ثعلب منكسر ومعنى البيت يقول فمنهم مأسور وآخر آسر. 3: شماطيط تهوي للسوام كأنها.......إذا هبطت غوطا كلاب طوارد لم يرو هذا البيت الضبي. ومعنى (شماطيط) متقطعة: يقال جاءت الخيل شماطيط وعساريات وعباديد وعبابيد أي: متقطعة: قال يعقوب: سمعت أبا عمرو يقول: أتانا في ثوب له شماطيط وأتانا في ثوب له رعابل أي: متقطع: وأنشد: يلحن من ذي زجل شرواط.......محتجز بخلق شنطاط.......على سروايل له أسماط شرواط: طويل. 4: أذيق الصديق رأفتي وإحاطتي.......وقد يشتكي مني العداة الأباعد ويروى: (فقصر) دوني سعيه. و(الترة) والوتر والذحل واحد في أحرف كثيرة. 5: وذي ترة أوجعته وسبقته.......فقصر عني سعيه وهو جاهد 6: يراني إذا لاقيته ذا مهابة.......ويقصر عني الطرف والوجه كامد أي: يهابني ولا يملأ عينه من النظر إلي استعظاما لي وفرقا مني. (والوجه كامد) أي أسود من فرقي: وقد كمد وجهه كمدا. 7: وقد علم الأقوام أن أرومتي.......يفاع إذا عد الروابي المواجد (أرومته): أصله ويقال أرومة بالضم. و(اليفاع): المرتفع و(الروابي): جمع رابية. 8: وقرن تركت الطير تحجل حوله.......عليه نجيع من دم الجوف جاسد (الجاسد): اللازق. و(النجيع): الشديد الحمرة. 9: حشاه السنان ثم خر لأنفه.......كما قطر الكعب المؤرب ناهد قال الضبي: يقال قطرت الرجل إذا رميت به على أحد قطريه: ويقال على رأسه والصواب على قطريه فأما على رأسه فيقال منتكت: يقال نكته فهو منكوت وانتكت الرجل إذا سقط على رأسه: قال الشاعر: منتكت الرأس فيه جائفة.......جياشة لا تردها الفتل ويقال بطحه إذا ألقاه على وجهه: وسلقه وسلقاه إذا ألقاه على ظهره. و(المؤرب من الكعاب) المحرف. و(الناهد) الصبي المرتفع وكل مرتفع ناهد يقال نهدنا إلى بني فلان أي ارتفعنا نريدهم ومنه نهود ثدي الجارية أي ارتفاعه يريد أنه طعنه فرمى به رأسه كما يرمي الصبي الكعب. وقوله (حشاه) أي: طعنه في بطنه. 10: وطارق ليل كنت حم مبيته.......إذا قل في الحي الجميع الروافد (حم مبيته) أي: قصد مبيته و(الحم) القصد: قال الشاعر: جاعلين الشأم قصدا لهم.......ولئن تم لنعم المنتقل قوله معتزل أي: من الفتن. وقوله موته أجر أي في زمن الطاعون الذي كان بالشأم فلذلك خص الشأم ولم يذكر غيره. و(الحي الجميع) الكثير. و(الروافد) جمع رافد كقولك فارس وفوارس: وهي أحرف يسيرة كقولك راهش ورواهش. وقال أبو عبيدة: الرفد بفتح الراء القدح الضخم بما فيه من القرى والرفد المعونة يقال رفدته عند الأمير أي: أعنته وهو من كل خير وعون: قال هذا من قول امرئ القيس: موته أجر ومحياه غنى.......وإليه من أذاة معتزل وأفلتهن علباء جريضا.......ولو أدركنه صفر الوطاب وقال الصمعي: (الرفد): القدح والرفد العمل: ومنه قول سلمة بن الخرشب الأ نماري: هرقن بساحوق جفانا كثيرة.......وأدين أخرى من حقين وحازر هرقن يعني الخيل وإنما يريد أصحابها فيريد قتلوا أصحاب هذه الجفان الذين كانوا يطعمون فيها وكأنهم بقتلهم إياهم هراقوا الجفان. والحقين المحقون: في الوطاب والحازر: الذي أخذ طعما من الحموضة. 11: وقلت له أهلا وسهلا ومرحبا.......وأكرمته حتى غدا وهو حامد (أهلا) أي: أصبت أهلا مثل أهلك فاستأنس: (وسهلا) سهل أمرك: (ومرحبا) أي: اتسع عليك أمرك: والرحبة من ذلك أخذت: قال عمرو بن الأهتم: وقلت له أهلا وسهلا ومرحبا.......فهذا شواء راهن وصديق يقول لا أجعل كبر همي إحراز نفسي ولكنني أحامي عن حيي وأذود عنهم عدوهم. و(ذاد) دفع وحمى: قال الشاعر: 12: وما أنا بالساعي ليحرز نفسه.......ولكنني عن عورة الحي ذائد يا ذائديها خوصا بسل.......من كل ذات ذنب رفل فما تكاد نبها تولي حوقها حمض بلاد فل.......وغتم نجم غير مستقل يقال قربا إلى الماء منها قليلا قليلا: وقال أبو النجم: يا ذائديها خوصا بأرسال.......ولا تذوداها ذياد الضلال وقال ابن أبي حفصة لرجل منهم: تخوص منهم ما أعطوك وإن قل. ويروى: يوائل نفسه: أي: ينجيها من قول الله عز وجل: {لن يجدوا من دونه موئلا}: ومنه قول بلال لأمية بن خلف: لا وألت إن وألت ولا نجوت إن نجوت. 13: وإن يك مجد في تميم فإنه.......نماني اليفاع نهشل وعطارد قال الضبي: (نماني): رفعني و(اليفاع): المرتفع أي: رفعني (نهشل وعطارد اليفاع). 14: وما جمعا من آل سعد ومالك.......وبعض زناد القوم غلث وكاسد يقول من كان يتبلغ في الناس بشرف حديث فإنه على كل قولي وافتخاري لقديم الشرف شاهد وراع يرعاه. 15: ومن يتبلغ بالحديث فإنه.......على كل قول قيل راع وشاهد [شرح المفضليات: 633-637] |
الساعة الآن 01:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir